عصام شاعر متمكن من القصيدة القصيرة، وفي هذه القصيدة ينشئ جدلية بين الضوء والظلمة في خمسة مقاطع، فتتحول الظلمة إلى مخلبٍ حاد في المقطع الثاني، لكن فاتورة الكهرباء في نهاية القصيدة، تصير مُوحِشة كالمقابر في بلد بلا كهرباء منذ ربع قرنٍ!!

فوانيس لضوء آخر

عصام كاظم جري

 

( 1 )

أقولُها:

بأبسط طريقة ،

لفَرْط الصلة

النجوم مفتونة ببعض .

حتى

لو كان للفرحِ

قولٌ صائبٌ ،

ضوءٌ أسْودُ كافٍ

لشأني .

 

 

( 2 )

الظلامُ

مِخْلبٌ حادّ

ذهبتْ به المسافات

لمراعيها .

هكذا

هو الذهول

يلتهم كل لقاء عابر

ما أكثر الجدران

والنوافذ

ليس لها أثر ،

 

 

( 3 )

انتباه

الآخرين شهرة

تشبه إلى حد ما

صيت ذائع .

لم تكن مفيدة

في شيء ،

مناديلي 

لا تلفّ بعضها

فوق بعض .

 

 

( 4 )

بما كان

غير متوقع

أن تتألقَ مع الشدة ،

والفرج حارس بعيد  .

لم ينفع معها شيءٌ

لغاية الآن

الخيبةُ نصيبي .

وبتصميم

غير مبالغ ،

كل ما لا يوثق به

يمت للحظ

بصلة .

 

 

( 5 )

ليس هنا

ما هو أشَدُّ !

إحساس شبيه بالذي يُحدثُه

جسدٌ ميت .

الجديرُ

بالظن لا يستحقُ

عناءً أكثر .

مُوحِشة كالمقابر فَاتُورَة

الضوء .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

شاعر عراقي من ميسان.