التحديات التي أمست تطرحها التغيرات اللغوية والتقنيات الحديثة في المعاجم العربية واللغة العربية تحديدا أمست محل نقاش دائم، خصوصا السنوات الأخيرة، في ظل محاولة تكييف بعض المصطلحات والكلمات مع راهن الثورة التكنولوجيا الحديثة وما أضحت تحققه من نقاش في كيفية طرق اعتماد كلمات جديدة لهذه المعاجم وفي ارتباط ببنية اللغة العربية أساسا، وكلمة "ترند" والتي تم إضافتها مؤخرا أعادت فتح باب الجدل عن المعايير المتداولة في هذا الباب.

«ترند» ضيف جديد على اللغة العربية

 

إضافة كلمة "ترند" إلى اللغة العربية تثير الجدل ومجلس شباب اللغة العربية يدعو إلى مناقشة طرق اعتماد كلمات جديدة في المعاجم العربية.

(أبوظبي)  أثارت خطوة إضافة بعض الكلمات المتداولة عالميا إلى اللغة العربية من قبل مجمع اللغة العربية بالقاهرة جدلا واسعا في شتى أنحاء العالم العربي. وقد دعا مجلس شباب اللغة العربية إلى مناقشة طرق اعتماد كلمات جديدة في المعاجم العربية، وتحديدها وفق أُسس لغوية واضحة.

جاء ذلك بعد القرار الأخير الذي اتخذه مجمع اللغة العربية بالقاهرة بإدراج كلمة "ترند" الإنجليزية مع عدد من الكلمات العربية الأصل في المعجم العربي، وذلك في سياق محاولاته لتطوير اللغة العربية وتكييفها مع التغيرات اللغوية والتقنيات الحديثة. وأكد المجلس أهمية تحديث اللغة ومواكبتها للتغيرات في المجتمع، لكن مع الإشارة إلى أن يتم هذا التحديث بحذر شديد، وبمراعاة تأثيراته على هوية اللغة العربية وطبيعتها، وتجنب إدراج كلمات أجنبية إلى متنها من دون ضرورة لغوية قصوى.

وقد صرح المجمع اللغوي بالقاهرة في أحد قراراته السابقة، بحتمية حصر عملية تعريب الكلمات الأجنبية على حالات الضرورة، وذلك أيضا في المجالات الفنية والعلمية.

كما شجع المجلس على محاولات تمكين اللغة العربية لمواكبة الابتكارات والتقنيات الحديثة، فلغتنا تقبلت قديما وحديثا كلمات من هذا النوع من اللغات الأخرى، ولكن السبب كان حينها احتياجا علميا وعدم وجود مقابل في الفصحى، وشجع أيضا على نشر كلمات فصيحة من صلب العربية للدلالة على أي مفهوم جديد، بدلا من تثبيت الكلمات الأخرى الرائجة. فاللغة العربية لغة ثرية بمفرداتها وقادرة على التطور والتكيف ضمن أطر قواعدها الاشتقاقية المحكمة.

وعبر المجلس عن التزامه بالعمل للحفاظ على اللغة العربية وتطويرها بشكل مستدام ومتوافق مع العصر الحديث، وبتفعيل دور الشباب العربي في سبيل تحقيق توازن بين التطوير اللغوي والحفاظ على هوية اللغة العربية.

وتأتي هذه الدعوة من مجلس شباب اللغة العربية، الذي جاء تتويجا للشراكة بين مركز أبوظبي للغة العربية ومركز الشباب العربي، بعد اجتماع أعضائه الثلاثة والعشرين من 10 دول مختلفة، بما فيها الهند واليابان، ومتابعة الآراء والتصريحات المتنوعة التي نُشرت بعد إعلان اعتماد كلمة "ترند".

من ناحيته رفض عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي تسجيل وإضافة كلمات أجنبية على لغتنا العربية بداعي أنها دارجة، موضحا أنه سيشارك في اجتماع مجمع اللغة العربية في القاهرة الذي سيعقد في الثاني من أكتوبر المقبل، لمناقشة جميع الكلمات الأجنبية التي سجلت منذ أربع سنوات بجانب كلمة "ترند"، وذلك للمطالبة بإعادة حتى الكلمات التي تم الاعتراف بها، ومؤكدا أن التغيير في اللغة العربية ليس سهلا، وأن لا أحد يجرؤ على ذلك.

وأضاف القاسمي أن "استخدام الكلمات الأجنبية أصبح أمرا مبالغا فيه، فمنذ أربع سنوات تجمعت كلمات وأصبح البعض يستخدمها، وأعتبر أنها دخلت على الكلمات المستخدمة، والآن أضافوا كلمة ترند ولم يعترفوا بها وإنما أضيفت فقط وهذا خطأ في التعبير والناس أخذوا بها".

وأوضح "هذه الكلمات التي سُجِلت منذ أربع سنوات ليس معترفا بها ولكنها كأنها اعتُرِف بها، والآن أنا بصفتي عضوا في مجمع اللغة العربية في القاهرة نطالب بإعادة حتى الكلمات الأجنبية التي تم الاعتراف بها، فالتجاوزات التي حدثت نريد أن نعيدها ولا نريد أن نعترف بأشياء إضافية وإنما المسألة هي تصحيح ما فات، وفي هذا الشأن قالوا في مجمع اللغة العربية في القاهرة بما أنكم تريدون إعادة مناقشة جميع هذه الكلمات في الثاني من أكتوبر إذا ضعوا بين هذه الكلمات كلمة "ترند"، فأنا اقترحت أن تستبدل كلمة "ترند" بكلمة "متداول" أو "قمة التداول".

وذكر القاسمي أن المشاركين في المؤتمر في مجمع اللغة العربية في القاهرة سيقدمون اقتراح ما ناقشوه إلى اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية في الشارقة، مضيفا “نحن على تواصل مع رئيس مجمع اللغة العربية في القاهرة الدكتور عبدالوهاب عبدالحافظ، وقد أجريت معه اتصالين خلال هذه الفترة بخصوص هذا الموضوع، مع العلم بأن مجمع اللغة العربية في القاهرة لا يدخله إلا أبناء مصر وأنا مستثنى، فهم يعتبرونني من أبناء مصر، حيث تم استثنائي بمرسوم جمهوري، فالأمر ليس بالسهل ونحن أعضاء فاعلون، ولن نترك هذه المصطلحات تتوغل في لغتنا".

واختتم "نقول للناس ليس بالسهل ولا يجرؤ أحد على أن يغير في اللغة، وعلى المجامع اللغوية أن تنقح الكلمات، فهناك بعض الأشخاص المتغربين ولكن هذه لغتنا خاصتنا ونحن نحافظ عليها فنبشر الإخوة في المجامع ونطمئنهم".