قصيدتان غنائيتان
تحت اقتناع دوامة الريح
الصباح ملون في أرجوحته
بسحاب رمادي في السماء
استولى على المساحة دون اكتراث
والريح تنكس الأرض بازدراْء.
الخريف يغادر بكسل مغرة،
أصحو وأنصت الى أصوات الهواء
تحوم بنهمة قديمة
تغمر الجو بدفء قديم.
لكن في آخر الرقصة
تنتصر الريح،
يغرقهم في زوابع
ولن يعودوا يرقصون
الى حد التنفس،
لحظة يقفون بلا نغم
في دوامة غزل
ثم يسقطون على الأرض
مثل النواح.
الريح طيف يختفي
الريح طيف يختفي
بدون أثر
أو علامة وراءه
لكن حضوره
يضيف جوهرا للحياة
والتي ليست
عابرة..
بالمرة
من النفس اللطيف للربيع
الذي يهمس بين الأشجار
والفروع
حتى أشرس عاصفة الشتاء
التي تمزق السحاب بلهيبها.
الريح شعار الحياة،
القوة التي تنزلق في الكون
لكن بلا مقياس.
هكذا تعرض علينا الريح عظمته
مع أنه يتنكر وراء كونه نسيما
و لما يهب
يأخذنا نحو اليقين..
على المنصة
لا تخبروا قصائدي لما أموت
لا تخبروها،
دعوها تعيش في غاب أبدي،
بعيدا عن الصيادين الماكرين
لم يكن هناك طريق لأشقه،
كل شيء قادني الى هنا،
بقوة،
بلطف،
أحيانا كرذاذ خفيف
نفض غبار تيار النهر
ذات يوم،
كنت نجارا،
أستاذا،
صانع طائرات ورقية،
رساما انتقائيا،
واعضا في كنيسة صغيرة،
هناك فتاة
تركت فؤادي يحترق
مثل جهنم نفسها،
بكى صوتي
فواكه
كل فصل،
من جديد سبحت
عبر أنهار لا تعد،
رمقت الموت في بعضها،
متشرد في الشوارع،
محاضر فنون،
محرر،
مرشد لمختلف المكفوفين،
لكن كل شيء
أدى بي الى هذا الالتباس المبهر.
لم يكن هناك اختيار،
فقط الاعتراف وسط اللغز.
حتى هذه الكلمات
قادمة من ذلك المشهد
المسحور.
فجأة،
ذات يوم،
البوصلات أصبحت بلا نجوم،
يعلن القراصنة عدم كفاءتهم،
اذ أنهم لا يفهمون لغتي.
تماما
كما أن الشمس
هي قانون عمال الحدائق،
بالنسبة لنا،
بطموحنا،
هناك ازدهار هارب من الوجود.
لما أموت لا تخبروا قصائدي.
دعوها تعيش
كحفيف أوراق
في عمق وسط غابة منيعة،
دعوها
تعيش..
لا شيء في ملف العريف
الى هاريس شيف نحو قلب الإمبراطورية
لا شيء،
ل اشئ،
لا شيء
لا شيء ،
يسمع بصوت غامق
من المغارة،
متعفنة من الموت،
من النسيان،
من لا شيء.
لا شيء قذف بمعدن،
بدخان.
لا شيء أراد التفكك،
الاختفاء،
اختفاءنا كلنا ،
نحن الذين نلمع
حينما نحترق،
ضد الهيمنة وخيالها.
"لن نموت"
صحنا في وجه لا شيء
"لن نموت، لن نموت"
لا شيء اقدم من الحرب الألفية,
همس لا شيء يغرق
جدران النهار والليل،
يخترق العظام، يعصر دم الزمان،
يملأ الجو بحشود متعفنة،
يخلط رائحة البارود مع السجن
لا شيء يريدنا
أن نقول أي شيء:
حناجرنا ممزقة،
ملء افواه من الضوء استبدلت
بملء فم من الرماد الحزين،
لساننا مجمد داخل جرس الصياح.
لا شيء يريد تحويلنا الى ذاكرة،
الى آفاق ملغاة،
الى صمت.
لا شيء يكره المشاهد،
الهواء الذي يستنشق
لا شيء ضيق الميدان،
البحر شتيمة للاشيء
أرق في جزيرته، جزيرة الفقر:
هناك تاريخ بلا نهاية حول شعوب،
يروي البحر،
ولا شيء يحاول اسكات الخلجان،
شواطئهم الخالدة،
لا شيء يشعر بمرارة
لا شيء اعماه الحنان
لا شيء يلمس لا شيء، لا شيء
لا شيء ماله أب و لا أم،
لا شيء عقيم،
في سرير لا شيء القديم و المتدهور،
أوراق متحجرة،
لا شيء له مجموعة من الفراشات
بدبابيس تخرق ظهورها،
ومجموعة من العيون ميتة
ثم مجموعة من الأظافر
اسودت بقطع الجلد
أكلها نمل شرس.
لا شيء فاعل خير
بالمعني الحقيقي للكانبالية:
لاشئ يقيم مأدبة بقلوبنا
ينظف أنيابه بمعجون افكارنا
(قبل هذا ، قام بثقب رصاصة وعصر فيها رؤوسنا).
لا شيء يعيش موته المحنة
وهو يسبح
على ظهره على روائح القدر العذبة.
خطأ في الحساب،
بادرة حنان غير واعية
هم فقط أشياء عذبة للا شئ.
لا شيء أبدا لا يخطئ
لا شيء يصلح التفاصيل الدقيقة بفأس
لأن لا شئ يسبق القدرة المطلقة:
لا شيء قوي.
في ساعة توضئ بالدم
لا شئ يخبر نفسه في مرآة من نار:
"هناك لا شيء لا يقدر لا شيء على فعله".
ومع ذلك
لا شيء يعاني من ارتفاع ضغط الدم،
يحلم بأشباح
شعرها يستمر في النمو
و هو يشاهد،
وتحضنه في رعب.
لكن لا شيء يؤمن بلا شيء
على الدوام
و جعله موشوما بعبارة "نؤمن بالله "
في الجهة الأخرى من جبهته.
في الماضي،
لا شيء
مرات ارتدى ملابس فلاح،
أخذ مقعدا في حانة حلاق،
حفظ أسماء من أخبار وطنية،
طلب حلاقة ناعمة و "بين ألم وسخاء"
ترك اكرامية:"لفنجان قهوة"
كل هذا موجه لمستقبل ميت.
لا شيء جسد دائم الطراوة:
جلد أخضر
جروح خضراء
وذباب أخضر
قميص أخضر،
كراهية خضراء
كمكنسة تكتسح الهضبة المرتفعة.
"يجب أن يموت لا شيء على أيدينا"
نشرنا الشعار
من مقعده السهل الأخضر
لا شيء يراقب الآفاق الحمراء،
هو لا يقول أي شيء
لكنه يعلم أن المد العالي قادم
وسيكون لا شيء للقيام به،
فقط انتظار لا شيء العنيد.