"نحو شفاه السماء" للكاتب الروماني ماريوس كيلارو

بشار القيشاوي

صدر في مدينة ياش، عاصمة الثقافة الرومانية، مجموعة شعرية باللغة العربية للشاعر والباحث الروماني الكبير (ماريوس كيلارو) وحملت عنوان (نحو شفاه السماء) وقام بترجمتها للعربية الشاعر والروائي والمترجم العربي الكبير (منير مزيد). الترجمة التي تندرج في إطار مشروعه الكبير إذ يستعد حاليا، لأصدار أنطولوجيا الشعر الروماني الثانية التي ستكون أهم أنطولوجيا شعرية بين الأدبين العربي والروماني (سنابل الحكمة) وستحتوي على كل شعراء رومانيا المعاصرين، أما الأنطولوجيا الأولى للشعر الروماني (أكاليل الغار) فقد ركز فيها على الشعراء الذين اسهموا في قيام الثورة الرومانية ضد الاستبداد والقمع. وبالتزامن مع إصدار أنطولوجيا (سنابل الحكمة) سيطلق معها أنطولوجيا شاعرات العرب وعنوانها (عقد اللؤلؤ) باللغتين الإنجليزية والرومانية وقد سبق تلك الأعمال، إنجازه التاريخي أنطولوجيا الشعر العربي بثلاث لغات لتكون أول انطولوجيا شعرية تصدر بثلاث لغات. ويستعد أيضا شاعرنا الكبير للتوجه إلى تونس الخضراء لحضور حفل توقيع كتاب الشاعر والناقد التونسي (الطيب الجمازي) الذي يتناول تجربة شاعرنا الكبير (منير مزيد) والكتاب عبارة عن دراسة نقدية لكتاب شاعرنا (وجوديات). أما الشاعر والباحث الروماني ماريوس كيلارو، فهو يعد من أبرز الباحثين الرومان في الأدب الشرقي وخاصة الأدب العربي، وقد أصدر كتبا ودراسات في الأدب العربي والآداب الشرقية، وأهم هذه الأعمال: تاريخ الشعر العربي، والجهاد في الإسلام، والشعر الشرقي من الخيام إلى طاغور، وما بين الشرق والغرب.

وتحتوي المجموعة على أهم قصائد الشاعر وهي: لن يتم اختياره أبدا، الحبُّ، الخَلْق، العشاء الأخير، لا معقول، الشعرُ مفتاحُ عيونِ العالمِ، المعرفة الروحانية، قصّةُ حبٍّ أخرى لَمْ تَرَ ضوءَ اليومِ، العالم اليوم، تعاليم أجنبي لابنه الذي باعه، القاعدة، صورته الأخيرة،منذ متى كَانَ للعالم وجه زجاجي، حول الوهمِ والتناقضِ، سجين النسيانِ، عقدْ مع معبدِ الجسمِ، صورةُ الليلِ، أغنيةٌ شعبيةٌ يوميةٌ، المدينة، بغداد، وعلى ملخص عن سيرة الشاعر والباحث الروماني (ماريوس كيلارو) وسيرة الشاعر والروائي والمترجم العربي الكبير (منير مزيد) ومقدمة بقلم الناقد والشاعر الفلسطيني (محمود فهمي عامر) وجاء فيها:

(حاولت التهرب من مقدمة لشاعر موسوعي في ثقافته الدينية وفلسفته الإنسانية، وحائر قلق يبحث عن (الأنا)، ويعي مفهوم الانحراف المعرفي، والجهل الإنساني، وسوء الإدراك والتوهم في ظل التعصب الديني، والكذب الذاتي المعمد بمرحلة الفشل في النمو المعرفي، والتثبيت النرجسي، والفلسفات الاجتماعية النفعية التي تسعى إلى إصلاح الإنسان وحياته دون مرجعية دينية صافية، وترفض التبريرات الماورائية والقوى الخارجية فيما يحدث على سطح الكرة الأرضية من غضب إلهي جراء ما كسبته يد الإنسان المتعولمة، وما قامت به في دفع البشرية إلى مزيد من الصراعات الكونية. لقد وجدت شاعرا يحترم ذاته، ويعترف بأخطائه، ويحاول واعيا تعديل مساره الوجودي، والاستفادة من أخطاء غيره أو تجاوزاتهم، ويؤمن بالوازع الديني الإلهي، وقصور العقل الإنساني المسؤول عن تلك المؤسسات الاجتماعية التي تفسر الدين تفسيرا وظيفيا، وتستغل الأطفال والنساء كأرضية لمنافعها الشخصية في إقامه صرح على أحسن أحواله يكون في منطقة وسطى بين الديني واللاديني أو اللاأدرية، وهذا ما ورد في ثنايا ديوانه، وقصيدة (العالم اليوم) التي يقول فيها:

ماذا تريدُ؟
تلك هي حياةُ المدينةِ
شيوعيانِ طاعنانِ في السنِّ
يَشْعرانِ بندمٍ عميقٍ
للعهدِ السابقِ
رجلٌ هستيريٌّ يَغطّي عيونَهُ
بسببِ وجودِ الكثيرِ من الكراهيةِ
والمدينةُ تَتعقّبُ الأرواحَ في الليلِ
حَلّتْ مثلَ جنفاصٍ قديم
هنا حيثُ كُلُّ شخصٍ يَتظاهرُ بمعْرِفةِ
وجودِ اللهِ أو لا وجودَ لَهُ)..