يواجه الشاعر العراقي هذا المشهد الفجائعي الذي يحيط به بثقل العبارة، كي يكتب صرخته المدوية ضدا على جميع الويلات التي تترصد وطنا غاليا، تحيط به أسيجة الانكسارات، وتتناهشه المطامع من كل صوب، ويتبدد فيه إنسانه الملتاح بالقلق والأسئلة.

عين الذئب

بيات مرعي

توأم الروح الحاضرة دائما
عذرا إن أثلمت من وقتكم
لأرشق عين الذئب بالحجر
وأكتب صرختي في طريق وادي القطيع
تحتشد في جسدي قوافل من الفرح والحزن معا،
هذان رصيفان لن يلتقيا إلا هنا حيث تحتشد العبارات
أستهل كلمتي بسطور ملثمة
في زمن تفارقت فيه الرؤى
وأنكسر وجه الشمس
وحبال خيمتنا شدت على خناجر مغروسة في طينة جسد هذا الوطن.
لم يعد ظلنا صاحبا
ولم تعد المقاهي الوردية ملجأ
وغيبوبة كتابي الذي كان نافذة للحلم
ها قد أتعبته أتربة الرفوف
مسكين هذا المتحدث والمساكين بلا أسماء
والأسماء متناثرة على أرصفة طرق المدارس
وأنا وذاك وتلك نبحث عن من يقرؤنا
أو يشد جبيننا بمنديل رطب بارد
آه يا معلمي الراحل
مازلت على وصيتك
 أبحث عن الفاعل
 لم أكن اعرف أنني المفعول به المنصوب بالفتحة
والفعل مضارع شنيع
والقصيدة جاءت متسللة من فؤاد العتمة
مدماة بلا ضمد تنزف جرح أقلامها

أذن من المسكين؟
من الذي أضاع طبشور سبورتنا
وكسر رحلة العمر
من الذي قلب برميل لبيب
ومن قرب النار من الدار في كتاب خلدونيتنا
لا أطيل فالحسرات قيح
والمسافات تزحمها الحفر
وطني قفص الأحرار
صار مضمارا للخيول العرجاء
وحدائق قرنفل المقابر

معلقتي أضاعت جدار تعليقها
والمسامير تثقب ورق القضية
لا داع ولا مدع
آه أيها الذئب
لا تتهجن
أيها المعطر برائحة الدم
تأكل الجن
تنام بعين واحدة
وأنا المسكين أرقب الفريسة
أردد نشيد ألامها
أحضن الحيرة وأنام
لأحلم بالذئب

شاعر من العراق