في هذه المجموعة الشعرية، يترك الشاعر العراقي مخيلته الشعرية كي تتغزل بالنساء، ربما ليذكرنا بالغزل الحسي الأموي أو العباسيّ، لكن معجمه، وصوره، ولغة شعره، هي لغته وحده، بل إن الصور الشعرية، تأتي متدفقة، مترعة بلطافة الاستعارة الجميلة، وتكشف هذه المجموعة عن سعة ثقافة الشاعر في الموروث الشعري العربي والإنساني.

أنتظرُكِ ساعةَ الغَلَسْ (ديوان العدد)

عــبدالزهـرة يوسف

 

الاهداء

ما كان وقتاً ضائعاً

 كان لعنةَ احتضار

ضيعني حبك ليبقى وقتي انتِ والقصيدةُ وهزيمتي

 

تهويماتٌ للأرق

وأنتِ تمرّينَ

تُملّحينَ الشارعَ

بكعبكِ العالي

فيشتهي قدميكِ                         

ويرتفعُ ضغطهْ

وأنا أحتذي القيظَ على الرصيفِ

ثمّ ألفظُ أنفاسي

مثلَ حصاةٍ

وأرميها عليَّ

مثلَ ظرفِ رصاصةٍ فارغْ

يا أرقَ الظهيرة

إستلّيني من عينكِ

وانزعي أرقي

وإختاري أرقاً واحداً

أغلقُ عليهِ عيني

 

الخميس 23/ أيلول/2023

 

 

العانسُ ليستْ لقبْ بل أُنوثةٌ وأدبْ

ما الفرقُ إذا أحببتُ عزباءَ

        أو أرملة

منذُ طفولتي وأنا أفشلُ

في العثورِ على الفروقاتِ

      بين صورتينْ

لا أُحبُّ هذه التوليفةَ

ولا أقصُصُ رؤيايَ على أرملةٍ

وإنْ كانت أُمي

ولا أُحبُّ العزباءَ

التي تُصطادُ بخيطٍ وصنّارة

أبحثُ عن عانسةٍ

ماهرةٍ في الطبخِ والجنسِ الحلالْ

حصّالةُ نقودها بين ثدييْها

لا أفتحُها

لا تفتحُها

ولا أكترثُ كم ادّخَرتْ

يقولُ أنشتاين

تجيئُكَ نسبيّاً

كم ( نسبيّاً)

وتجئُ يا أنشتاين

 

أيلول/ 2021

 

 

هزيمةٌ كاذبة

أغضبَها

فمزّقتْ رسائلَهُ

وبعثرتها في الرياح

هدَأتْ

ثمّ

إبتسمتْ

لأنها كانت تُحبُّ حتى كذِبه

ستتواطئُ مع الرياح

ألا تمضي بعيداً

وتُعيدَها إليها

وستجمعُها

وتُرتّبها من جديدْ

لقد هزَمتْهُ بحُبّها

 

الأول من أيلول/2021

 

 

روميو الهجين

روميو

لم تقتلْهُ جولييتْ

قتلتْهُ مُخيّلتهُ والشجرةْ

لو كانَ من سُلالةِ القردة

وتمرَّنَ على التسلّقِ جيّداً

لما طارَ في الفضاء

طرزانُ كان عارياً

لكنهُ لم يُصَبْ بالزُّكام

وأنتَ أردتَ أنْ تكونَهُ

فلم تُفلِحْ بغيرِ العطاسْ

طرزانُ كان يتسلّقُ بحبالٍ بين الأشجار

وأنتَ حتى حبالُكَ الصوتيّةُ

لا تخرجُ منها قهقهةُ نملةْ

والحصيلةُ يا روميو

ترنّحتَ

وسقطّتَ

و انكسرت مؤخّرتُكَ السميكة

من أجلِ ثوانٍ

هي كسورُ ساعةٍ واحدةٍ

من القُبلِ الضريرةِ

في الظلامْ

 

الأربعاء / 20 تشرين الأول/2021

 

 

عوينات حبيبتي

هذهِ النظّارةُ

ليست بالضرورةِ تفضحُ عُمرَكِ

فهي ليستْ دوائرَ في جذعِ شجرةْ

إسترختْ

وفكّرتْ أنْ تجدَ لها مأوى

فطَوتْ قوائمَها

على جبهةِ القميصِ

   بين ثدييْكِ

هذهِ المظلّةُ الواقية

أدركتْها الشمسُ

فصلّتْ قصراً

وأغلقتِ الرؤيا

عيناكِ من وراءِ الزجاجِ الشفيفِ

أصدقُ أنباءً

كمِئذنةٍ

حين تُخبرُني أنّ اللهَ في السماءْ

عندي فائضٌ من حُلمٍ صغير

أنْ أجدَ مملكةً

تحكمُها إمرأةٌ

بعويناتٍ بيضاءْ

 

الجمعة/22/ تشرين الأول/2021

 

 

إمرأة من العسلْ

أنتِ مخلوقةٌ من شمعِ العسلْ

كيفَ أُحصّنُكِ من عيونِ الشمسْ

إذا حملتُكِ على ظهري

تذوبينَ معَ عظامي

وإذا طوّقتُكِ بذراعي يبكي

فينهمرُ العسلُ من عيونِ ذراعي

تؤرقُني الظهيرةُ بلزوجةِ شفتيكِ

وتُعرّيني

فأتشمّسُ

بقُبلتينِ

ساخنتينِ

ثمَّ قضمةٌ تشقّقَ منها الشفاه

فيلتصقُ التوتُ بالعسلِ

 كتوأمينْ

تسعةُ أعشارِ المناحلِ

 مصنوعةٌ منكِ

وواحدٌ لبقيّةِ النساء

هُنَّ يدفعنَ الضرائبَ نقداً

ولأنَّكِ شقيقةُ العسل

فأنتِ معفوّةٌ لا نقداً

ولا نسيئةْ

 

الأحد 26/ أيلول /2021

 

 

دستور أُمي العتيق

تتلمذتُ على يدِ أمي

قالتْ لا تخلعْ رداءَ القصيدةِ

أمامَ شاعرةٍ عَزَبة

ولأنَّ جداراً واطئاً كان يفصلُ

   بينَ سطحيْنا

قالت ولا تنشُرْ على حبلِ الغسيلِ

قميصَكَ على مسافةٍ قريبةٍ

من ملابسِها الداخليّة

لئلا يتّهموكَ بالاغتصاب

حتى لو تلوذُ بباحةِ الكعبةْ

ولا تتزوج من امرأةٍ جميلةٍ

تجعلُ العصمةَ بيدها

أُمي عتيقةٌ كراديو أبو اللمباتْ

كانت تسمعُ أيَّ شيء

ثم تُطفئُ المصابيح

ولمْ أرَ غيرَ وميضِ سيجارتِها

   في الظلامْ

قبلَ أنْ تنامْ

وماتت أمي

وتناسلَ حُلمٌ جديدْ

أحببتُ امرأةً شكّلتني

كما يُشكّلُ الأطفالُ تماثيلَ الطينْ

فتذكّرتُ مطرقةَ أمي

وهي تُحطّمُ بسلفيّتها حلمي

رغيفٌ جديدٌ هذهِ المرّة

خرجَ مُحمصّاً

من عصمةِ الحطبْ

فأوصدتُ فمي عليهِ

بقُبلةٍ

ساخنةٍ

أذابتْها

هي

وعصمتها

أحببتُها علانيةً

وعصيتُ أمي

وطلبتُ الصفحَ من الله

فعلاقتي معهُ حميمةٌ جداً

 

 

تحذيرات بيض ليومٍ أسود

إيّاكَ أنْ توهمَكَ امرأةٌ ليلاً

تشدُّكَ الى أسلاكِ التلفونِ

كأوتادِ خيمةِ بَدوي

يستظلُّ بعصاهُ وعباءته

من لمعةِ عينيها

تُروّضُكَ على التنفّسِ عبرَ السمّاعة

ثمّ تقطعُ عنكَ الهواءَ كالموتْ

هذهِ المرأةُ المعضوضةُ مثل تفاحة

تتخفّى عن قانونِ الجاذبيةِ

يا نيوتنَ ذي القرنينْ

إياكَ أنْ تنتظرَ امرأةً

حُججُها جاهزة

تُهدّدها بقسَمكِ الخارجِ

على قوانينِ النحو

سأبترُ يديَّ إذا كلَّمتُكِ

وتقولُ لكَ

تكفيكَ يدٌ واحدةْ

تتركُكَ على نارِ الحطب

تُقلّبُكَ كالطقس

ثمَّ تُخرجُكَ برونزيّاً

كالذرةِ المشويّةْ

 

 

القصيدةُ الطاهرة

القصيدةُ الطاهرة عذراءُ

لن يستطيعَ شاعرٌ عِنّينُ

من فضِّ بكارتِها

حتى لو أعطتْهُ خريطةً لرحِمِها

تدسُّ إصبعها الأوسطَ في مؤخرتكَ

وليس سهلاً عليكَ

أنْ تمشيَ بساقيْنِ مُنفرجينِ

كطفلٍ ختنوهُ توّاً

احذرْ أنْ تُبلّلَ فخِذيْكَ

فالقصيدةُ الطاهرةُ صلاةٌ

  بوضوئينْ

 

 

شهقةُ الجوربيْن

ضَجِرةً كُنتِ

تُصالبينَ ساقيْكِ

على جوربينِ شبكيينْ

فتخيّلتُ أنهما سيصطادانِ قمريْن

شبكيّةُ عيني تزحفُ

لتلتفَّ بشِباكِ جوربيْكِ

وتمتزجانِ

أيُّهما تنكمشُ

وأيُّهما تتّسعُ

ليتَ الخيوطَ السوداءَ

تخرُجُ من صمتِ فَجواتِها

وتنزلُ

رُويداً

رُويداً

وتُجبرُها على الرحيلِ حدَّ الكعبيْن

دونَ جوربيْن

هذا القالبُ من المرمرِ

أوقفَ كُلَّ الحافلاتِ

إلا أنا لَبِثتُ في الشارعِ

بضعَ دقائقَ

ولا أعرفُ كمِ ازدادتْ

 

 

قلبٌ للإيجار

قلبي فارغٌ

ومعروضٌ للإيجار

حيطانهُ نحيلةٌ

كلّما خفقَ سريعاً

سقطتْ طابوقةٌ منهُ

فيهِ نخلةٌ واحدةٌ غرسها أبي

يسقطُ رطبُها قبلَ أوانه

النخلُ لا يُقيمُ الفاتحةَ على الرطبِ الميّتْ

في كُلّ رِحلةٍ استكشافيّة حولَ الجدار

أجدُ عبارةً توبّخُني من امرأة

الشعراءُ لا يؤجرون قلوبَهم النحيلةَ

               مثلَ غاندي

يا مليحةَ اللّمى

اسكُني دونَ أجرٍ

الملحُ منكِ أُصيبَ بالإغماء

أخذَ قسطاً من التثاؤبِ

ثم نامَ

على شفتيكِ

كم أُحبُّ أُمومتَكِ لقصائدي

تعالي ننزحْ الى السماء

ونظلّ عالقيْن

بخيوطِ القصيدةْ

 

تشرين الأول/ 2021

 

 

تعالي تيممتُ

حملتُكِ على زندي

كما يحملُ العازفُ العودْ

متى تستريحُ من الغناءِ يا قلبي

جرحُكَ فوقَ الغناء

فوقَ الملح

ما سمِعتُ جرحاً

استباحَ خطَّ الشروع

وقفزَ إليكِ

مُملّحاً بجرحٍ جديدْ

تتكدّسُ أرتالٌ من الجراح

وما زال قلبي يُغنّيكِ

ويُحصيها من كلِّ نوافذهِ

كالطفلِ حين يُحصي البيوتَ

من نافذة القطارْ

قلبي من دُخان

لم يبقَ فيهِ شيءٌ قابلٌ للاشتعال

صُبّي عليهِ الزيت

على بقايا الرقائق

ولا تقولي

فاتنا القطارْ

الطفلُ ما زال على النافذة

يحقنُ وريدَ الزجاجِ بأُغنيةٍ قديمة

( حبيبي تعالَ تجدْ منزلَكْ

مُعدّاً كما كانَ من قبلُ لكْ)

تعالي

صدقيني

سأتيممُ وأُصلي

ولن أنفضَ التُرابَ عن مؤخراتِ النساءْ

 

أيلول/2021

 

 

الغُمّيضة

تختبئينَ وتخرجينَ من القصيدةِ

كما يفعلُ الأطفالُ في (الغُمّيضة)

تلعبينَ بي

أم تلعبينَ مع القصيدةْ

أركضُ

أتعبُ

وأنتِ واقفةٌ على ناصيةِ الشِعر

تضحكينَ من غضبي

    وتعبي

قلبي ليس لديهِ إحداثيّاتٌ

  ليعثرَ عليكِ

 

أيلول/2021

 

 

حوارات راكضة مع الريح

قال لها

كيف تغتسلينَ في هذا البردِ القارس

اعتذرَ الحمّامُ

ظِلُّ كفيكَ وراءَ الزجاجِ المُعتم

مِرجلٌ يغلي في جسدِها

فيُدفّئها

مرةً عدسةٌ زرقاءُ

ومرّةً خضراءُ

ومرّةً _

قولي هل تلعبُ عيناكِ

(صعّاديّاتِ العيدْ)

قلتُ والفجرْ

أُحبُّ عينيكِ شفعاً وليس وِترْ

قالت أخافُ

أركضُ للقرآنِ

كي يحميَ اللهُ

مُقلتيَّ من الكُفرْ

قلتُ لها

أنتِ مزهريّةُ ورد

قالت المزهريّةُ مصنوعةٌ من الطينْ

قلتُ أنتِ كذلكْ

لكنَّ الفرقَ بينَكِ وبين النساء

أنَّ اللهَ أسرفَ في الطينِ

عندما سوّاكِ

 

 

أنا وأنتِ ومايكل أنجيلو

ألقى أللهُ حفنةً من طينٍ

وأعطى البيعةَ لمايكل أنجيلو

وأمرهُ أنْ يصنعَ لكِ تمثالاً

فكُنتِ منحوتةً

لا يدّعيها غيرُ الله

أنتِ قبضةٌ من تُرابٍ

ألبسَكِ المايسترو أنجيلو

تنّورةً من موسيقى

وحمّالةَ نهدينِ

خُيوطُها من الأوتار

اخترقَ لحنُها

جدارَ الصوتْ

لا تفزعوا

هي حمّالةٌ مُلحَّنة

وليستْ أصابعَ ديناميتْ

أنتِ

ومايكل أنجيلو

كُلٌّ أخذَ مكانَهُ كإخوةِ يوسُفْ

إلاّ أنا

كان البئرُ نصيبي

 

الإثنين/ تشرين الأول/2021

 

 

مُحاكمةُ غلاف

هي: هذا الديوانُ زنى بي

هو: الشِعرُ لا يُحبِلُ

والقصيدةُ لا تنفُخُ في رَحِمِ امرأةْ

والقصيدةُ لا تُمارسُ الجِنسَ تحتَ الطاولاتْ

فلماذا تُريدينني

أنْ أدفعَ كفّارةً عن ريحِ غلافٍ

مرّتْ بأحشائكِ عندَ المخاض

كما لا ذنبَ للأصيصِ

إذا شمّتِ امرأةٌ وردةً

وأُصيبتْ بالزُّكامْ

النقد: إذا لم تكن هناك نشوة أو رعشة

ولم يكنِ التصاقْ

ولم يكن بللاً بينَ السراويل

وتقلّصات

وانقباضاتْ

يُعادُ الغلافُ الى أصلهِ

     ورقةً بيضاءْ

رُفعت الجلسةْ

 

الخميس/28 تشرين الأول/2021

 

 

صديقتي البغي السريالية

تسيرُ في الشارع

ردفٌ يرتفعُ

وردفٌ ينخفضُ

يبدو أنَّ مؤخرتَها تمضغُ العلكةْ

تحتجُّ على موقعِ رئتِها

تقولُ إنها في سُرّتها

وتُريدُ ترتيبَها                    

لذا تضعُ الكِمامةَ أسفلَ نهديْها

ما الضيرُ إذا قفزتْ الى جدارِ بطنِها

النتيجةُ واحدة

هي تمنعُ شبحَ الكورونا من الدخولْ

تريدُ تطبيعَ العلاقةَ بين مُخيَّلتها

     وهندسةِ الله

تتفاوضُ معي

لماذا لا تستوردُ القصائدَ

من مضاجعِ البغايا

في نُسختِها الجديدة

قصّةُ شعرٍ غُلاميّة

وعجيزة منفوخة

وحُلمةٍ صلبة

بيانُكِ هذا يقودُني الى غُرفةِ نومِكْ

اعذريني

لا أستطيعُ القفزَ على التوابيتْ

دعينا نتلامس من بعيدْ

أنتِ تقويمٌ لا ينتهي بسنة

تواريخُكِ كُلّها مكتوبةٌ

    بينَ عظامي

 

الجمعة/ 29/ تشرين الأول/2021

 

 

الخوفُ المُفتَرضْ

تخافينَ لأني وضعتُ

في مُنخفَضِ صدركِ قصيدةْ

ترفعينَ حاجبيْكِ

فأخافُ منهما

كطفلٍ يخافُ ارتفاعَ الأُرجوحةْ

لكنّي مطمئّنٌ

إذا سقطتُ بين ممراتِ الحريرِ

فهي ليستْ أكثرَ من آثارِ مسطرةٍ

على راحةِ تلميذٍ

أهملَ فروضَهُ المدرسيةْ

ضاجعتُ طيفَكِ

فتكاثرتْ قصائدي

لا تخافي فهي لن تحملَ جيناتي

وهي دائماً تضلُّ الطريقَ لسُرَّتكِ

  كالأعمى

القصيدةُ المُفترَضة

ديكٌ مَخصيٌّ لا تُثيرهُ دجاجة

حتى وإنْ كانتْ عاريةً من الريشْ

فقط عند اللزوم

يجيدُ العراكَ

حتى وهو معصوبُ العينينْ

القصيدةُ الافتراضية

كومةُ حطبٍ طازجٍ

تُغنيكَ عن صُحبةِ امرأةٍ

باردةٍ في السريرْ

تُغطّي رُكبتيْها بقميصها

وتترُكُ لكَ القُشعريرةْ

 

الأحد/31/ تشرين الاول/2021

 

 

بائعةُ المناديل الورقية

طفلةٌ تبيعُ المناديل

تُريدُ أنْ تشتريَ بُكائي

عيني مُصابةٌ بفقرِ الماءْ

لو يعلمُ الذي ابتكرَ المناديلَ

أنّكِ تجوبينَ عيونَ الشوارعِ

كأنّكِ تبحثينَ عن دموعٍ في مقبرة

لجعلَ كُلَّ منديلٍ

يشتري بالمقلوب

والعينُ تبيعْ

 

السبت 6 / تشرين الثاني/2021

 

 

متى تجيئين؟

قُلتِ أجيئُكَ

قبلَ أنْ تكتُبَني قصيدةْ

لا أنتِ جئتِ

ولا الشِعرُ جاءْ

مَنْ نسيَ أنْ يأتي

أنتِ

أمِ القصيدةُ

أمِ النومُ نامَ في عينيكِ

ولم يستيقظْ

مَنْ يدري

رُبَّما نسيَتْ ساعتهُ الوقتْ

لا أحدَ يُطالبُ النومَ

بتعويضاتِ

أو استبدالِ

عيونِ العاشقينَ بواحدةٍ

تفزعُ قبلَ الموعدْ

كُلُّ النساءِ

يترصدنَ

ويترقبْنَ

قصائدَ الحبيبِ بشغَفٍ

كرسائلِ الأسرى

إلا أنتِ

أنا شاعرٌ

ولستُ قابيلَ

لأقتُلَ قميصَ نومكِ

وسريرَ نومكِ

الذي أوصدَ نفسَهُ عليكِ

وتركَ القميصَ ميّتاً

مثلَ هابيلْ

ولستُ كافكا

انتظرَ ميلينا

التي ما قرأتْ رسائلَهُ

 

قُلتِ تجيئينَ

فرتّبتُ نفسي مثلَ صينيّةِ العيدْ

وتفاوضتُ معَ جرسِ البابْ

أنْ يسكُتَ مِقدارَ إصبعينِ

ريثما أفتحُ البابْ

خفتُ أنْ يتسرّبَ عطرُكِ

من مساماتِ الخشبِ

قبلَ أنْ تدخلي

تجيئينَ

وألّا تجيئي

سأبحثُ عنكِ

في امرأةٍ أُخرى

 

13/5/2023

 

 

إذا ديدمونة سألتْ

قُلتِ

إنّكِ كطبعاتِ الأصابعِ

فكيفَ تكرّرتِ في السريرِ مرّتينْ

وقُلتِ

إنّكِ موؤدةٌ من قلبي

ذنبُكِ أنّكِ قتلتِ نفسَكِ

كديدمونةَ

وتسألينَ عُطيلْ

النسوةُ مثلُ خطوطِ الكفِّ

لا تتشابهُ

لكنّي قرأتُ مجاهيلَ كفّيكِ

بفتوى خاطئةٍ

من قلبي

أنا لستُ بُندقيّةً

تحرُسُ الحقلَ

وأنتِ فزّاعةٌ

بأسمالكِ الباليةِ

ترتدينَ وجهَ امرأةٍ

تُخيفُ الغربانَ بالقِشْ

تَعرّي

رُبّما غُرابٌ ضريرٌ

يخلعُ سروالَهُ

ويُغطّي خوفَكِ

هذا هو موّالُ الغربانِ

على الخرائبْ

لا فرقَ بين قلوبِ العُشاقِ

إذا تعقّبتهم امرأةٌ

تُهشّمُ أقفاصِ الصدورِ

وتدخلُ بأجنحتِها المهيضةِ كالدجاجْ

فلا تحلموا بالفراديسْ

 

الخميس 18 تشرين الثاني/2021

لكِ عُمرُ إبنتي ولينُ صباها... " نزار قباني "

                 

لا تجيئي لليلةِ رأسِ السنة

الليلةَ

على أطراف جفونها

تنسلُّ عيني لعينيكِ

وتنسكبُ على ظلّكِ

فلا تحملي نهدَكِ الصغيرَ

كالخُبزِ إليَّ

في رأسِ السنةْ

لا تعجلي يا بُرعمي الصغير

سيكبُرُ الرمّانُ على الأغصانِ

ذاتَ سنةْ

لا تجيئي

سنواتي

دوراتُها كُلُّها

لا تُساوي دورةً واحدةً

من خصركِ

ومن فمِكْ

فلا تغضبي

أُريدُ أنْ أتصالَحَ

معَ سنواتي

ظلّي صغيرةً

لا تكبُري كما تكبُرُ الشهورْ

هُنا رائحةُ الخمرةِ

لا تُشبهُ رائحةَ الطبشورْ

ولا الفساتينُ القصيرةُ

تُشبِهُ الصداري المدرسيّةْ

هُنا أسماكٌ صغيرةٌ

     وكبيرةٌ

وصنّاراتٌ وبحورْ

ظلّي صغيرةً

كما وليّاتِ العهدِ

بنصفِ عرشٍ

والعرشُ يدنو كُلَّ سنةٍ

شيئاً فشيئاً

من أُنوثتكْ

الأنوثةُ لا تحتاجُ الى عروشٍ شاغرةْ

لا تجيئي

إني أخافُ

على رقائقِ العاجِ الأبيضَ

أنْ يدنوَ من لهيبِ الشمعِ

وضوءِ المصابيحْ

أخافُ عليكِ

إذا أُطفئتِ الأضواءُ

وتحسّسَ أحدُهُم شفتيكِ

     في العَتمةْ

ما زلتِ ناعمةً

مثلَ شراشفِ العُرسْ

وأنا أذوي

مثلَ زهرةٍ يابسةْ

 

 

وسكتَ العواءُ قي داخلي

الشمسُ تدورُ

تمشي وراءَكِ

تبحثُ عن بيتكِ

لأنكِ سرقتِ خيوطَها

وعصبتِ بها رأسَكِ

القمرُ يدورُ

ويطهو الليلَ بريقاً لوجهكِ

ولعينيكِ وجبةً ساخنةً

من كُحلٍ أسودَ

يرميها من النافذةْ

وأنا أبحثُ عن فجوةٍ

بحجمِ قبضةِ كفٍّ من السماءِ

تتسلّلُ منها نفسي لفراشكِ

فأتلبّسُني بوجهِ حياءِ القدّيسينْ

فلا تُشعلي المصباحَ

لا أريدُ أنْ أراكِ

تمتلئينَ بثيابِ النومِ الشفّافةْ

لو بيدي لغطّيتُكِ بأجنحةِ الملائكة

لا أبحثُ عن الرّبِّ بالأضرحةِ

هذا الربُّ لهُ جناحانِ تُغطّيكِ

أرجمُ بئرَ الغوايةِ

ولم أنهزْ بدلوي 1

وأحملُ فخذيَّ على ذراعي

وأهربُ من هذا الجحيمِ

المُستعرِ على السريرْ

ماكنتُ قذراً حتى أغتسلَ

مما علقَ بي من حياءْ

 

1 إ شارة الى بيتِ أبي نواس ولقد نهزتُ مع الغواةِ بدلوهم

 

 

مسمارٌ في القلب

مسمارٌ واحدٌ في القلبِ

دقّتهُ امرأةٌ                    

علّقتْ عليهِ رقمَ جوّالها

وانسلّتْ                                      

فأبقيتُهُ صدقةً جاريةً

كدُميةٍ يلهو بها الأطفال

مريم التي أحصنت

ما مسّها رجُلٌ

وأنتِ مسّتكِ قصيدةٌ

فأنجبتِ من غيرِ نطفةٍ

تربّصي بنسخةٍ واحدةٍ وامضي

فأنا شاعرٌ لستُ صالحاً لقياسٍ

على جسدِ امرأةٍ

تلبسُني على جِلدها مثلَ قميصها

         صباحاً

وتخلعُني عندَ المساءْ

أحصريني بينَ قوسينِ وارجميني

يا مُكعّباتِ الثلجِ التي ذابتْ

على مسامعِ الماءِ

فتوسّدتْ شمسَ القلبِ

   وذابتْ ثانيةً

    وتجمّدتْ

   وذابتْ

يا عافيةَ الماءِ التي

ضحكتْ عليَّ أوانيها

مَنْ يمسكُ الثلجَ والشمسَ

بيدٍ واحدةٍ

إلّاكِ

يا امرأةَ القيامةِ والنشورِ

بيني وبينكِ برزخٌ

فكيفَ نلتقي

 

 

أحلامُ الماء

الماءُ يكذبُ عليَّ

هذهِ ليستْ صورتي التي في الماء

هذهِ بِركةٌ في المشفى

وهذا ليس ماءً

     دواءْ

الاثنانِ يكذبانِ عليَّ

 الدواءُ والماءْ

كُلُّ ليلةٍ ينقصُ أو يرتفعُ

    درجةً

    درجتينْ

يُفاوضُني ضغطي

على إغفاءةِ عينْ

يتخشّبُ الوقتُ

يتعهّرُ الوقتُ

هذا الوقتُ ليس شريفاً

ساعتهُ الجداريّةُ عاطلةٌ

  اصطفّا عليَّ

ضحِكا عليَّ

هي والجدارُ

كطفلةٍ شقيّةْ

أضاعاني (وأيَّ فتىً أضاعوا)

وبلحظةٍ هربا مني

ألوي يدَ النعاسِ عن مخدّتي

لعلَّ الليلَ الذي

سوّلتْ لهُ نفسهُ

ألا يملأَ بطيفكِ فراغَ العينْ

فلا بأحلامِ النومِ

ولا بأحلامِ اليقظةِ

تلتذّينَ يا عينْ

أستيقظُ

فأجدُ الأحلامَ

نائمةً في السريرِ بجواري

ولا يزورُني طيفُكِ

بأيِّ آنْ

أُلملمُ ما تبقّى

من آلاءِ امرأةٍ كذبتْ عليَّ

وماكنتُ بحُسبانْ

 

 

الزنبقُ لا ينبُت في الخريف

أخجلُ أنْ تنبتَ زنبقةٌ

في قبضةِ يدي

يقطعُ عطرُها أنفاسي

وشَعري الأبيضُ

لا يعبرُ حقولَ الزنبقِ

دونَ خسائرَ أو قرابينَ

لصوتِ ضحكةٍ تسلّلتْ

من آلهةِ أعوامكِ العشرينْ

امرأةٌ من الماءِ أنتِ

وأنا رجُلٌ مصنوعٌ من قصَب

مَنْ يضمَنُ الماءَ

ألاّ يتمشّى في مفاصلِ القصبْ

ومَنْ يضمنُ الطقسَ ألاّ يُجفّفَ

ثيابَ الماءِ والقصبِ

فنظمأَ معاً

أخجلُ

أنْ أظلَّ نقطةً تائهةً

تبحثُ عن اسمكِ

وأيُّ فجيعةِ ما من سطرٍ

يومئُ لها

وهو مُشبّعٌ باسمكِ

حتى يومِ الدينْ

وفجيعةٌ ألاّ أعثرَ عليهِ

وهو على بُعدِ قلبي

بمرمى إصبعينْ

 

 

بسنِّ قلم الحُمرة

بسنِّ قلم الحُمرة

أحمرُ الشفاه

بسنِّ قلمِ الحُمرةِ

تثفقبينَ شرايينَ القلبِ

فتنزفُ دماً ممزوجاً

بحُمرةِ شفتيكِ

بسنِّ قلمِ الحُمرةِ

تُزرّرينَ قميصَكِ الأحمرَ

على ثدييْكِ الخارجيْنِ

 على القانونْ

بسنِّ قلمِ الحُمرةِ

ترسمينَ صورتَكِ

خلفيّةً لجوّالي

تتصلينَ فتهطلُ من فمكِ

سحابةُ عسلٍ

ويصيرُ حُلواً جوّالي

وتغرقُ جُدرانُ الوقتِ

    بشفةٍ

   وقميصٍ                                    

 وحُلمٍ

  كُلها مصبوغةٌ باللونِ الأحمرْ

يا امرأةً

هل جئتِ بجهنمَ قبلَ أوانِها                            

 

 

لا تطرقي

أدلكُ بالملحِ قلبي

كي لا تنمو فيهِ شجرةٌ

من امرأةٍ

أُريدُ علامةً فارقةً

أحتفي بها كلَّ عامٍ

لموتِ قلبي

قلبي أطرشُ

   وأخرسُ

 لا يسمعُ

لا يتكلّمْ

ليس لهُ أذنٌ

 ولا فمْ         

لا تطرقي

أوصيتُ حتى خشبُ البابْ

   ألّا يفتحَ البابْ

لا تطرقي

لا أحدَ

حتى أنا لا أحَدْ

ليس لكِ بذمّتي

غيرُ ورودٍ صناعيّةٍ

جئتِ بها للمشفى

الوردُ الصناعيُّ ادّخروهُ للموتى

وأوجاعي بعدُ ما وضعتْ أوزارَها

ماذا لو نقصَ عظمٌ               

من أضلاعي

ماذا لو قشّرتني سِكّينُكِ

كآخرِ شيفٍ في بُرتقالةْ

لا تطرقي

حتى الرصيفُ غسلَ نفسَهُ

حتى الشوارعُ أغلقتْ نفسَها

لئلا يكسوها غبارُ قدميكِ

حتى النهرُ

أنكرَ مراكبَكِ الورقيّةَ

التي بخلتِ عليها بجرّةِ ماءْ

النهرُ لن يُعطي تذكرةَ عودةْ

سرقتِ فراغَ القلبِ

من أيِّ امرأةٍ

أُريدُ فراغي

مَنْ يُعيدُ الفراغَ لرُشدهِ

أنا نصفُ مذبوحٍ

فلا تُكمليني

 

 

إنتهى رمضان

ومازال قلبي

يمرُّ على بابكِ

كالطبّالِ ساعةَ السحورْ

وانتهى العيدُ

ومازالَ قلبي الطفلُ

يدورُ على بابكِ

مثلَ دواليبِ الهوى

دونَ أنْ يرى شيئاً

وانتهى المطرُ

والنسوةُ خرجنَ مُشرقاتٍ

إلا أنتِ

الكلُّ يبحثُ عن إنسيّةٍ

إلا أنا

أبحثُ عن نبيّةٍ

وبصوتٍ يصعدُ للهِ

هلْ عرجتِ لسماءٍ

غيرِ قلبي

 

 

 

مُهندسة

لأنَّ حبيبتهُ مُهندسة

صمَمتْ شوارعَ قلبهِ قصيرةً

تجتازُها حتى وهي مُغمّضة

عندما تشتاقُ إ ليهِ

كانتْ تذرعُ حتى أحلامَهُ بمسطرة

وحتى ظِلَّهُ عندما يمشي في الشمس

وحتى في الشتاءِ

تتبعُ الغيمةَ فوقَ رأسهِ

خوفَ أنْ تنسكبَ عليهِ قطرةُ مطر

تحضنُها ولا تمنحُها للأرض

وكمرِّ سحابةٍ

صفَعتْ وجهَ المسطرةِ

وأطعمتْها للريح

وحطّمتها

وما أداراني ما يومُ الحُطَمةْ

 

الأربعاء / 13/ أيلول /2023

 

 

الخيمةُ السوداء

أُريدُ أنْ أمسُكَ الهواءَ

الذي يُطاردُ عباءتَكِ

هذهِ الخيمةُ السوداءُ

لا تنتظرُ ردفيْكِ

حتى يكفّا عن الدورانِ

وليس فيهما بوصلةٌ

تُعيّنُ اتجاهَ سيرِ قدميكِ

ومَنْ يُقنعُ سكونَ الريحْ

أخافُ أنْ يترجّلَ الهُبوبُ

ويُشعلَ الحرائقَ

في كومةِ القشِّ الكامنةِ

في عيونِ كُلِّ الفئاتِ العُمريّةْ

لا أعرفُ كيفَ تتنفّسُ العباءةُ

وهي لا تُغطّي جسدَ امرأةٍ

بلْ قمراً مشطوراً نِصفينِ

كُلُّ نصفٍ يسيرُ على قدَمْ

 

الجمعة 15 / أيلول /2023

 

 

قمرُ العشيرة

قمرَ العشيرةِ

يا وجهاً يُعلّمُ الأقمارَ

أبجديّةَ الجمالِ وعشقَ الياسمينْ

قمرَ العشيرةِ

يا رجُلاً تعمّدَ الصُبّارُ في كفّكَ

من ماءٍ مَعينْ

تمرُّ خجلى من جبينكَ السيوفُ

تمرُّ خجلى من عيونكَ السهامُ

ويضحكُ الجبينُ والعيونْ

مليكةُ الماءِ 1

على عرشِ الغديرِ توّجتَها

                ملأتَها

             رميتَها

لنفسِكَ اعتذرتَ

إذ رميتَها

تسقطُ مثلَ النيزكِ كفّاكِ

راسمةً مِئذنةً

تقطرُ دمّاً أحمرْ

تُنبِتُ صوتاً

إنّا أعطيناكَ ذراعاً

مغسولاً بمياهِ الكوثرْ

تضوّعَ المِسكُ على الوجهِ الصبوحِ

     معَ النزيفْ

وعانقَ السرابُ ماءَ العلقمّيِّ

(في أسىً شفيفْ)

وراحَ في غيبوبةٍ

طُوبى لماءٍ

ماتَ ظمآناً على النحرِ الشريفْ

يسقطُ رأسُكَ

في ملكوتِ الرملِ

يتلو آيَ العطشِ

آيَ السؤلِ

مَنْ يكفَلُ زينبَ

إلّاكَ أبا الفضلِ

تخرجُ من حَدَقاتِ الخيمةِ امرأةٌ

تدخلُ تاريخَ الطَّفِ

بلا خوفِ

ترقُبُ أقماراً أربعةً تسقطُ

يسقطُ منها الضوءُ

وتحيا

 

 

صباحاً يا حُسين

صباحُ الخيرِ يابنَ البتولِ

جئتُكَ بالأزهارِ

وبالرياحينِ

كجمرِ الغضا دمعي

على ضريحكَ يكويني

أبا السجّادِ عُذراً

أذا نثرتُ على

رمسكَ أوجاعي وأنيني

أرِقٌ والنومُ أضحى منازلاً

أتلو هُمومي

وما أحدٌ يواسيني

فلا لتخومِ الأفلاكِ

تحملُني رياحٌ

ولا حُلمٌ يسري

في فلَواتِ عيوني

أبا السجادِ

أطبقتْ شفاهُ السقامِ عليَّ

وصارتْ بغيرِ ذاكرةٍ

      سنيني

يتقافزُ الحُزنُ على قلبي كظبيةٍ

فأركضُ لا هثاً

لقِبابكَ تؤيني

كيفَ اصطباري إذا

جاءني ال

موتُ يُجبي بجِزيتهِ

ومَنْ غيرُكَ يشفعُ لي

إذا خفّتْ موازيني

ومَنْ غيرُكَ تمطرُهُ السماءُ

     فيُنبِتُ عافيةً

على سُررِ المُتعَبينَ

 بالداءِ اللّعينِ

تستديرُ الشمسُ حيثَ

استدارَ ضريحُكَ

وتشربُ الأنهارَ من ثغرِكَ

      العطشانَ كالمعينِ

سلاٌ على الشيبِ 

المُخضّبِ بالدما

وسلامٌ على السبايا الثاكلاتِ

   وأُمِّ البنينِ

وسلامٌ على المُشاةِ المُتورّماتِ

      أقدامُهم

صكٌّ لجنّاتِ الخُلودِ ومِن

نارِ جهنمَ وثيقةُ تأ مينِ

زرعوا الأرواحَ على التُرابِ

ومارجِعوا أعقابَهم

حجّوا لعاصمةِ الدُنى

      والدينِ

يا هازئاً بجحافلِ السيوفِ

وقائلاً يا سيوفُ خُذيني

ما خرجتَ أشِراً ولا بطِراً

ولا طامعاً بالمُذهّباتِ

ولا بلُجينِ

فلا شيءَ يمحوكَ

من تقاويمِ العُصورِ ولا

تضيقُ بذكرِكَ الحاسباتُ لقرونِ

في مِعصمِ الأرضِ من دمائكَ

        أسورةٌ

تُضيءُ كالبرقِ من كربلاء

    للصينِ

بشعفةٍ من الراياتِ أُعصّبُ رأسي

   ويدي والأخمصيْنِ

هي قيدُ نفوسي وجوازي للصراطِ

مُوقّعاً بيدِ الحُسينِ

 

فجرُ الأربعاء

2023/7 /19

 

 

العرّافةُ والمرآةُ والباب

المرآةُ تمسحُ نفسَها

عن مساحيقَ امرأةٍ

فلترَتْ وجهها المُهدّدَ بالشحوبِ

لرجُلٍ يلوكُ يباسَ سنواتِهِ ببطئْ

والبابُ يفتحُ نفسَهُ                

ويستريحُ في ظلِّ شجرةٍ

كانت يوماً أُمّهُ

التي ولِدَ منها

مُشكلةُ المرآةِ أنّها

لا تحتفظُ بالملامحِ

وشُروخُ البابِ لا تلتئمُ

كجروحِ عاشقْ

البابُ المُغلَقُ فخٌّ للتأويلاتِ

والبابُ المفتوحُ

لا يحتاجُ لأصابعَ تطرقهُ

كدقّاتِ القلبْ

وأنا أختبئُ عن المرآةِ

خلفَ البابْ

وداخلَ خلايا المرآةِ عرّافةٌ

تُنبئني أنَّ امرأةً من فلّينَ

ستطفو على وجهِ الماءِ

     ولا تغرقْ

تُصارعُ حتى الطوفانَ

وأنتَ ذراعاكَ من ورقِ المُقوّى

 

الأحد 24 أيلول /2023

 

 

امرأةٌ من ماء

حشدٌ من النساءِ في امرأةٍ

أنتِ

لسنَ مُكرّراتٍ

واحدةٌ توقظُ نهرَ نهديْها

من أحلامِ الماءْ

وواحدةٌ

تغفو على وسادةٍ من خشبٍ

تطفو على وجهِ الماءْ

ومَنْ يُسعفُ الماءَ إذا

أجهشَ بالبُكاءِ

على ضفتهِ التي يبِستْ

وما رطّبتْ شفتيكِ

امرأةٌ لذيذةُ المتاهةِ

لا مرئيّةً إذا شئتِ أنْ تكوني

أو مرئيّةً كصفصافةٍ

تقطعُ الطريقَ

حتى لجنائزِ الموتى

وبمزاجكِ تُغادرينَ المكانَ

وتتركينَ الصفصافَ يختنقُ

وأنا أخرُجُ منّي

أمْ تدخلينَ إليَّ

أمْ نحشرُ جسديْنا

في بابٍ ضيّقٍ

و نوصدُهُ علينا

19/8/2023

 

 

الأصابعُ الكاذبةُ

كُلُّ يومٍ تزرعينَ رضوضاً

 في قلبي

أخافُ من أصابعكْ

الى أينَ أشحنُ نفسي

وكُلُّ حدودِ أصابعكِ

ليستْ آمنةْ

حتى أسنانُ مشطكِ

كان لها إمضاءٌ في عُقرِ رأسي

أصابعُكِ كاذبةٌ

وراحةُ يدكِ

حتى وهي تلتهمُ

ما تبقّى من الحِنّاءِ

لطبعِها على أضرحةِ الأولياءْ

هذهِ الرضوضُ

أخطأتِ في ترتيبها

تعالي

ورتّبيها

وصفّفيها على مَهلٍ

كما تُصفّفينَ شَعرَكِ

واتركي عظمَ القصِّ

فهو الناجي الوحيدُ

من أضلاعي الملحومةِ

بلزوجةِ العسلِ

من شفتيكِ

11/أيلول/2023

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 

عبد الزهرة يوسف: شاعر عراقي، من مواليد الديوانية، تخرج في كلية التربية، قسم اللغة العربية، جامعة البصرة، عمل في التعليم، له عدة مجموعات شعرية، منها:

ـ من الفم للخاصرة تقطر قصائدي، ٢٠١٤ العراق

ـ نقوش على حبات الرقّي، دار نيپور للطباعة والنشر٢٠١٦

ـ قصائد غسلتها الآلهة، دار نيبور٢٠١٦

ـ أدورُ ولا تسقط قُبعتي، دار نيبور العراق ٢٠١٦

ـ بخيط أنوثتك أُعلقُ رأسي، دار ليندا سوريا، ٢٠١٧

ـ أنزف صقيعاً دفئيني، مؤسسة سوريانا سوريا٢٠١٨

جسدك أكذوبتي، مؤسسة سوريانا سوريا ٢٠١٩

حينَ تسترخي الديَكة، مؤسسة سوريانا سوريا٢٠١٩

أستلذُّكِ واحدة، مؤسسة سوريانا سوريا٢٠٢٠

لاتَ حينَ امرأة، دار نيبور للطباعة والنشر العراق٢٠٢١

قصائد بلا حراشف، دار نيبور العراق٢٠٢١