ولكن حذار من اعتبار أن فوضى الإمبريالية العادية (التي لا تغتفر) دلالة على أن الإمبراطورية تعاني أزمة. فالإمبراطوريات في الأغلب لا تعبأ بالقواعد ولا القوانين وأيديها ملطخة بالدماء. فتلك أمور تحدث! حسب تعبير رامسفيلد الأثير. والبرابرة قادمون. إلا أن الإمبراطوريات تعيش، بل وتزدهر على فوضاها الخاصة. ولنعد النظر إلى السنوات الثلاث الماضية، وسل نفسك إذا لم تكن الحقيقة المهيمنة هي أن الولايات المتحدة الأمريكية قدنجحت، برغم مرارة المفارقات، في تأكيدها إرادتها الإمبريالية؟ وبالكاد تظاهر "المجتمع الدولي" بالمقاومة. ويتعين على أي تقرير للواقع في حاضرنا الراهن أن يتعامل بجدية مع احتمالية أن القوة العظمى الوحيدة قادرة على سحق معارضيها أو تهميشهم، والمضي قدماً في تحقيق على ما ترغب فيه. ولكن إلى هنا تنتهي حدود التشاؤم. إذ تقوم الهيمنة على القوة، ولكنها تقوم أيضا على القبول. فحتى الملوك العملاء و(رؤساء الوزراء المنبطحين) يمكن إسكاتهم عن طريق تجليات الحرب المريعة.
كل شيء هادئ على الجبهة الشرقية
مجموعة Retort