في هذه القصيدة التي كتبت في مكّة المكرمة، ستغني للحبّ جميعا، فما أحلى أن تسجل الشاعرة عواطف الأنثى وغزلها عندما تحب، وقد كان هذا الجنس من الشعر حكرا على الشعراء، في وقت ما!! وأنت تستطيع أن ترى أن هذا الحب العفيف، يحمل مسحة صوفية جميلة، أمّا تكرار حرف النداء (يا) الذي هو للقريب فقط، جعل المتلقي يشعر أنه هو المعني بهذا الحبّ!!

أغنية للحب

عـطاف سالـم

 

ناداكَ قلبي واحتواك ندائي

يا موحش الأشواق في الأحناءِ

 

اشتاق حبكَ مائسًا بأضالعي

اشتقتُ أن ألقاكَ ملء سمائي

 

اشتقتُ فيكَ البوحَ ومضةَ خافقٍ

يشتاقُ ذوق الحب في الإسراءِ

 

وضلالة ورهافة وتعلة

للقلب في لقياكَ أي لقاءِ

 

ومشاكساتٍ كم تلوذُ بأدمعي

وطفولة بيضاء كالأنداءِ

 

اشتقتُ فيكَ القول: إنكَ عاشقي

واشتقتُ قولك: إنني كهواءِ

 

***

 

من لي بمثلكَ يا ألذ لذائذي

أو لي بمثلكَ ياهدى الأهواءِ

 

إني أراكَ بكل حرف شاعر

وأراكَ عند تردد الأسماءِ

 

وأراكَ في عينيّ أعذب عاشق

يجتاز بي للدهشة العذراءِ

 

ورضاب فجر وارتجافة أنجم

ورياح ضوء .. طَلّ كل مساءِ

 

وتلوح لي عند ابتسام قصائدي

وتلوح –رغمي- عند كلّ بكاءِ

 

***

 

يا كلّ نبض يا وجودي يا أنـا

يا مؤنسي يا مؤنس الأرجاءِ

 

يا طير حبٍ عاش بين سرادقي

أنِسَتْ به روحي فطاب غنائي

 

يا وهْج شعر يا ربيبَ جوانحٍ

خُلقتْ لكي تهواكَ دونَ رجاءِ

 

أنتَ الحياة بظلّها وظلالها

يا خفقة الأحلام في الظلماءِ

 

يا رعشَ وجد باسم متذلّل

يا غيث ليلٍ ناءَ بالأنواءِ

 

يا شذرةً ضاءت بكفّ سحابة

هطلتْ بروضٍ أغدقت برخاءِ

 

***

 

يامن جرى بحروفه في روضتي

أقسمت أنْ أهواكَ رغم عنائي

 

أقسمت أن أرعاكَ حبًا يانعًا

تزهو به الدنيا بثوب بهاءِ

 

وبأن أقبّل سيرةً سكنتَ غدي

ملأت وفاضي قبلُ بالأصداءِ

 

وبأن أموت وفي فؤادي مزنة 

تروي حنينكَ صامت الإدلاءِ

 

وبأن تعيشَ مدى انتهائي مذ بدا

أقسمتُ يا عمرًا قضى برواءِ

 

أوّاه يا غرس الهوى بفضائي

يا توق حلم شاهق ندّاءِ

 

لو نلتقي أو ننتهي أو ننطوي

في جنة ممزوجة بشقاءِ

 

***

 

عيناكَ – يا أغلى- تراتيل الهوى

تجتاح نفسي خلسة كسناءِ

 

وأرى فؤادك مثل طفل ساهم

ترعاه كفّي من أذى الوعثاءِ

 

وكلامكَ المجدول من خمر سقى

أشواق روح كنتَها بجلاءِ

 

لن أكذبَ الإحساس توقَ صبابة

طيّرتَها في صدري الوضّاءِ

 

لا ، لن أغالب صوت كل محبة

نزعتْ فؤادي عانقتْ أشيائي

 

***

 

أنساكَ؟ تسألني؟ وهل يا سيدي

تنسى نعيمًا ذقتَ في أجوائي ؟!

 

أنتَ الحبيب وليس غيركَ قاتلي

وأحبُّ قتلكَ يا ألذ بلاءِ

 

وأحب حبكَ ذاك كل لذاذة

وأحب شوقكَ حلة لسمائي

 

يا أقربَ الأحباب صوت مواجدي

أُهديكَ حبًا خاشع الأضواءِ

 

وتشوّقًا مترقرقًا بحدائقي

يسقي فؤادكَ يا بقاء بقائي

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مهتمة بالفن التشكيلي والموسيقى الكلاسيكية والتصوير الفوتوغرافي‏‏، و‏‏‏أديبة وشاعرة‏‏، و‏‏حاليا متفرغة للكتابة والقراءة والبحث في الأدب والبلاغة وتطوير الذات‏‏‏‏‏‏

درست ‏بكالوريوس لغة عربية‏ في ‏كلية التربية للبنات بمكة المكرمة- جامعة أم القرى ‏شاعرة وأديبة وناقدة

ماجستير في اللغة والأدب

باحثة في البلاغة القرآنية

دبلوم في البرمجة اللغوية العصبية

دبلوم في العلاج بخط الزمن

دبلوم في التنويم الإيحائي

صدر لها أربعة دواوين :

م 1-  ( نزف الحرير ) عن دار حروف - القاهرة عام 2012

م 2-  ( من أغاني القمر ) عن دار السروات - جدة عام 2014

3-  ( أوراق امرأة برية ) عن دار أمواج _ الأردن – 2016 م 

 4- ( يواقيت العتمة ) عن دار ابن الشاطئ _ الجزائر 2016 م

 

لها عدة أبحاث علمية محكمة، منها

* أنشودة المطر تحليل ودراسة نقدية

* أبعاد الصورة الفنية في قصيدة النسر لعمر أبو ريشة

* مناقشة بعض أبواب الخصائص لابن جني .