يبدو مشهدا فجائعيا يؤشر على هشاشة الكائن وهشاشة الكون حيث لا ملاذ.. في وقت تعبر فيه الإنسانية اتجاه حقيقتها القاتمة في قصيدتها تعيد الشاعرة صباح القصير بنفس شذري كتابة هذه الأحلام المؤجلة وهشاشة الحياة حيث تصبح عارية..

مائة خريف وشتاء واحد

صباح القـصـير

 

نحن أبناء التراب

أحلامنا تحت ثياب الفقر

بذور الوقت قاتمة جدا

مائة خريف وشتاء واحد

صدورنا خواء تُصفر فيها الريح

مثل محيط معلق جَفَّ من عطش

باردة شجرة الحياة لا دفئ فيها

الحب فيها هش كالورود

لا نجيده بل لا نعرف الاعتناء به

أسئلة ترفع إيقاع الأجوبة:

لماذا تنكمش أرواحنا 

حينما يقتات منا الألم ويجوع البوح؟

ولماذا تغتالنا الحروف حين نحب؟!

ولماذا تجفل جيوش الغفران داخلنا؟

وما الذي أتعب الغيم

حتى تساقط المطر؟

مائة خريف وشتاء واحد

ولا زالت الحياة عارية

من مائة شتاء

وخريف واحد.