- على جرف الماء
"أن نجلسَ معاً، نحن الاثنين
على جرفِ ساقيةٍ دافقة
نراقبُ أمواجها الجاريات
أن ننظر معاً
لغيمةٍ تسرحُ في الفضاء
وحين يعلو
في الأفق البعيد
دخانٌ من سقفِ كوخ
أن نراقبَ الدخان/
وإذا فاحَ من حولنا
عطرُ وردةٍ
أن نملأ من عطرها الصدور
وحينَ تحطُّ نحلة
على فاكهة
لترشف جناها
أن نقبل مثلها عليها
حين يصدحُ طيرٌ
بعذبِ ألحانه
في غابة تصغي
أن نصغي معها
وهناك، تحت أقدام صفصافة
جدولٌ يغني
فهلمَّ نسمع غناها
وإيّاك، إذ يمتدُّ ذا الحلمُ اللذيذ
أن تشعر بطول الساعات
ولا تولِ انتباهاً
لعميق العواطفِ
إلا لعشقنا
واترك الدنيا
قراعها والخطوب
وتجاهلْ كل شيء
وكن رائق البال، منشرحاً
وسط هذي الهموم
وبالحبِّ تشبث
لا تفوّته
إذ يمضي من حولنا.. كل شيء!".
- المزهرية المحطّمة:
"المزهرية التي تموت فيها هذه المليسة
كانت قد تشققت بنقرة مروحة يدٍ
لعلّ النقرة بالكاد لامستها:
فلم تَظهرْ أيُ ضجّة لها.
لكن الكدمة السطحيّة التي تقضم الكريستال كلّ يوم
بمشيةٍ خفيفةٍ واثقة
ببطء، قامت بجولةٍ حولها
فرَّ ماؤها المنعش قطرة قطرة
نفد سلافُ الزهور
لا أحد يشكّ في هذا بعد ذلك
لا تلمسوها، إنّها محطّمة
غالباً أيضاً، فإنّ اليد التي نحبّها
تلامسُ القلبَ وتكدمه
ثمّ يتصدّع القلب من تلقاء نفسه
وتفنى زهرة حبّه
سليماً حتّى الآن في نظر العالم
يشعرُ بجرحه الدقيق العميق
وهو يتصاعدُ باكياً بصوتٍ خفيض
إنّه محطّمٌ، لا تلمسوه".
- وصية:
أيها الشعراء الآتون الذين سيعرفون أشياء كثيرة
وسيقولنها دون شك بلغة أجمل
حاملين أبعد منّا، مشعلاً أكبر
فوق النهايات الأعلى، والقضايا الأولى
حينما ستتوج أبياتكم أفكاراً عظيمة
سنكون منذ أمد بعيد في القبر
لا شيء سيعيش منا سوى أثر باهت وبارد
من مؤلفاتنا المدفونة مع شفاهنا المغلقة
فكروا في أننا كنا نغني للزهور والحب
في عصر مليء بعتمة صوت الأسلحة القاتل
من أجل القلوب القلقة التي حوّلها هذا الصوت الى صماء
عندئذ، أشفقوا على أغانينا التي ارتعشت فيها إنذارات عديدة
أنتم الذين ستسمعون بشكل أفضل
ستصنعون في أيام سعيدة
فوق أهداف أسمى:
قصائد من دون دموع".