تعود ذاكرة الكلمة الى أحد أيقونات الشعر الفلسطيني والعربي، في لحظة زمنية وتاريخية مهمة، ومن خلال نص شعري ظل يتردد صداه في الشعر العربي المعاصر، الشاعر سميح القاسم والذي خاض مسارات جمعت بين الصحافة والسياسة والأدب، حتى أنه لقب بشاعر المقاومة وظل صوته ينتصر للقضية الفلسطينية، بل كان يرى في الشعر وسيلة لتجاوز معاناة الفلسطينيين، ودافعا لمواصلة الكفاح الفلسطيني في وجه المحتل.

تقدموا

سميح القاسم

 

تقدموا
كل سماء فوقكم جهنم
وكل أرض تحتكم جهنم
تقدموا

يموت منا الطفل والشيخ ولا يستسلم

وتسقط الأم على أبنائها القتلى
ولا تستسلم
تقدموا
تقدموا
بناقلات جندكم
وراجمات حقدكم
وهددوا
وشردوا
ويتموا
وهدموا
لن تكسروا أعماقنا
لن تهزموا أشواقنا
نحن القضاء المبرم
تقدموا
تقدموا

طريقكم ورائكم
وغدكم ورائكم
وبحركم ورائكم
وبركم ورائكم
ولم يزل أمامنا
طريقنا
وغدنا
وبرنا
وبحرنا
وخيرنا
وشرنا
فما الذى يدفعكم
من جثة لجثة
وكيف يستدرجكم
من لوثة للوثة
سفر الجنون المبهم
تقدموا

وراء كل حجر
كف
وخلف كل عشبة
حتف
وبعد كل جثة
فخ جميل محكم
وان نجت ساق
يظل ساعدو معصم
تقدموا
كل سماء فوقكم جهنم
وكل أرض تحتكم جهنم
تقدوا
تقدموا

والعجز
والأرامل
تقدمت أبواب جنين ونابلس
أتت نوافذ القدس
صلاة الشمس
والبخور والتوابل
تقدمت تقاتل
تقدمت تقاتل
لا تسمعوا
لا تفهموا
تقدموا
تقدموا
كل سماء فوقكم جهنم
وكل أرض تحتكم جهنم