لثقل ما أحملُ من الطموحات
كنتُ أسيرُ واقفاً
فهي أثقلُ من قدرة ظهري على التحمّل
ومخافة أن تنخسفَ الأرضُ تحتَ قدميّ
كنتُ أوزّعها بالمجان على هواة جمع الطموحات
شعاري : ( طموحاتي في خدمتكم )
أينما كنتم تنزلْ بالمظلة على رؤوسكم
لا حذرَ من حَملها في الجيوب
او على الظهر
فهيَ غيرُ معرّضة للكسر
وما دامتْ لا تؤكل
فهي لا تتسببُ بزيادة الوزن
طموحاتٌ بمختلف القياسات والألوان
تصلحُ لكلّ الحالات
من دون أعراضٍ جانبية
**
وعلى الرغم مما استهلكتُ من طموحاتي
فالباقياتُ منها فاضتْ عن حاجتي
ولم تعد تستوعبُها أقفاصي
فقد كانتْ لا تكفّ عن التكاثر
لذلك فتحتُ لها الأبواب
وأطلقتُ فراخَها
تتعلمُ الطيرانَ خارجَ الأقفاص
**
أليومَ صارتْ أوهى نسمةٍ تحملني للبعيد
فلم أعد مُثقلاً بطموحاتي
لقد أفزعتها نيرانُ الحروب
فطارتْ بعيداً
وكمن استيقظ فجأة من النوم في قطار مُسرع
فتذكّرَ أنه نسيَ نفسه داخلَ حقيبته في المحطة
رحتُ أبحث في صندوق العاديات
عن ما أبقته ليَ العثّة من الطموحات
لأعيد ترميمها
على أمل أن أمكّنها من الطيران
ولكن عبثاً
فترميمُ الأجنحة الكسيرة
لا يضمنُ للطيور الميتةِ الطيران