بعض من أسئلة وصباحات الشاعر البلجيكي جيرمان دروغنبرود تأتي عميقة في خلخلة اليقين وسعي حثيث للقبض على المتلبس بين ثنايا الزمن الذي يعيشه وصداه .. بين انتقال الفصول وصوت الحقيقة.. ينتقل الشاعر من صياغة لأخرى قابضا على حرقة السؤال والأسئلة، تاركا خفقة الكلمة وصداها كما هاهي هنا تبحث عن جمرة الموقف والرأي وتقف ضدا على طغيان السواد.

أسئلة

جـيرمان دروغـنـبرود

ترجمة: خالد الريسوني

 

السؤال 2

أيتها الأرض، أأنت شيءٌ أكثر مما تخلقه شرارة ضوء؟

أغنية مشوَّهة مشرَّدة تائهة في الكون؟

 

العجل الذهبي

اقتلع أجنحة الملاك

والملكُ

متنكرٌ في زيِّ نبيّ

ينثُر أكاذيبه كحقيقة

 

بالكاد يُسمَعُ بعد

الرفرفة الأسريَّةُ

الخفقانُ المزدوجُ للقلب

 

صباح هادئ في الهيمالايا

 

يبدو

كما لو أني في الليلة السابقة

قد رويتُ كلَّ عطشٍ

 

يحلُّ اليومُ مليئا بالضوء

وأصوات الطيور

غريبة على الأسماع

 

في البعيدِ

صوت مترنِّحٌ لنايٍ

 

صلاةٌ صباحيةٌ

لشيفا ولبوذا

أو لأي إله آخرَ

 

جدُّ هادئٍ يبدو هذا الصباح

كما لو أنه بعد عدَّةِ قرونٍ

يَصِلُ الإنسانية

أخيراً السلام

وأخيراً السكينة.

 

 

سؤال

هل هذه

-الآن جدَّ محسوسةٍ-

الريح بعد ما زالتْ

أو برودةُ الليل

أنفاسه المثلجة؟

 

لا شيء

ولا حتى الذِّكرى

تقدِّمُ العزاءً

ولا تتيحُ المأوى

أمام المطر

وأمام الزمن

الذي بأصابعه العظمية

يقرعُ النوافذ

وعبرَ شقوق الحاضر

يُلِحُّ كثيراً

ينفذُ كثيراً.

 

عمَّ تبحثُ الكلمةُ ...؟

عمَّ تبحثُ الكلمةُ أكثر

في رواسب الكائنِ

إن لم يكن عمَّا لا يُسْبَرُ غَوْرُهُ

والذي هو مع ذلك موجودٌ؟

 

مثل ماء النهر

الذي يهربُ من اليدِ

لكنَّه في الجِرَارِ

يبلغُ حَدَّهُ

ويحْفَظُ شكله

ويروي

 

مثلما القصيدة

أحيانا

 

اليقين الملتبسُ

أحياناً يبدو

أنَّ الربيع لا يرغبُ في الحلولِ

وأن برودة الخريف أو الشتاء

ممعنة في الثبات

 

ولكن الربيع سوف يأتي

إذا هو لم يمَّحِ

       فينا