تجاوز عدد الكتب التي صدرت عن «طوفان الأقصى» خلال العام 2024 المئات. ليس فقط في لغتنا العربية، ولكن أيضا في لغات العالم الحية الأخرى، وعن مفكريّن وباحثين وكتّاب من الفلسطينيّين والعرب والأجانب. وتتناول هذه المقالة أبرز ما وقع عليه كاتبها من هذه الكتب التي تناولت بالبحث والتحليل عمليّة "طوفان الأقصى".

في السياسة والأخلاق والقانون الدوليّ

كتب عن «الطوفان» في 2024

أوس يـعـقـوب

 

بعد أيّام من بدء عمليّة "طوفان الأقصى" البطوليّة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023، نشر "معجم الدوحة التاريخيّ للغة العربيّة" على منصّاته الرقميّة في وسائط التواصل الاجتماعيّ، محطّات من التطوّر التاريخيّ لكلمة "طُوفان". ووفقًا للمعجم، فإنّ مفردة "طُوفان"، التي جرى تداولها على نحو واسع خلال الـ 470 يومًا الماضية، تُحيل في القرآن الكريم إلى الماء الذي يغشى في كلّ مكان، وهو المبيّن في قوله تعالى بالآية (14) من سورة "العنكبوت": ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ﴾، التي نزلت في العام الأوّل للهجرة، أي 621 ميلاديّة. وكانت المحطّة الثانية لهذه المفردة في 11 للهجرة؛ 623 ميلاديّة، بالرجوع إلى الشاعر حُسَيل بن عرفطة الذي يورد طوفان الشيء في قصيدة له بمعنى كثرته وغزارته، حيث يقول: «لم يك الحقّ على أن هاجه/ رسم دار قد تعفّى بالسّرر/ غيّر الجِدّة من عرفانه/ خِرَق الريح، وطوفان المطر».
ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023 وحتّى يومنا هذا، تجاوز عدد الكتب التي صدرت عن مفكريّن وباحثين وكتّاب من الفلسطينيّين والعرب والأجانب حول "طوفان الأقصى"، خلال العام 2024، إلى المئات. في هذه المقالة نتوقّف عند أبرز ما وقعنا عليه من هذه الكتب التي تناولت بالبحث والتحليل عمليّة "طوفان الأقصى"، ووثّقت حرب الإبادة الصهيونيّة التي تستهدف محو غزّة والخلاص من أهلها، وتداعيات هذه الحرب الوحشيّة على القضيّة الفلسطينيّة بصورة خاصّة، وعلى الصراع العربيّ- الإسرائيليّ بصورة عامّة. مع الإشارة إلى أنّ هذه الكتب التي ألّفها إمّا كاتب واحد أو مجموعة من الكتّاب والكاتبات؛ والتي جَمع بعضها بين الدراسات الفكريّة والبحوث والمقالات التحليليّة والوثائق، وتوزع البعض الآخر بين اليوميّات والشهادات والنصوص والقصص والقصائد، قام عدد من الزملاء كتّاب "ضفة ثالثة" بتقديم عروض وقراءات للعديد منها على مدار العام المنصرم.

عزمي بشارة: قراءة «الطوفان» برؤية تحليليّة شموليّة

أوّل هذه الكتب التي سنتناولها بالعرض هنا، هو كتاب "الطوفان: الحرب على فلسطين في غزّة"، للمفكّر الدكتور عزمي بشارة؛ الصادر عن "المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات"، والذي جاء متزامنًا مع نشر المركز لكتاب بشارة "قضيّة فلسطين: أسئلة الحقيقة والعدالة"، وهو ترجمة عربيّة عن الكتاب بنسخته الإنكليزيّة الصادرة في لندن عن "دار نشر هيرست" عام 2022. يناقش بشارة، في فصول الكتاب الأربعة، بخاصّة الأوّل منه، برؤية تحليليّة شموليّة "حدثًا لمّا يزل كاتبه وقراؤه يعيشونه، ويبحث في موضوع كبير وممتدّ لمّا تُعرف خواتيمه بعد، ويصعب الإلمام بجميع مكوّناته وآثاره"، كما يقول. ويضيف: "صحيح أنّ الكتابة عن بعض جوانب ظاهرة اجتماعيّة ما من مسافة زمنيّة أبعد تكون أيسرَ، وأكثرَ إفهامًا للتفاصيل والوقائع، وأشدّ أهمّيّةً في التحليل الشامل، كما أنّها مدعاةٌ لإلمامٍ أكبر بحقائق لا تُرى قبل انجلاء الغبار عنها، إلّا أنّ للقرب الزمنيّ من الحدث ومعايشتِه فضائلَ أيضًا على الرغم من صعوبات الكتابة بأسلوب علميّ مع استمرار الحرب".

جاء الكتاب في 184 صفحة، وضمّ مقدمة وأربعة فصول وببليوغرافيا وفهرسا عامّا.
الفصل الأوّل وعنوانه "عمليّة طوفان الأقصى والحرب على غزّة"، يركّز فيه المؤلّف بتوسُّعٍ على تقييم حرب عدوانيّة شنّها جيش الاحتلال الصهيونيّ إثر عمليّة "طوفان الأقصى"، واستمرّت نحو 470 يومًا، إذا التزمت "إسرائيل" بتنفيذ "صفقة وقف إطلاق النار" في غزّة، التي تمّ التوصّل إليها قبل أيّام. كما يركّز على خلفية هذه الحرب ودوافعها، وأسباب استمرار "إسرائيل" فيها، وإخفائها مخطّطات ما تسمّيه "اليوم التالي"، على الرغم من الخسائر التي تلحق بها. كذلك يكشف بشارة في هذا الفصل – وهو أطول فصول الكتاب الأربعة (71 صفحة) –، عن حجم وأهوال الجريمة التي يرتكبها جيش الاحتلال من أعمال إبادة جماعيّة وشاملة ضدّ الإنسانيّة.

أمّا الفصول الثلاثة الأخرى، فقد مثّلت ثلاثة نصوص متفاوتة الحجم؛ مبنيّة على وقائع الحرب وتأثيرها، نشرت في أثناء الحرب، وهي على النحو التالي:
في الفصل الثاني، دراسة بعنوان "قضايا أخلاقيّة في أزمنة صعبة"، نُشرت في دوريّة "تبيُّن"، العدد 47، فبراير/ شباط 2024؛  الفصل الثالث، تضمّن نصّ محاضرة ألقاها بشارة في مقرّ "المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات" بالدوحة، في 28 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، عنوانها "الحرب على غزّة: السياسة والأخلاق والقانون الدوليّ". فيما جاء الفصل الرابع بعنوان "الحرب على غزّة وأسئلة المرحلة"، وهو نصّ المحاضرة الافتتاحيّة لأعمال الدورة الثانية لـ "المنتدى السنويّ لفلسطين"، التي قدّمها بشارة يوم 10 فبراير/ شباط 2024، في الدوحة، والتي نظّمها "المركز العربيّ للأبحاث ودراسة السياسات" بالتعاون مع "مؤسّسة الدراسات الفلسطينيّة". وقد جاءت هذه الفصول، الثاني والثالث والرابع، مكمِّلةً للفصل الأوّل في معالجة قضايا لم يتّوسع الدكتور عزمي بشارة في تناولها.

قراءات أُولى تمنح مفاتيح العبور إلى فهم «الطوفان» وما تلاه

فيما يلي قائمة بأبرز الكتب التي رصدناها بعد متابعة طويلة لما أصدرته دُور النشر الفلسطينيّة والعربيّة والأجنبيّة في عام 2024، عن عمليّة "طوفان الأقصى"، التي تعامل الغرب معها على أنّها "عملية إرهابيّة"، وعن حرب الإبادة الصهيونيّة التي تبعت الطوفان:

- كتاب "غزّة: حجر الزاوية" للمؤرخ الفلسطينيّ جوني منصور، وتقديم المؤرخ والأكاديميّ الإسرائيليّ إيلان بابيه، الصادر عن "المؤسّسة العربيّة للدراسات والنشر" في عمّان وبيروت، والذي يتمحور مضمونه حول عمليّة "طوفان الأقصى"، وما ترتب عليها واستدعته من أفكار ونقاشات. فاتحًا الباب على نقاش واسع لمستقبل القضيّة الفلسطينيّة التي سعت دول كثيرة إلى تهميشها لكنّ غزّة أعادتها إلى الواجهة مجددًا. يقدّم المؤلّف في متن كتابه حوارًا مع ما كُتب بعد هذه العمليّة والحرب الصهيونيّة الانتقاميّة والوحشيّة التي تلتها على قطاع غزّة، من وجهات نظر تاريخيّة وسياسيّة وفكريّة على اعتبار أنّ تاريخ السابع من أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023، حدث مفصلي وفارق نتج عنه سلسلة من التحوّلات سواء في المنطقة أو على صعيد العالم برمّته.

- صدر عن "الدار الأهلية للنشر والتوزيع" في عمّان، كتاب "سرديّات الطوفان: غزّة المعمدان وصهيون الإبادة"، للناقد والمترجم السوريّ صبحي حديدي. جاء الكتاب في 272 صفحة، وهو يضمّ مجموعة مقالات "لا تنأى عن وقائع السياسة ولا عن مفاعيل الثقافة، بل تدأب على الجمع بينهما، في اللغة والنطاق والمقاربة والموضوعات، وتسعى إلى تكريم ما ينطوي عليه المزيج من فضائل، غير غافلة عن مجازفة التشابك أيضًا"، بحسب ما ورد على صفحة الغلاف الخارجيّ الأخيرة بقلم المؤلّف، الذي يضيف: و"هي (أيّ المقالات) تشتغل على تحليل معطيات كانت جارية ساعة الكتابة، أو تضعها في سياق نظم دراسيّة مختلفة لا تبدأ من السياسة والتاريخ ولا تنتهي عند الأركيولوجيا والأنثروبولوجيا. وإذا كانت حرب الإبادة الإسرائيليّة ضدّ الفلسطينيّين من أطفال ونساء وشيوخ قطاع غزّة هي الدافع الأوّل وراء نشرها هنا، فإنّ الانشغال بمسارات الأيديولوجيا الصهيونيّة المعاصرة يشكّل ركائز كبرى ومحوريّة تنتظم المقالات".

- عن "دار نلسن" في بيروت، صدر كتاب للباحث اللبنانيّ حسين كنعان، بعنوان "مسار العلاقات العربيّة - الأميركيّة: غزّة ماذا بعد؟"، منطلقًا فيه من سؤال "هل تريد أميركا إبقاء بؤرة التفجير الساخنة قائمة في المنطقة لأهداف تعرفها وحدها وتعرف أبعادها؟". وفي سبيل تقديم إجابة عن هذا السؤال، ينظر الباحث في كتابه الواقع في 227 صفحة، في تركيبة النظام السياسيّ الأميركيّ وأسلوب عمله، ودور القوى الضاغطة مثل "أيباك" (لجنة الشؤون العامّة الأميركيّة الإسرائيليّة)، وقوى الضغط الدينيّ والمحافظين الجُدد، وبالتالي هل ينبغي على كلّ دولة في العالم أن تؤسّس لنفسها قوى ضاغطة داخل أميركا لتستطيع التأثير على هذه السياسات؟ كما يبحث في الدورات الانتخابيّة وما تعنية بالنسبة إلى كلّ المسؤولين وبخاصّة الرئيس والكونغرس.

- في العاصمة التونسيّة، صدر للباحث والصحافيّ التونسيّ بسّام بوننّي، عن "دار نيرفانا"، كتاب "عبارات الطوفان: حرب الكلمات والسرديّات"، وهو ينقسم إلى فصول قصيرة، يحمل كلّ واحد منها عنوانًا مُقتبسًا من المقولات التي شاعت بين الناس وسارت عبر وسائط تواصلهم وإعلامهم سيرَ الأمثال والعبارات الناجزة، بعد أن اختزلت تجارب من أطلقوها خلال "طوفان الأقصى" ومن ذلك: "قاطعوا"، "معليش"، "روح الروح"؛ وغيرها ممّا أطلقه الجانب الآخر، كوصف الغزّيّين بـ "حيوانات بشريّة". وقد انتقى الباحث التونسيّ في كتابه هذا من عبارات الطوفان تلك التي تنخرط بوضوح في تصارُع الرؤى والتنافس الرمزيّ للروايات، والتي يريد كلّ طرف تحقيقها على أرض الميدان، هذا الميدان الذي امتدّت ساحاته لتشمل الوعي والصّورة والخطاب والرأي العامّ، بعد أن تعدّدت وسائل التواصل من رسميّة وغير رسميّة وتنوّعت طرق الوصول إليه مُخاطبَةً وتوجيهًا.

- في عمّان، صدر عن "دار الفينيق للنشر والتوزيع"، كتاب "آثار غزّة وحرب التاريخ"، للباحث الفلسطينيّ حسام أبو النصر، وهو يتضمّن توثيقًا لما دمّره الاحتلال من آثار وتراث حضاريّ وإنسانيّ في قطاع غزّة، ويوضح بالتفصيل المواقع التي استهدفتها آلة القتل الصهيونيّة، وشكل هذا الاستهداف، ويقدّم تعريفا وتوضيحا تاريخيّا لهذه الأماكن، لتبقى شاهدة على هذه المقتلة المستمرة.

- ثمة كتابٌ آخر صدر عن "دار الفينيق"، بعنوان "الحرب على غزّة"، للكاتبة الأردنيّة بديعة النعيمي، جاء الكتاب في جزأين وهو يضمّ مجموعة من المقالات جَمعت، بحسب الناشر، "بين جدّة البناء وثراء الدلالة، فقد شكّلت نقلة نوعيّة في توليد الدّلالات الفكريّة، ما جعل تلك المقالات تمثّل نموذجًا جديدًا على مستوى الإعلام الموجّه والنقديّ".

- ضمن "سلسلة الإبداع العربيّ"، التي تصدرها "الهيئة المصريّة العامّة للكتاب"، صدر للشاعر الفلسطينيّ المتوكل طه، كتاب "توقيعات على جدران غزّة"، فيه مجموعة نصوص شعريّة وسرديّة تشكّل في مجملها حالة ملحميّة، عن مأساة غزّة وشعبها.

مؤلّفات جماعيّة توثّق وتحلّل الحدث:
أمّا المؤلّفات الجماعيّة الهامة التي صدرت خلال عام 2024، فنذكر منها: كتاب "غزّة: حرب الانتقام المسعورة، مجموعة أوراق سياسات"، الصادر عن "مؤسّسة الدراسات الفلسطينيّة" في بيروت، حرّره كلٌّ من أحمد سامح الخالدي وماهر الشريف ورامي الريس ومجدي المالكي. جاء الكتاب في 900 صفحة شارك في تأليفها 65 كاتبًا وباحثًا، يتناولون بالتحليل الحرب على غزّة في سبعة محاور، للوقوف على أثر الحرب على مرافق الحياة في غزّة، ومآلات المشروع الصهيونيّ، والمواقف الإقليميّة والدوليّة تجاه الحرب على غزّة، ومنها الدور اللبنانيّ واليمنيّ والإيرانيّ، وعلاقة الهند و"إسرائيل"، وتأثير الحرب في موازين القوى، وعمل المنظّمات الإنسانيّة، وإعادة الإعمار بعد الحرب، والكلف المستقبليّة المتوقّعة على الاقتصاد الإسرائيليّ.

كما صدر عن "مؤسّسة الدراسات"، كتاب "الإخفاق الاستخباراتيّ والعسكريّ والسياسيّ الإسرائيليّ في 7 أكتوبر: دراسات وتحليلات لخبراء وباحثين إسرائيليّين"، من إعداد رندة حيدر وتقديم فادي نحاس. ويضمّ الكتاب مجموعة من الوجهات والتحليلات التي كتبها محلّلون وصحافيّون من داخل كيان الاحتلال، يحاولون فيها فهم الإخفاق ضمن مستويات قياديّة وعملياتيّة وأمنيّة، وتبدأ بتحليل جذور الفشل قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023، مرورًا بالأخطاء التكنولوجيّة وانعكاساتها على الجيش والساسة، بالإضافة إلى مقابلات أُجريت مع مسؤولين أمنيّين صهاينة.

نبقى في بيروت، التي صدر فيها عن "مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات"، كتاب جماعيّ بعنوان "إضاءات سياسيّة حول معركة طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيليّ على قطاع غزّة". يضمّ 13 دراسةً تتناول مواقف عددٍ من البلدان، هي مصر وقطر وإيران والصين والهند وجنوب أفريقيا والبرازيل إضافةً إلى السلطة الفلسطينيّة، من "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيليّ على غزّة خلال الفترة من أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023 وحتّى نهاية آب/ أغسطس 2024. شارك في الكتاب كلٌّ من محسن صالح، وعاطف الجولاني، وحسام شاكر، ومحمد مكرم بلعاوي، ووليد عبد الحي.

كذلك صدر عن "مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات"، كتاب "يوميّات معركة طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيليّ على قطاع غزّة: 7 تشرين الأوّل/ أكتوبر 2023 - 31 آذار/ مارس 2024"، الذي أعدّه وحرّره محسن محمد صالح، وربيع محمد الدنان، وباسم جلال القاسم، ووائل عبد الله وهبة. ينقسم الكتاب إلى ستّة أقسام، ويحتوي كلّ قسم على توثيق كلّ شهر تباعًا، مع عرض التحوّلات في المسارات السياسيّة وتحديدًا مواقف القوى الفاعلة فلسطينيًّا وعربيًّا ودوليًّا، وفي طياته تتشعّب القضايا التي تتناولها اليوميّات، حيث يستحوذ إدخال الاحتلال المساعدات الإنسانيّة إلى القطاع على مساحة كبيرة من التغطية الإعلاميّة، وكذلك ارتكاب المجازر عبر استهداف مستشفيات غزّة ورسائل التهديد التي وجهها جيش الاحتلال الإسرائيليّ إلى طواقمها من أجل إخلاء هذه المستشفيات، وبيانات المنظّمات الدوليّة حول هذه الانتهاكات وغيرها من جرائم الإبادة التي تتواصل منذ يوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023.

في بيروت أيضًا، صدر عن "الشبكة الدوليّة لدراسة المجتمعات العربيّة" (إيناس)، كتاب "الحرب على غزّة وسؤال القِيم الإنسانيّة اليوم"، بتحرير: ماريز يونس والجيلالي المستاري، ومشاركة مجموعة من الباحثات والباحثين. يضمّ الكتاب إحدى وأربعين ورقة بحثيّة، تبيّن مواقف أكاديميّة عربيّة أولى حول العدوان على غزّة من تخصّصات مختلفة ومناطق جغرافيّة متعدّدة من العالم العربيّ وخارجه، ومثّلت هذه الأوراق مساهمات مختصرة ومكثّفة عبّرت عن قراءات وشهادات ومواقف وفرضيّات أولى لأكاديميّين وباحثين في المنطقة العربيّة، انطلاقًا من مداخل مختلفة، فلسفيّة وأخلاقيةّ وسوسيولوجيّة وأنثروبولوجيّة وقانونيّة وسياسيّة واستراتيجيّة استشرافيّة... إضافة إلى كتابات عبرّت عن رؤى وشهادات ومواقف ذاتيّة في المجال العامّ.

من بيروت إلى الدوحة، التي صدر فيها كتاب جماعيّ بعنوان "غزّة والعلوم الاجتماعيّة"، يتضمّن ثلاث عشرة دراسة وانطباعًا شخصيًّا لثلاث عشرة باحثةً وباحثًا عربيًّا، قدّموا بحوثهم في مؤتمرين نظمهما "مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة" التابع لـ"جامعة قطر"، في الربع الأخير من العام الفائت. حمل المؤتمر الأوّل عنوان "تأثير الأحداث الكبرى في عالم الأفكار: غزّة نموذجًا"، قُدّمت فيه مجموعة من الدراسات التي تناولت واقع بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023 من زوايا ومنظورات معرفيّة متنوّعة، بينما جاء المؤتمر الثاني بعنوان "مدى كفاءة النظريّات الغربيّة في تفسير الواقع العربيّ".

في المغرب، أصدرت "مؤسّسة عقول الثقافة" بالشراكة مع "مركز معارف المستقبل للبحوث والدراسات"، كتاب بعنوان "القضيّة الفلسطينيّة بعد السابع من أكتوبر: الأبعاد التاريخيّة والتحوّلات الجيوستراتيجيّة"، يحتوي على بحوث قدّمت في خمس ندوات عِلميّة دوليّة، نظّمها "مركز معارف المستقبل" بالتعاون مع "مركز أندلس للأبحاث والدراسات"، في الحادي عشر من نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، لتحليل الوضع الفلسطينيّ والعربيّ والدوليّ في خِضمّ تحوّلات معركة "طوفان الأقصى، وما أفرزته من نماذج جديدة في الحروب العسكريّة وأشكال المقاومة التحرّريّة، وما ولّدته من حروب إعلاميّة ورقميّة ونفسيّة تستهدف بالصّورة والدعاية والتحكُّم في المحتوى الرقميّ، فضلًا عمّا حصل من ارتباك في التجارة والملاحة الدوليّتين ومن تعثُّر في النظام الاقتصاديّ العالميّ، وكذلك على المستوى القانونيّ والأخلاقيّ للمؤسّسات الدوليّة.

قصص وشهادات لإيصال الأصوات المخنوقة

على صعيد المؤلّفات الأدبيّة، أصدرت وزارة الثقافة الفلسطينيّة في رام الله، على مدار عام 2024، سلسلة كتب بعنوان "الكتابة خلف الخطوط – يوميّات الحرب على غزّة"، جاءت في ثلاثة أجزاء، يتضمّن كلّ جزء منها شهادات لمبدعين من مختلف حقول الأدب والفنون، وثّقوها خلال فترة العدوان الصهيونيّ الهمجيّ على القطاع المحاصر المنكوب.
وزير الثقافة السابق، الروائيّ عاطف أبو سيف، كتب ما يشبه الشهادة على شكل مقدّمة، حيث كان في غزّة طوال الخمسة والثمانين يومًا الأولى من الحرب، جاء فيها: "هذا ليس كتابًا عن غزّة، لكنّه كتاب عن الإنسان والمكان والحياة فيها خلال الحرب التي استهدفت وجودها ووجودنا كفلسطينيّين فيها. الكتابة خلف الخطوط شهادة حياة وشهادة صمود وبقاء ونصوص إنسانيّة صادقة يكتبها ويساهم فيها مجموعة من الكتّاب والفنّانين والعاملين في قطاع الثقافة في غزّة من واقع تجربتهم ومعايشتهم للحرب، فالمساهمون في هذا الكتاب عاشوا الحرب في غزّة التي يقيمون فيها وبعضهم فقد أحباءه وأفرادًا من عائلته واضطّرّ للتنقّل من مكان لآخر بحثًا عن النجاة". ونذكر من المساهمين في الأجزاء الثلاثة من الكتاب: فاتنة الغرّة، ويوسف القدرة، وطلعت قديح، وناهض زقوت، ومحمود عساف، وأكرم الصوراني، وشجاع الصّفدي، ويسري الغول، وميسرة بارود، والشهيد أحمد الكحلوت.
نبقى في فلسطين، التي صدر فيها عن "دار طباق للنشر والتوزيع" بالتعاون مع "المكتبة الوطنيّة الفلسطينيّة"، كتاب جماعيّ بعنوان "بخطٍ أحمر... كتابات عربيّة حول السابع من أكتوبر"، يوثّق حرب الإبادة التي تتعرّض لها غزّة. شارك في تأليف الكتاب 33 مشاركًا من الكتّاب العرب، بحيث يمثّل وثيقة ترصد شهادات وحكايات توثّقها أقلام عربيّة هي الأبرز في المشهد الثقافيّ العربيّ، حول ما تتعرّض له فلسطين من احتلال وإبادة جماعيّة، بعد عمليّة السابع من أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023، والإبادة الصهيونيّة في غزّة التي تبعتها. نذكر من الكتّاب المشاركين: إبراهيم عبد المجيد من مصر، وإبراهيم الكوني من ليبيا، وأحمد المديني من المغرب، وإنعام كجه جي من العراق، وبثينة العيسى من الكويت، وواسيني الأعرج من الجزائر، وعدنية شبلي من فلسطين.

وعن "دار طباق" أيضًا، صدر كتاب "بخط الصفر... يوميّات الحرب على غزّة"، وهو تأليف مشترك حول "يوميّات الحرب في غزّة"، بأقلام مجموعة من الكاتبات والكتّاب الغزّيّين، منهم من كتبها في رصد المشهد من تحت النار بالقطاع، ومنهم من كتب إيقاع العدوان على أقلامهم في توتّر المشهد من خارجها، ومن الأسماء المشاركة بالكتاب: محمود جودة، وخالد جمعة، ونيروز قرموط.

بالعودة إلى بيروت، أصدرت "مؤسّسة الدراسات الفلسطينيّة"، كتاب لمجموعة مؤلّفين، عنونته "غزّة تروي إبادتها: قصص وشهادات"، حرّره أكرم مسلّم وعبد الرحمن أبو شمالة، وهو يقدّم تفاصيل لا تطاولها نشرات الأخبار والعواجل، وفيه حيّز متأنٍ تروى فيه تفاصيل المذبحة، مثل اللحظات السابقة على مجزرة دواري "الكويتي" و"النابلسي"، حين تجمّع الناس للحصول على الطحين فقصفتهم طائرات الاحتلال، ومن بين الكتّاب المشاركين بنصوص الكتاب الروائيّ والمحاضر الجامعيّ يسري الغول، من شمالي قطاع غزّة.

عن "منشورات مرفأ" (بيروت/ اسطنبول)، صدر كتاب بعنوان "كتابُ الوصايا: شهادات مبدعات ومبدعين من غزّة في مواجهة الموت". الكتاب، الذي أطلقته وحرّرته الشاعرة والمترجمة الفلسطينيّة ريم غنايم، وقدّم له كلّ من الكاتب الارجنتينيّ الكنديّ ألبيرتو مانغويل، والفيلسوفة الأميركيّة جوديت بتلر، تقوم فكرته على رصد حركة الحياة والموت وحبل الكتابة بينهما في مرحلة مفصليّة في التاريخ الفلسطينيّ الحديث: الحرب على غزّة. في المحتوى يقدّم كتّاب وكاتبات من غزّة، من مختلف الأعمار، وصاياهم- شهاداتهم في لحظات مصيريّة تفصل بين صمودهم وبين موتهم تحت الأنقاض. للوصيّة هنا مدلولات ومعان لا يمكن أن يصفها المرء إلّا من خلال فعل الكتابة نفسه وهي تنوجد على حافة الموت.

وبالتعاون مع "رابطة الكتّاب الأردنيّين"، صدر عن "دار تدوين للنشر والتوزيع" في عمّان، كتاب بعنوان "لي يدان لأكتب: شهادات من داخل غزّة"، وهو الكتاب الأوّل ضمن مشروع "غزّة تكتب"، حرّره وجمع نصوصه مؤسّس "دار تدوين"، الشاعر الأردنيّ موسى حوامدة وآخرون، وهو يتضمّن شهادات ونصوصًا كتبها ناجون من حرب الإبادة الصهيونيّة في غزّة، بعض منهم استشهد، وترك وراءه نصًّا يشهد على همجيّة العدوان. ونذكر من المشاركين بالكتاب: دعاء الشريف، ونجلاء محمود، وأسماء حميد أبو موسى، وسمر الملفوح، وإبراهيم مطر، وأمين عبد، وناصر رباح.

في عمّان كذلك، صدر عن "دار جبرا للنشر والتوزيع"، كتاب بعنوان "أنا غزّة ابنة فلسطين ... أنطولوجيا شعريّة من أجل غزّة". وهو يتضمّن نصوصًا لـ 57 شاعرًا وشاعرة ينتمون إلى العالم العربيّ، وإلى دول أخرى متعدّدة. وقد تولّى الشاعر الفلسطينيّ محمد حلمي الريشة مسؤوليّة تجميع قصائد الأنطولوجيا وانتقائها بعدما دعا إليها كفكرة عبر وسائل التواصل الاجتماعيّ، كما تولّى أيضًا ترجمة نصوصها المكتوبة باللغة الإنكليزيّة إلى العربيّة.

وثمة أنطولوجيا شعريّة أخرى صدرت بالفرنسيّة، بعنوان "فليأتِ موتي بالأمل: قصائد من غزّة"، عن "دار ليبرتاليا" في المجموعة الخاصّة بمجلّة "أوريان 21" بباريس؛ بترجمة أنجزتها المترجمة اللبنانيّة- الفرنسيّة ندى يافي، التي اختارت تسعًا وأربعين قصيدة، كُتب بعضها قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023 وبعضها الآخر بعده. على أنّ كلّ الشاعرات والشعراء ينحدرون من قطاع غزّة، وبعضهم استشهد خلال القصف العشوائي في حين يبقى مصير الآخرين معلقًا أو مجهولًا مع صعوبة التواصل معهم.

كما تضمّنت هذه الأنطولوجيا ترجمة قصائد صاغها الشعراء باللسان الإنكليزيّ، لأنهم فضّلوا التوجّه إلى العالم الخارجيّ مباشرة وإيصال أصواتهم المخنوقة إلى الجمهور البعيد، حتّى لا تظلّ أصداء المعاناة منحصرةً بين الحدود، تتردّد فقط بين باعثيها ومتلقّيها من أهل الضاد الذين يتشاركون اللغة والمعاناة. كما تناولت الأنطولوجيا المختارة ثلاثة نصوص نثريّة تحمل طابعًا شعريًّا، رغم عدم انتمائها للشعر الحرّ، مثل نصوص محمد عوض وضحى الكحلوت، فضلًا عن نصّ كريم القطان الختاميّ الذي يعتبر بمثابة قراءة شاملة للقصائد ويجعل لها في نهاية الكتاب صدى مدوّيًا.

مؤلّفات بلغات العالم عن اليوم الفارق في تاريخ الصراع:
من المؤلّفات التي صدرت عن "الطوفان" لكتّاب أجانب، كتاب بعنوان "السابع من أكتوبر: تقصّي حقائق وأكاذيب اليوم الذي غيّر العالم"، الذي ألّفه الصحافي والخبير البلجيكيّ في السياسة الدوليّة، ميشيل كولون، بمشاركة مواطنه جان بيير بوشي، الناشط في القضايا الدوليّة، والملتزم بقضيّة فلسطين منذ إعادة اجتياح البلدات الفلسطينيّة عام 2002. يقدّم الكتاب نقدًا إعلاميًّا مفصّلًا لوقائع وأحداث الهجوم الذي قامت به حركة حماس ضدّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ في أكتوبر/ تشرين الأوّل 2023، واستنادًا إلى مئات من المواد المرئيّة واللقطات الأرشيفيّة المصوّرة، وفيه يقدّم المؤلّفان ملفًا شاملًا عن تغطية وسائل الإعلام الأوروبيّة الرئيسيّة، وخاصّة الناطقة بالفرنسيّة منها، لهذا اليوم الفارق في تاريخ الصراع، كاشفين في كتابهما عن كثير من النتائج التي توصّلا إليها في ما يخصّ التغطية الإعلاميّة الغربيّة المشينة للإبادة الجماعيّة التي يشنّها جيش الاحتلال ضدّ قطاع غزّة.

وعن "منشورات سيمون وشوستر"، صدر كتاب "الحرب"، للصحافيّ والكاتب الأميركيّ بوب وودورد، الذي ينحاز فيه للسرديّة الإسرائيليّة، حيث يكرّر في كلّ فصل من فصول الكتاب الإشارة لما يطلق عليه "مجزرة حماس"، والادّعاء بحرق الأطفال واغتصاب النساء والألف ومئتي قتيل إسرائيليّ. وهذا الانحياز للصحافيّ الاستقصائيّ السابق في صحيفة "واشنطن بوست" إلى الرواية الإسرائيليّة وتجاهل السرديّة الفلسطينيّة ليس مستغربًا، فكلّ مصادره أميركيّة وإسرائيليّة، نسجها عبر عقود من ممارسة العمل الصحافيّ في أروقة السلطة في واشنطن. وقد خصّص المؤلّف الجزء الأوّل من الكتاب للحرب في أوكرانيا، فيما تناول في الجزء الثاني عام الحرب في غزّة، أو على الأقلّ حتّى أغسطس/ آب الماضي.

ينطلق الباحث الإسباني أغناسيو ألباريث- أوسوريو ألبارينيو، وزميله خوسيه أبو طربوش، في كتابهما "غزّة: تاريخ نكبة مُعلنة"، الصادر عن "دار كاتاراتا" الإسبانيّة، من عمليّة "طوفان الأقصى"، التي جاءت كردّ على الحصار والاستيطان الذي يعانيه الشعب الفلسطينيّ منذ عام 1948، ويقرآن السلوك الإسرائيليّ باعتباره نموذجًا عن دولة منبوذة عالميًّا، لكنّها مع ذلك تنجو دائمًا من العقاب، وهذا ما يُبرّر مواصلتها ارتكاب جرائم ضدّ القانون الدوليّ وضدّ الإنسانيّة، كما يحدث الآن في حرب الإبادة الجماعيّة في غزّة. ويستفيض الكاتبان في الحديث عن دعم القوى الغربيّة الرئيسيّة لكيان الاحتلال في عدوانه المستمرّ، خصوصًا الولايات المتّحدة الأميركيّة وبريطانيا وألمانيا، وما يمكن أن يترتّب على ذلك من زعزعة للأمن في منطقة الشرق الأوسط، ذلك أنّ كلّ المعطيات تشير إلى حدوث نقطة تحوّل في مجرى الأحداث في غزّة، وفي المنطقة والعالم على حدّ سواء، بما في ذلك بروز اصطفافات عالميّة جديدة، لا سيّما في ضوء الاحتجاجات الشعبيّة والطلّابيّة التي اكتظّت بها الجامعات والشوارع في الغرب.

وعن "دار ثورة Revolussia" الإسبانيّة، صدر كتاب "المقاومة الشعبيّة الفلسطينيّة ضدّ الاحتلال الصهيونيّ (1917 - 2023)"، للكاتب والباحث خيسوس كاستانيار بيريز، أستاذ التاريخ في "جامعة كاستيا لا منشا" الواقعة في منطقة قشتالة في وسط إسبانيا، وهو من أبرز المتخصّصين الإسبان في الصراعات الدوليّة وحركات المقاومة والديناميكيّات والاستراتيجيّات السياسيّة التي تنفّذها هذه الحركات عند تحديد التحدّيات السياسيّة. يسرد المؤلّف في الكتاب تاريخ القضيّة الفلسطينيّة منذ القرن التاسع عشر، وبدايات المشروع الاستيطانيّ اليهوديّ في فلسطين، ومن ثمّ الاحتلال، وسياسات الفصل العنصريّ والحصار والتجويع والتشريد والعزل التي يرتكبها الصهاينة في فلسطين منذ عام 1917. ليخوض بعد ذلك في تعريف مصطلح المقاومة، والاختلاف عليه، وتذبذباته الغربيّة، وعدم رغبة القوى الكبرى في صياغة تعريف محدّد للمقاومة، لأنّ ذلك لا يخدم مصالحها. ويكتسب الكتاب أهميّة بالغة في ظلّ العدوان الذي تشنّه "إسرائيل" على غزّة، ولا سيّما لجانب دحض السرديّة الصهيونيّة السائدة في الغرب، التي تشيطن حركات المقاومة الشعبية، وتُحوّل الجلّاد إلى ضحية، ويأتي أيضًا في سياق الفهم الصحيح من قبل الأكاديميّين والكتّاب والمؤرّخين للقضيّة الفلسطينيّة ولحركات المقاومة التي تناضل من أجل تحرير أراضيها.

آخر الكتب التي سنتوقف عندها في مقالتنا هذه، كتاب "أسرار مارنا هاوس: حكايات من غزّة"، تأليف الكاتبة والصحافيّة السويديّة لوتا شولركفيست، بترجمة أنجزها الشاعر الفلسطينيّ وليد الهليس، والذي صدر عن منشورات "دار المنى" بالسويد، فيما صدرت النسخة السويديّة قبل ما يزيد على عقد من الزمن. يضمّ الكتاب حكايات الناس العاديّين وأحلامهم وآمالهم التي لا تقهر، في ظلّ الحصار، والهجمات الإسرائيليّة الدمويّة المتلاحقة، وحكم حركة حماس لغزّة. وبحسب المؤلّفة فإنّ "غزّة لا تهمّ العالم الخارجيّ إلّا عندما تسيل الدماء".

 

عن (ضفة ثالثة)