تتناول الباحثة السورية، كتاب المفكر الفلسطيني الذي تعامل مع فكر مالك بن نبي تعاملاً عملياً، ونبّه إلى أفكاره وعلاقتها بالوضع الراهن. وهو جزء من انشغالات الباحث في استقصاء حالات الانحطاط التي تعيشها الأمة العربية .. في ظل غياب مشروع نهضوي على مستوى التفكير والانشغال النظري.

مالك بن نبي والوضع الراهن

رغداء زيدان

أتابع منذ مدة كتابات الأستاذ محمد شاويش، وهو مفكر عربي مميز، وأهم ما يميز مقالاته التي ينشرها في جريدة القدس العربي، وفي مجلات ومواقع عربية أخرى، أنها تبحث في حالة الانحطاط التي تعيشها بلادنا العربية، وتحاول بيان أسباب هذا الانحطاط، وكيفية التخلص منه، وطريقة النهضة التي يحلم بها كل غيور على هذه الأمة. وقد وجدت أنه بنى مشروعه النهضوي على مجموعة من الأسس التي توصل إليها من خلال دراسته واهتمامه بالحالة الاجتماعية لبلادنا العربية، وكان منطلقه هو هذا المجتمع، الذي درسه وعرف أمراضه ووصفها بشكل مميز ولافت. ولم يكتفِ بذلك بل حاول أن يقدم الحلول العملية وفق وجهة نظره، والتي وجد أنها العلاج الشافي لهذه الأمراض.

اهتم الأستاذ محمد بأفكار وأعمال مجموعة من المفكرين، لا أعتقد أن أحداً جمعهم ضمن إطار واحد كما فعل هو، وكان الرابط بينهم هو كتاباتهم التي وصفها بـ (التأصيلية). وفي كتابه (نحو ثقافة تأصيلية) الصادر عن دار نينوى في دمشق، قدم نماذج من هذه الكتابات والأعمال، أظهر من خلالها ملامح الفكر التأصيلي العربي، فهو أراد كما قال في كتابه المذكور "أن يطرح الأفكار الأهم والأعم التي تشكل لبّ الفكر التأصيلي العربي المعاصر". وقد تابع عمله هذا في مقالات أخرى كثيرة.

غير أن المتابع لكتابات محمد شاويش سيجد أن الكاتب انتقل من مرحلة (التأصيل) التي تبحث عن الهوية وأصالتها، إلى مرحلة (ما بعد التأصيل) أو كما أسماها (مرحلة التأصيل الفاعل) والتي يبحث فيها عن طرق تغيير الوضع الانحطاطي الذي تعاني منه أمتنا، وذلك عن طريق تغيير السلوك. وفي مقاله (في تشابكات النزعة التأصيلية) الذي نُشر في موقع بانياس الإلكتروني، عرض بشكل سريع ومختصر لبعض الدراسات التي قام بها مفكرون مختلفو الثقافة والانتماء الأيديولوجي والفكري والجغرافي، وقال: "إن كل هذه الدراسات قدمت أدلة مقنعة عن جدارة الهويات الثقافية غير الغربية بالبقاء، بل بالتحديد عن جدارة ثقافتنا الإسلامية بالبقاء، لكن السؤال هو ليس فقط عن جدارة الهوية بالبقاء بل هو عن قدرتها على البقاء. فقد بادت ثقافات كانت لا تقل جدارة إن لم تزد في البقاء عن ثقافة المبيدين، مثلاً ثقافة شعوب أمريكا الأصليين، ولا شيء يضمن أن ثقافتنا الجديرة بالبقاء هي أيضاً لا تباد رغم جدارتها!".

من هنا واعتباراً من الهزة الكبرى عام 2001م اختلف اتجاه كتاباتي فلم أعد أبحث في موضوع جدارة الهوية بالبقاء، بل صرت أبحث في طرق تغيير الوضع الحضاري الضعيف الذي يؤهلنا للانهيار. والمفتاح لهذا التغيير وجدته في السلوك: انطلاقاً من فرضية مفيدة تقول: المجتمع النهضوي هو مجتمع سلوك أفراده نهضوي، والمجتمع المنحط حضارياً هو مجتمع سلوك أفراده منحط حضارياً. صار مدار بحثي هو عن طرق تغيير "السلوك الحضاري". من الطبيعي إذاً، أن يحظى مفكر كمالك بن نبي درس مشكلات النهضة باهتمام محمد شاويش، الباحث في هذه النهضة وشروطها وطرقها. ولكنه درسه بطريقة مختلفة عما تعودنا قراءته عند من تناولوا فكر مالك وكتبه. لأنه رفض التعامل مع مالك على أساس أنه كاتب إسلامي، أو باحث إجتماعي، أو فيلسوف عربي وكفى، بل درس أفكاره ليظهر ما فيها من أمور نهضوية عملية جديرة باهتمامنا، وتفيدنا في وقتنا الراهن، رغم ما يعتري أسلوب مالك وكتاباته من وعورة وسوء تعبير.

وحتى نعرف طريقة محمد شاويش في تناوله لفكر مالك سأتحدث عن كتابه الصادر مؤخراً عن دار الفكر في دمشق تحت عنوان: (مالك بن نبي والوضع الراهن). 

مالك بن نبي والوضع الراهن
اختار محمد شاويش عنواناً لافتاً لكتابه الذي قدم فيه مقالات اهتم فيها ببيان "مغزى أفكار مالك بن نبي بالنسبة إلى مشكلاتنا الحالية...، وحاول أن يعرض "الوضع الراهن" لأفكار مالك بن نبي في الساحة الثقافية الأيديولوجية العربية" فجعل عنوان كتابه (مالك بن نبي والوضع الراهن). وقد أكد الكاتب أنه لا يسعى لتقديم دراسة "محايدة" لنتاج مالك بن نبي، أو دراسة "أكاديمية" تتعامل مع مالك بن نبي تعاملها مع باحث عادي من باحثي علم الاجتماع، أو كفيلسوف حضارة، ولكنه أراد أن يقدم البعد العملي الراهن لمالك بن نبي، ليس فقط "للقارئ العربي"، بل للفاعل النهضوي العربي الذي يعلق عليه الآمال في أن يشرع في نهضة اجتماعية من الأسفل تتجاوز كل العثرات التي أوقعتنا بها النزعة الفوقية للسياسة العربية الموالية والمعارضة بآن واحد.(انظر المقدمة).

وعلى هذا الأساس، لم يقم محمد شاويش بدراسة أفكار مالك بن نبي بطريقة انبهارية منفصلة عن الواقع، بحيث تفقدنا الفائدة المرجوة من هذه الأفكار القيمة، كما تعودنا عند معظم من قاموا بدراسة أفكار مالك بن نبي، ولكنه بحث عن المغزى المستفاد منها، وانتقد بعض هذه الأفكار وعلى رأسها مفهوم مالك الأشهر (القابلية للاستعمار)، فبدأ كتابه بمقال عن (النقد المنطقي لمفهوم "القابلية للاستعمار"). هذا المفهوم الذي اُستخدم بطريقة خاطئة في معظم الأحيان، طريقة تدين المجتمع المحلي إدانة شاملة ولا تقدم أي تحليل إيجابي لهذا المجتمع ولكنها تكتفي بوصفه بصفة سلبية وهي قابليته للاستعمار!.

وقد اتسم نقده لهذا المفهوم بالتحليل والعمق، فبعد أن شرح استعمال مالك بن نبي لهذا المفهوم، قدّم نقده عبر مناقشة منطقية، حتى توصل إلى "وضع التخوم بين الحق والباطل في استعمال المفهوم (قابلية الاستعمار)".

وكتحية لروح مالك المخلصة، وكمساهمة متواضعة، كما يقول الكاتب، في إعادة بعث الاهتمام بهذا المفكر الكبير، قدّم الكاتب عرضاً مهماً لشروط النهضة كما وصفها مالك بن نبي في كتبه التي جعلها أبحاثاً في مشكلات الحضارة، وسلّط الضوء على نقاط مهمة منها وخصوصاً عندما تحدث عن المجتمع الفعال والمجتمع غير الفعال.  

موقع مالك بن نبي في الفكر الإسلامي المعاصر:
لعل أهم مقال في كتاب (مالك بن نبي والوضع الراهن) برأيي، ذلك المقال الذي بيّن فيه الكاتب (موقع مالك بن نبي في الفكر الإسلامي المعاصر). ذلك أن الكاتب، بعد أن تحدث عن دور الاستعمار في نشوء الفكر الإسلامي الحديث، عرض لتياري الفكر اللذين ظهرا للتعامل مع الواقع الإسلامي بعد الاستعمار، وهما: "تيار الإصلاح"، و "تيار الحركة الحديثة"، وأوضح تمييز مالك بن نبي لكليهما وكيف تحدث عنهما وعن تيار "المؤاخاة" الذي يمثله، وفق رأي مالك، حركة حسن البنا.

والمهم برأيي في هذا المقال أن الكاتب بيّن أنه على الرغم من أن مالك يعد عند كثيرين مفكراً إسلامياً، إلا أن الإسلاميين أنفسهم لا يقرؤونه قراءة سليمة، هذا إن قرؤوه فعلاً!، لقد بيّن محمد شاويش أن مالك بن نبي يشكل بفكره مدرسة خاصة من مدارس الاتجاه الفكري الإسلامي المعاصر، فطريقته "في طرح مشكلة المسلمين كمشكلة حضارة ودعوته المجتمع الإسلامي للنهوض بعمله الخاص الدؤوب ودون انتظار نيل الحقوق من طرف خارجي هي طريقة قيمة جداً نحتاج إليها هذه الأيام حين نرى أن من الإسلاميين من يمحور كل نشاطه حول هدف مطالبة السلطة بحقوق أو قوانين ويترك مهمة الإصلاح الاجتماعي مؤجلة بانتظار تطبيق الشريعة الإسلامية! إن مالك بن نبي في رأيي يعلمنا أن تطبيق الشريعة هو واجبنا وعلينا أن نشرع به فوراً في أوسع أبوابه وهو باب بناء المجتمع المتين، لا في أضيق أبوابه وهو باب الجدل العقيم والتركيز على الفرعيات والبحث عن نقاط الاختلاف وليس عن نقاط الالتقاء بين المسلمين!". (مالك بن نبي والوضع الراهن، ص 72).

ومن المهم أن نذكر أن محمد شاويش قد نبه في مقالات كثيرة، أنه لا يهتم بشعار (تطبيق الشريعة) كحل جاهز من الأعلى يستبدل القوانين السائدة بقوانين الشريعة، وذلك على طريقة الإسلامانيين، كما يسميهم، فهو يعتبر أن هذا الحل هو حل وهمي لن يفيد في نهوضنا، بل على العكس قد يؤدي إلى زيادة الانحطاط، ويستشهد بأمثلة السعودية والسودان وأفغانستان، إنه يرى الحل في دراسة مشكلة الحضارة، كما فعل مالك بن نبي، وفي تغيير السلوكيات الانحطاطية، وهو حل لا يتحقق باستلام السلطة وتغيير القوانين فقط.

أعتقد أن الكلام السابق هو الأمر الأساسي والمهم الذي يجب أن نستخلصه من كتابات مالك بن نبي. لأننا مازلنا حتى الأن في مجتمعاتنا خاضعين لفكرة أفقدتنا الفاعلية المطلوبة، وعطلت ما بين أيدينا من إمكانيات نهضوية وهي فكرة التغيير من الأعلى، من السلطة، فالسعي وراء السلطة على اعتبار أن تغييرها سيؤدي حتماً للتغيير النهضوي المطلوب، جعلنا نهمل فكرة الإصلاح الإجتماعي، ونتقاعس عن أداء واجباتنا تجاه أوطاننا ومجتمعاتنا، هذا فضلاً عن سيادة تلك النزعة المدمرة في بلداننا وقد أسماها الأستاذ محمد شاويش نزعة (فرط التسيس) حيث أعاقت العمل الإجتماعي، وأنتجت مصائب كثيرة زادت من انحطاطنا ومواتنا الحضاري. 

ياسين الحافظ ومالك بن نبي:
بعد أن يقدم الكاتب عرضاً مفصلاً لمصطلح الأفكار عند مالك بن نبي، يتنقل للحديث عن شخصيتين مختلفتين جداً، بل ربما متناقضتين، ولكن الكاتب وجد في أفكارهما تشابهاً جديراً بالدراسة والتأمل، هما مالك بن نبي الذي يُصنّف على أنه كاتب إسلامي، وياسين الحافظ اليساري الماركسي! (أجد أنه من الضروري أن أنبه القارئ الكريم إلى خطأ مطبعي في الكتاب جعل مقال محمد شاويش عن مالك وبن نبي وياسين الحافظ وكأنه فقرة من المقال السابق عن أفكار مالك، حيث أن دار النشر أغفلت إدراج مقال مالك بن نبي وياسين الحافظ في فهرس الكتاب، ووضعته مباشرة تحت مقال الأفكار عند مالك، فبدا وكأنه تابع له، مع أن المقال منفصل تماماً، وهو يأتي في أهميته، برأيي، بعد المقال الذي تحدث فيه الكاتب عن موقع مالك بن نبي في الفكر الإسلامي المعاصر).

قد يستغرب القارئ أن يكون هناك تشابه في أفكار الرجلين، ولكن الكاتب يلخص وجه التشابه بينهما بقوله: "ما يضع ياسين الحافظ ومالك بن نبي في طرف واحد في الفكر السياسي الحضاري العربي المعاصر هو أنهما خلافاً لبقية المفكرين تبنوا توجيهاً وحيداً لمواطنيهما يمكن له أن يخرجهم من حالة الأفول الحضاري التي يعيشونها، ألا وهو التركيز على التغيير الداخلي، وعدم الاكتفاء بإلقاء اللوم على الطرف الخارجي وجعل المعركة معه هي وحدها الكفيلة بحل أزمة الوضع الدوني لمجتمعنا في العالم" (مالك بن نبي والوضع الراهن، ص 103، 104).

قام محمد شاويش بتقديم دراسة مقارنة أظهرت "أن مقارنة الفكرين ودراسة التقاطعات بينهما قمينة أن تعلمنا أشياء كثيرة عن السمات المميزة للفكر العربي المعاصر التي تتجاوز الانقسامات الظاهرية بين يمين ويسار وتدين وعلمانية إلخ... والسمات المشتركة للاتجاهات الفكرية العربية ناتجة من سبب موضوعي هو أنها تتعامل مع مشاكل واحدة، وسبب ذاتي هو أن أصحاب هذه الاتجاهات هم في النهاية رغم تناقضاتهم الظاهرية أبناء ثقافة واحدة تمارس تأثيرها عليهم وعلى أنماط تفكيرهم بطرق شعورية ولا شعورية" (مالك بن نبي والوضع الراهن، ص 104).

وأعتقد أن دراسة كهذه تكمن أهميتها بأنها تنبهنا إلى وجوب الاستفادة من الأفكار المتنوعة التي يقدمها المفكرون الباحثون في النهضة بغض النظر عن انتماءاتهم الأيديولوجية. فالقارئ العربي عموماً، تعوّد أن يقرأ الأفكار من خلال انتماءات أصحابها وتصنيفاتهم، فهناك من أهمل دراسة مالك كونه كان يعتبره مفكراً إسلامياً رجعياً (وقد سمعت محاضراً يصف كيف وقع ضحية هذا الأمر، رغم أنه مفكر تأصيلي كما يصفه محمد شاويش، وهو غريغوار مرشو فقال: كنت لما أشاهد كتب مالك أتحسس منها ولا أريد قراءتها خشية التعصب الديني، فأنا كنت أعرف أنه رجل يحسب على رجال الدين. وعلى هذا ظل فترة من الزمن يبتعد عن قراءة مالك لأنه صنّفه تحت بند التعصب الديني، إلى أن أكتشف أن مالك هو أول رجل عربي حديث يفكر، ووجد أن هناك توافقاً فطرياً بينه وبين مالك!.

وأعتقد أن ما حصل مع مفكر كغريغوار، وهو لمن لا يعرفه، مفكر أصيل وكتاباته جديرة بالقراءة والتأمل، يقع فيه معظمنا أيضاً، سواء كنا نميل للاتجاه الإسلامي، أو الاتجاهات الأخرى). وكما أُهمل مالك لأنه صُنّف، كذلك أهمل ياسين الحافظ. بل إن الرجلين لم يُقرأا، حتى من قبل أنصارهما، قراءة مفيدة وصحيحة!. وهنا تكمن أهمية هذه الدراسة المقارنة التي قدمها محمد شاويش، والتي بيّن فيها طريقة الرجلين في بحثهما في حالة الانحطاط العربي، وكيف أنه على الرغم من اختلاف طريقة كل منهما في البحث إلا أنهما وصلا إلى نتيجة مشتركة تدعو "إلى تغيير الذات، في مواجهة الاتجاه الآخر الأكثر تأثيراً بكثير الذي يمكن توصيفه بأنه اتجاه التركيز على الصراع مع الخارج وعد الخارج المسؤول الأول (وأحياناً يعد المسؤول الأول والأخير!) عن المشاكل التي يعاني منها المجتمع العربي ـ الإسلامي (وهذا الخارج هو الاستعمار والأنظمة التابعة له)". (مالك بن نبي والوضع الراهن، ص103). 

خاتمة:
إن هذا الكتاب، رغم صغر حجمه (134 صفحة!) يعتبر في رأيي، من الدراسات القليلة أو ربما الوحيدة، التي تعاملت مع فكر مالك بن نبي تعاملاً عملياً، ونبّهت إلى أفكاره وعلاقتها بوضعنا الراهن. والكاتب يتناول أفكار مالك على هذا الأساس في مقالاته دائماً. وأعتقد أن هذه الطريقة هي المطلوبة في وضعنا الراهن، فالتخبط الذي نعيش فيه، والمشاكل التي تعصف بنا، جعلتنا نفقد التمييز بين الصح والخطأ، وأوقعتنا في مشاكل كثيرة، يرى كثيرون أن الخروج منها بات أقرب للمستحيل!

وفي الختام أرى أنه من المفيد الإشارة إلى مقال صغير كتبه محمد شاويش، ونُشر في مواقع إلكترونية عديدة منها موقع الشهاب، بعنوان (لو كان مالك في غزة!) تناول فيه الأحداث المؤلمة التي جرت في غزة، أقتبس للقارئ الكريم منه عبارة مهمة أحب أن تكون خاتمة لمقالي هذا حيث قال: "لو كان مالك بن نبي في غزة لنصح الفلسطينيين بسياسة تستحق اسمها لا بسياسة زائفة يسميها اسماً احتقارياً "بوليتيكا" وهو يصفها هكذا: "هذه السياسة الخرقاء ما زالت تخفي العناصر الحقيقية للمشكلة عن ابن المجتمع: فهو يتكلم حيث يلزمه أن يعمل، وهو يلعن الاستعمار حيث يجب عليه أن يلعن القابلية للاستعمار"!.  

باحثة من سوريا