"أغنياتي يا حزينة.. إذا لم أحترق أنا.. لا داعي للدموع ولا للأكاليل.. ويلهم.. ذوي الأيدي الملطخة بالدم.. ـ 2 ـ ومرة ثانية التقت طبقتان.. وجهاً لوجه.. بكل قواك تنفس وإذا كان ثمة رعد.. وقال طبيب السجن.. ففي أول يناير 1959 انقض عليه زبانية عبد الناصر.. أعداء الحياة.. لقد حملوه إلى المعتقل.. وبدأت مراسيم الضرب والكي والنفخ وخلع الأظافر.. هناك في الطرقه.. فأفرجوا عنه.. وخرج من المعتقل محمولاً.. ليموت بعدها بقليل في 31 ديسمبر 1959 عن ثلاثة وثلاثين عاماً: ـ 5 ـ وراح متولي الديب يخطو بثبات.. بعناد.. بإصرار.. على الطريق إلى المستقبل المنشود.. يسير أبداً.. لا.. لم يمت علي الديب.. وهناك في الخارج.. يتربص الشعب.. كالبركان.. كالبحر.. أتسمع..
يا عصارات السنين،
ستظلين سجينة،
طالما شعبي سجين!"
نجيب سرور
وإذا لم تحترق أنت..
وإذا لم نحترق نحن..
فمن إذن..
يجلو الظلمات!!
ولا لغيرها..
يا أصدقاء..
لا داعي.. ولا لكلمة..
حتى لا توقظوا البطل!!..
أيها الأصدقاء..
إذا ما لامستموهم صدفة..
مصطفى شوقي
بدأت الحادثة في طنطا أيضاً.. قلب الدلتا..
ولتعش الثورة..
في رأسك..
في قلبك..
في عضلاتك..
في عظامك..
الثورة..
ليلاً..
ونهاراً..
في الأرض أو السموات..
أكثر دوياً من هذا الصمت..
فليرعد!
وهو يغطي وجه الراقد..
برداء المساجين..
"انتهى"
إنسان على نقاله..
وظل القضبان،
على وجهه الكابي..
إنه يموت هناك..
مفتوح الفم..
علي متولي الديب
إن ملولي الحي..
هؤلاء المسمرين في سررهم..
ينظرون إلى ما وراء النوافذ
شجاعاً، وحانقاً..
يسير مترنماً بلحن الموت..
يسير متهادياً.. كسفينة..
فهو في صدري وصدرك..
هو في قلبي وقلبك..
هناك في مكان ما..
يهدر البحر..
يهدر..
كما لو كانوا..
يقطعون غابة!
يقدم الباحث المصري لباب علامات شهادة كتبتها الشاعر الراحل نجيب سرور، يبدو فيها ذلك التوافق الخفي بين مركزية الآخر الأوربي ومركزية الآخر المحلي. وعبر نص منجز على توقيع أشعار ناظم حكمت المدرجة في المتن يعرض الكاتب فعل نزع الأنسنة وتأكيد اغتراب الذات العربية عند واحد من مفارق تاريخنا الحرجة.
شهادة المُبدع الراحل نجيب سرور
في حق الآخر المصري