اختتمت يوم السادس والعشرين من فبراير الماضي فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين من أيام الشارقة المسرحية التي خصص جزء مهم منها لندوات ولقاءات فكرية تبحث في المسرح وعلاقته بالتاريخ والنقد ومواكبته للتطورات وإسهامه في صناعة المستقبل.

أيام الشارقة المسرحية

 

 

ندوات تبحث في المسرح بين النقد والتاريخ والمستقبل

البرنامج الثقافي المصاحب للدورة الـ34 من الأيام تضمن لقاءً حواريا مع الفنان السوري أسعد فضة.

ويأتي الملتقى الفكري المصاحب لهذه الدورة من الأيام تحت عنوان “النقد.. ذاكرة المسرح العربي” بمشاركة عدد من الباحثين والمسرحيين من عدد من الدول العربية. كما شهدت الأيام عددا من الندوات الثقافية لمقاربة علاقة المسرح بالتاريخ والتراث العربيين، وهي: ندوة بعنوان “الأندلس في المسرح العربيوناقشت توجهات المسرحيين العرب في مقاربة حكاية “الفردوس المفقود”، وندوة المسرح وفن المقامة.. الكائن والممكن” التي تستقصي جهود الاستلهام من ذلك الفن العربي القديم في مسرح اليوم، بالإضافة إلى ندوة “المسرح والتنويرالتي تناقش دور المسرح العربي في جهود نشر التعليم وتحصيل المعارف الجديدة والانفتاح على الآخر ودفع مسيرة النهوض في المجتمع وصناعة المستقبل.

كما تضمن البرنامج الثقافي المصاحب للدورة الـ34 من الأيام لقاءً حواريا مع الفنان السوري أسعد فضة بمناسبة فوزه بجائزة الشارقة للإبداع المسرحي العربي في نسختها الثامنة عشرة. وحقق أسعد فضة، وهو من مواليد 1938 باللاذقية، حضورا بارزا وتأثيرا واسعا في المشهد المسرحي السوري على مدى عقود عدة، بصفته مخرجا وممثلا وإداريا وأكاديميا، وقد أخرج منذ منتصف ستينات القرن الماضي نحو ثلاثين عرضا مسرحيا لكتاب غربيين وعرب، من بينها “الإخوة كارامازوف” 1964، و”دون خوان” 1965، و”عرس الدم” 1966، و”زيارة السيد العجوز” 1971، و”المهرج” 1972، و”مغامرة رأس المملوك جابر” 1973، و”المفتاح” 1979، و”البحث عن عزيزة سليمان” 2014.

الملتقى الفكري المصاحب لهذه الدورة "النقد.. ذاكرة المسرح العربي" بمشاركة عدد من الباحثين والمسرحيين

ومثّل أسعد فضة أدوارا رئيسة في نحو عشرين مسرحية، منها “وفاة بائع جوال” 1969 و”جان دارك” 1971 و”أوديب الملك” 1973 و”يوميات مجنون” 1976، وغيرها. كما أسهم في إخراج وتمثيل العديد من روائع المسرح العالمي في التلفزيون الذي برز فيه ممثلاً عبر أكثر من ثمانين مسلسلاً، منها “الجوارحو”الكواسر”، كما شارك ممثلاً في العديد من الأعمال السينمائية، وكتب مسرحيتين هما “حكاية بلا نهاية” 1985 و”القوس والنشاب” 2023.

وتضمن لقاءات الدورة الرابعة والثلاثين لقاء مع الفنانة مريم سلطان بمناسبة اختيارها وتكريمها في هذه الدورة. وهي واحدة من رائدات المسرح بالخليج، ومن مؤسسي مسرح الشارقة الوطني. بدأت نشاطها المسرحي في سبعينات القرن الماضي، وعرفت على مدى عقود بحبها ووفائها للتمثيل الذي تعلمت أصوله ومبادئه في مجموعة من الورش والتجارب المسرحية خلال عقدي السبعينات والثمانينات. وفي رصيدها اليوم أكثر من 50 عرضا مسرحيا للكبار والصغار، والعديد من المسلسلات التلفزيونية والإذاعية.

كما كرم حاكم الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي فرقة مسرح الأوبرا من تونس الفائزة بـ”جائزة الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي” 2024، ضمن فعاليات مهرجان المسرح العربي التي انعقدت في يناير الماضي بسلطنة عمان، عن عرضها “البخارة”، وتسلم الجائزة الفنان صادق طرابلسي مخرج العرض.

وإلى جانب اللقاءات والندوات والتكريمات تنافست ستة عروض مسرحية على جوائز الأيام لهذه الدورة التي شارك فيها 15 عرضا مسرحيا، تقدمها مجموعة من الفرق والجماعات المسرحية بالدولة، إلى جانب مشاركة واسعة من المسرحيين والباحثين من مختلف الدول العربية ضمن البرامج التي تقدمها الأيام. إلى جانب اللقاءات والندوات والتكريمات تتنافس ستة عروض مسرحية على جوائز الأيام لهذه الدورة التي يشارك فيها 15 عرضا مسرحيا.

وتأهلت مجموعة من العروض للمشاركة في المسابقة هذا العام، والتي تم اختيارها عبر لجنة المشاهدة والتصنيف، والعروض هي: “علكة صالح” لفرقة المسرح الحديث بالشارقة، و”صرخات من الهاوية” لجمعية كلباء للفنون الشعبية والمسرح، و”عرائس النار” لمسرح خورفكان للفنون، و”كعب ونصف حذاء” لمسرح ياس، و”جر محراثك” لجمعية دبا الحصن للثقافة والتراث والمسرح، و”بابالفرقة مسرح الشارقة الوطني.

وقدّمت ستة عروض خارج المسابقة وهي: “في انتظار العائلة” لمسرح الفجيرة، و”اليوم التالي للحب” لجمعية دبا الحصن للثقافة والتراث والمسرح، و”يانصيب” لمسرح العين الشعبي، و”عرج السواحل” لمسرح أم القيوين الوطني، و”دق خشوم” لمسرح دبي الوطني، و”فئران القطن” لمسرح دبي الأهلي.

كما شهد برنامج العروض تقديم عملين من الدورة الحادية عشرة من مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، وهما: العرض الحائز على جائزة أفضل عرض، وهو أغنية الوداع” للمخرج طلال البلوشي، والعمل الحائز على جائزة أفضل سينوغرافيا، وهو “الملاذ” للمخرج جاسم غريب.

كما استضافت الأيام ملتقى الشارقة الثالث عشر لأوائل المسرح العربي، الذي يحتفي سنوياً بمتفوقي كليات ومعاهد المسرح في الوطن العربي، حيث تتاح لهم فرصة متابعة أنشطة أيام الشارقة المسرحية والمشاركة فيها، والتعرف على المشهد الثقافي المحلي، وتضمن الملتقى مجموعة من المحاضرات النظرية والأدائية حول السينوغرافيا والإخراج والتمثيل، بالإضافة إلى جولات ثقافية في معالم إمارة الشارقة. وشارك في الملتقى هذا العام عدد من الطلبة من الكويت ومصر والمغرب والأردن وسوريا ولبنان وتونس.

وقدم حفل افتتاح الأيام في التاسع عشر من الشهر الماضي عرضين مرئيين تضمن الأول سيرة الفنانة مريم سلطان التي قدمت جهوداً كبيرة في المسرح المحلي في دولة الإمارات، وأبرز العرض مسيرة الفنانة التي التحقت بالمسرح في بداياتها منذ أواخر سبعينات القرن الماضي، وقدمت العديد من الأعمال المسرحية التي وثّقت تجربتها الرائدة. وتناول العرض الثاني محطات من مسيرة الفنان أسعد فضة، وما قدّمه من أعمال خالدة عبر شغفه الكبير بالمسرح، وحرصه على تقديم مختلف الأعمال المسرحية ودوره في إرساء المسرح العربي عبر عمله في التمثيل والإخراج والإدارة.

وقدم حفل الافتتاح أعضاء لجنة التحكيم لهذه الدورة التي تضم الممثل والكاتب الإماراتي عبدالله راشد والمخرج التونسي غازي زغباني والمخرج الجزائري لخضر منصوري والناقدة المصرية ياسمين فراج والكاتب والمخرج المغربي عبدالمجيد شكير.

 

ستة عروض إماراتية تنافست على جوائز أيام الشارقة المسرحية

والعرض التونسي "البخارة" لفرقة مسرح أوبرا تونس وإخراج صادق الطرابلسي افتتح الدورة الرابعة والثلاثين من المهرجان.

انطلقت فعاليات الدورة الرابعة والثلاثين من مهرجان أيام الشارقة المسرحية، مساء يوم 19 فبراير الماضي وتواصلت حتى السادس والعشرين من الشهر نفسه. المهرجان نظم تحت إشراف الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وفي هذا الإطار عقدت اللجنة العليا للأيام اجتماعها الثالث في قصر الثقافة برئاسة أحمد بورحيمة مدير المهرجان، وبحضور الأعضاء إسماعيل عبدالله ومحمد جمال وعبدالله راشد. وضمت لجنة المشاهدة والتصنيف خليفة التخلوفة (الإمارات)، وغنام غنام (الأردن)، وخالد رسلان (مصر).

وأعلنت اللجنة أن حفل الافتتاح الذي أقيم في قصر الثقافة بالشارقة شهد تقديم العرض التونسي “البخارة” لفرقة مسرح أوبرا تونس، من إخراج صادق الطرابلسي، وهو العرض الفائز بجائزة الشيخ سلطان بن محمد القاسمي لأفضل عمل مسرحي عربي في نسختها الثانية عشرة، والتي نظمت في إطار الدورة الـ15 من مهرجان المسرح العربي الذي أقامته الهيئة العربية للمسرح خلال يناير الماضي في العاصمة العمانية مسقط.

برنامج العروض شهد تقديم عملين من الدورة الحادية عشرة من مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، كما تقدم للمشاركة في الدورة الرابعة والثلاثين من أيام الشارقة المسرحية 14عرضا، وقع اختيار اللجنة على ستة عروض لتقدم في المسابقة الرسمية للأيام، وهي: “علكة صالح” تأليف علي جمال وإخراج حسن رجب، لفرقة المسرح الحديث بالشارقة، و”صرخات في الهاوية” تأليف عبدالله إسماعيل وإخراج عبدالرحمن الملا، لجمعية كلباء للفنون الشعبية والمسرح، و”عرائس النار” تأليف باسمة يونس وإخراج إلهام محمد، لمسرح خورفكان للفنون، و”كعب ونصف حذاء” من تأليف وإخراج محمد صالح، لمسرح ياس، و”جر محراثك” إعداد وإخراج مهند كريم، لجمعية دبا الحصن للثقافة والتراث والمسرح، و”بابا” تأليف وإخراج محمد العامري، لفرقة مسرح الشارقة الوطني.

واستبعدت اللجنة عرضان، كما قدمت العروض الستة التالية على الهامش:  "في انتظار العائلة” تأليف أسامة زايد وإخراج سعيد الهرش، لمسرح الفجيرة، و”اليوم التالي للحب” تأليف أحمد الماجد وإخراج مروان الصلعاوي، لجمعية دبا للثقافة والفنون والمسرح، و”يانصيب” إعداد مهند كريم وإخراج نصرالدين عبيدي، لمسرح العين الشعبي، و”عرج السواحل” تأليف سالم الحتاوي وإخراج عيسى كايد، لمسرح أم القيوين الوطني، و”دق خشوم” تأليف وإخراج عبدالله المهيري، لمسرح دبي الوطني، و”فئران القطن” تأليف وإخراج علي جمال، لمسرح دبي الأهلي.

كما شهد برنامج العروض تقديم عملين من الدورة الحادية عشرة من مهرجان كلباء للمسرحيات القصيرة، وهما: العرض الحائز جائزة أفضل عرض، وهو “أغنية الوداع” للمخرج طلال البلوشي، والعمل الحائز جائزة أفضل سينوغرافيا، وهو الملاذ” للمخرج جاسم غريب.