في هذه القصائد المختارة للشاعرة المصرية، تلتقط الذات بحس شذري مفارقات حسية للدهشة بلغة إشارية أشبه بتعاليم كتابة الهايكو، لغة تلتقط التفاصيل التي تأبى على القبض، وتخلق عبر شذراتها فسيفساءها الشيقة التي تحاور فيها الذات العالم.

زجاج

غادة نبيل

لغة إشارية

بحجم تذكرة متحف

لغة لا تريد الكلام

سباق على الحنان

لا تكسب فيه أبداً

وكلما تصل

تجد لغة أخرى.

كتب :

" لى أمنية واحدة . . يا الله

امنح بصيرتى للجميع". .

قال:

" أنا لا أحد".

أنت نسيج فأر

على بوابة آرابيسك

منقوش عليها:

"خاك أوليا".[*]

بفانوس وورق أحمر

أخطو

إلى حيث ألم المكان

يقتفى عنقك

بمنقار الشهوة

أنت لحمى و عظمى

لفنى بذراعيك اللذ ين

ما قفلتهما إلا على مواش

أريد أن أهتـك الأيقونة

و أشرب . . أشرب

ماء النار.

يرتدى الكوفية

و ينهاها عن شجرة اقتربا منها

كانت تريد أن تصل

كموعودة حافية

الرجل، نفس الرجل

لديه طيـور فى الروح

و كان – بانتظام –

يغطس المناقيـر

فى زوار حقـله

أما الأحجار التى ظلت تتكسر فى صوته

فكانت تطير باتجاه حلقها.

عينى عنبة

ألم أذهب بوجل المراهقات

إلى الهندوكوش

ألم يقل أنى عندليب النيل

و ظل ذو اللحية يكرر لنفسه الأساطير

و يطيل لحيته كصنوبرة عجوز ؟

كيف أنخله بأصابعى ؟

لماذا لم أنخله بأصابعى ؟

هزة كتف و كلمة

حلقات الطيـن المفروكة

بدأب طوال ربع قرن

و حلقات أخرى تخص أخرى

ظلت مثل بينلوبى

و بينلوبى صارت جثة باردة

. . انظروا السيارات تمرق

و الشباب العابث يقتـرب

دائماًُ يدنو

من مفاجأة الدم

وجه الله

نعم . . . ثم

قرة موته.

۱-

          جاء بآخر عينين يمتلكهما

          ووقفت بنبوءة حداد

          مثل عرائس التـتار

۲-

          لا تملك إلا أن تزداد رداءة

          زد

          أنا حبر على طائر

          و شهقة على الزيتون

٣-

          غزالة تصيح على أيل ذائب

          بوجد المشنوقات:

          كيف تقشر نفسك ؟

٤-

          كنت سأسميها "قندهار"*

          لو أننى أنجبتها

          من رماد القديسين

          و كانت ستصبح حائكة دانتيللا للأكفان.

٥-

          كانت تعاقب نفسها بفخار ثـقيل

          و تحذف السماء لتمتحن الطيـور

          قالت:

          مائة فرح يعادلون وجهك

          مع أن قلبك

          ضريح

          و كان لا يحب المخاط مع البكاء

          بل يحبه كنبرة يطول تدربها

          لتشبه نواح أوفيليا.

6-      كنت

          ثم أصبحت امرأة تجرد لفائف الذكريات

          و تخرج باسم آخر للوثوق:

          دعارة الأذن.

7-

          أقطع أحلامى نتفاً

          أشذب ألفاظى بحرص شديد

          بحجم النتف

          تأكلها

          كباشق وسط  زهور الخشخاش

          تاركا خشخاشك فى خبزى.

8-

          الرجل و هو يحلم

          يفكر

          متى سأصبح تنيناً ؟

          المرأة و هى تحلم

          تتمنى

          متى سألوث الماء ؟

9-

          كل من أحب على الحائط

          أريد أن أكون معهم

          لينظروا لى

10-

          العمر فى شاحنة

          ضلت الطريق

          ثم انقلبت من الجرف

11-

          أمك قـبـّلت يدى

          وعـطلت وجبتها بانتظارى

          و كلمتـنى عن " الـﭙوردا "*

          عناقنا البختيارى ذكرنى بالرمل.

۱2-

          هل أعجبك غناء الفلامنكو ؟

          أتظن أننا بحاجة لحسومات على الألم ؟

- أظن أن الغناء

دائما يأتى خائناً

13-

          ما هو الذى

          إذا شمشمناه

          كصَدفة منقوشة

          يكون حفراً من الملح

          و إذا شمشمناه كفراشة

          يطير ؟

"السلام عليكم"

للنقشبنديين

"خدا حافظ ..."*

أجاهد لتسمعنى قبل شهر أبريل

بعد النوروز

كجلطات تصيـبك فى المولد النبوى

التقويم الذى لم يعد فارسياً

هدمنى

كم ألف سنة ضوئية ستجعلنى

حصرياً

محبوبة ؟

شاعرة من مصر

هوامش وإشارات:

[*] رماد القديسين

* قندهار : مدينة فى أفغانستان

* الـﭙوردا : احتجاب المرأة عن الرجل و فصل النساء عن الرجال فى المجتمع الأفغانى و الباكستانى.

* خدا حافظ : بالفارسية "يحفظك الله" و تقال أيضا فى ختام حديث بمعنى "مع السلامة".