يكتب الشاعر العراقي القصيدة القصيرة انطلاقا من الطبيعة والأنهار، وأنت ترى أن الفاظ الطبيعة تتوافر في حقولها الدلالية، ومع ذلك فهو يوظف هذه الألفاظ، لصناعة صورة جديدة، لتقول في همس فكرة ما للمتلقي.

قصائد

عبد الحسين بريـسـم

 

1

أغنية الراعي الصغيرة

اغنية

أطلقها عليك

وانظر نحو طريق لا يوصلني

واسير فيه

ربما في منعطفه أنت 

تمسكه اقدامي

لكيلا يضيع

هل انت الطريق

يعبر امامي قطيع اغنام

خلفه راع صغير

من علم القطيع ان يطيع الصغير

واغنيته الصغيرة

في الجهة الاخرى

يقف جبل يحدق بي

والراعي الصغير

من بعيد اسير مع الجبل

ترى ماذا أسفل ذلك الجبل

ربما

انا وانت نغني

في الطريق اشجار وحقول

وفي الطريق

انا اسير وحيدا

اليك

هل ينتهي الطريق

 

2

بشر الحافي

ناسك البيت

اطوف عليك

اقرأ ما تيسر من آيات حزنك

وحولي تنوح ملايين الحمام

تلوح للعابرين

على جسرك طارت نوارس

وحطت أرواح من التعب

اطوف عليك

امر وألقي عيونا عليك

اتعبها التلويح

وانت التحديق والتلويح

تطوف عليك

علمت الحافي

بكلمتين

ان يسير إلى الله

وخلفه تلهث ذنوب وسر الماء

طاف عليك

اذا كان هذا المجد

بركضه حاف

فايما مجد

هو انت

 

3

الحاكم بأمر الشعر

هنالك امرأة في الطرف الاخر من المدينة

علمتها الحب واشياء اخرى

وعلمتني ان اطلق الشمس في ملعبي

ان اكتب شعرا على الارصفة

يحكي قصة تحولي من ديمقراطية الكلمة

الى دكتاتورية الشعر

علمتني ان اقول ما اريد

تحت حكم الشجرة

وبين مقابر الشعراء

الذين لم يفهموا قصيدتي

التي ترافقني منذ نعومة اشعاري

علمتهم ان الشعر

واحة من اضطراب واعصار

في لجة البرك الاسنة

علمتهم ان الكلمة

تاريخ طويل من التغيير

وصرخة بفم يلتهم العالم

انا تلك الكلمة

 

4

المدينة تتزوج النهر

بصمت

تقدم النهر مني معلنا

ان المدينة ترتدي الان خاتم الليل

وترمي ابناءها الى الحرب

النساء على الابواب

دون جدوى

الرسائل املها البحر

والسفن بلا اشرعة

تلوح في الافق

تغادر العين

من علم النهر ان يجيد لغتي

ومن اعطى المدينة صلاحياتي

التي خصني بها الدستور

اعلن الان

زواج النهر

من المدينة

 

5

وخلق الله الرجل

منذ اغوتني شجرة عابرة

على رصيف لا املك منه

سوى متر مؤجر من مغارة

الورد القديمة

قالت سوف اخذك الى الجنة

وانا بغباء سلمت عيني

الى عصابتها السوداء

لاعترف بعدها

ان الجنة ليست

في بغداد الجديدة

اغوتني شجرة