مراد بوسيف يعرض فيلمه الجديد لون الفداء
غباري الهوا ري ـ بلييج / بلجيكا "ليس فرنسا وحدها من يجب أن يعترف بنا، بل العالم كله، كيف كان سيصير لو أن النازية انتصرت" هذه العبارة لمحمد مشطي أحد قدماء المحاربين المغاربة إلى جانب فرنسا تلخص و بعمق ما أراد أن ينقله بالصوت و الصورة المخرج المغربي المقيم ببلجيكا مراد بوسيف في فيلمه الأخير لون الفداء الذي ظهر في نوفمبر 2006 و تم عرضه بمدينة لييج البلجيكية يوم السبت 10-02-2007. يتناول الفيلم قصة المحاربين الذين جلبتهم فرنسا من مستعمراتها خلال الحربين العالميتين في ظروف لا إنسانية و كيف ساهم هؤلاء "البلديون" في انتصار و تحرير فرنسا من النازية الألمانية ، دون أي اعتراف بذكر من طرف سلطات الأوربيين. و كما تقول الباحثة ليلى بن بلة" همشتهم مقررات الدراسة، و سيناريوهات الأفلام رغم دورهم، و الذي كان حاسما في تحرير أوربا...". هذا الطمس للتاريخ صاحبه إهدار لحقوقهم المدنية و المادية، في 2007 تكمل ليلى بن بلة لازالت فرنسا لم تعترف لهم بعد بصفة قدماء المحاربين و ظروفهم المعيشية كارثية. لون الفداء صرخة سينمائية لإيقاظ ذاكرة ظلت تشكو من داء النسيان و نكران الجميل، ردة فعل فنية لإصلاح ما تفسده السياسة، يسائل التاريخ مستعينا بجمالية مفرطة للصورة و استجلاء موقف للأرشيف العسكري للحربين العالميتين . لون الفداء La couleur du Sacrifice هو تأكيد على التطور المستمر في تجربة مراد بوسيف في الإخراج السينمائي بعد فيلم وراء جبل طارق au delà de Gibraltar و الذي يظل أحد أهم الأسماء السينمائية من جيل الشباب المهاجر ببلجيكا.