ملتقى الشروق الوطني السابع للمبدعين بمكناس: تكريم المبدع والناقد المغربي محمد إدارغة واحتفاء بالتجربة الشعرية المغربية
تواصل جمعية الشروق المكناسي للثقافة والرياضة والسياحة إشعاعها الثقافي المتميز بتنظيم ملتقى الشروق الوطني السابع للمبدعين يومي الجمعة 22 والسبت 23 ماي 2009 بمركز ملتقى الثقافات فندق الحناء في المدينة القديمة بمكناس، وقد حضرته كوكبة من المبدعين والنقاد والمهتمين بقضايا الشعر والإبداع الأدبي والفني وكان هذا الملتقى، بحق، تظاهرة ثقافية حية كرست الدور الثقافي والتنويري الرائد الذي اختطته جمعية الشروق المكناسي منذ تأسيسها سنة 1994 بمبادرة من الناقد والمبدع خليفة بباهواري وعدد من المبدعين الشباب. تكريم (السنجاب) سوف لن نلتزم في هذه التغطية بالتسلسل الزمني لفقرات الملتقى المسطرة في البرنامج، بل نبدأ بالعرس الثقافي الذي هيأته الجمعية ليلة الجمعة 22 ماي 2009 لتكريم الناقد والمبدع المغربي محمد إدارغة الذي رافق الأنشطة الثقافية للشروق المكناسي منذ تأسيسها، بالإضافة إلى ما عرف عنه من إسهامات نقدية وإبداعية جادة سواء في الملتقيات الثقافية أو في ما نشره في الصحافة الثقافية من حوارات مع مبدعين في الشعر والتشكيل والنقد والرواية والموسيقى والفوتوغرافيا وغيرها. ولعل سعة المشاركة في التكريم تعكس مدى ما يمتلكه إدارغة من سمعة طيبة في أوساط المثقفين والمبدعين. قام بتسيير حفل التكريم الأستاذ خليفة بباهواري رئيس الجمعية بمساعدة كل من بشرى بنخليفة وزينب بباهواري، وتخلله تقديم هدايا قيمة للمحتفى به من المشاركين. كانت مفاجأة التكريم هي الكلمة التي ألقاها الطفل إسماعيل إدارغة في حق أبيه المحتفى به، وهي كلمة بليغة وموزونة تعد بكاتب وناقد سيكون له ما لأبيه من شأن في عالم الثقافة والإبداع. ويمكن تقسيم المساهمات التي قدمت في التكريم على النحو التالي: 1 ـ المداخلات النقدية: وتميزت من بينها مداخلة الشاعر والناقد إبراهيم قهوايجي التي حملت عنوان (السنجاب)، وهو الاسم الذي اختاره عدد من مثقفي مكناس لصديقهم الناقد محمد إدارغة. ولعل الشاعر عبد الناصر لقاح هو مبتكر هذه التسمية حين أطلق على إدارغة اسم (السنجاب الجميل)، وكذلك مداخلة الشاعر عبد الرحيم أبو الصفاء: (العناصر الأدبية في الحبكة الفنية في قصص محمد إدارغة)، دون إغفال المداخلات النقدية الأخرى، وإن اتسمت بعضها بالإطالة التي لا يستوعبها حفل التكريم. 2 ـ الشهادات: وشارك جل الحاضرين في الإدلاء بشهاداتهم حول الناقد المحتفى به. وتميزت من بينها الشهادة التي ارتجلها الشاعر عبد الناصر لقاح، لما تضمنته من صدق واسترسال وعفوية. 3 ـ الشهادات الشعرية: ولم تخلو بعض الشهادات من مقاطع شعرية أهديت إلى المحتفى به من قبل عدد من الشعراء المشاركين، وتميزت من بينها شهادة الشاعر إسماعيل زويريق وهي قصيدة متينة البناء نظمت خصيصاً للمناسبة. التجربة الشعرية المغربية: صباح اليوم الثاني من أيام الملتقى كان مخصصا للندوة المركزية التي حملت عنوان (التجربة الشعرية في المغرب: الماضي والحاضر والمستقبل) التي قام بتسييرها الناقد محمد رمصيص وشارك فيها كل من الدكتور محمد قاسمي بمداخلة عنوانها (الشعر المغربي دراسة في التراكم)، والدكتور جميل حمداوي بمداخلته (القصيدة الكونكريتية في الشعر المغربي المعاصر) والأستاذ خليفة بباهواري بمداخلته (التجربة الشعرية في المغرب: مسارات الامتداد والقطيعة). في بداية الندوة أثار الناقد محمد رمصيص نقاطا عدة حول موضوع الندوة يتعلق أحدها بأشكال القصيدة المغربية، وما سماه (إشكالية اللاشكل) لكل نوع من أنواعها، بالإضافة إلى سؤاله المتعلق بمشروعية الحداثة الشعرية المغربية دون أن يتجاوز موضوعه المزج بين البحور أو ما سماه بشعرية المتعدد، متسائلا في الوقت ذاته عن سبب تخلي الشاعر المغربي عن صوت الجماعة، طارحا سؤال التخييل الشعري في البلاغة الجديدة. محمد قاسمي: غياب النقد الموضوعي. (الشعر المغربي: دراسة في التراكم) عنوان مداخلة د. محمد قاسمي الأستاذ بجامعة وجدة، وقد قال عنها إنها ليس قراءة في النصوص بقدر ما هي جهد في دراسة ما تراكم من التجربة الشعرية، حيث رصد الباحث رقم 1271 مجموعة شعرية صدرت منذ ثلاثينات القرن الماضي وحتى الألفية الثانية معتبرا ديوان (أحلام في الفجر) للشاعر عبد القادر حسين الصادر في 1936 أول مجموعة شعرية. أما من حيث التراكم العددي فقد جاءت المجاميع الشعرية هي الأولى، تليها الرواية فالقصة القصيرة ثم المسرح. على مستوى المؤسسات يشير الباحث إلى أن إتحاد كتاب المغرب هو الأول من حيث الإصدارات الشعرية، تليه وزارة الثقافة فاتحاد الكتاب العرب. كما يتوقف الباحث عند المجاميع المشتركة والعناوين المشتركة ومفهوم الأعمال الكاملة. يتقدم الشاعر حسن الأمراني زملاءه الشعراء من حيث عدد الإصدارات يليه الشاعر إسماعيل زويريق ثم الشاعر عبد الكريم الطبال ومحمد الطوبي معا فالشاعران محمد علي الرباوي ومحمد بنيس. أما بالنسبة للشاعرات فقد جاءت الشاعرتان أمينة المريني وحبيبة الصوفي في المقدمة حيث صدرت لكل منهما خمسة دواوين شعرية. وخلص الناقد في النهاية إلى غياب النقد الموضوعي عن كل مجموعة، وغياب المجموعات الشعرية عن المقررات الدراسية إسوة بالروايات هذا بالإضافة إلى ظاهرة تكرين الشعراء بعد موتهم وإهمالهم أحياء. جميل حمداوي: القصيدة الكونكريتية: من جانبه عرف الدكتور جميل حمداوي الأستاذ في جامعة الناظور القصيدة الكونكريتية بأنها القصيدة البصرية التي تحقق متعة للعين والأذن وتشتغل على البياض والسواد وتقوم بتبئير علامات الترقيم والتشظي الغرافيكي وتزاوج بين السمعي والمكاني. وبعد أن يحدد مستويات ثلاث للقصيدة الكونكريتية هي المستوى اللساني والتشكيلي والطباعي (الأيقوني) يتوقف، بعد استعراض ضاف بتطور القصيدة الكونكريتية، عند اثنين من روادها تنازعا على ريادتها في السبعينات وهما الشاعر محمد بنيس وبنسالم حميش منتهيا في تقييمه للتجربة إلى أنها فشلت في إقناع الشعراء بجدواها، حيث انتقل بنيس إلى القصيدة النثرية، وانتقل حميش إلى الرواية. خليفة بباهواري: لم نؤسس مشروعا شعريا: في مداخلته التي حملت عنوان (التجربة الشعرية: مسارات الامتداد والقطيعة) انطلق الأستاذ خليفة بباهواري من المنهج السوسيونقدي، طارحا تساؤلات عدة أساسية حول التجربة الشعرية المغربية، مبتدئا بسؤال صادم هو: (هل يمكن الحديث عن تجربة شعرية؟) ثم يعقبه بسؤال آخر يقول: (هل هناك تجربة أم تجارب؟) متسائلا في ذات الوقت عما إذا كان هناك امتداد وأخيرا (كيف يطرح سؤال الأجيال نفسه؟) ليستنتج بعد عرض شيق تناول المواقع الكتابية والأجيال الشعرية والملتقيات الثقافية لعدد من الجمعيات الشبابية، إلى أننا (ما زلنا لم نؤسس مشروعا شعريا). العرس الشعري في أمسيتين مكناسيتين دافئتين، حضر الشعر في فضاء فندق الحناء في المدينة القديمة، حيث افتتحت فعاليات ملتقى الشروق الوطني السابع للمبدعين بالأمسية الشعرية الأولى مساء الجمعة 22 مايو، وكانت من تسيير الشاعر والناقد إبراهيم قهوايجي، واختتم الملتقى في اليوم الثاني السبت 23 مايو بالأمسية الشعرية الثانية، وكانت من تسيير الشاعر العراقي فراس عبد المجيد. ويمكننا تقسيم قصائد الأمسيتين الى ثلاث مجموعات: المجموعة الأولى: الزجل الفلسفية. الشاعر احميدة البلبالي هو الآخر أضفى على الأمسية الشعرية الثانية لمسات حية من رؤاه الشعرية. والشاعر لحسن حاجي انضم إلى المجموعة المتفردة باستغلال المفردة الشعبية لاستنهاض قيم السحر والجمال. أما الشاعرة حياة النفوس كعبوش فكانت الصوت الأنثوي البارز في مجال القصيدة الزجلية الذي شد الأسماع واستحق التصفيق المتواصل. المجموعة الثانية: تعدد اللغات الشاعرة سعاد التوزاني، والشاعر عبد السلام مصباح، والشاعر أحمد نصرافي اختاروا جميعا أن يخاطبوا الحضور بلغة مزدوجة، حيث جاءت قصيدة الشاعرة التوزاني مزدوجة اللغة بين العربية والفرنسية وكذلك جاءت قصيدة الشاعر عبد السلام مصباح مزدوجة بين العربية والإسبانية كما اختار الشاعر أحمد نصرافي اللغة الفرنسية ليطل من بين حروفها على جمهرة الحاضرين. المجموعة الثالثة: تعدد الواحد قصائد المجموعة الثالثة تراوحت بين شعر التفعيلة وعمود الشعر والقصيدة النثرية وكلها باللغة العربية الفصحى حيث توالت قصائد الشعراء إسماعيل زويريق وإبراهيم قهوايجي وخليفة بباهواري وأحمد رجواني وفراس عبد المجيد ولحسن العابدي وعبد الحميد شوقي وعبد الهادي روضي وحميد تهنية وعبد الرحيم أبو صفاء وحسن شرو وسميرة جودي ووهيبة رايد ونعيمة زايد ومحمد بلبال ومحمد الزرهوني وحفيظة سيدي عمي ومحمد ملكاوي لتعزف كلها على تنويعات متعددة. كما صدحت في الأمسيتين معزوفات موسيقية على القيثارة للفنانين الشابين عثمان السني وتوفيق العثماني. ووصلات شجية من الغناء الشعبي للفنانين حفيظ المتوني والشيخ محمد الخشاني.
تواصل جمعية الشروق المكناسي للثقافة والرياضة والسياحة إشعاعها الثقافي المتميز بتنظيم ملتقى الشروق الوطني السابع للمبدعين يومي الجمعة 22 والسبت 23 ماي 2009 بمركز ملتقى الثقافات فندق الحناء في المدينة القديمة بمكناس، وقد حضرته كوكبة من المبدعين والنقاد والمهتمين بقضايا الشعر والإبداع الأدبي والفني وكان هذا الملتقى، بحق، تظاهرة ثقافية حية كرست الدور الثقافي والتنويري الرائد الذي اختطته جمعية الشروق المكناسي منذ تأسيسها سنة 1994 بمبادرة من الناقد والمبدع خليفة بباهواري وعدد من المبدعين الشباب.
تكريم (السنجاب) سوف لن نلتزم في هذه التغطية بالتسلسل الزمني لفقرات الملتقى المسطرة في البرنامج، بل نبدأ بالعرس الثقافي الذي هيأته الجمعية ليلة الجمعة 22 ماي 2009 لتكريم الناقد والمبدع المغربي محمد إدارغة الذي رافق الأنشطة الثقافية للشروق المكناسي منذ تأسيسها، بالإضافة إلى ما عرف عنه من إسهامات نقدية وإبداعية جادة سواء في الملتقيات الثقافية أو في ما نشره في الصحافة الثقافية من حوارات مع مبدعين في الشعر والتشكيل والنقد والرواية والموسيقى والفوتوغرافيا وغيرها. ولعل سعة المشاركة في التكريم تعكس مدى ما يمتلكه إدارغة من سمعة طيبة في أوساط المثقفين والمبدعين. قام بتسيير حفل التكريم الأستاذ خليفة بباهواري رئيس الجمعية بمساعدة كل من بشرى بنخليفة وزينب بباهواري، وتخلله تقديم هدايا قيمة للمحتفى به من المشاركين.
كانت مفاجأة التكريم هي الكلمة التي ألقاها الطفل إسماعيل إدارغة في حق أبيه المحتفى به، وهي كلمة بليغة وموزونة تعد بكاتب وناقد سيكون له ما لأبيه من شأن في عالم الثقافة والإبداع. ويمكن تقسيم المساهمات التي قدمت في التكريم على النحو التالي:
1 ـ المداخلات النقدية: وتميزت من بينها مداخلة الشاعر والناقد إبراهيم قهوايجي التي حملت عنوان (السنجاب)، وهو الاسم الذي اختاره عدد من مثقفي مكناس لصديقهم الناقد محمد إدارغة. ولعل الشاعر عبد الناصر لقاح هو مبتكر هذه التسمية حين أطلق على إدارغة اسم (السنجاب الجميل)، وكذلك مداخلة الشاعر عبد الرحيم أبو الصفاء: (العناصر الأدبية في الحبكة الفنية في قصص محمد إدارغة)، دون إغفال المداخلات النقدية الأخرى، وإن اتسمت بعضها بالإطالة التي لا يستوعبها حفل التكريم.
2 ـ الشهادات: وشارك جل الحاضرين في الإدلاء بشهاداتهم حول الناقد المحتفى به. وتميزت من بينها الشهادة التي ارتجلها الشاعر عبد الناصر لقاح، لما تضمنته من صدق واسترسال وعفوية.
3 ـ الشهادات الشعرية: ولم تخلو بعض الشهادات من مقاطع شعرية أهديت إلى المحتفى به من قبل عدد من الشعراء المشاركين، وتميزت من بينها شهادة الشاعر إسماعيل زويريق وهي قصيدة متينة البناء نظمت خصيصاً للمناسبة.
التجربة الشعرية المغربية: صباح اليوم الثاني من أيام الملتقى كان مخصصا للندوة المركزية التي حملت عنوان (التجربة الشعرية في المغرب: الماضي والحاضر والمستقبل) التي قام بتسييرها الناقد محمد رمصيص وشارك فيها كل من الدكتور محمد قاسمي بمداخلة عنوانها (الشعر المغربي دراسة في التراكم)، والدكتور جميل حمداوي بمداخلته (القصيدة الكونكريتية في الشعر المغربي المعاصر) والأستاذ خليفة بباهواري بمداخلته (التجربة الشعرية في المغرب: مسارات الامتداد والقطيعة).
في بداية الندوة أثار الناقد محمد رمصيص نقاطا عدة حول موضوع الندوة يتعلق أحدها بأشكال القصيدة المغربية، وما سماه (إشكالية اللاشكل) لكل نوع من أنواعها، بالإضافة إلى سؤاله المتعلق بمشروعية الحداثة الشعرية المغربية دون أن يتجاوز موضوعه المزج بين البحور أو ما سماه بشعرية المتعدد، متسائلا في الوقت ذاته عن سبب تخلي الشاعر المغربي عن صوت الجماعة، طارحا سؤال التخييل الشعري في البلاغة الجديدة.
محمد قاسمي: غياب النقد الموضوعي. (الشعر المغربي: دراسة في التراكم) عنوان مداخلة د. محمد قاسمي الأستاذ بجامعة وجدة، وقد قال عنها إنها ليس قراءة في النصوص بقدر ما هي جهد في دراسة ما تراكم من التجربة الشعرية، حيث رصد الباحث رقم 1271 مجموعة شعرية صدرت منذ ثلاثينات القرن الماضي وحتى الألفية الثانية معتبرا ديوان (أحلام في الفجر) للشاعر عبد القادر حسين الصادر في 1936 أول مجموعة شعرية. أما من حيث التراكم العددي فقد جاءت المجاميع الشعرية هي الأولى، تليها الرواية فالقصة القصيرة ثم المسرح.
على مستوى المؤسسات يشير الباحث إلى أن إتحاد كتاب المغرب هو الأول من حيث الإصدارات الشعرية، تليه وزارة الثقافة فاتحاد الكتاب العرب. كما يتوقف الباحث عند المجاميع المشتركة والعناوين المشتركة ومفهوم الأعمال الكاملة. يتقدم الشاعر حسن الأمراني زملاءه الشعراء من حيث عدد الإصدارات يليه الشاعر إسماعيل زويريق ثم الشاعر عبد الكريم الطبال ومحمد الطوبي معا فالشاعران محمد علي الرباوي ومحمد بنيس. أما بالنسبة للشاعرات فقد جاءت الشاعرتان أمينة المريني وحبيبة الصوفي في المقدمة حيث صدرت لكل منهما خمسة دواوين شعرية. وخلص الناقد في النهاية إلى غياب النقد الموضوعي عن كل مجموعة، وغياب المجموعات الشعرية عن المقررات الدراسية إسوة بالروايات هذا بالإضافة إلى ظاهرة تكرين الشعراء بعد موتهم وإهمالهم أحياء.
جميل حمداوي: القصيدة الكونكريتية: من جانبه عرف الدكتور جميل حمداوي الأستاذ في جامعة الناظور القصيدة الكونكريتية بأنها القصيدة البصرية التي تحقق متعة للعين والأذن وتشتغل على البياض والسواد وتقوم بتبئير علامات الترقيم والتشظي الغرافيكي وتزاوج بين السمعي والمكاني. وبعد أن يحدد مستويات ثلاث للقصيدة الكونكريتية هي المستوى اللساني والتشكيلي والطباعي (الأيقوني) يتوقف، بعد استعراض ضاف بتطور القصيدة الكونكريتية، عند اثنين من روادها تنازعا على ريادتها في السبعينات وهما الشاعر محمد بنيس وبنسالم حميش منتهيا في تقييمه للتجربة إلى أنها فشلت في إقناع الشعراء بجدواها، حيث انتقل بنيس إلى القصيدة النثرية، وانتقل حميش إلى الرواية.
خليفة بباهواري: لم نؤسس مشروعا شعريا: في مداخلته التي حملت عنوان (التجربة الشعرية: مسارات الامتداد والقطيعة) انطلق الأستاذ خليفة بباهواري من المنهج السوسيونقدي، طارحا تساؤلات عدة أساسية حول التجربة الشعرية المغربية، مبتدئا بسؤال صادم هو: (هل يمكن الحديث عن تجربة شعرية؟) ثم يعقبه بسؤال آخر يقول: (هل هناك تجربة أم تجارب؟) متسائلا في ذات الوقت عما إذا كان هناك امتداد وأخيرا (كيف يطرح سؤال الأجيال نفسه؟) ليستنتج بعد عرض شيق تناول المواقع الكتابية والأجيال الشعرية والملتقيات الثقافية لعدد من الجمعيات الشبابية، إلى أننا (ما زلنا لم نؤسس مشروعا شعريا).
العرس الشعري في أمسيتين مكناسيتين دافئتين، حضر الشعر في فضاء فندق الحناء في المدينة القديمة، حيث افتتحت فعاليات ملتقى الشروق الوطني السابع للمبدعين بالأمسية الشعرية الأولى مساء الجمعة 22 مايو، وكانت من تسيير الشاعر والناقد إبراهيم قهوايجي، واختتم الملتقى في اليوم الثاني السبت 23 مايو بالأمسية الشعرية الثانية، وكانت من تسيير الشاعر العراقي فراس عبد المجيد. ويمكننا تقسيم قصائد الأمسيتين الى ثلاث مجموعات:
المجموعة الأولى: الزجل الفلسفية. الشاعر احميدة البلبالي هو الآخر أضفى على الأمسية الشعرية الثانية لمسات حية من رؤاه الشعرية. والشاعر لحسن حاجي انضم إلى المجموعة المتفردة باستغلال المفردة الشعبية لاستنهاض قيم السحر والجمال. أما الشاعرة حياة النفوس كعبوش فكانت الصوت الأنثوي البارز في مجال القصيدة الزجلية الذي شد الأسماع واستحق التصفيق المتواصل.
المجموعة الثانية: تعدد اللغات الشاعرة سعاد التوزاني، والشاعر عبد السلام مصباح، والشاعر أحمد نصرافي اختاروا جميعا أن يخاطبوا الحضور بلغة مزدوجة، حيث جاءت قصيدة الشاعرة التوزاني مزدوجة اللغة بين العربية والفرنسية وكذلك جاءت قصيدة الشاعر عبد السلام مصباح مزدوجة بين العربية والإسبانية كما اختار الشاعر أحمد نصرافي اللغة الفرنسية ليطل من بين حروفها على جمهرة الحاضرين.
المجموعة الثالثة: تعدد الواحد قصائد المجموعة الثالثة تراوحت بين شعر التفعيلة وعمود الشعر والقصيدة النثرية وكلها باللغة العربية الفصحى حيث توالت قصائد الشعراء إسماعيل زويريق وإبراهيم قهوايجي وخليفة بباهواري وأحمد رجواني وفراس عبد المجيد ولحسن العابدي وعبد الحميد شوقي وعبد الهادي روضي وحميد تهنية وعبد الرحيم أبو صفاء وحسن شرو وسميرة جودي ووهيبة رايد ونعيمة زايد ومحمد بلبال ومحمد الزرهوني وحفيظة سيدي عمي ومحمد ملكاوي لتعزف كلها على تنويعات متعددة. كما صدحت في الأمسيتين معزوفات موسيقية على القيثارة للفنانين الشابين عثمان السني وتوفيق العثماني. ووصلات شجية من الغناء الشعبي للفنانين حفيظ المتوني والشيخ محمد الخشاني.