محمد قاسم جواد، شاعر شاب، لكنه مثقل بأسئلة الوجود في شعره! بل هو يصور الصغار المثقلين بحزنهم، وتأخذنا القصيدة عبر لغتها ذات الحقل الدلالي المرتبط بالطبيعة، إلى صور الفجائع والرصاص، لكنه يبقى متشبثا بالحلم، والبراءة.

ماءُ المجاز

محمد قاسم جواد

 

شعراً يوزعُك المدى للدهرِ

فتمرَّ أسئلةً ببالِ النهرِ

وترى بأن الحلم َفلسفة ٌهنا

يحتاجُ للتأويلِ منذ الصغرِ

وترى الصّغارَ المثقلينَ بحزنِهم

يغتالُهم شوكُ الأسى بالسيرِ

مازلتَ وجهَ القريةِ السمراء

بلّلَ صوتَها موّالُهم بالفجرِ

ثوبُ الفجيعةِ شاهدٌ عن فقدِهم

ورصاصُ كهّانِ البلاد ِالسري

وكم اعتراكَ الفقدُ كأسَ غوايةٍ

والقلب ذابَ بليلةٍ بالخمرِ

فافتحْ نوافذَ شرفةٍ مات الهديلُ

بروضِها وتكلّلتْ بالصبرِ

وانحتْ بأزميلِ المجاز ِروايةً

للمتعبينَ من الأسى والقهرِ

واعزفْ على وتر ِالقلوبِ لبلبلٍ

قد قيدوا احلامَه بالأسرِ

ثمرُ الخطايا في دمِي ينمو

فتقطفُ لوزَه كفٌ بليلِ العمرِ

والصبحُ يمنحُ حكمةَ الأشياءِ من

 رقصٍ لظبيٍّ في سماءِ الشعرِ

فاسكبْ ببابِ الوجدِ ماء مجازِهم

كي ينبتوا زهرا ببالِ السطرِ

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد قاسم جواد

من مواليد محافظة النجف الأشرف

بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها، كلية التربية جامعة القادسية

لديه مجموعة شعرية مخطوطة، واخرى قيد الإنجاز، نشر قصائده في بعض المجلات العراقية والعربية.

i