قصيدةُ النثر
هي أنْ تَعتصِرَ ليمونةً مُرَّةً
ذفي كوبٍ مملوءٍ بالحظوظ العاثِرة
لا لِتُداوي ألمًا في الحَلْق
ولكنْ لِتَكُتبَ بِلُغةٍ لَزِجةٍ ‘ وحمضية
قصيدةَ هِجاءٍ في لا أَحَدْ
فيقولُ لك رجلٌ أصلعٌ ومَهِيب :
إنها " قصيدةٌ خَرْسَاء "
ويقولُ لك طباخٌ نصفُ بَصِير :
" إنها عَصِيدَة "
ويقولُ مُترجِمٌ
يُشبه قُرصًا مِنَ الجُبْنِ المُخلَّل :
" إنها جِنسٌ كِتَابِيٌّ خُنْثَى "
ولِأن الشاعرَ صاحبُ إرادةٍ لا تَلِين
فَقَدْ ذَهب بِبِضاعتِه إلى السوق
وعندما صادَفَهُ أَوَّلُ صَيارِفَةِ اللغة
ألقى إليه بأوراقِه
فتَأمَّلَها الرجلُ بعدستِه الغليظة
لكنه سرعان ما ألقَى بها لِعَنْزَتِه الصغيرة
فازْدَرَدَتْهَا بِطِيبِ خاطر
ولَمْ يكن أمام الشاعر إلا أنْ يدفعَ كل ما في جيبِه
ثمنًا لتلك العنزة
حتى يتمكن مِنَ اصطِحَابِها إلى بيته
وها هو ، منذ سنينَ عِدَّة ،
يُراعيها ويُحَمِّمَها
آمِلاً في أن يأتي اليوم ، الذي تعترف فيه عَلَى المَلأ
بأنها واحدةٌ مِنْ قُرَّائِه.