يقدم الشاعر العراقي في قصيدته، صورة أخرى للعالم .. بجرأة .. مستندا لأسطرة الذات في معاقرتها للعالم، مستقصيا سؤال الوجود والكينونة، حافرا في كنه الأشياء عله يدرك أسرارها، تاركا للغة ملء ما تبقى من مجازات وفجوات.

نريده ذكرا

قيس مجيد المولى

  أشياءٌ لا تَخُصُني

الأرض ودورانها

نتائجها العرضيةِ في المَدِ والجزر، تعاقب الأيامِ والفصول، الكسوف والخسوف، إختلاف التضاريسِ، وأنواعِ الرياح

وحفرَها العميقةَ التي أعدتها لَنا،

أوليست هُناك مغرياتٍ .. كي ألهو، وأتحول للغطاءِ السماوي

ولتزقزق في فمي الأبالسةُ أو الملائكةُ،

ولربما يرضى عنيَ هُناكَ الرحمن

ويريني طبقاتهِ السبع العُليا، وهناك أظنُ

لا أجد  أحداً، وإن رأيتهم، لا أريد أن يسألوني

عن وسادتي التي معي وعن قلمي وورقتي، ولا أُريدهم أن يعددوا

جَناتهم التي تنتظرني والمشاهد الهلامية التي يصورونها لي،

حينَ أصل

أُغني

وأترك لقدميَ حريةَ وضعهما كيفما تشاءانِ

فأن لهما حَقٌ عليَ، وليتمرجحَ بهما من هولاء من يريد

وليسقط منهما إلى عالمي السُفلي من يريد

ولهم نارهم وجنتهم،

والأرضُ لاتَخُصُني

لاتَخُصني

وإثباتِ وجودها الكروي سواءً بتجربةِ البرتقالةِ أو بصاري السفينةِ

أو حتى بشهادةِ (كاكارين ) لايُغيرُ من قناعتي بأن السحاليَ والأرانب والفئرانَ قد حاكت إطارها الخارجي، أما مابداخلها فبفعلِ رجاتِ الطمى وحشرجاتِ ذكورِ الحَصى أُنجِبَ الفعلُ الخارِق الذي سميَ (الإنسان ) وكان على هيئةِ سحابةٍ مدورةٍ رشقها كاهنٌ مخمورٌ بكأسه فارتخت  واستندت على شجرةٍ وخشيت الظلَ فأتت من أسفلها زوبَعَةٌ شطرتها إلى نصفين، نصفٌ عاقلٌ والأخرُ مجنون وسميَ العاقلُ بالرجل والمجنون بالمرأةِ، ورقَ قلبُ الرَجل فتبادلَ العقلان . هكذا يقولُ النورُ الذي اختفى في جسدِ ظلامٍ مُعتم وهو لايريدُ أن يدلي بالشهادةِ أمام الآلهةَ الثانوي آلهة السيطرة الذكورية وقد اختفت أنسابٌ لِذريات وٍسُميت المراءة  ب(عشتار )

وكان تفسير مُدون المعبد بأنَ عِش تعني (بيت ) وتار يعني (الرجل) وأدخل مجلس الكهنة هذا التفسير كمفهومٍ للصراع ومنذ ذلك تم عولمة الاضطهاد وتوسعت الأنظمةُ الطبقية،

وَجئَ بكلامِ الله

كي يقسمُ (تار )

أمام المحاكم الشرعية

بأنهُ لا يَزن إلا بأنثاه

وأطلقَ المنشدونَ استغفاراتهم في وجه الرب

وَعَقدوا بين شجرةٍ وظل أخرى

وتنوعت الأرحام

وولدَ الأبيضُ

والأسمرُ

والأسودُ

وأمامهم

قلتُ

أشياءَ لا تَخصني

عند ذلك دخلَ اللسانُ دوائرُ النطق

وَسُميّت القبائلُ

وعُِرفَتْ

تاريخُ الهجرات

وسُميَ المَصحُ الذي عولجَ فيهِ

أصحابَ الكهف،

وضاع على الكاهنِ

معرفةِ الميمنةِ من الميسرة

حين تعرت عشتارُ

ترسمُ السنبلةَ على ساقيها

من ذلك الرسم اشتغلت محركاتُ الخصب

وظل الآلهة الثانويُ يصيحُ :

نريدهُ ذكراً

يحَملُ الحُنطةِ بحضورِ النساء

ويعجنُ الشمعَ ليلة الغفران

قُلتُ

ربما سأقولُ شيئاً أخرَ غير الذي أقولُ لا يخصني

حين دخلت هيلين

من الباب المضاء باللون الأحمر،

معي ..

مايكفي من (الدراخما )

وعليها السريرُ والنبيذ

ابتهجت،

وكانَ البحرُ يطلي بزبدهِ شوارعَ سالونيك

وأبتهجَ المارةُ

وظلوا يرمونَ الأرغفةَ للربِ كي يرسلها ثانيةً إليهم

هُم يتقصدونهُ

ويقصدونَ عِرفانهُ

وكان هناكَ العيدُ تلألأَ على عَرَفه

وقد جاءَ النادلُ لي

بشرابٍ خادعٍ وآنيةِ فاكهة

ولم يَرض عني

حين نشفتُ الماءَ من تحت قدمي الرجل الذي سارَ فوقه

وقال المنادي :

لا أحدَ يرضى الشهادَةَ

قُلتُ لَه :

أرني العملَةَ

وأرني الكتابَ

ولاتنس لباسَ القاضي

هناك صَححتُ تفسيراً للإذعانِ وبدءِ السجود

وأنا أنأى عنها وممسكاً بمسننِ الشُباك

نأى دُخانُ الجَبَل

نأى حاكي المصطافين

نأت إشاراتُ الكفِ بالكهف

أصبّحتْ

أكثرُ لا تَخُصني

بينما أُنيرت الأضويةُ الحمراءُ

فوق الأشجارِ وبين ساقيَ

ولم أسأل

عن من نامَ

ومن نهض

ومن جاءَ إلى السوق

ولم يزل ( تار)

يؤميُ لَها :

ربما يكونُ لي عشٌ

سأنفخُ بالبوق

ولا ضيرَ

أسودَ

أو أسمرَ

أو أبيضَ

أذعنُ

إذ تنتشرُ على الأرضِ

أنواعاً

من عِشتارَ

وهيلين

شاعر من العراق {مقيم في قطر}

annmola@yahoo.com