قائمة الأعمال المتنافسة هذا العام تظهر مغادرة الدراما الجزائرية لموضوعاتها وأماكن تصويرها التقليدية.

 الجزائر - تخوض القنوات الجزائرية وهي التلفزيون الحكومي وفضائيتا “النهار” و”الشروق” الخاصتان تنافسا كبيرا خلال موسم الدراما الرمضانية لهذا العام، حيث تعرض نحو عشرة أعمال موزعة بين المسلسلات الدرامية الاجتماعية والتاريخية والكوميدية.

ويستأثر التلفزيون الحكومي بالكم الأكبر من الإنتاج حيث تقول إحصائيات إنه يقدم 99 في المئة من الإنتاج الوطني المخصص لشهر رمضان الحالي.

وفي الدراما الاجتماعية تعرض القناة مسلسل “الضامة” الذي يركز على الصراعات بين بين الأجيال؛ من أجل الحفاظ على المكتسبات الثقافية والاجتماعية. وتدور أحداث المسلسل بين العامين 2010 و2019. والمسلسل من إخراج يحيى مزاحم، وعدد حلقاته 26، كل حلقة من أربعين دقيقة وهو من بطولة ريم تاكوشت، وبوعلام بناني، ومصطفى لعريبي ومراد خان.

المسلسل الثاني يأتي بعنوان “حارة الشهداء”، وهو سلسلة درامية اجتماعية ترتبط أحداثها بحارة الشهداء وبالتحديد من يدير هذه الحارة والعلاقات الاجتماعية بين أهلها. ويتمثل الصراع طيلة المسلسل بين مالك الحارة، الذي يكلّف صهره بإدارة شؤونها، وبين أحد المستثمرين الفاسدين.

ويشارك في المسلسل الممثلون رشيد بن قوذيفة، وبهية راشدي، وخديجة مزيني، وزهير بلحر، وأسماء محجان، وتنيهيان وعبدالله جلاّب. ويعرض أيضا مسلسل بالأمازيغية بعنوان “آسيف نتزيزوا” من إخراج إدريس بن شرنين، ويروي قصة “باية” التي تفارق ابنتيها التوأم بعد هجرة والدهما بطريقة غير شرعية لتتزوج، ثم تعود للبحث عنهما.

كما يعرض أيضا مسلسل “إيزورن” الذي يتناول حكايات من ثورة التحرير والمسلسل من إخراج بوبكر سليمان، وهو مكون من 8 حلقات، مدة كل واحدة 45 دقيقة. ويُعرض بالأمازيغية والعربية. وتعرض القناة الحكومية أيضا العديد من أعمال السيتكوم، منها “العمري والعمرية”، و”قراجنا”، و”ضرة في دشرة”، و”ماينا”، و”إسعاف كوم”، و”بومليار 3”، و”الصناع”، و”يما تعزيزت”.

وتنافس القنوات الخاصة بمجموعة من الإنتاجات منها الجزء الثالث من مسلسل “بنت البلاد”، وهو من تأليف منال مسعودي وإخراج يوسف محساس، ويروي قصة أمير يعيش في الجزائر قرر الزواج من فتاة من أم إيطالية تنتمي إلى عائلة متحررة تعيش في أوروبا، لكن رغبتهما في الارتباط تصطدم برفض عائلتيهما، وبرغم ذلك يتزوجان ويتنقلان إلى مدينة برج بوعريريج شرق الجزائر للإقامة. غير أن الزوجة تجد نفسها مطالبة ببذل مجهود كبير للتكيف مع مجتمع محافظ.

كما يعرض أيضا مسلسل “الاختيار الأول”، وهو عمل جزائري – تونسي يضم كوكبة من نجوم الدراما من تونس منهم فتحي الهداوي ونضال السعدي وفاطمة برتقيس إلى جانب وجوه فنّية جزائرية. ويمزج مسلسل “حداش” بين الدراما والأكشن في طرحه لمواضيع من الواقع الجزائري. ويشارك في المسلسل الممثلون يوسف سحيري وعزيز بوكروني ونبيل شيالي، وهيفا رحيم ونجية لعراج، وهو من إخراج أسامة طبي.

كما تحضر الكوميديا في مسلسل “أخو البنات”، الذي أخرجه عبدالقادر جريو، واشترك في كتابة سيناريو العمل مع الممثل الكوميدي محمد خساني. وتشارك في العمل الممثلتان سارة لعلامة وسهيلة معلم، كما يعرف مشاركة أيقونة الكوميديا الجزائرية الفنانة باية بوزار التي تعرف باسم بيونة.

وتشارك بيونة العائدة إلى الشاشة بعد غياب طويل في مسلسل “الضامة” أيضا، رفقة كوكبة من الممثلين.

المسلسل يصنف ضمن الدراما الاجتماعية، حيث تدور أحداثه في حي باب الوادي الشعبي بالعاصمة الجزائر حول لعبة نسائية تسمى “الضامة”، من خلال قصة وأحداث موزعة على زمنين متقاربين ومختلفين، ويجمع المسلسل بين الأكشن والدراما الكلاسيكية. أشرف على إخراج مسلسل “الضامة” الجزائري يحيى مزاحم، بينما تكلفت سارة برتيمة بكتابة السيناريو.

وفي الكوميديا أيضا يعرض مسلسل “البطحة” وهو عمل يمزج بين ثنائيتي الدراما والكوميديا ليحاكي أوضاع الفقراء في المجتمع الجزائري ومشاكلهم وسلوكياتهم. والمسلسل أخرجه وليد بوشبح، بطولة نبيل عسلي وسارة لعلامة ونسيم حدوش.

كما يعود المخرج الجزائري المثير للجدل جعفر قاسم، الذي أخرج خلال الأعوام الماضية عدة مسلسلات كوميدية أبرزها “عاشور العاشر” و”ناس ملاح سيتي” و”جمعي فاميلي” إلى الظهور في رمضان الحالي من خلال مسلسل كوميدي ساخر بعنوان “يوميات عائلة مسوس”، والذي يعالج قضايا اجتماعية بطريقة كوميدية.

ويشارك في المسلسل ثلة من نجوم الكوميديا على غرار عثمان بن داود ورميساء غزالي وسامية مزيان بالإضافة إلى أسماء محجان ونوارة براح.

وتظهر قائمة الأعمال المتنافسة هذا العام مغادرة الدراما الجزائرية لموضوعاتها وأماكن تصويرها التقليدية، ونزولها إلى الأحياء الشعبية والطبقة الفقيرة والمتوسطة بتناولها موضوعات تقترب أكثر من عامة الجزائريين على اختلاف انتماءاتهم وتوجهاتهم، وهي تولي هذا العام الاهتمام بالهوية الأمازيغية بالإضافة إلى المواضيع ذات الطابع الاجتماعي التي يتنوع طرحها بين الكوميدي والدرامي.

وليست هذه المرة الأولى التي يكسر فيها الكتّاب والمخرجون الجزائريون النمطية ويغادرون الشقق الفخمة والفنادق، ويركزون على الأحياء الشعبية الهشة والفقيرة، فقد كانت أول تجربة حظيت بالإشادة المسلسل الجزائري “أولاد الحلال” الذي أخرجه التونسي نصرالدين السهيلي وعرض في العام 2019 ودارت أحداثه في حي الدرب الشعبي في مدينة وهران الجزائرية.