رائحة أجساد تشوى بين صهد الشمس وهجير الأرض،لهبٌ على لهبٍ والذئب بين نارين، يتلظى ليلة تمام القمر بدراً، أنثاه تروي فضيحة ذبحه الى المساء بخجل موارب، ورهط الطير في الفضاء يحوم فوق غباء أبله يقطع الصحراء قائداً سبعين طفلاً وامرأة؛ ليتسلم الحكم، بعد صلاة الفجر، و... فرسه تدوس الرمل السافي برداً، بينما النساء في الهوادج على سنام الجمال والنوق، يتلذذن بملامسة الأنوثة لظهور الأباعر حياءً! أخته تزوجت قاتله قبل تمام الأربعين بمجرد اكتمال النصاب؛ لأنها وجدت ضرورة ليلية لتنظيم الخيانة.
حلق رهط الطير في فضاء قصر مدجج بالجيش والسلاح، طالباً من الزوج إحضار سبعين شاهداً رأوا المرود يلج المكحلة، إذا تقدم بشكوى خيانة زوجية ضد (مرته)لإثبات واقعة الزنا، عندما يكون الزاني هو القاضي نفسه.
قصر الملك مؤمن بشياطين وجن وعفاريت وكائنات أشد من مارد وأوهى من شبح، تحرسه ضد أبله يقطع الصحراء اللاهبة ثلجاً، قالت عرافة؛ فقتلها، ليل نهار.
ثوت الهوادج بالنساء والأطفال يستريحون؛ كي يواصلوا السرىليلاً ذاهبين لتولي سلطة غبائه، مترجلاً من فرسه لإمامتهم عند صلاة الغروب والعشاء، قصراً يطبِقونها على سفر من ركعتين، مواصلين السير ذهاباً الى حلم الدولة والإمرة والـ... رفاه قصور وإمامة دولة:
- الخيل بالظلمة حلو ممشاها.
وقبل المغادرة تماماً، سأله الزوج المخدوع:
- ما حكم الزانية؟
أجابه القاضي:
- سبعون شاهداً، رأوا المرود يلج المكحلة؛ لإثبات واقعة الزنا.
وكانت الزانية زوجته ستقتله بسم أزرق، قيل ولماذا أزرق؟ أجابت كي ينشغلوا بلون السم، عن التدقيق بموت الزوج!
ولم تفعل، إنما تركته عالقاً على ذمتها، وتزوجت قاتل أخيها قبل الأربعين ليلاً، وهما يلعبان تحت نشوة القمر المتكامل مع عواء الذئب.
صادفه في أثناء المسير أعمى صحراوي يقطن في الرمل متعفناً، لا يرى سوى العاهرات، فسمى له نساءه المخدرات في الهوادج واحدة، واحدة، ونسب أطفالهن الى الرجال الذين عاشرنهم.
غاظته فضيحة الأعمى؛ فـ... قتله مواصلاً السير يقطع الصحراء نحو المملكة:
- هذا جزاء أي أعمى يطعن المحصنات.
وجبت الصلاة؛ فبسطوا الريح فوق الرمل بالدعاء، مهيمناً على خيال سبعين طفلاً وامرأة:
- الغداء المقبل في قصر الحكم، قصر الدولة، السلة، قصر منيف.
مؤكداً بمراوغة مفضوحة، وهم يعرفونه مراوغاً:
- لا ريح ولا رمل ولا صحراء.. حاضرة وحور عين وعبيد
استدرك:
- عبيد مخصيين يا... عاهرات مو فرحتن، الله يرحم الأعمى
إستنشقن رائحة غرقى فارقنهم في نهر الصبا، فحنّت إحداهن لقبل الشفاه البريئة، وأخرى إشتاقت للّمسات الفاحشة، فخدّرتها اللذة؛ لأن الهودج منتصب على سنام البعير، يواصل الإحتكاك بأنوثتها الخصب المتوثبة هياجاً طوال سير القافلة في الصحراء، حتى كادت تسقط من ظهر البعير الى الأرض الرملية السافية؛ جراء اللذة، والبيض في الماء المغلي، يتفطر لطول السلق، يغازل خياله وهم تسلم السلطة، بسبعين... أطفال مواربو النسب ليس من نسله تماماً، ونساء زانيات.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قاص وإعلامي عراقي
بكلوريوس إعلام
يعمل محررا فنياً في جريدة الصباح الحكومية
صدرت له مجموعة قصصية بعنوان: أوديب الغفل،بغداد، 2000
وله مخطوطتان لم تنشرا بعد (وهم يطاردون محمد إسماعيل) و(الذئاب التي تحرسنا أكلت كل شيء)