يتناول الكاتب الليبي يوميات كاتب رحالة وقارئ موسوعي تتحول لديه القراءات إلى رحلات وارتحالات، لأن ألبرتو مانغويل في تأملاته حول عالم القراءة، وسفره في جغرافيات ثقافية متعددة يعيد اكتشاف نفسه والعالم من حوله.

ألبرتو مانغويل قارئ كبير ورحالة ورقي

محمد الأصفر

ذلك أننا يجب أن نسعى بجهد إلى معنى كل كلمة وكل سطر، لأننا نفترض دائما أن هناك معنى أكبر من الاستعمال الشائع الذي تتيحه لنا الحكمة والشجاعة وسماحة النفس التي نتحلى بها. (ثورو ـ "والدن"). 

هذا كاتب كندي من أصول أرجنتينية.. مهتم بالقراءة أكثر من الكتابة.. يسعى دائما لأن يكون قارئا جيدا متميزا ومن خلال القراءة يمكنه أن يكتب الكثير من النصوص الجميلة، يقرأ والقلم في يده.. يخربش به على حواشي الكتب.. وعندما ينتهي من قراءة كتاب يدون على ظهره متى قرأه وأين وملخصا صغيرا عنه.. هذا الكاتب رحالة شهير.. رحالة ورقي.. يرحل من مكان إلى آخر.. يعيش في الأرجنتين وفرنسا وكندا وانجلترا.. لا يتذكر كما يقول عن نفسه أنه بقى في مكان واحد لأكثر من عام أو عامين.. أينما رحل تكون مكتبته معه.. يقرأ في الصباح والمساء.. ومثلما يرحل بين الأمكنة هو يرحل أيضا من حضارة إلى أخرى ومن عصر إلى عصر ومن إحساس إلى إحساس عبر الكتب التي يقرأها.. قارئ موسوعي يتجلى ذلك في كتاباته حيث نجد ذكرا لشخصيات وأحداث ثقافية وسياسية من مختلف بلاد العالم.. على دراية كاملة بمدونة الشرق الثقافية وعلى تواصل تام بالأحداث السياسية في القرن العشرين والواحد والعشرين والقرون الماضية أيضا.. وككل أديب ينشد الخير والعدالة والتسامح نجده في كتبه وقراءاته وتدويناته القصيرة مناصرا لقضية الحق والحرية والعدالة الاجتماعية.. كما نجده في الوقت نفسه مهتما وغيورا على جماليات الأدب وما تنتجه من متعة ومعرفة للحياة وسنلاحظ ذلك جليا من خلال المقاطع التي اخترتها من كتابه الأخير "يوميات القراءة.. تأملات قارئ شغوف في عالم القراءة".. الصادر عن دار المدى 2008 بترجمة من الأستاذ عباس المفرجي.. هذا الكاتب الأديب صاحب اللغات الكثيرة والذي كان يقرأ الكتب لبورخيس في صغره عندما فقد بورخيس بصره هو "ألبرتو مانغويل".

وهذا الكتاب عبارة عن يوميات يكتبها الكاتب عن حياته القرائية خلال زمن امتد من شهر يونيه حزيران 2002 إلى شهر مايو 2003 ويتكون من 231 صفحة ولا أنكر أنني قضيت مع قراءته وقتا ممتعا واستغرقت قراءتي له أكثر من أسبوعين نظرا للنصوص القيمة التي يحتويها الكتاب والتي تستدعي القراءة أكثر من مرة والتي تستدعي أيضا تتبع ما تتركه في خيالك هذه القراءة من أثر وما تنتجه من نصوص ورؤى جديدة تجبرك على تتبعها حتى النهاية ومقارنتها بالنص الأصل الذي أحدث هذه الشرارة.. نصوص ألبرتو مانغويل وتضميناته كلها استدعائية وإحالية.. نص يجلب لك نصا ويحيلك إلى نص وهذا نتيجة تبحر هذا الكاتب في الأدب الإنساني وقراءته لكم نوعي هائل منه منذ كان طفلا وإلى الآن.

وحتى لا نطيل على القارئ نتركه ليكتشف هذا الكاتب بنفسه من خلال عرض نماذج قصيرة من كتابه يوميات القراءة الذي قدمه للقارئ ببعض السطور منها وسأكتفي فقط بوضع عناوين لهذه المختارات مع التعليق القصير عندما أشعر أن ذلك ضروريا أو يضيف شيئا:

هناك كتب نتصفحها بمتعة ناسين الصفحة التي قرأناها ما أن ننتقل إلى الصفحة التالية. وكتب نقرأها بخشوع دون أن نجرؤ على الموافقة أو الاعتراض على فحواها. وأخرى لا تعطي سوى معلومات ولا تقبل التعليق. وهناك كتب نحبها بشغف ولوقت طويل، لهذا نردد كل كلمة فيها لأننا نعرفها عن ظهر قلب.

الكتابة الظل:
القراءة عبارة عن محادثة. تماما مثلما يبتلى المجانين بحوار وهمي يتردد صداه في مكان ما في أذهانهم، فإن القراء يتورطون أيضا بحوار مشابه، يستفزهم بصمت من خلال الكلمات التي على الصفحة. في الغالب لا يدوّن القارئ ردود أفعاله، لكن أحيانا تنتاب قارئ ما رغبة بإمساك القلم والتواصل مع هذا الحوار بكتابة الهوامش على النص. هذا التعليق، هذه الهوامش، هذه الكتابة الظل التي ترافق أحيانا كتبنا الأثيرة توسّع من النص وتنقله إلى زمن آخر. وتجعل من القراءة تجربة مختلفة وتضفي واقعية على الأوهام التي يرويها لنا الكتاب، ويريدنا (نحن قرائه) أن نعيشها.

فخفخة:
سرت بمحاذاة شقة كاسارس، التي تقع قرب مقبرة لاريكوليتا، التي تضم رفات العوائل الملكية بأضرحة مزخرفة تعلوها تماثيل ملائكة وأعمدة محطمة. بيوي كاسارس، الذي يؤرخ في رواياته الأجواء دائمة التغير للمدينة التي عاش فيها طوال حياته (حتى لو دارت في جزر بعيدة أو مدن أخرى)، يكّن كرها لأمكنة مثل لاريكوليتا، لأنه يرى إنه من السخف أن يصر المرء على الفخفخة بعد موته.

الحقيقة:
لماذا تظل تكتب يومياتك؟ ولماذا تدوّن كل هذه الملاحظات؟ يصف سيد الجزيرة الغامض، موريل، الأسباب التي تدعوه إلى تدوين مذكراته قائلا: (كي أمنح الحقيقة الأبدية لأوهامي العاطفية).

أحن إلى حديقتي الجديدة في فرنسا، إلى حيطانها.

سيلفيا تصف حالة البلد:
التقيت بسيلفيا في مقهى لابورتوريكو، المقهى الذي اعتدنا أنا وأصدقائي ارتياده أيام الدراسة الثانوية. لم يتغير المقهى كثيرا، الجدران المغطاة بالألواح الخشبية،الطاولات المدوّرة من الحجر الرمادي، الكراسي الصلبة، رائحة القهوة المحمّصة، ربما نفس النذل دائمي الشباب بثيابهم البيضاء الملطخة. وصفت سيلفيا حالة البلد بأنها ارتداد إلى مرحلة المراهقة. المزيد من الأشباح تتبدى أمامي، هناك على تلك الطاولة كانوا يذاكرون الامتحان، وعلى تلك يجلسون بانتظار صديق، وعلى الطاولة الأخرى يضعون الخطط من أجل مخيم الصيف. كل هؤلاء الناس الآن مختفون أو ميتون أو مفقودون.

في دارة موريل، التي يدعوها بالمتحف، لا تضم المكتبة (مع استثناء وحيد) إلا الأعمال الخيالية: روايات، أشعار، مسرحيات، لا شيء "حقيقي".

فينيق الثقافة:
أكشاك بيع الصحف مليئة بالمجلات الصقيلة الصفحات التي تستعرض حياة الأغنياء والمشاهير في تفاهاتهم الفرحة، فالحياة تأخذ مجراها. حين أنهى الفريد دويبلن يوميات النفي أثناء عودته إلى بادن بادن بعد الحرب كتب عن مواطنيه الألمان: (إنهم لم يكتسبوا تجربة، رغم كل التجارب التي مروا بها).

أخبرتني أختي، وهي محللة نفسانية وواحدة من أكثر الذين أعرفهم ذكاء، أن جميع مرضاها تقريبا يعانون من وطأة الأزمة. لكن من جانب آخر، تولّد حافز جديد للإبداع بظهور عشرات المنشورات الدورية الأدبية والسياسية، وتجددت الحياة في السينما والمسرح. فانهيار البلد أدى، وبطريقة غامضة، إلى خلق جو ملموس من الإبداع، كما لو أن الكتّاب والفنانين قرروا فجأة أن ينهضوا من الرماد ليستعيدوا ما سرق منهم.

ساسة وقضاء:
كتب ليوبولد لوغونس في عام 1916: (السياسيون! إنهم كارثة وطنية. كل شيء يمثل التخلف والفقر والظلم، إما ناتج عن هذه الكارثة أو مستثمَر من قبلها).

أخبرني أخي اليوم، ونحن جالسون على مائدة الفطور، بأن عشرة بالمائة (فقط) من النظام القضائي مرتش. (بالطبع) أضاف (عدا المحكمة العليا، حيث أن كل عضو بدون استثناء قابل للرشوة).

فيما مضى كان لي وطن حبيب:
تنتهي "اكتشاف موريل" مع موجز مشبع بالحنين، يتضمن ما يعنيه الوطن الأم للراوي.

إنها قائمة بالأماكن والناس والأشياء والوقائع والأحداث ومقطع من أغنية شعبية...

بإمكاني القيام بنفس الشيء كي أتذكر بيونس آيرس.

الأشياء التي أتذكرها:

مكتبة وميلاد:
الغرفة التي تأوي مكتبتي، تبدو لي واسعة جدا، والآن وهي ملأى بالكتب تبدو أوسع.

تناولت المجموعة الكاملة للشاعر العراقي بدر شاكر السيّاب وقرأت:

حجرتي الجديدة
واسعة، أوسع بأي حال
مما سيكون عليه قبري

لسنوات طويلة ولضيق المكان، احتفظت بأغلب كتبي مخزنة في مكان ما، كنت أفكر مرارا بأنه يمكنني سماعها تناديني في الليل، الآن أبقى معها كلها ولوقت طويل، مغمورا بالصور ومقاطع من نصوص أحفظها، واقتباسات عشوائية، وعناوين وأسماء. لقد عثرت على نسختي القديمة من "اكتشاف موريل" الطبعة الثانية الصادرة عن دار سن عام 1948. العام الذي ولدت فيه.

مرايا بورخيس وكاسارس:
ثم هذه العبارة (الإنسان والجماع الجنسي لا يمكنهما تحمل لحظات عاطفية طويلة وعارمة). (لابد أن بورخيس فكر بهذه العبارة عندما نسب إلى كاسارس في هذا الاقتباس الشهير:(المرايا والجماع الجنسي بغيضان، لأنهما tlon uqbar تضاعفان من أعداد البشر) بورخس وكاسارس يعكس أحدهما مزايا الآخر في كتاباتهما.

التقنية النفسية للتعذيب:
كلا هذين الاختلافين يتجاوزهما الواقع، فقد اكتشف مؤرخ الفن الإسباني خوزيه ميليكوا إنه أثناء الحرب الأهلية الإسبانية قام الجمهوريون (!) ببناء زنازين بعلو ستة أقدام. وعرض ثلاثة أقدام، وطول ستة أقدام، حارة وخانقة، وفيها سرير مائل جدا بحيث أن السجين بأي وضعية حاول الاستلقاء سيسقط على الأرض. على واحد من الجدران عرضت إنشوطة طويلة عليها اللقطة الشهيرة لتشريح العين في فيلم لويس بونويل "كلب أندلسي". المعماري الذي صمم هذا الكابوس هو الفرنسي. النمساوي الأصل الفونسو لورينسيك، وقد أطلق على عمله هذا اسم "التقنية النفسية للتعذيب".

آلة لتعويض الغياب:
سأنام ليلتي هذه في المكتبة كي أشعر حقا أن المكان ملكي. يقول سي. بأن هذا يبدو مشابها لما يقوم به الكلب حين يتبوّل في الزوايا.

كانت فكرة موريل الأولى أن يرتب مختارات من الصور تكون معروضة مثل تذكارات، لهذا أطلق على الفيلا اسم المتحف، يقول إن تقدمنا العلمي لا يتوقف عن إختراع آلات (لتعويض الغياب)، فالغياب كما يدّعي مجرد مسألة مكانية، وهو يتصور بأن كل الأصوات والصور التي أحدثها أشخاص لم يعودوا على قيد الحياة،تبقى عالقة في مكان ما وإلى الأبد، وفي يوم ـ كما يأمل هو ـ ستكون هناك آلات قادرة على إعادة بناء كل شيء، مثل الحروف الأبجدية التي تعيننا على فهم وتشكيل أي كلمة ممكنة. عندئذ، يقول (ستصبح الحياة عبارة عن مستودع للموت).

القارئ العذري:
لا أحب أن يلخص لي أحدا الكتب التي أنوي قراءتها، لا بأس أن يشوقني بعنوان أو مشهد أو اقتباس، لكن ليس بكل أحداث الكتاب.

القراء المتعصبون، التلخيص الذي يتضمنه الغلاف الأخير، مدرسو ومؤرخو الأدب، يفسدون كثيرا من متعتنا في القراءة من خلال وشايتهم بالحبكة، وطالما تقدم العمر بنا فإن ذاكرتنا يمكنها أيضا أن تحرمنا من متعة الجهل بمعرفة ما سيحدث لاحقا).

سوائل لندن الدبقة:
لا زلت أتساءل عن (معنى) مدينة مثل لندن. لم يكن ولز يحب هذه المدينة. ففي مقالة له عن مستقبل أمريكا يصف لندن بأنها عبارة عن (طاس هائل فيه سائل بشري دبق، يغلى ما فيه على نار هادئة على حافة التلال المحيطة بها. ثم يندلق هذا السائل، على نحو مقزز على المقاطعات الأخرى). مع وسائل نقلها العمومية المعطلة، وأسعارها الجنونية، يجب أن تعد لندن واحدة من أكثر مدن العالم التي يستحيل على فرد ذي دخل محدود الإقامة فيها. بأي أسلوب دعائي تقنع شركات السياحة البريطانية الناس عكس هذا الأمر؟.

النهاية الشهيرة لرواية مزرعة الحيوانات:
(تنتقل أنظار الحيوانات، الواقفة في الخارج، من الخنزير إلى الإنسان، ومن الإنسان إلى الخنزير، ومرة ثانية من الخنزير إلى الإنسان، حتى لم يعودوا قادرين على القول أي هو الخنزير وأي هو الإنسان).

بورخيس المؤمن:
حين سُئل بورخيس إذا كان يؤمن بالله أجاب: (إذا كانت كلمة الله تعني التعبير عن كائن موجود خارج الزمن فلست متأكدا إني أؤمن به. أما إذا كانت الكلمة تعني شيئا في داخلنا يقف إلى جانب العدالة فالجواب نعم، فأنا أؤمن، برغم كل هذه الجرائم، بأن هناك مغزى أخلاقيا لهذا العالم).

ميزان المكتبة الكونية:
نسختي من رواية كيم، جزء من خمسة وعشرين مجلدا تضم الأعمال الكاملة لكبلنغ، صدرت في بومباي عام 1914 (خمس مجلدات نشرت فيما بعد)، عثر عليها صديقي سي.، قبل عدة سنوات في متجر لبيع الكتب المستعملة في باريس. كان الإضراب العام، حينها، يعم باريس وقد دام عدة أسابيع، وكان علينا، إذا احتجنا لأي شيء في وسط المدينة، السير على الأقدام من الدائرة العشرين حتى المركز، خلال شوارع خلت من الباصات وبمحاذاة محطات المترو المغلقة، وسط حشد، لطيف بشكل ملفت وثرثار × من المشاة. كانت نقود سي. تكفي لشراء الكتب فقط، ولم يبق لديه شيئا لأجرة سيارة إلى البيت، عندما فكر بأن عليه المشي، حاملا هذه الكتب الخمسة وعشرون. عدة كيلومترات، سأل بائع الكتب مترددا، إن كان بإمكانه أن يسترجع خمسين فرنكا من ثمن الكتب أجرة الطريق، لكن العجوز النكد (الذي سيبخل بقرش على كارون) رفض طلبه، عارضا عليه، بدلا من ذلك، كيس كبير.

هكذا بدأ سي. رحلته ماشيا مع حمولة من خمسة وعشرين كتاب على كتفيه. لم يمش طويلا حتى توقفت سيارة إلى جانبه وفيها امرأة، سألته عن وجهته، لم يبد عليها أنها ذاهبة إلى مكان بعيد، لكنها ما إن عرفت حكاية سي. حتى أصرت على توصيله إلى البيت.

في (المكتبة الكونية) شهامة هذه المرأة عادلت فظاظة بائع الكتب.

شجرة فلسطين:
حجر بيتي الأصفر يعكس أشعة شمس آب. في الحديقة تزهر أشجار الحور بلون أبيض رائع. حسب دي كوينسي: (شجرة الحور ترتعش تعاطفا مع الرعب الذي عاشته الشجرة الأم في فلسطين التي أرغمت على توفير مادة لبناء الصليب).

أمكنة ترى فيها الجميع:
مرة قال كبلنغ بأن هناك أمكنة في العالم، إذا انتظرت وقتا كافيا، سترى الجميع، في نهاية الأمر، يمرون فيها. واحدة منها هي محطة كنغز كروس في لندن، والأخرى محطة القطار في بومباي. يبدو (الطريق الكبير) في الرواية تماما مثل واحد من هذه الأمكنة. عبارة أليوت (لم تكن لدي فكرة أن الموت أنهى هذه الكثرة). هي ـ بالنسبة لي ـ صدى لكلمات اللاما (أنه عالم كبير ومخيف. لم أعرف أبدا بأنه كان هناك عدد هائل من الأحياء فيه).

حرية القراءة:
نحن نقرأ ما نريد أن نقرأ، لا ما كتب المؤلف. في "دون كيخوته"، أنا لست مهتما، بشكل خاص، بعالم الفروسية، بل بأخلاق البطل، وفي علاقة الصداقة الغريبة مع سانشو.

الرحلة الأدبية هي إما مناجاة أو حوار، أما تعقب درب مسافر (يولسيس. بيلغرام. كانديد. اليهودي التائه)، أو رفقة بين شخصيتين (دون كيخوته وسانشو، هيكلبري فن وجيم، الأخ والأخت في البحث عن الطائر الأزرق، كيم وراهبه اللاما).

شعار بلزاك وشعار كافكا:
عنوان لأطروحة دكتوراه: (الرواية كطريق عائق).

يعتقد اللاما أن كل عائق في طريقه سيزال من تلقاء نفسه، بينما كيم يؤمن بأنه قادر على إزالته بنفسه، أو الدوران حوله. قرأت أمس في سيرة حياة ماكس برود أن كافكا كان يكره بلزاك، وقد انتبه مرّة إلى الشعار الذي نقشه بلزاك على عصاه: (أنا أحطم كل عائق)، عندئذ أضاف كافكا شعاره الخاص: (كل عائق يحطمني).

اللغة الأسبانية:
تشترك كلمة انتظار في الإسبانية espera بالجذر نفسه لكلمة أمل esperanza في "جورنال" قال أندري جيد: "يا لها من لغة جميلة يخلط المرء فيها بين الانتظار والأمل".

الغرب والآخر:
يتعرف الغرب على "الآخر" فقط كي يمعن في احتقاره، لكنه يفاجأ عندما يقابل بالمثل.

قال فردناندو كآمون مرة لبريمو ليفي: (هناك ما يوحي في الثقافة المسيحية بأن العلاقة مع "الآخر" كانت لهدف وحيد هو التوصل إلي هدايته للدين.. لا يعد مصير "الآخر" شيئا بالمقارنة مع هدايته. إذا ما نظرت إلى المعنى الحقيقي لهذا القول ستخطر لك، في نهاية الأمر، فكرة الإبادة).

سؤال وجيه للأمريكان:
دوريس ليسنغ معلقة على 11 سبتمبر: (شعر الأمريكان أنهم فقدوا الفردوس. لكنهم لم يسألوا أنفسهم أبدا لماذا ظنوا، في المقام الأول، أنه كان لهم الحق في أن يكونوا فيه).

عبارة مؤلمة لغوته:
(تعودنا على أن الناس يهزؤون بالشيء الذي لا يفهمونه)

وبالكتاب الكثير من الصفحات المكثفة وذات الدلالة القوية والبسيطة بساطة الفن في الآن نفسه سأحاول عرضها في مقالة أخرى عنه وهذا الكتاب يوميات القراءة من الكتب الجديرة بالاقتناء والقراءة أكثر من مرة ففي كل قراءة تكتشف وتشعر بأجواء جديدة وحياة جديدة نفخ روحها في حياتك كاتب فذ ويكفي أن من صاغه من تجارب الكتاب السابقين الكاتب المعاصر ألبرتو مانغويل وهو من القراء الكبار مثله مثل أنّي فرنسوا صاحبة بحث "فعل القراءة" وبرنار بيفو صاحب كتاب "مهنة القراءة"، والكثير من القراء الكبار المجهولين الذين قد تكون أنت أحدهم أيها القارئ.

كاتب من ليبيا 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المؤلف: ألبرتو مانغويل
المترجم: عباس المفرجي
عدد الصفحات: 213
الطبعة الأولى 2008

ونحب أن ننوه أن بالكتاب مجموعة كبيرة من الأخطاء الإملائية ربما لأن الكتاب لم ينل مراجعة لغوية كافية ربما لضيق الوقت أو لأسباب أخرى.