فمن يَكتُبُ اليومَ حتّى على وعشرا من السنوات/ تكشّفن عن لغةٍ وغربة الدين تتجلى عنده أيضا من خلال غربة دستوره القرآن الكريم، يقول من قصيدة: كتابة على شاطئ طنجة: ويبقى الحرفُ مصلوبا على سارية القصر وإذا عجنا على قصيدة قراءة في مرآة النهر المتجمد نلاحظ أنها تعكس بوضوح انكسار المد الجماهيري الذي: فيها استقالة تامة لكل شيء. ويتنامى هذا الصمت في قصيدة كتابة على شاطئ طنجة فيصبح منبرا. يقول: فأينَ أفرّ؟ لانفقٌ تغلغلَ في الثَّرى وانسابْ وهو بهذا يدين الأنظمة الحاكمة "وصمت القدرة العليا في الحجاز ومصر سيناء(63)" وهذه المعيقات تجعل الوصول إلى القدس صعبا. وتدور القصيدة دائرة تكاد تكون تامة تعلن بها استمرار المأساة هذه المدينة: تصبين القبوَ وتشربين فتظمأُ الصحراءْ ولايقدم لنا الشاعر حلولا جاهزة، مجانية، تظليلية. وإنما يقف شاهدا يتفاعل مع الأحداث كي ينقلها كما هي: وتَشمُخُ في شُقُوقِ التّيهِ ويبحرُ بابُ دمشقَ ودمشق المرأة الخائنة تتحول إلى دمشق المدينة العربية الغادرة التي تتحول من المساندة إلى الخيانة: دمشق على سفحِ قاسيونَ بانه ولم يبق إلَّاكَ وأمْسَت ولادةَ حرفٍ فسيان أن يثمرَ الحقلُ بانا ويبقى في النفس أشياء كثيرة عن التجربة المجاطية. وعن هذا الشعر الحلو المر في آن. أستاذة باحثة، وجدة ـ المغرب
شاهدِ القبرِ، حتى على شاطئِ اللاذقية؟
تتهددُ حتّى الأماني فينا(41).
كأنَّ اللهَ لم يصدع به
سيفا/ وشمسا/ ورجاءا
ولاكفٌّ تهُدُّ السّورَ، تغسلُ لعنةَ الأحقابْ(61).
من أين آتيك/ وأنت الموتُ/
وأنت الموتُ
أنت المبتغى
الأصعبْ
ظمئنا والردى فيك
فأين نموتُ
ياعمهْ
تشمُخُ لسعةُ العقربْ
وملهى الوليد/ وقصرُ هشامْ
وشاهد قبرٍ جفته المنون/ دمشقُ تخون
يبعثُ من قُبَّةِ الموتِ فيها
دمشقَ القتيلهْ
وفَرْحَةَ بَدْءٍ
وفَجْرَ قصيدهْ
وأن يثمر الحقل خنجر غدر
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعض المصادر والمراجع
تسعى هذه الدراسة المتقصية إلى الكشف عن الدلالات المتراكبة للمدينة في أعمال الشاعر المغربي الكبير أحمد المجاطي، سواء أكانت المدينة العربية أم المدينة المغربية، وتكشف عن جماليات المكان عنده واستخداماته الرمزية المتعددة.
المدينة في الشعر المغربي المعاصر
ديوان الفروسية نموذجا