هكذا هو بدون حاجة لتوصيف إضافي يعبر بالقصائد الى منتهاه والى اللانهائي حيث غواياته المثالية والقصية وحيث الشاعر يذيب باب القول.. في قصيدتها القصيرة تعيد الشاعرة التونسية المرموقة جميلة الماجري ومن خلال هذا النص الشعري بين تماهي الحب وغواية الكتابة وبين غوايات الشعر وإرادة الكتابة تختلط المعاني ويصبح اللامعنى غواية جديدة لنص يبحر في وادي لا قرار له.

وادي الغواية

جميلة الماجري

 

مالذي جرّنا

فانزلقنا إلى الشِعر

وادي الغوايات

مِن بادئ القول

كنّا .. شغوفيْن بالجدل الفلسفيّ

صديقيْن ..

ماكان لي أو له مطلبٌ

غير هذا اللقاء

بمقهًى قديمٍ

ندير الحديث عن الحرب والدّين ..

أو

عن شؤون البلاد

وما قد يكون ..

وما لا يكون

***

مالذي جرّنا .. فانزلقنا

إلى الشعر ..

كنّا نسيناه .. قلنا

كبرنا ...

ولكنّ طيفًا لذئبٍ

سرى بيننا هامسا .. قال

لا عمْرَ في الشِعرِ

عاد الكلام إلى أوّل السطر .. عدنا

إلى أوّل القولِ

نطوي المسافةَ في نظرتيْن .. انتبهنا

إلى صوت فيروز

للعاشقيْن برُكنٍ قصيٍّ

(أكانا هنا منذ حين ؟)

وأزهَرَ لونُ المفارش فوق المناضدِ

قهوتنا لم تعد مُرّةً

قال في دهشةٍ :

(هل أضفتِ إلى قهوتي سكّرا ؟

أنتِ أجملُ هذا المساء

وماذا عن الشِّعرِ ؟) ..

أيْقنتُ أنّ دمَ الذئب ما زال ينبض

في دمنا..

 

شاعرة من تونس