شارك كل من سعيد يقطبن (جامعة محمد الخامس بالرباط) وشعيب حليفي(جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء) في فعاليات أيام الشارقة التراثية (الدورة20) والتي تمتد على مساحة الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر مارس، بمشاركة 42 دولة عربية وأجنبية وأنشطة متنوعة من بينها لقاءات فكرية لمطارحة عدد من القضايا التي تهم التراث العربي في تشابكه الفني والأدبي مع أشكال حديثة.
وفي هذا الاطار انعقدت يوم ثالث مارس 2023، ندوة في موضوع استثمار التراث في السرديات المعاصرة، ترأس هذا اللقاء، د/ منّي بونعامة (رئيس اللجنة الثقافية ومدير إدارة المحتوى والنشر) والذي أشار أن هذه الندوة تأتي ضمن أيام الشارقة التراثية التي تطل على جمهورها من جديد برؤية متجددة وقد أصبحت محطة وتظاهرة كبرى مؤسسة على قواعد مكينة تعكس اهتمام الشارقة بالتراث الثقافي وجهود معهد الشارقة للتراث. وأضاف د/ منّي بأن هذه الدورة (20) تأتي محتفية بالتراث والإبداع، التراث الكامن في الإبداع، والإبداع المستلهم من التراث، ومن ثمة فإن السرديات المعاصرة استطاعت بأساليب شتى وفي محطات مختلفة التصالح مع التراث لأنه شأن شامخ يحمل من رؤانا وهويتنا ما يجعله حاضرا بقوة.
المتدخل الأول، قدم د/ سعيد يقطين ورقة في كيفية استثمار قصيدة الحراز للجيلالي امتيرد (1851م)، أولا من طرف عدد من الزجالين والشعراء قبل أن يلتقطها، ثانيا، مسرح الطيب الصديقي في فترة مبكرة ويعيد بناءها على الركح ، وهو توظيف برؤية فنية ذات أبعاد متفردة.
وفي مداخلته، تحدث د/ أحمد العلواني (جامعة بنها بمصر) خل عن الأمثال الشعبية بدولة الإمارات والخليج، وخصوصا في ما يتعلق بصورة المرأة وتمثلات النخلة، بأمثلة متداولة قدم لها تفسيرات تكشف عن صور الاستثمار.
ورقة د/ شعيب حليفي حول استثمار التراث في الرواية العربية ، مشيرا إلى أن الكتابة كانت دائمة ذاكرة ترتبط بما سبقها من إرث ظاهر وخفي شكّل ذاكرة تختزن القيم وروح الحياة، وأعطى أمثلة بكتابات من أجناس مختلفة مع وهب بن منبه وابن الكلبي والطبري والمسعودي والجاحظ وابن المقفع.. قبل أن ينتقل إلى الحديث عن البدايات الأولى للرواية العربية والتي لامست التراث بشكل ينقصه الوعي الفني، ثم البدايات الفعلية مع نجيب محفوظ وطه حسين وعبد الرحمان الشرقاوي وتوفيق الحكيم، كما استعرض مجموعة من الروايات الحديثة في المغرب مصر والسودان والخليج لإبراز شكل وأهداف وجماليات استثمار الذاكرة التراثية العالمة والشعبية، وخلص في النهاية أن المساحة الثقافية للتراث شاسعة وتتطلب المزيد من الاشتغال عليها نقديا وإبداعيا .