العدد الجديد من مجلة وجهة نظر يفتح العلب السوداء للتاريخ المعاصر: تاريخ المغرب الذي لم يكتب بعد
جاء العدد المزدوج 40 و 41 من مجلة وجهة نظر التي يديرها الدكتور عبد اللطيف حسني، مفكرا في تاريخ المغرب الذي لم يكتب بعد، وذلك من طرح مقالات ودراسات تدمن الشغب الفكري، في تأسيس ممكن للرواية الأخرى التي تناقض الرواية الرسمية بشأن كثير من القضايا الملتبسة في تاريخ المغرب المعاصر تحديدا. بعد الافتتاحية التي وقعها الدكتور عبد اللطيف حسني والتي أكد فيها على أن (التاريخ وكتابة التاريخ كثيرا ما تستظل بظلال الشهوة والنزوات التي تحرك المخبرين في سردهم للوقائع والأحداث)، مبرزا بأن (تزوير التاريخ يتفاقم حين تتماهى كتابته مع السلطة التي تنتج تاريخها الخاص بها، مخلصة إياه من كل الشوائب التي لا تخدمها)، فبعد هذه الافتتاحية الموضحة لأسباب النزول وإمكانات الاشتغال، ومن أجل مقاربة أسئلة تاريخ المغرب المعاصر الذي يبدو شبيها إلى حد بعيد بعلب سوداء عصية على التشفير أو ثقوب سوداء لانهائية، يقترح المشاركون في هذا العدد، مجموعة من المقالات والدراسات القيمة التي جاءت وفق البناء المعماري التالي: محمد زرنين في أول الخطو يقترح علينا نصا من لغة موليير نقله إلى لغة الضاد، وهو نص يفكر في حدود وخطورة المعرفة التاريخية لبول فاليري، الذي كثيرا ما يتم الاستشهاد به كمنتج لتلك القولة/ اللازمة التي تتأسس على أن (التاريخ صناعة عقلية خطيرة). كما سيقترح علينا زرنين مرة أخرى في الصفحة 28 نصا لفيكتور هيغو، يفكك فيه اللحظة المعرفية التي يتحول فيها الإنجاز الحضاري العظيم إلى صيد ثمين. المعطي منجب، وبحسه النقدي الذي لا يطمئن للجاهز يناقش علاقة الملك الراحل الحسن الثاني بالوطنيين، محللا للحقائق والتحاملات المفترضة، بحثا عن حقيقة لا تدعي لنفسها الكمال أو الاكتمال، وذلك عبر الانعطاف نحو قضية المؤامرة أواخر سنة 1959 ومشكل الحدود مع الجزائر وبعض من العلب السوداء للمغرب المعاصر، وهو النص الذي قام بترجمته محمد بوهريد. محمد مونشيح، سيحاور عبد الهادي بوطالب في شهادته على العصر، التي خص بها قناة الجزيرة الفضائية، مسائلا العلاقات الممكنة والمستحيلة بين الذاكرة المهدورة وحراسة الحاضر والمستقبل، مرورا عبر الشهادة والتمركز حول الذات والشهادة الانتقائية أو الانتفائية في حال الإحجام عن القول والكتابة بالإبر على آماق العيون. معروف الدفالي سيختار الاشتغال على بعض مظاهر تحريف تاريخ المقاومة، مستندا في البدء إلى حكاية واقعية تكشف جانبا من أعطاب التدوين والتحقيب التاريخي، ومقدما في الآن ذاته مجموعة من الخلاصات التي تسرق منا الارتياح البليد بشأن حكايا الوطنية والمقاومة. رشيد الحاحي الذي صدر له أخيرا ضمن دفاتر وجهة نظر كتاب جديد موسوم بالأمازيغية والسلطة، سيظل وفيا لسجله المعرفي الذي يجعل من الأمازيغية أفقا للاشتغال، ليفكر في تاريخ الأمازيغ الذي ما يعرف الكثير من البياضات ولربما الكثير من الحلقات المفقودة، بإيعاز رسمي في كثير من الأحيان، مؤكد أن التصحيح والإنصاف يكون أساسا من أجل المستقبل. محمد حاتمي سيخصص مساهمته للجماعات اليهودية في المصادر الكلاسيكية المغربية، مناقشا مسألة الحضور القوي لمرجعيات الدونية وغلبة منحى الإقصاء والتجريم. زكي مبارك سيعود إلى مفاوضات ووثائق إيكس ليبان مركزا على موقفي محمد بن عبد الكريم الخطابي وعلال الفاسي من تلك المباحثات، التي حسمت بشكل أو بآخر مآل المغرب السياسي والاجتماعي، ومحللا أيضا لدواعيها وتداعياتها. سليم حميمنات سينهجس في مساهمته بالسياسة الوقفية للحماية الفرنسية بالمغرب، عبر المرور من دواليب تدبير الحماية للأوقاف المغربية وإعادة هيكلة نظام الأوقاف والتدابير الإجرائية للحفاظ على الوقف وتنميته، فضلا عن تقييم هذه السياسة من وجهتي نظر مختلفتين. محمد المرواني يصرح بملء الصوت والقلب بأن الإصلاح الديمقراطي ممكن مغربيا، مقدما مبررات القول وخلاصاته التي تقود نحو إمكان هذا الإصلاح، الذي تعثر لأسباب متعددة الانتماءات والعلاقات، ومقترحا مداخل عملية تتمثل في تأهيل الدولة والواقع الحزبي والتأهيل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والفكري فضلا عن إصلاح الحقل الديني وتفعيل دور المجتمع المدني. عبد الله زارو في باب الدراسات يأخذ قراء وجهة نظر إلى القناع كأسلوب في العيش وفق مقاربة أنثروبولوجية تتجاوز الحس المشترك إلى سؤال النقد والتفكيك المقاوم لليقينية والبداهة، وذلك عبر تفكيك القناع المقاوم والقناع المتحول والقناع المحرر. عبد النور خراقي يقترح علينا التفكير مجددا في علاقة السلطة السياسية بفن الخطابة، عبر قراءة ذكية في كتاب (السياسيون وفن الخطابة: سلطة المجاز الإقناعية) من توقيع جوناثان بلاك، أما بن أحمد حوكا فسيهتم بالمقدس والطقس والسياسة عبر طرح بعض أوجه الاستعمال السياسي والقانوني للجسد بالمغرب، فيما سينتقل عبد الحكيم أبو اللوز إلى أزمة المؤسساتية داخل الفكر السياسي الإسلامي السني. وفي الختام سنقرأ هشام الشرقاوي مناقشا لمغرب التناقضات في ظل العدالة الانتقالية وعزيز مشواط من الإيديولوجيا إلى الفيديولوجيا في قراءة للمسلسل المتسارع لموت المدرسة.
جاء العدد المزدوج 40 و 41 من مجلة وجهة نظر التي يديرها الدكتور عبد اللطيف حسني، مفكرا في تاريخ المغرب الذي لم يكتب بعد، وذلك من طرح مقالات ودراسات تدمن الشغب الفكري، في تأسيس ممكن للرواية الأخرى التي تناقض الرواية الرسمية بشأن كثير من القضايا الملتبسة في تاريخ المغرب المعاصر تحديدا.
بعد الافتتاحية التي وقعها الدكتور عبد اللطيف حسني والتي أكد فيها على أن (التاريخ وكتابة التاريخ كثيرا ما تستظل بظلال الشهوة والنزوات التي تحرك المخبرين في سردهم للوقائع والأحداث)، مبرزا بأن (تزوير التاريخ يتفاقم حين تتماهى كتابته مع السلطة التي تنتج تاريخها الخاص بها، مخلصة إياه من كل الشوائب التي لا تخدمها)، فبعد هذه الافتتاحية الموضحة لأسباب النزول وإمكانات الاشتغال، ومن أجل مقاربة أسئلة تاريخ المغرب المعاصر الذي يبدو شبيها إلى حد بعيد بعلب سوداء عصية على التشفير أو ثقوب سوداء لانهائية، يقترح المشاركون في هذا العدد، مجموعة من المقالات والدراسات القيمة التي جاءت وفق البناء المعماري التالي:
محمد زرنين في أول الخطو يقترح علينا نصا من لغة موليير نقله إلى لغة الضاد، وهو نص يفكر في حدود وخطورة المعرفة التاريخية لبول فاليري، الذي كثيرا ما يتم الاستشهاد به كمنتج لتلك القولة/ اللازمة التي تتأسس على أن (التاريخ صناعة عقلية خطيرة). كما سيقترح علينا زرنين مرة أخرى في الصفحة 28 نصا لفيكتور هيغو، يفكك فيه اللحظة المعرفية التي يتحول فيها الإنجاز الحضاري العظيم إلى صيد ثمين.
المعطي منجب، وبحسه النقدي الذي لا يطمئن للجاهز يناقش علاقة الملك الراحل الحسن الثاني بالوطنيين، محللا للحقائق والتحاملات المفترضة، بحثا عن حقيقة لا تدعي لنفسها الكمال أو الاكتمال، وذلك عبر الانعطاف نحو قضية المؤامرة أواخر سنة 1959 ومشكل الحدود مع الجزائر وبعض من العلب السوداء للمغرب المعاصر، وهو النص الذي قام بترجمته محمد بوهريد.
محمد مونشيح، سيحاور عبد الهادي بوطالب في شهادته على العصر، التي خص بها قناة الجزيرة الفضائية، مسائلا العلاقات الممكنة والمستحيلة بين الذاكرة المهدورة وحراسة الحاضر والمستقبل، مرورا عبر الشهادة والتمركز حول الذات والشهادة الانتقائية أو الانتفائية في حال الإحجام عن القول والكتابة بالإبر على آماق العيون.
معروف الدفالي سيختار الاشتغال على بعض مظاهر تحريف تاريخ المقاومة، مستندا في البدء إلى حكاية واقعية تكشف جانبا من أعطاب التدوين والتحقيب التاريخي، ومقدما في الآن ذاته مجموعة من الخلاصات التي تسرق منا الارتياح البليد بشأن حكايا الوطنية والمقاومة.
رشيد الحاحي الذي صدر له أخيرا ضمن دفاتر وجهة نظر كتاب جديد موسوم بالأمازيغية والسلطة، سيظل وفيا لسجله المعرفي الذي يجعل من الأمازيغية أفقا للاشتغال، ليفكر في تاريخ الأمازيغ الذي ما يعرف الكثير من البياضات ولربما الكثير من الحلقات المفقودة، بإيعاز رسمي في كثير من الأحيان، مؤكد أن التصحيح والإنصاف يكون أساسا من أجل المستقبل.
محمد حاتمي سيخصص مساهمته للجماعات اليهودية في المصادر الكلاسيكية المغربية، مناقشا مسألة الحضور القوي لمرجعيات الدونية وغلبة منحى الإقصاء والتجريم.
زكي مبارك سيعود إلى مفاوضات ووثائق إيكس ليبان مركزا على موقفي محمد بن عبد الكريم الخطابي وعلال الفاسي من تلك المباحثات، التي حسمت بشكل أو بآخر مآل المغرب السياسي والاجتماعي، ومحللا أيضا لدواعيها وتداعياتها.
سليم حميمنات سينهجس في مساهمته بالسياسة الوقفية للحماية الفرنسية بالمغرب، عبر المرور من دواليب تدبير الحماية للأوقاف المغربية وإعادة هيكلة نظام الأوقاف والتدابير الإجرائية للحفاظ على الوقف وتنميته، فضلا عن تقييم هذه السياسة من وجهتي نظر مختلفتين.
محمد المرواني يصرح بملء الصوت والقلب بأن الإصلاح الديمقراطي ممكن مغربيا، مقدما مبررات القول وخلاصاته التي تقود نحو إمكان هذا الإصلاح، الذي تعثر لأسباب متعددة الانتماءات والعلاقات، ومقترحا مداخل عملية تتمثل في تأهيل الدولة والواقع الحزبي والتأهيل الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والفكري فضلا عن إصلاح الحقل الديني وتفعيل دور المجتمع المدني.
عبد الله زارو في باب الدراسات يأخذ قراء وجهة نظر إلى القناع كأسلوب في العيش وفق مقاربة أنثروبولوجية تتجاوز الحس المشترك إلى سؤال النقد والتفكيك المقاوم لليقينية والبداهة، وذلك عبر تفكيك القناع المقاوم والقناع المتحول والقناع المحرر.
عبد النور خراقي يقترح علينا التفكير مجددا في علاقة السلطة السياسية بفن الخطابة، عبر قراءة ذكية في كتاب (السياسيون وفن الخطابة: سلطة المجاز الإقناعية) من توقيع جوناثان بلاك، أما بن أحمد حوكا فسيهتم بالمقدس والطقس والسياسة عبر طرح بعض أوجه الاستعمال السياسي والقانوني للجسد بالمغرب، فيما سينتقل عبد الحكيم أبو اللوز إلى أزمة المؤسساتية داخل الفكر السياسي الإسلامي السني. وفي الختام سنقرأ هشام الشرقاوي مناقشا لمغرب التناقضات في ظل العدالة الانتقالية وعزيز مشواط من الإيديولوجيا إلى الفيديولوجيا في قراءة للمسلسل المتسارع لموت المدرسة.