تجربة ثورية تبشر بتيار جديد في الكتابة
في مقرها بالعاصمة السورية دمشق، عقدت دار تالة للنشر والتوزيع احتفالية للشاعر المصري شريف الشافعي، وذلك بمناسبة إصدار الدار طبعة جديدة من ديوانه (البحث عن نيرمانا بأصابع ذكية)، وهو الجزء الأول من مشروع شعري كبير بعنوان (الأعمال الكاملة لإنسان آلي)، تزمع الدار إصدار جميع أجزائه في وقت لاحق، ومن هذه الأجزاء الجديدة التي تصدر للمرة الأولى: (غازات ضاحكة)، و (رسائل لن تصل إليها.. لأنها دائمًا أوف لاين)، وغيرهما. في الاحتفالية، وقّع الشاعر شريف الشافعي النسخة الأولى من ديوانه الصادر عن دار تالة في مائتين وخمس وثلاثين صفحة من القطع الكبير، وأهداها إلى صاحبة الدار الكاتبة السورية ماجدولين الرفاعي، معربًا عن سعادته الضافية بتبني الدار السورية نشر (الأعمال الكاملة لإنسان آلي) في طبعة ورقية متميزة، حيث يتوج ذلك الأمر الانحياز النقدي للنص، الذي جاء في أغلبية الأحوال بأقلام كتّاب غير مصريين، خصوصًا من سورية ولبنان وفلسطين والجزائر والمغرب وتونس. وأفاد الشافعي بأن صديقه الآلي قد كتب تجربته ليثبت أن الشعر والتكنولوجيا ليسا خصمين كما يدعي البعض، بشرط ألا يغرق الإنسان في محيط التنميط والاستنساخ. وقال إن ما اختطته أصابع (الروبوت) من إبداع قد تخطى الحدود الضيقة في التعبير وفي التلقي، وهذا يؤكد أن المحلية أو الإقليمية في الكتابة قد صارت فكرة رثة، فلم يعد منطقيًّا التركيز على ما هو مؤسساتي أو سياسي عارض، في ضوء قضية جوهرية أكثر إلحاحًا باتت تعتري الإنسان في كل مكان في هذا العصر الرقمي الخانق، وهي قضية وجوده ومصيره، وهل الإنسان الراهن هو إنسان حقيقي مكتمل، أم لا؟ وقد حاول الروبوت (الذي يدور النص كله على لسانه) أن يطرح هذه القضية، ويناقش هذه التساؤلات، بلغته الخاصة المتمردة، الطامحة إلى التزحلق فوق الثوابت المعرفية والجمالية، وخلخلة (أنظمة التشغيل) الإدراكية. شارك في الاحتفالية الكاتب والناقد العراقي مؤيد عبد القادر، رئيس تحرير صحيفة (الصوت)، وقال إن تجربة (الأعمال الكاملة لإنسان آلي) تجربة ثورية مبشرة بتيار جديد في الكتابة الشعرية، وهو ما يحيلنا إلى تجارب رواد قصيدة الشعر الحر، ورواد قصيدة النثر، في القرن الماضي. ومن هنا، جاء حرص صحيفة (الصوت) على التعريف بهذه التجربة المختلفة المدهشة، وإجراء لقاء موسع مع الشاعر لتوصيف ملامح مدرسته الشعرية، التي رفعت لواء النبض الإنساني عاليًا، في زمن المخترعات والإنجازات العلمية والتكنولوجية، والتفوق المعلوماتي والاتصالاتي المذهل. وأوضحت الكاتبة السورية ماجدولين الرفاعي، صاحبة دار تالة، أن نشر الدار هذا المشروع الشعري متعدد الأجزاء يأتي دفاعًا عن النتاج الأدبي الجديد والأصيل في الوقت نفسه، حث تراهن الدار بتجربة شريف الشافعي على مستقبل قصيدة النثر العربية، وليس في هذا الكلام مبالغة، إذ وُصفتْ بالفعل هذه التجربة بأقلام نقاد وكتاب كبار بأنها (انقلاب أبيض في شعر العرب)، و (حالة حراك في المشهد الثقافي الراهن)، و (قفزة حيوية لقصيدة النثر العربية)، و (مغامرة تنبئ عن نجم تيار جديد في الشعر). وقالت ماجدولين إن الطبعة الجديدة من ديوان الشافعي يجري توزيعها عن طريق مؤسسة المطبوعات في كافة المحافظات السورية، وستحفظ نسخ من الكتاب في مكتبة الأسد الوطنية. كذلك، فقد عقدت دار (تالة) اتفاقية لتوزيع الديوان في لبنان بالتعاون مع دار (نلسن) لصاحبها الكاتب سليمان بختي، وفي الأردن بالتعاون مع مكتبة (زمزم). يشتمل ديوان (البحث عن نيرمانا بأصابع ذكية) على مائتي محاولة عنكبوتية لاصطياد كائن منقرض (نيرمانا بأسمائها المتعددة)، وذلك بمساعدة خيوط شبكة العنكبوت الحقيقية من ناحية، وبالاستعانة بخطوط شبكة الإنترنت العنكبوتية من ناحية أخرى، وقد تناوله بالعرض والتحليل عدد كبير من النقّاد والكتّاب من مختلف الأقطار العربية، وتمت ترجمته إلى اللغة الإنجليزية. يشار إلى أن دار (فراديس) البحرينية قد حصلت في وقت سابق على حق توزيع الطبعة الأولى من الكتاب في دول الخليج العربي، بالتعاون مع (المكتبة الوطنية)، ومكتبة الأيام (الكشكول). وقد صدرت الطبعة الأولى من (البحث عن نيرمانا بأصابع ذكية) في القاهرة، في صيف 2008، بغلاف ميكانيكي الطابع للبناني باتريك طربيه. وللشافعي ثلاثة دواوين أخرى سابقة، هي: (بينهما يصدأ الوقت) (كتاب إيقاعات الإبداعي، القاهرة، 1994)، (وحده يستمع إلى كونشرتو الكيمياء) (الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة، 1996)، (الألوان ترتعد بشراهة) (مركز الحضارة العربية، القاهرة، 1999)، وله أيضًا أطروحة بعنوان (نجيب محفوظ: المكان الشعبي في رواياته بين الواقع والإبداع) (الدار المصرية اللبنانية، 2006).
في مقرها بالعاصمة السورية دمشق، عقدت دار تالة للنشر والتوزيع احتفالية للشاعر المصري شريف الشافعي، وذلك بمناسبة إصدار الدار طبعة جديدة من ديوانه (البحث عن نيرمانا بأصابع ذكية)، وهو الجزء الأول من مشروع شعري كبير بعنوان (الأعمال الكاملة لإنسان آلي)، تزمع الدار إصدار جميع أجزائه في وقت لاحق، ومن هذه الأجزاء الجديدة التي تصدر للمرة الأولى: (غازات ضاحكة)، و (رسائل لن تصل إليها.. لأنها دائمًا أوف لاين)، وغيرهما.
في الاحتفالية، وقّع الشاعر شريف الشافعي النسخة الأولى من ديوانه الصادر عن دار تالة في مائتين وخمس وثلاثين صفحة من القطع الكبير، وأهداها إلى صاحبة الدار الكاتبة السورية ماجدولين الرفاعي، معربًا عن سعادته الضافية بتبني الدار السورية نشر (الأعمال الكاملة لإنسان آلي) في طبعة ورقية متميزة، حيث يتوج ذلك الأمر الانحياز النقدي للنص، الذي جاء في أغلبية الأحوال بأقلام كتّاب غير مصريين، خصوصًا من سورية ولبنان وفلسطين والجزائر والمغرب وتونس.
وأفاد الشافعي بأن صديقه الآلي قد كتب تجربته ليثبت أن الشعر والتكنولوجيا ليسا خصمين كما يدعي البعض، بشرط ألا يغرق الإنسان في محيط التنميط والاستنساخ. وقال إن ما اختطته أصابع (الروبوت) من إبداع قد تخطى الحدود الضيقة في التعبير وفي التلقي، وهذا يؤكد أن المحلية أو الإقليمية في الكتابة قد صارت فكرة رثة، فلم يعد منطقيًّا التركيز على ما هو مؤسساتي أو سياسي عارض، في ضوء قضية جوهرية أكثر إلحاحًا باتت تعتري الإنسان في كل مكان في هذا العصر الرقمي الخانق، وهي قضية وجوده ومصيره، وهل الإنسان الراهن هو إنسان حقيقي مكتمل، أم لا؟ وقد حاول الروبوت (الذي يدور النص كله على لسانه) أن يطرح هذه القضية، ويناقش هذه التساؤلات، بلغته الخاصة المتمردة، الطامحة إلى التزحلق فوق الثوابت المعرفية والجمالية، وخلخلة (أنظمة التشغيل) الإدراكية.
شارك في الاحتفالية الكاتب والناقد العراقي مؤيد عبد القادر، رئيس تحرير صحيفة (الصوت)، وقال إن تجربة (الأعمال الكاملة لإنسان آلي) تجربة ثورية مبشرة بتيار جديد في الكتابة الشعرية، وهو ما يحيلنا إلى تجارب رواد قصيدة الشعر الحر، ورواد قصيدة النثر، في القرن الماضي. ومن هنا، جاء حرص صحيفة (الصوت) على التعريف بهذه التجربة المختلفة المدهشة، وإجراء لقاء موسع مع الشاعر لتوصيف ملامح مدرسته الشعرية، التي رفعت لواء النبض الإنساني عاليًا، في زمن المخترعات والإنجازات العلمية والتكنولوجية، والتفوق المعلوماتي والاتصالاتي المذهل.
وأوضحت الكاتبة السورية ماجدولين الرفاعي، صاحبة دار تالة، أن نشر الدار هذا المشروع الشعري متعدد الأجزاء يأتي دفاعًا عن النتاج الأدبي الجديد والأصيل في الوقت نفسه، حث تراهن الدار بتجربة شريف الشافعي على مستقبل قصيدة النثر العربية، وليس في هذا الكلام مبالغة، إذ وُصفتْ بالفعل هذه التجربة بأقلام نقاد وكتاب كبار بأنها (انقلاب أبيض في شعر العرب)، و (حالة حراك في المشهد الثقافي الراهن)، و (قفزة حيوية لقصيدة النثر العربية)، و (مغامرة تنبئ عن نجم تيار جديد في الشعر).
وقالت ماجدولين إن الطبعة الجديدة من ديوان الشافعي يجري توزيعها عن طريق مؤسسة المطبوعات في كافة المحافظات السورية، وستحفظ نسخ من الكتاب في مكتبة الأسد الوطنية. كذلك، فقد عقدت دار (تالة) اتفاقية لتوزيع الديوان في لبنان بالتعاون مع دار (نلسن) لصاحبها الكاتب سليمان بختي، وفي الأردن بالتعاون مع مكتبة (زمزم).
يشتمل ديوان (البحث عن نيرمانا بأصابع ذكية) على مائتي محاولة عنكبوتية لاصطياد كائن منقرض (نيرمانا بأسمائها المتعددة)، وذلك بمساعدة خيوط شبكة العنكبوت الحقيقية من ناحية، وبالاستعانة بخطوط شبكة الإنترنت العنكبوتية من ناحية أخرى، وقد تناوله بالعرض والتحليل عدد كبير من النقّاد والكتّاب من مختلف الأقطار العربية، وتمت ترجمته إلى اللغة الإنجليزية.
يشار إلى أن دار (فراديس) البحرينية قد حصلت في وقت سابق على حق توزيع الطبعة الأولى من الكتاب في دول الخليج العربي، بالتعاون مع (المكتبة الوطنية)، ومكتبة الأيام (الكشكول). وقد صدرت الطبعة الأولى من (البحث عن نيرمانا بأصابع ذكية) في القاهرة، في صيف 2008، بغلاف ميكانيكي الطابع للبناني باتريك طربيه. وللشافعي ثلاثة دواوين أخرى سابقة، هي: (بينهما يصدأ الوقت) (كتاب إيقاعات الإبداعي، القاهرة، 1994)، (وحده يستمع إلى كونشرتو الكيمياء) (الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة، 1996)، (الألوان ترتعد بشراهة) (مركز الحضارة العربية، القاهرة، 1999)، وله أيضًا أطروحة بعنوان (نجيب محفوظ: المكان الشعبي في رواياته بين الواقع والإبداع) (الدار المصرية اللبنانية، 2006).