ما زال أدب الرحلة يشكل باعثا نقديا لعدد من النقاد، حتّى يمكننا القول إنّ ثمة اتجاهات نقدية حوله، وهذه المقالة واحدة من هذه الاتجاهات، وتأتي أهميتها لأنها كتبت عن كاتب له عدة رحلات منشورة وفاز بعدة جوائز في أدب الرحلة، هو باسم فرات، فضلا عن الرؤية النقدية للمقالة، رؤية عين الذئب، وهي رؤية قلما انتبه النقاد لها!

عين الذئب

الرصد البصري وتجلياته في أدب الرحلة عند باسم فرات

أمجـد الفاضـل

 

أنت لا ترى الذئب معتليا الصخرة الكبيرة البارزة فوق التلة وقت الغسق، وهو يقاطع خط الأفق، إلا حين يطلق نشيد انتصاره عقب رحلة صيد موفقة، فمن ذا سجل نص تلك الرحلة غيره!، .. هل سبق لك أن رصدت كل شيء بعين ذئب؟، أظن أن الرحالة الأديب باسم فرات قد فعل.  تنساب كلماته ليضع كل ما يرصده في رحلته موصوفا بدقة بين يديك، عين الذئب التي يحملها عدسة كاميرا تسجيلية دقيقة، زوايا تصويره ماتعة ، ومساقط الأضواء تحف الرحلة بالتشويق، هكذا يبدو لي أدب الرحلة عند الأديب العراقي الكبير باسم فرات، على أني رافقت كلماته التي حملت أوصاف الأشياء في رحلاته كالحقيبة التي في كتفه، فارتقيت صعودا وهبطت نزولا، ورشني الماء، وبردت، وتدفأت، كل ذلك من دون أن أنتقل من غرفتي، وليست قائمة إصدارات باسم فرات بالهينة، فكل مطبوع له طعمه الخاص، على أن خصوصية حياة هذا الأديب من اغتراب وحب ولوعة واشتياق وغضب وتهور وغيرها، كل ذلك كان حاضرا مع أحداث كل رحلة سجلها، أحيانا لا تدري هل أسقط مشاعره على الصخور والأشجار والأمواه والطيور أم أنها هي التي أثارت تلك المشاعر، أم أنه تماهى مع تفاصيل الطبيعة وزمن الرحلة حتى ذاب صوته معانقا جميع أصواتها الخلابة !.

تماهي الذات والمكان والتداعي الحر في (مونتكرستي)

 في أعماق الأكوادور .. يمر عامان على باسم فرات وهو (مسافر مقيم)، ولنأخذ مشهدا من رحلته يتماهى فيه المكان مع ذاته، (أو ربما ذاته التي تماهت مع المكان من يدري!)، روى الرحالة قائلا: "اليوم كان مختلفا تماما، السماء رمادية وكأنها تنافق الأرض أو جهة ما، المحيط لونه ترابي، يذكرني بركض الأنهار وهي تلهث نازلة من جبال خبأت سعلاة لترعب المتطفلين على أسرارها، لكن الأنهار ، آه الأنهار، يا لبراءتها تهرب نحو السهول وفي ثيابها شيء من تراب الجبال، إنه ثوب عفتها ونقائها ، لم أفعل سوى الاتكاء على خاصرة المحيط الهادي، ثم الاستلقاء بغية اغراء النسيم بالاستحمام معي. عادة ما تكون الظهيرة حارة ، أمس كانت الشوارع تلتهب تحت أقدامي أنا الداخل توا للبلدة أبحث عن مطعم يعينني بقدح قهوة سوداء لا تخالطها ملعقة سكر ، أما اليوم فالطقس كان باردا، عاندته باحتساء زجاجة من ترياق ماء الشعير الذي كان أول من صنعه هم أسلافي في جنوب العراق قبل 6 آلاف سنة "[1]، ... ففي حين يبرز الرحالة الاختلاف مفتتحا به المشهد إلا أنه يبرز حالة النفاق الرمادي في لون السماء، هل كان انتقادا للسلطة ؟، أم للميتافيزيقا التي تبدو منحازة تنافق شيئا ما يجهله الرحالة؟، وما ذلك المحيط ذو اللون الترابي؟، هل اختلط الماء بالتراب بصريا ؟، هذا الرصد البصري للألوان واختلاطها وتغيرها واختلافها يحمل ذاكرة من عمق ذات الرحالة ، ترصد عين الذئب التي يحملها تلك التجليات فيعيد صياغتها متماهية مع ذاته، معللة بالطبيعة التي من حوله، ويأتي ذكر (السعلاة) وهي حيوان خرافي ليس له شكل معين  ولا حجم محدد سوى أنه مخيف جدا يفترض أنه يفترس من يشاهده بأبشع طريقة، هكذا حكى المخيال الشعبي العراقي، الذي جعلها افتراضا – أيضا- تسكن الجبل ، (ليس عند كل العراقيين .. فعند بعضهم كل الخرائب المظلمة الخالية تسكنها سعلاة) ، وهذا التداعي الحر بين المخيال الشعبي العراقي والطبيعة في الأكوادور يزيد من حالة التماهي بين ذات الرحالة وأمكنة سفره، فترسم لنا (السعلاة) التي في الجبل خوف الرحالة من المرتفعات لاسيما الشاهقة منها وهو القادم من السهل الرسوبي لما بين النهرين (ميزوبوتاميا)، فحتى الأنهار تركض لاهثة ، ليس بالضرورة لطول المسافة و البَهَر الذي يصيب الأنفاس منها، بل لعله الخوف، الحاجز بين السهل والجبال الشاهقة، الركض من حافة المنحدرات المرعبة (السعلاة) إلى بر السهول الآمنة، بين الأكوادور وميزوبوتاميا، ولكن ما الحل إذا كان الأصل في الهروب هو المحافظة على ثوب العفة والنقاء؟!، هل الأنهار هي التي تركض أم الرحالة من بلاد الأنهار؟، وهل مس ثياب عفته ونقائه شيء؟ أم أنه ركض في الوقت المناسب؟، يقينا أنه لم يفعل شيئا بعد عنائه الطويل سوى الاتكاء على خاصرة المحيط الهادئ!.

ويتواصل التداعي الحر ليماهي نسج النص الأدبي – أدب الرحلة- بين ذات الرحالة الأديب وبين المشهد البصري الذي يعيش لحظته، لتعبر الألوان من واقعها البصري ، إلى إحساساتها المتخيلة، فنجد أن بين الأمس واليوم عنده كما هي الحال بين ميزوبوتاميا والأكوادور، أمس القائظ الذي لا يصف سوى الحرارة اللاهبة في العراق، واليوم البارد عند المحيط الهادي، الهادي حتما من الصخب، حيث يمتزج الاغتسال بالنسيم طراوة وهناء، ليرجع العناد بالرحالة إلى احتساء ماء الشعير البارد في يومه البارد ، ليطفئ به حرّ أمسه الذي تعسّر عليه تبريده أو إطفاؤه، ليرجع به ماء الشعير إلى ذكرى أسلافه قبل 6 آلاف سنة ، فهل كانت قصة مكررة ؟، أقصد هل كان أسلافه من أرض ميزوبوتاميا قد صنعوا ماء الشعير ليطفئوا به حرارة أمس لاهب لهم؟، وبما أنهم أول من صنع ماء الشعير، فربما هذا يعني أنهم أول من صنع مشكلة الحرارة اللاهبة !، وربما لم يكن الرحالة باسم فرات سوى (ميزوبوتاميّ ) كرره التأريخ عبر عدة آلاف من السنين وبضعة آلاف من الكيلومترات !.

الرصد البصري والوعي الناقد من عرار نجد حتى أشجار الأمازون:

يبدأ (الحلم البوليفاري) بتصريح نقدي مهم للرحالة: "أدب الرحلات ليس تسجيلا دقيقا لما نشاهده، بل هو تعبير عن ثقافتنا ووعينا بالمكان وبالآخر"[2]، وهذه الحقيقة المرافقة لرحلته وأسلوبه لن تكون وحدها هي المتحققة، بل إن هذا النقد للذات والوعي بها سيكونان حاضرين أيضا مع عين الذئب التي ستسجل عدستها:

1- ما تشاهده.

2- ما تذكر به هذه المشاهد.

3- ما يلزم ذلك من نقد للذات.

فحين كان الرحالة في قلب الأمازون، نقتبس من رحلته مشهدا آسرا لعمق غابة الأمازون، وكيف أنه استدعى من ذاكرته (عرار نجد) – والعرار نبات صحراوي- ، ولأحاول هنا أن آخذ مقاطع من ذلك المشهد، إذ يقول: "نتيجة لتشابك الأشجار وجدت صعوبة في التصوير، وكذلك حركة الطيور التي لا تعرف الاستقرار ابتهاجا بالطبيعة وتنوعها، ومن هذا الذي يعرف الاستقرار في محمية ياسوني، كل شيء يجذبك إليه، بل كل شيء يجذب كل شيء، تتعانق الطبيعة بمفرداتها وتتقابل وتتشابك وجدا، وتتحد حلولا لتنتج سحرا، يعجز عنه هاروت وماروت، فسحرة بابل كما سحرة فرعون الكل يرمي سحره مستسلما أمام سحر ياسوني ونهره، مع هذه الصعوبات ومع كاميرا ليست إحترافية، حاولت بذل ما استطعت إليه سبيلا، على الرغم من كسلي ودهشتي أمام حركة الطبيعة ورشاقة تنقل الطيور بين الأشجار من جهة إلى أخرى وكأنها تسير مسرعة على الماء فطيرانها يكاد يلامس الماء لولا فسحة من خجل تظهرها الطيور خشية التعري بلا تراتيل أمامنا"[3] .. يالَها عين الذئب التي لا تترك مشهدا إلا وثقته بأدق التفاصيل وبكل شعور وثقافة ووعي!.

يرسم لنا الرحالة مشهد تشابك الأشجار التي تمنعه من التصوير، ثم يربط بينه وبين مشهد الطيور التي يمنعها تشابك الأشجار من الطيران، رغم حركتها التي لا تعرف الاستقرار، ثم يبرز الوعي الناقد للمشهدين معا الذاتي والمستدعى المرتبط به، في صورة من التعليل النقدي لعدم الاستقرار في الذات وفي الطيور على أنه يجري (ابتهاجا بالطبيعة وتنوعها)، ثم يبرز حكم نقدي بالتعميم لتسويغ حالة عدم الاستقرار بأنها هي الأصل وهي الحالة العامة: (ومن هذا الذي يعرف الاستقرار في محمية ياسوني؟!)، وتستمر هذه المعادلة بالتحقق : المشهد الأول- المشهد المرتبط- الوعي الناقد : (تتعانق الطبيعة بمفرداتها وتتقابل وتتشابك – تتحد حلولا لتنتج سحرا – يعجز عنه هاروت وماروت / فسحرة بابل كما سحرة فرعون الكل يرمي سحره مستسلما أمام سحر ياسوني ونهره)، ولا يخفى كيف أن المشهد المرتبط هنا تم استدعاؤه من أرض بابل إلى أرض ياسوني في الأمازون، لتبقى الذات الواعية بالهوية حاضرة ناقدة، وها هو يسجل حالة كاميرته بأنها غير احترافية، ولكنه كان احترافيا ببذله الاستطاعة في التسجيل ، مع حسن التعليل بسرعة حركة ماء النهر، والطيور ، التي يشبه انسيابها على صفحة الماء دون أن تمسه، انسيابه عبر القارب في النهر، وبين التعري والتراتيل كرنفال عميق الذاكرة يرجع إلى طقوس كولومبيا القديمة وطقوس بابل السحيقة في القدم.

ثم يسود الوعي الناقد عند الرحالة ليصل بذلك المشهد المبدع في تجلياته البصرية الممتدة عبر اخضرار متدرج الظلال، متعدد مساقط الأضواء، ليصل إلى القول: "لم تقف حكومات العالم المتقدم والثري مع شعوب هذه المناطق لمنع التنقيب عن النفط، ووضع برامج توعية لدى السكان المحليين بضرورة الاعتناء بالبيئة، مع مشاريع مساعدة لتطوير حياتهم وجعلهم ليسوا بحاجة للنفط. هذا الجهل هو ذاته في العراق، بل ربما في العالم العربي والمنطقة عموما، نحن شعوب لا نعي أهمية المساحات الخضر وتأثيراتها على المجتمع ، في مجالين حيويين لاسيما وهما الصحة والراحة النفسية التي تشيعها هذه المساحات."[4]، ولا تخفى هنا الحدة في النقد متجاوزة الحيثيات وتشعبات الظروف واختلافها، ولكنه قفز واسع عريض نحو حكم نقدي يجمع بين دهشة المكان الحاضر بين يدي الرحالة، وخيبة الأمل في المكان المخزون في الذاكرة (العراق – بل المنطقة العربية كلها) ، بين اكتناز الاخضرار وثرائه، وبين قتامة النفط وآثاره المفجعة، ولا يلبث الرحالة ناقدا لاذعا حتى ينتقل إلى توثيق شعور جديد ينتابه من جراء المكان، وبوعي ناقد أيضا لا يخلو من اتساق وجمال، إذ يقول: "واصلنا مسيرنا والطقس ما بين ممطر ومشمس وتدرجات ذلك، رحت أستنشق هواء المنطقة بعمق وأحاول أن أحتفظ بكل لقطة ومنظر، فهذه فرصتي الأخيرة والتي ربما لن تتحقق ثانية لي مدى العمر، أنا في مكان أتمنى أن أعيش فيه لشهور طويلة، ولكن ليس أمامي سوى ساعات وأغادره نهائيا، لأقتات على ما تختزنه ذاكرتي التي جعلتها بإصراري أن تعمل بكامل طاقتها، وأنا أردد بيت الشعر الذي كان عنوانا لحياتي:

تمتعْ من شميم عرار نجد         فما بعد العشية من عرار

عدنا مساء قبيل الغروب ، بعد أن قطعنا مسافات شاسعة في نهر ياسوني الذي يذكرني بالأهوار العراقية، هذه الأهوار التي كلما حاولت زيارتها لم أتمكن، ولكني شاهدت أفلاما وبرامج عدة عنها"[5].

في هذا المقطع من المشهد الكبير الذي يضم حركة الرحالة عبر النهر في ياسوني، يظهر لنا الرصد البصري تنوعا غزيرا من المشاهد والصور، التي يمنحها ضوء الشمس من سطوع وانحسار بسبب الغيوم الممطرة وما بينهما من تدرجات للضوء، سعة وكثافة ، تنوعا واختلافا، كثرة وغزارة، ويكاد هذا الاكتناز البصري ينفذ نحو صدر الرحالة – بل لقد فعل- وهو يدخل عبر رئتيه إلى عمق ذاته على شكل هواء نقي يملأ عمق الأنفاس، والرحالة يستعيض عن كاميرته بتسجيل ذاكرته بأقصى طاقتها، وفي الوقت الذي يعيش كل هذا الثراء، يستذكر في أعماقه متحسرا كل ذلك الافتقار الذي يرمز إليه بلده، حتى أنه يقر بأنه سيقتات على هذه الملتقطات البصرية في القادم من أيامه، ثم نجده يختصر عنوان حياته في بيت من الشعر للصمة بن عبدالله القشيري (ت 95 هـ)، وهو يغادر من نجد إلى العراق، والعرار بقلة صفراء ناعمة طيبة الريح، والواحدة عرارة، فيقول الشاعر: تمتع بشم هذه الرائحة الطيبة لنبات العرار ذي الزهر الأصفر الزاهي فإنك بخروجك من أرض نجد لن تشم هذه الرائحة، فلم يعرف للعرار مكان ينبت فيه غير أرض نجد [6]، ومع أني لا أنوي متابعة التماهي بين ذات الرحالة ورحلته وأمكنتها والطبيعة التي يشاهدها، فقد سبق وذكرت ذلك، إلا أن الوعي النقدي الذي يرافق الرصد البصري للرحالة يفرض علي ذلك، وهل تجليات الاكتناز البصري التي ينقلها إلا صرخة اعتراض على ذاكرة الافتقار التي يحملها؟!، وها هو ينتقل إلى أهوار جنوب العراق التي لم يتح له أن يزورها، وقد أتيح له أن يزور (ياسوني)، فأية مسرحية ساخرة تلعبها الأحداث على كوكبنا المعتق بالزفرات والحسرات، حتى صار العرار يرمز إلى ديار كولومبيا وطيب رائحتها، بعد أن كان بأرض نجد متصلا عند القشيري، ولا أستبعد أن يكون السفر نحو المجهول مشتركا بين القشيري ما بعد (ريا) ونجد ، وبين الرحالة باسم فرات ما بعد الحلم البوليفاري، وإن كان العراق خاصة وبلاد العرب عامة هي الوجهة ولو في الذاكرة المستعادة قسرا.

ومازالت عين الذئب تسجل ما لم تحفظه عدسة الكاميرا، ولا المؤلفات المطبوعة القادمة ، فإن لباسم فرات، وعدا بحياة أفضل لم ترتسم تجلياته البصرية بعد.

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أمجد حميد عبد الله الفاضل التميمي/ شاعر وناقد

ولد في مدينة الخالص / ديالى / 1975 م

: تدريسي في جامعة كربلاء – كلية العلوم الإسلامية  –  قسم اللغة العربية

عضو في عدة منظمات أدبية وعلمية

عضوية سبع من اللجان الخاصة بالجوائز الأدبية

من مؤلفاته:

1. حوار في قارورة – مجموعة شعرية تضم قصائد كتبت في السنوات ( 1989 – 1999م) وزعت بطريقة النسخ المكتبي / مجازة من وزارة الثقافة والإعلام العراقية عام 2000 م .

2. مقدمة في النقد الثقافي التفاعلي / طبعة العراق / 2008م .

3. الحضور في الغياب – مقدمة نظرية / بغداد / 2009م .

4. مقدمة في النقد الثقافي التفاعلي / طبعة بيروت / 2010م .

5. نظرية تراسل الحواس / بيروت / 2010م .

6. (…..) – المجموعة الشعرية العربية الأولى من العمود الومضة / بغداد / 2011م.

7. الحضور في الغياب / كربلاء / 2016م

 

[1][1] مسافر مقيم – هامان في أعماق الأكوادور، باسم فرات، الكتاب الحائز على جائزة ابن بطوطة للرحلة المعاصرة 2013- 2014، دار السويدي للنشر والتوزيع، ط1، أبو ظبي، 2014: 68- 69.

[2]  الحلم البوليفاري- رحلة كولومبيا الكبرى، باسم فرات، الحضارة للنشر، ط1، القاهرة، 2015م: 6.

[3] م.ن. : 97.

[4] المصدر السابق: 99.

[5]  م.م. : 99- 100 .

[6]  ينظر : شرح ديوان الحماسة ، المرزوقي: 869.