استطاعت العديد من الأصوات الشعرية النسائية أن ترسخ تجربتها الشعرية ضمن سماء القصيدة العربية، ولعل الشاعرة والكاتبة السعودية، تنتمي الى هذه التجارب من اللواتي استطعن الانتصار لأسئلة الشعر والكتابة، ومنذ دواوينها الأولى الظل الى أعلى وريشة لا تطير وبحيرة وجهي.. انتهاء بترجمة قصائدها الى لغات أخرى واصلت الشاعرة مسيرة الكتابة الإبداعية في محاولة أن تظل سبورتها القريبة منها القادرة على ترجمة أسئلتها الداخلية.

سبورتي البعيدة

هـدى الدغـفـق


لم أعد التلميذة الساكنة في كرسيّها
وما زلتُ أفرّ
مِنْ كلّ دفتر يُشبه دفتر المدرسة.
قبل أن ألبسَ العباءة ،
نسجتُ روحي عباءةً لدفتري
فيه خبّأتُ بذورها
لا أدري بعدُ
لماذا تـنبت في الصّفّ؟!.
قصيدتي
تشرد بعينيّ
في حضرة الدرس
تتسلّق صوت المعلّمة
والجدران
والسقف؛
إلى سبورتها البعيدة
عن سبورتنا.
عيناي
تشرقان في خيمة صفِّنا
مصباحاهما قصيدتي..
كم مرّة تطفئهما،
كلّما
معلّمتي الغاضبةُ
مخالبُ تهبطُ
على دفتري.
عيناي دهشةٌ تذوي،
إذ تطردني معلّمتي
قصيدةً
دمي
يتسرّبُ
باكياً
من باب الصفّ.