رسالة المغرب
المسرح والتحولات والعروي يحين السؤال المعرفي
رغم كثرة المواعيد الفنية والثقافية التي يعرفها المغرب طيلة الأشهر الأخيرة، أو تلك التي تنشط خلال الصيف من كل سنة، والتي تنتظم ضمن مهرجانات وملتقيات قارة. إلا أن الملاحظ هو ندرة تلك المحطات التي تشكل استثناءا وقدرة على بلورة الأسئلة الحقيقية التي تهم الشأن الثقافي والفني في المغرب. ولعل اللقاء الذي شهدته المكتبة الوطنية بالرباط الشهر الماضي مع المفكر عبدالله العروي، يشكل إشراقة وانفلاتا نادرا في المشهد الثقافي في المغرب. إذ مثل هذا اللقاء الاستثنائي حول كتاب المفكر العروي "السنة والإصلاح" مناسبة لإعادة الإنصات لأفكار وأسئلة هذا المفكر المغربي والعربي، والذي يعبر عن غنى معرفي أصيل. كما شكلت بعض المهرجانات واللقاءات الفنية المدرجة هذه السنة، ضمن صيرورة أجندة قارة. نذكر هنا المهرجان الوطني للمسرح بمكناس، والذي يسهم في تشكيل رؤية جامعة حول راهن المسرح المغربي ومحطة لإعادة التقييم. الى جانب مهرجان المسرح الجامعي بالدارالبيضاء والذي يحاول الحفاظ على فعل الوجود والانتظام. هذا بموازاة المهرجانات السينمائية التي أمست تشكل سمة بارزة اليوم في المغرب، بشكل لافت. كل واحد منها يخلق خصوصيته عن الآخر. لكنها تجيب في جزء منها على الدينامية التي يشهدها المغرب السينمائي السنوات الأخيرة. رغم أنها تتفاوت من حيث ما تقترحه من برمجة واستراتيجية واضحة لطبيعة وجدوى تنظيم مهرجان سينمائي دو أهداف محددة. جميع هذه المحطات الثقافية والفنية، تشكل مناسبة لتأمل طبيعة هذا الحراك وتأمله واستخلاص القراءات الممكنة.. المفكر عبدالله العروي: اكتشاف الواقع المجتمعي من منظور التاريخ احتضنت المكتبة الوطنية بالرباط الشهر الماضي، لقاء فكريا احتفاءا بالكتاب الأخير للمفكر والكاتب المغربي، عبد الله العروي، "السنة والإصلاح". اللقاء الذي عرف مشاركة فاعلة لأساتذة وباحثين: المفكر والباحث عبد السلام بنعبد العالي، الباحث المغربي والأنثربولوجي بجامعة برينستون الأمريكية، عبد الله حمودي، الباحث الأمريكي المتخصص في اللسانيات التطبيقية والمدير التنفيذي للجنة الأمريكية المغربية للتبادل الثقافي، داوود ستيفن كستويت. كتاب "السنة والإصلاح" (المركز الثقافي العربي/ 2008)، وكغيره من كتب العروي، خلف نقاشا وقراءات متعددة. لكن طبيعة رؤية الكتاب هذه المرة، جعلت النقاش يتلبس بمسوغات فكرية تنصت للراهن في إشكالاته وما يفرزه من أسئلة تهم الهوية والآخر والتاريخ. وقراءته الجديدة للتاريخ الإسلامي. يشير المفكر عبدالله العروي أننا "لا نزال نفكّر بفكر أجدادنا ظنّاً منا أنّ أفقنا المعرفي محفوظ لا يتغيّر!" المقولة التي لا تجيب إلا عن "المرجع الحداثي" الذي حرك فكر العروي. يؤمن "بالحداثة كتفكير وعقيدة" نظر لها فكريا ومعرفيا في كتبه.. في تقديمه للكتاب قدم المفكر عبدالله العروي محاورته الأمريكية المتخصصة في البيولوجيا البحرية ونصحها بقراءة القرآن والانغماس فيه، ومن خلال دعوته ينتقل العروي الى القضايا التي تهم الفكر العربي الإسلامي منذ بدء الدعوة الى (التّوحيد، الوحي، وأصل السنّة وتكوّنها، وذهنيّة التقليد والاتباع، وعلم الكلام، والفلسفة، والسياسة، وتراجع العقل لصالح النقل، والشعوبية، والغزو الاستعماري والتّاريخانية..). ويتخذ الكتاب الجديد للمفكر عبدالله العروي شكل أجوبة عن تساؤلات امرأة أجنبية مسلمة، تتعلق بصورة الإسلام، وكيف يقدم نفسه، وكيف ينظر إلى الأديان الأخرى، خاصة أن هذه المسلمة تعيش في محيط تتعدد فيه الأديان. وعبر هذه الأجوبة، يطرح العروي تصوره الشخصي، متجاوزا ما يعرف بالثوابت، نافذا إلى رحابة حرية التفكير والفهم، أمينا لمنهجه التاريخاني. يتحدث المفكر عبدالله العروي عن ابراهيم الخليل الذي يعتبره "الأصل والمنبع"، ورسول الإسلام الذي "أحيى نداء جده ابراهيم" عن الدعوة والهجرة والدولة والقرآن. يتوقف المفكر العروي عند فترة زمنية غزت فيها ذهنية التقليد والإتباع وتراجع فيها العقل لصالح النقل ولم يسترجع نشدانه إلا مع حركة النهضة. لينتهي في تحليله الى سمة التّيه والتّحريف "ولا نزال نفكّر بفكر أجدادنا ظنّاً منّا أنّ أفقنا المعرفي محفوظٌ لا يتغيّر. وإذا كان من واجبنا أن نضع أنفسنا موضعهم حتّى نتفهّم أحكامهم ونستعيد موقفهم الحقيقي، فليس هناك ما يدعو إلى أن نُصادق على كلّ ما قالوه واستنتجوه، ولا أن نستعيد ما نُسِب إليهم بعد فترة من الهزائم والتقهقر..". لذلك أعاد المفكر عبدالله العروي في اللقاء الذي احتضنته المكتبة الوطنية، على أنه "بدون استعادة ما انقلب عليه الأولون يكون الموقف المتخذ لا تاريخانيا"، ويقصد بالمنهج التاريخاني "اكتشاف الواقع المجتمعي الذي لا يدرك حقا إلا من منظور التاريخ، فما يحرك المجتمع ليس الحق بقدر ما هو المنفعة". وأكد المفكر المغربي أنه يعتبر نفسه تاريخانيا وسيظل وفيا لمنهجه، مشيرا إلى أنه بدون التذكير بما «انقلب» عليه "الأولون يكون الموقف المتخذ لا تاريخانيا؛ فلا ينبغي أن يتنكر الفرد لماضيه ولتجربته الإنسانية الطويلة ويطمس كل ما سبق". يقول العروي، الذي وصف هذه الردة على ماضي الإنسان بـ«القلبة»، وهي العملية التي تسمح للمرء بنسج تجربة تاريخية داخل التاريخ، ومؤكدا في السياق ذاته، بأنه كتب مطولا عن مآخذ هنري كوربان، تلميذ مارتن هايدغر، على التاريخانية ودعوته للا تاريخانية وفند أطرويحاته. وأوضح "أن مسألة «القلبة» تحدث في مجال الفلسفة كذلك، ضاربا كمثال بعض محاورات سقراط الذي انقلب على «الفلسفة الأولى» ليشير العروي إلى أن الأمر يتعلق بردة فعل وليس بفعل". داعيا إلى استعادة ما «انقلب» عليه أفلاطون لتجنب اتخاذ موقف لا تاريخاني، والذي قد يؤدي إلى خطأ كبير، لأن المسكوت عنه والمتنكر له هو ما ينبش عنه العلم في التاريخ، وإذا توصل هذا العلم يوما إلى نتائج فإن ذلك يؤدي إلى إدراك ما سبق إغفاله والانقلاب عليه، يقول العروي. وأكد المفكر المغربي على أنه لا يمكن بناء معرفة عن جهل، مستشهدا بتأكيد العلماء على أن الكون موجود منذ 13 إلى 16 مليار سنة ضوئية، مشيرا إلى أن البعض يعتبرها ميثولوجيا جديدة كالميثولوجيات القديمة، فيما أن العلم خارج كل نقاش. وأضاف العروي، الذي دعا إلى اتخاذ موقف واضح من التاريخ، أن ما أسماه «الوعي الديني» وكذلك كل نظام سني تأسسا على «التجربة الزمنية»، باعتبار أن النظام السني يبدأ من نقطة زمنية فيها بداية الزمان ونهايته كما في السنة الشيعية أو السنة الشيوعية، التي يعتبرها فريديريك إنجلز قفزة التاريخ في الحرية. وإذا كانت الفلسفة قد بدأت بمحو الزمن، "الزمن الإنساني بوصفه تجربة السابق واللاحق"، فإن "الوعي الديني وكل نظام سني تأسسا على أساس التجربة الزمنية"، لأن النظام السني يبدأ من نقطة زمنية فيها بداية الزمان ونهايته كما في السنة الشيعية أو السنة الشيوعية، التي يعتبرها فريديريك إنجلز "قفزة التاريخ في الحرية". وعن هذه التجربة تتكون الذاكرة بمعنى «استرجاع الماضي في الحاضر» وهو ما يقصد به «القلبة» من قبيل الالتفات إلى الخلف من أجل كتابة سيرة ذاتية. يتساءل المفكرعبد الله العروي « لماذا لا نقبل من حين لآخر أن ندخل المعمعة، ونستمع لأنفسنا، على الأقل ننسى التاريخ الجائر، ونستمع لما جاء به القرآن». وقد تدخل في هذا اللقاء، وكل من زاوية اشتغاله الأكاديمي والمعرفي، الأنتروبولوجي المغربي عبدالله حمودي الباحث في جامعة برنستون الأمريكية. اعتبر "أن تاريخانية العروي في كتابه" «السنة والإصلاح»، تتجلى في ما وصفها «السنة المركزية» في كتابه، ليطرح سؤالا جوهريا حول "هوية" مخاطبي العروي، قبل أن يجيب فيما يشبه نقدا مباشرا لرؤية الكتاب، "أن العروي وفي سياق البحث عن تاريخانيته، كشف عن «تقليدانية» أيضا في خطابه". فيما ركز الباحث الأنتروبولوجي على ثلاثة محاور تتمثل في التساؤل حول لمن يتوجه العروي، وعن أي مبدأ يتحدث وصورة "ابراهيم أو السنة المركزية في الكتاب". أما الباحث الأمريكي داوود ستيفن كستويت والمتخصص في اللسانيات التطبيقية، فاعترف بقوة أفكار الكتاب وصعوبة استنتاج أفكاره الرئيسية. معتبرا جرأة العروي ضرورية في الكشف عن ما وسمه بـ "استعمال لغة الجنة". من جانبه، تدخل المفكر والباحث في مجال الفلسفة، عبد السلام بنعبد العالي، معتبرا "بأن قراءة كتاب العروي تحيل على وجود معنى معين من التاريخانية لدى المؤلف"، والذي لا يلغي كون صاحب الكتاب مهتم بقضايا الحاضر أيضا، وهو ما يتجلى بالخصوص في عامل الاستعمار وتأثيره على الشعوب. ليقدم عبد السلام بن عبد العالي، أستاذ الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، تحليلا مركزا حول إذا ما كان العروي، ما زال يرفع راية التاريخانية أو على الأقل لا يرفع إلا راية التاريخانية باعتبارها "إيمانا بقوة الزمن، وإيمانا بأن الوقوف على البدايات يكشف الدوافع والغايات، وبقوة الحدث الذي يميز بين السابق المحدد للاحق". "الحدث الأساس في الكتاب هو الاستعمار الذي تتجمع فيه محركات التاريخ، ولم يعد في وسع أحد تجاهل آثاره"، مضيفا أن الاستعمار "يمنع السنة من التطور إلى سنة مضادة، وقد عرقل الإصلاح وما زال". وقد شهد اللقاء الفكري، جدلا بين المفكر عبد الله العروي وبين الباحث الفلسفي عبد السلام بنعبد العالي، حول قضايا أساسية تتعلق بمفهوم التاريخانية. إذ لم يعقب المفكر عبد الله العروي على مداخلة الباحث الأنثروبولوجي عبد الله حمودي، ولا على مداخلة الباحث الأميركي المسلم داوود ستيفان كريسوت، بل خص تعقيبه لمداخلة عبد السلام بنعبد العالي، التي جعلته يقدم الكثير من التفسيرات، عن المنهج، الذي تبناه في كتابه، وعن اعتماده لمفهوم التاريخانية، وقال العروي "لا يمكنني قول ما أقوله بناء على جهل أقوى وأكبر مما هو معروض، ولهذا فأنا أتحدث انطلاقا مما يقوله علماء الفيزياء، والحفريات، لأن المعرفة برأيي لا تنبني على الجهل، وإنما على العلم والمعرفة، التي يجب أن تلعب دورا كبيرا في الإصلاح، الذي ننشده". خلص العروي، إلى أنه مع كل تخلف يزداد الفكر السني صلابة والتئاما، ولهذا فلابد من العلم لتفتيت هذا البناء، لأنه هو العملية الإصلاحية الوحيدة اللازمة لتفكيك السنة. الدورة 11 للمهرجان الوطني للمسرح تم مساء يوم الجمعة 10 يوليوز 2009، بدار الثقافة محمد المنوني، حفل اختتام الدورة الحادية عشرة للمهرجان الوطني للمسرح (دورة القدس). وقد انطلقت فعاليات اليوم الاختتام بتوزيع شهادات خاصة بالفنانين العرب، (جورج ابراهيم حبش من فلسطين والفنانة صونيا ميكو من الجزائر، والفنانة عواطف نعيم والفنان عزيز خيون من العراق، والفنانة سميحة أيوب من مصر. والفنانة سميحة أيوب من مصر، والفنانة فاطمة الغالية الشرادي من المغرب) ليتلو بعدها مقرر لجنة التحكيم جورج إبراهيم حبش تقرير وتوصيات اللجنة. وفاز بجائزة الأمل لهذه الدورة فرقة ورش ويمرز عن مسرحية "كرا"/ "تعني شيء" من تيزنيت، وفازت سناء شدال بجائزة الملابس، عن مسرحية "باب المدينة". أما جائزة التشخيص للإناث فقد فازت بها الفنانة راويا عن مسرحية "دار الغالية"، وجائزة التشخيص للذكور فاز بها سعيد آيت باجا عن مسرحية "أسرار التروبادور" من سلا، في حين فاز بجائزة السينوغرافيا إدريس السنوسي عن مسرحية "واش فهمتي" لشركة سيتي للمسرح الفردي من سلا. أما جائزة النص المسرحي فقد تقاسمها مناصفة كل من عبد الحق الزروالي عن مسرحية "واش فهمتي"، وعبد الحق فردوس عن مسرحية التبوريدة لفرقة ورشة إبداع دراما من مراكش. وآلت جائزة الإخراج إلى كل من جواد السنني عن مسرحية "هو"، وسعيد الوردي عن مسرحية "واش فهمتي" مناصفة. أما الجائزة الكبرى لأحسن عمل متكامل، فكانت من نصيب مسرحية "هو" لفرقة دبا تياتر، ومسرحية "لفهاماتور" لفرقة نحن نلعب للفنون مناصفة. وقد تكونت لجنة تحكيم الدورة الحادية عشرة من المهرجان الوطني للمسرح الاحترافي بمكناس من: سعد الشرايبي رئيسا، ومن الأعضاء المغاربة والعرب: محمد مفتاح، ونجيب غلال، وجورج إبراهيم، وصونيا، وسميحة أيوب، وجليلة بكار. أما العروض المسرحية المشاركة في المسابقة الرسمية في المهرجان هي: "يوليوس قيصر" لفرقة اللواء للإبداع، و "هو" لفرقة دبا تياتر، و "أسرار التروبادور" لتروب دور، و "دار الغالية" لآنسة ميديا، و "لفهاماتور" لنحن نلعب للفنون، و "أمدوز" للمسرح الطلائعي، و "الحر بالغمزة" لمسرح الأكواريوم، و "التبوريدة" لورشة الإبداع دراما، و "كرا" لورش ويمرز، و "الهاتف الأحمر" لمسرح نون، و "باب المريسة" للنادي الفني المراكشي، و "واش افهمتي" لشركة سيتي. وكلها عروض استفادت من دعم الإنتاج المسرحي، الذي شمل 31 فرقة مسرحية من مدن الرباط، وسلا، والدارالبيضاء، ومراكش، وأكادير، وتزنيت، والعيون، ومكناس، وفاس، وتازة، ووجدة، وأصيلا، والخميسات، والحسيمة. كما استفادت 23 فرقة مسرحية من دعم الترويج لهذا الموسم. ومثلت الدورة الحادية عشرة للمهرجان الوطني للمسرح الاحترافي، محطة للوقوف على سياسات الدعم المسرحي التي تنتهجها الوزارة الوصية، والى أي حد ساهمت في خلق مشهد مسرحي دينامي ومنتج وفاعل. وبعيدا عن فضاءات تبادل الرأي والتجارب بين المسرحيين المغاربة، يمكن المهرجان من التوقف عند مستويات أساسية لعل أهمها مستوى البحث التقني والجمالي. يمكن من صياغة خطاب مسرحي حول التجربة المسرحية المغربية بشكل عام. لكن، يظل الأهم في هذا النقاش الذي يتكرر كل سنة، هو حضور المسرح اليوم في الممارسة الثقافية والفنية عموما في المغرب. في وقت تعاني منه الفرق من غياب قاعات للعروض المسرحية ومن عزوف الجمهور، أيضا الخلل الذي تعاني منه هذه الفرق نفسها في غياب رؤية واضحة المعالم لتسويق عروضها، وتموقفها الجذري من الممارسة المسرحية في المغرب. وقد عرفت الدورة الحادية عشر للمهرجان الوطني للمسرح تنظيم لقاءات وموائد مستديرة تخص النقد المسرحي. توجت بتوقيع أحدث الإصدارات في هذا الباب. وهكذا قدم الباحث المسرحي حسن اليوسفي كتابه "المسرح والحداثة"، الكتاب الذي حددت اختياراته الفكرية وقضاياه "موقع المسرح وانطلاقا من مستويات التعامل مع الحداثة" عند المغاربة والمغاربيين والعرب مقارنة مع الغرب. كتاب "المسرح والحداثة" الذي عنوانه الأصلي: "كلمات العرب.. كلمات الغرب، الحداثة المسرحية بين ثقافتين"، هو مقاربة لهذه الفرضية وعلاقتها بالغرب والمغرب والمغاربي والعربي. لقد تم الاشتغال فيه على مفاهيم تتوزع ما بين المسرحية ذات البعد الأكاديمي وأخرى معرفية، تحول من خلالها المؤلف إلى تأمل كاشف لجوانب المسرح، بتعبير المسرحي بوسلهام الضعيف. المسرح والتحولات في الدورة 21 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي "المسرح والتحولات" هو الشعار الذي حملته الدورة 21 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالدارالبيضاء الشهر الماضي. والمنظم من طرف كلية الآداب والعلوم الإنسانية بن امسيك الدار البيضاء. المهرجان الذي أمسى من خلال تاريخه الممتد على 20 دورة، من أعرق المهرجانات الجامعية على الصعيد الإفريقي والعربي. الدورة التي عرفت مشاركة عدة فرق جامعية من أمريكا وأوربا وإفريقيا إضافة إلى المغرب. الفرق المسرحية ممثلة لكل من أمريكا، الإيكواتور، فرنسا، التشيك، هولندا، بولونيا، البرتغال، تونس، ليبيا، المغرب، والسودان الذي يشارك لأول مرة، هذا إلى جانب المؤطرين والمشاركين في الندوة العلمية. 13 عرضا مسرحيا كان هو الإختيار النهائي للجنة المشرفة على التمحيص والانتقاء. والى جانب المحور المركزي للندوة، عرفة الدورة 21 تكريم المسرحي المغربي عبد الكريم برشيد(رئيس لجنة التحكيم هذه الدورة، بجانب أعضاء من المغرب والبرتغال وهولندا) ونظم المهرجان ستة محترفات تكوينية لفائدة طلبة الجامعات وشباب مدينة الدار البيضاء وتهم هذه المحترفات، تقنيات التنفس والتركيز فوق الخشبة، إنارة الركح، فن الإرتجال، الإخراج، الحركة واستثمار الجسد فوق الخشبة، المسرح والأسطورة. «المسرح والتحولات»، كان محور المائدة المستديرة، التي عرفت مشاركة وازنة لعدد من الفنانين والمختصين الباحثين في المجال المسرحي من إسبانيا والسودان وفرنسا والمغرب، وقد أكدت الأرضية المقدمة لهذه المائدة، أنه «منذ عهد اليونانيين، حاولت «المجتمعات المشخصة» استغلال الفرجة الحية المتسمة بالمواجهة الحقيقية ما بين عالم قاعة العرض والعالم الممثل فوق الخشبة. هذا الذهاب والإياب المشبع بالتمثلات وبالتماهيات، وبالمعايير وبالانزياحات، يجعل من النشاط المسرحي محركاً إبداع، أحكام جاهزة، شخصيات، قيم، ومبلورا نجاحات....، وانعكاساً لتطور المجتمعات المتمدنة في عمق تحولاتها. يظهر المسرح في قمة مداه الرمزي والاجتماعي انعكاسا للسلاسة ولآمال ولآلام وتناقضات العالم المتحضر. ومن ثمة، فإن التعايش الجسدي/ المادي بين المتفرجين والعالم المتخيل على الخشبة يشكل فضاء سياسيا بامتياز. من جهة أخرى، لا بد من الإشارة إلى ما عرفه المسرح من تحولاتً فنية من خلال الاتجاهات الإبداعية المختلفة التي أثرت في المدارس المسرحية بالشرق والغرب، والتي رسمت مسار هذا الفن. كما مس هذا التحول تطور الشخصيات والأدوار ومستويات انخراط الجمهور. في سياق هذا الإشكالية، تطرح عدة تساؤلات تمس المسرح والتحولات الاجتماعية والفنية، والمسرح باعتباره تحولا وشكلا جديدين للتشخيص، والمسرح والتحول في علاقتهما بالأشكال التعبيرية الجديدة». موضوع «المسرح والتحولات»، أو دور المسرح في التغيير داخل المجتمع، يمثل أساسا طلائعيا، فالتمثيل، والحركات، والكلمات، والرموز، التي يعبر بها الممثلون في عروضهم، تدفع الجمهور إلى أن يتحول، بشكل عفوي، إلى ممثلين، وتجعله يحل، نفسيا وجسديا، محل الممثلين الذين يلعبون أدوارا مأخوذة من الحياة اليومية لهذا الجمهور. أثناء متابعة عرض مسرحي ما، ينصهر الجمهور والممثلون ليعيشوا، بشكل عفوي غير واع، من خلال مشاهد المسرحية، تحولا دائما». وبعد ستة أيام من العروض المسرحية والورشات التكوينية في تقنيات العمل المسرحي والعروض الفكرية والنظرية. أقيم حفل اختتام الدورة حيث تم تلاوة تقرير لجنة التحكيم، حيث تم التنصيص على ضرورة فرض شروط صارمة للمشاركة في مسابقة المهرجان، للرفع من مستوى العروض. وكان تتويج العروض المتسابقة على النحو الآتي: جائزة التنويه خالد العريسي عن دوره في مسرحية "تحت وفوق" لفرقة أمل المسرح لكلية الحقوق بمراكش. أنور عن دوره في مسرحية "العالم بالمقلوب" لورشة التفكير لكلية الآداب بنمسيك بالدار البيضاء. سميرة هاشيكا عن دورها في مسرحية "بنات الحلايقي" لكلية الآداب عين الشق بالدار البيضاء. محمد حميمصة عن دوره في مسرحية "الحائط" لكلية الآداب بوجدة. جائزة أحسن دور نسائي: مناصفة بين ماري الينا عن دورها في مسرحية "كاسبار" من الاكواتور وإيفاري زوكا من التشيك. جائزة أحسن دور رجالي: مناصفة بين ربيع يوسف عن دوره في مسرحية "الصورة المعلقة" من السودان وفيليب جوستمان من الولايات المتحدة الأمريكية. أحسن نص مسرحي: "الصورة المعلقة" لكلية التربية بالسودان. جائزة أحسن إخراج: "موليير" لجامعة بول فاليري بفرنسا. جائزة السينغرافيا: "كاسبار" لمسرح عين الماء من الاكواتور. جائزة لجنة التحكيم: "موبي ديك" لجامعة كينساو من الولايات المتحدة الامريكية. الجائزة الكبرى من نصيب مسرحية "كاسبار" من الاكواتور. تتويج روسي في الدورة الـ15 لمهرجان سينما المؤلف لم تتوقف الانتقادات للدورة الـ15 من مهرجان الرباط لسينما المؤلف، التي انطلقت يوم العشرين من الشهر الماضي، خصوصا بعد تخلي إدارة المهرجان على الناقد السينمائي حمادي كيروم الذي ساهم بشكل فاعل في أن يأخذ المهرجان صبغته السينمائي المختلفة عن سلسلة المهرجانات السينمائية التي تنظم في المغرب. حتى أمسى لكل مدينة مهرجانها السينمائي. وهو ما يواكب من جهة الدينامية والانتعاش الذي يعرفه الإنتاج السينمائي المغربي السنوات الأخيرة. ويجيب من جهة ثانية على الحاجة للفن السابع كرافد أساسي لتسويق "صورة المغرب الفنية والحضارية". الانتقادات لم تعبر عنها فقط وسائل الإعلام بل لقد اعتبر رئيس لجنة التحكيم في المسابقة الرسمية للدورة الـ15 لمهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، البريطاني موريتز هاديلن، "أن الدورة الحالية التي أنهت أشغالها يوم 30 من الشهر الماضي، عرفت عدة مشاكل من حيث الدعم اللوجيستيكي وضعف المستوى الفني للأفلام العربية المشاركة في المسابقة الرسمية، إضافة إلى غياب التنسيق بين أعضاء لجنة التحكيم وعدم وجود خيط رابط لدى الأعضاء في اختيار الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان (12 فيلم)، ما يدعو إلى الأسف كما قال، مؤكدا على وجود اختلاف واضح بين مستويات هذه الأفلام، ومعبرا في نفس السياق عن أمله في تجاوز المنظمين لنقط الضعف المسجلة في المهرجان هذه السنة" وضمت لجنة التحكيم هذه الدورة إضافة الى رئيسها موريتز هاديلن كلا من فريد بلكاهية (المغرب)، وطنفير مكمل (بنكلاديش)، وجواد الأسدي (العراق) وليلى الشاوني (المغرب). وقد عرف يوم الاختتام تتويج الفيلم الروسي «لا تفكر في القردة البيضاء»، لمخرجه يوري مامين، كأحسن فيلم في الدورة، ليحصل على جائزة الحسن الثاني الكبرى للمهرجان، وفاز الشريط العراقي «أوب دي موند»، بالجائزة الكبرى للجنة التحكيم، لمخرجه عباس فاضل، وعادت جائزة أحسن سيناريو، للسيناريست أورسولا ميير، عن فيله الذي يحمل عنوان «هوم»، وهو شريط مشترك بين بلجيكا وفرنسا وسويسرا، في الوقت الذي آلت فيه جائزة أحسن دورين رجالي ونسائي، على التوالي إلى كل من الممثل الإيطالي ريكاردو سكامارسيو في فيلم «إيدن ألويست»، والممثلة بريندا بليثن، عن دورها في فيلم «لندن ريفير» للمخرج الجزائري رشيد بوشارب. ندوة عن "فلسطين، الذاكرة، الاستعارة" هذه التظاهرة الثقافية، التي جاءت بتزامن مع تسمية مدينة القدس عاصمة للثقافة العربية لهذه السنة، تميزت بحفل تكريم أسماء فلسطينية ارتبطت بالمجال الثقافي، وهكذا كرمت الروائية والإعلامية الفلسطينية ليلى الأطرش، كما تم تكريم الشاعر الفلسطيني وعضو الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، زهير أبو شايب، صاحب «جغرافيا الريح والأسئلة»، و«سيرة العشب»، بالإضافة إلى الروائي والكاتب الصحافي الفلسطيني، رشاد أبو شاور، وفي إطار فعاليات المهرجان الدولي لسينما المؤلف، نظمت ندوة عن "فلسطين، الذاكرة، الاستعارة"، من طرف وزارة الثقافة وبيت الشعر في المغرب اللقاء كان مناسبة "للحديث عن القدس، بثقافتها وبتنوعها الديني وغناه وببعدها العربي، وعن تاريخها وتاريخ فلسطين". الى جانب مهرجان سينما المؤلف بالرباط، ومهرجان زاكورة لفيلم الصحراء. اختتمت فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان مرتيل السينمائي. الدورة التي استضافت هذه السنة كسابقاتها سينمائيين وفنانين من المغرب وإسبانيا ومن بعض بلدان أمريكا اللاتينية، وأفلاما روائية قصيرة ووثائقية مغربية وإسبانية وشيلية وأرجنتينية وكولومبية وبيروفية ومكسيكية وقد تم عرض البعض منها (27 فيلم) في إطار المسابقة الخاصة بالأفلام الروائية القصيرة وعرض البعض الآخر (سبعة أفلام) في إطار مسابقة الأفلام الوثائقية. وتكونت لجنة الأفلام الروائية القصيرة الكاتب محمد عز الدين التازي (الرئيس) والفنان التشكيلي محمد نبيلي وصوفي حفيظة لطفي مديرة النشر والتحرير لمجلة «سيني ماغ» والناقد السينمائي عمر بلخمار إضافة إلى الناقد الإسباني فرانسيسكو خابيير طورو مارنين عضو مكتب «جمعية مهرجانات السمعي البصري لمنطقة الأندلس» والمنتجة التلفزيونية والسينمائية الأرجنتينية كريستينا مارشيسي والمخرج الكولومبي هارولد طرومبيطير. ومنحت هذه اللجنة الجائزة الكبرى لمدينة مرتيل لفيلم "تصفية الفئران" من الإكوادور، وللفيلم المغربي «سراح مؤقت» من إخراج نوفل براوي، كما نوهت هذه اللجنة أيضا بفيلمي "المكلف" من إسبانيا و "أحمر" من كولومبيا، وقد شاركت في هذه المسابقة ثمانية أفلام مغربية. لجنة الأفلام الوثائقية ترأسها الإسباني أكوستين مارتينيز، وتكونت من المخرج التلفزيوني الإسباني رفاييل كارسيا أرتيليس والكاتب والإعلامي المغربي سعيد الجديدي، والممثلة المغربية السعدية لاديب، والأستاذ رشيد أمحجور مندوب وزارة الثقافة بطنجة، وكانت الجائزة الكبرى لمدينة مرتيل الخاصة بالأفلام الوثائقية من نصيب الفيلم الإسباني "أسامارا". وتجدر الإشارة أن الرباط احتضنت فعاليات الدورة الأولى لمهرجان «بصمات لسينما الإبداع»، والذي اختتم فعالياته الشهر الماضي بتتويج فيلم «وشمة» لمخرجه حميد بناني بـ "البصمة الذهبية". فيما عادت جائزة أحسن ممثل للفنان عبد القادر مطاع، فيما حاز المسرح الوطني محمد الخامس على جائزة «بصمة الجمهور». وجائزة «بصمة جيل» ذهبت في دورتها الأولى، التي تحتفي بالسينما المغربية الممتدة من1958 إلى بداية عقد الثمانينيات، لمدير قاعة الفن السابع التابعة للمركز السينمائي السيد علال لمنيني. ومنحت جائزة «بصمة الاستحقاق» للمخرج الراحل يوسف شاهين تسلمها المركز الثقافي المصري، وجائزة «بصمة تقدير» للمسؤول عن فضاء القافلة السينمائية بوادي زم السيد قدور البوزيدي.
رغم كثرة المواعيد الفنية والثقافية التي يعرفها المغرب طيلة الأشهر الأخيرة، أو تلك التي تنشط خلال الصيف من كل سنة، والتي تنتظم ضمن مهرجانات وملتقيات قارة. إلا أن الملاحظ هو ندرة تلك المحطات التي تشكل استثناءا وقدرة على بلورة الأسئلة الحقيقية التي تهم الشأن الثقافي والفني في المغرب. ولعل اللقاء الذي شهدته المكتبة الوطنية بالرباط الشهر الماضي مع المفكر عبدالله العروي، يشكل إشراقة وانفلاتا نادرا في المشهد الثقافي في المغرب. إذ مثل هذا اللقاء الاستثنائي حول كتاب المفكر العروي "السنة والإصلاح" مناسبة لإعادة الإنصات لأفكار وأسئلة هذا المفكر المغربي والعربي، والذي يعبر عن غنى معرفي أصيل. كما شكلت بعض المهرجانات واللقاءات الفنية المدرجة هذه السنة، ضمن صيرورة أجندة قارة. نذكر هنا المهرجان الوطني للمسرح بمكناس، والذي يسهم في تشكيل رؤية جامعة حول راهن المسرح المغربي ومحطة لإعادة التقييم. الى جانب مهرجان المسرح الجامعي بالدارالبيضاء والذي يحاول الحفاظ على فعل الوجود والانتظام. هذا بموازاة المهرجانات السينمائية التي أمست تشكل سمة بارزة اليوم في المغرب، بشكل لافت. كل واحد منها يخلق خصوصيته عن الآخر. لكنها تجيب في جزء منها على الدينامية التي يشهدها المغرب السينمائي السنوات الأخيرة. رغم أنها تتفاوت من حيث ما تقترحه من برمجة واستراتيجية واضحة لطبيعة وجدوى تنظيم مهرجان سينمائي دو أهداف محددة. جميع هذه المحطات الثقافية والفنية، تشكل مناسبة لتأمل طبيعة هذا الحراك وتأمله واستخلاص القراءات الممكنة..
المفكر عبدالله العروي: اكتشاف الواقع المجتمعي من منظور التاريخ احتضنت المكتبة الوطنية بالرباط الشهر الماضي، لقاء فكريا احتفاءا بالكتاب الأخير للمفكر والكاتب المغربي، عبد الله العروي، "السنة والإصلاح". اللقاء الذي عرف مشاركة فاعلة لأساتذة وباحثين: المفكر والباحث عبد السلام بنعبد العالي، الباحث المغربي والأنثربولوجي بجامعة برينستون الأمريكية، عبد الله حمودي، الباحث الأمريكي المتخصص في اللسانيات التطبيقية والمدير التنفيذي للجنة الأمريكية المغربية للتبادل الثقافي، داوود ستيفن كستويت.
كتاب "السنة والإصلاح" (المركز الثقافي العربي/ 2008)، وكغيره من كتب العروي، خلف نقاشا وقراءات متعددة. لكن طبيعة رؤية الكتاب هذه المرة، جعلت النقاش يتلبس بمسوغات فكرية تنصت للراهن في إشكالاته وما يفرزه من أسئلة تهم الهوية والآخر والتاريخ. وقراءته الجديدة للتاريخ الإسلامي. يشير المفكر عبدالله العروي أننا "لا نزال نفكّر بفكر أجدادنا ظنّاً منا أنّ أفقنا المعرفي محفوظ لا يتغيّر!" المقولة التي لا تجيب إلا عن "المرجع الحداثي" الذي حرك فكر العروي. يؤمن "بالحداثة كتفكير وعقيدة" نظر لها فكريا ومعرفيا في كتبه.. في تقديمه للكتاب قدم المفكر عبدالله العروي محاورته الأمريكية المتخصصة في البيولوجيا البحرية ونصحها بقراءة القرآن والانغماس فيه، ومن خلال دعوته ينتقل العروي الى القضايا التي تهم الفكر العربي الإسلامي منذ بدء الدعوة الى (التّوحيد، الوحي، وأصل السنّة وتكوّنها، وذهنيّة التقليد والاتباع، وعلم الكلام، والفلسفة، والسياسة، وتراجع العقل لصالح النقل، والشعوبية، والغزو الاستعماري والتّاريخانية..). ويتخذ الكتاب الجديد للمفكر عبدالله العروي شكل أجوبة عن تساؤلات امرأة أجنبية مسلمة، تتعلق بصورة الإسلام، وكيف يقدم نفسه، وكيف ينظر إلى الأديان الأخرى، خاصة أن هذه المسلمة تعيش في محيط تتعدد فيه الأديان. وعبر هذه الأجوبة، يطرح العروي تصوره الشخصي، متجاوزا ما يعرف بالثوابت، نافذا إلى رحابة حرية التفكير والفهم، أمينا لمنهجه التاريخاني.
يتحدث المفكر عبدالله العروي عن ابراهيم الخليل الذي يعتبره "الأصل والمنبع"، ورسول الإسلام الذي "أحيى نداء جده ابراهيم" عن الدعوة والهجرة والدولة والقرآن. يتوقف المفكر العروي عند فترة زمنية غزت فيها ذهنية التقليد والإتباع وتراجع فيها العقل لصالح النقل ولم يسترجع نشدانه إلا مع حركة النهضة. لينتهي في تحليله الى سمة التّيه والتّحريف "ولا نزال نفكّر بفكر أجدادنا ظنّاً منّا أنّ أفقنا المعرفي محفوظٌ لا يتغيّر. وإذا كان من واجبنا أن نضع أنفسنا موضعهم حتّى نتفهّم أحكامهم ونستعيد موقفهم الحقيقي، فليس هناك ما يدعو إلى أن نُصادق على كلّ ما قالوه واستنتجوه، ولا أن نستعيد ما نُسِب إليهم بعد فترة من الهزائم والتقهقر..".
لذلك أعاد المفكر عبدالله العروي في اللقاء الذي احتضنته المكتبة الوطنية، على أنه "بدون استعادة ما انقلب عليه الأولون يكون الموقف المتخذ لا تاريخانيا"، ويقصد بالمنهج التاريخاني "اكتشاف الواقع المجتمعي الذي لا يدرك حقا إلا من منظور التاريخ، فما يحرك المجتمع ليس الحق بقدر ما هو المنفعة". وأكد المفكر المغربي أنه يعتبر نفسه تاريخانيا وسيظل وفيا لمنهجه، مشيرا إلى أنه بدون التذكير بما «انقلب» عليه "الأولون يكون الموقف المتخذ لا تاريخانيا؛ فلا ينبغي أن يتنكر الفرد لماضيه ولتجربته الإنسانية الطويلة ويطمس كل ما سبق". يقول العروي، الذي وصف هذه الردة على ماضي الإنسان بـ«القلبة»، وهي العملية التي تسمح للمرء بنسج تجربة تاريخية داخل التاريخ، ومؤكدا في السياق ذاته، بأنه كتب مطولا عن مآخذ هنري كوربان، تلميذ مارتن هايدغر، على التاريخانية ودعوته للا تاريخانية وفند أطرويحاته. وأوضح "أن مسألة «القلبة» تحدث في مجال الفلسفة كذلك، ضاربا كمثال بعض محاورات سقراط الذي انقلب على «الفلسفة الأولى» ليشير العروي إلى أن الأمر يتعلق بردة فعل وليس بفعل".
داعيا إلى استعادة ما «انقلب» عليه أفلاطون لتجنب اتخاذ موقف لا تاريخاني، والذي قد يؤدي إلى خطأ كبير، لأن المسكوت عنه والمتنكر له هو ما ينبش عنه العلم في التاريخ، وإذا توصل هذا العلم يوما إلى نتائج فإن ذلك يؤدي إلى إدراك ما سبق إغفاله والانقلاب عليه، يقول العروي. وأكد المفكر المغربي على أنه لا يمكن بناء معرفة عن جهل، مستشهدا بتأكيد العلماء على أن الكون موجود منذ 13 إلى 16 مليار سنة ضوئية، مشيرا إلى أن البعض يعتبرها ميثولوجيا جديدة كالميثولوجيات القديمة، فيما أن العلم خارج كل نقاش. وأضاف العروي، الذي دعا إلى اتخاذ موقف واضح من التاريخ، أن ما أسماه «الوعي الديني» وكذلك كل نظام سني تأسسا على «التجربة الزمنية»، باعتبار أن النظام السني يبدأ من نقطة زمنية فيها بداية الزمان ونهايته كما في السنة الشيعية أو السنة الشيوعية، التي يعتبرها فريديريك إنجلز قفزة التاريخ في الحرية.
وإذا كانت الفلسفة قد بدأت بمحو الزمن، "الزمن الإنساني بوصفه تجربة السابق واللاحق"، فإن "الوعي الديني وكل نظام سني تأسسا على أساس التجربة الزمنية"، لأن النظام السني يبدأ من نقطة زمنية فيها بداية الزمان ونهايته كما في السنة الشيعية أو السنة الشيوعية، التي يعتبرها فريديريك إنجلز "قفزة التاريخ في الحرية". وعن هذه التجربة تتكون الذاكرة بمعنى «استرجاع الماضي في الحاضر» وهو ما يقصد به «القلبة» من قبيل الالتفات إلى الخلف من أجل كتابة سيرة ذاتية. يتساءل المفكرعبد الله العروي « لماذا لا نقبل من حين لآخر أن ندخل المعمعة، ونستمع لأنفسنا، على الأقل ننسى التاريخ الجائر، ونستمع لما جاء به القرآن».
وقد تدخل في هذا اللقاء، وكل من زاوية اشتغاله الأكاديمي والمعرفي، الأنتروبولوجي المغربي عبدالله حمودي الباحث في جامعة برنستون الأمريكية. اعتبر "أن تاريخانية العروي في كتابه" «السنة والإصلاح»، تتجلى في ما وصفها «السنة المركزية» في كتابه، ليطرح سؤالا جوهريا حول "هوية" مخاطبي العروي، قبل أن يجيب فيما يشبه نقدا مباشرا لرؤية الكتاب، "أن العروي وفي سياق البحث عن تاريخانيته، كشف عن «تقليدانية» أيضا في خطابه". فيما ركز الباحث الأنتروبولوجي على ثلاثة محاور تتمثل في التساؤل حول لمن يتوجه العروي، وعن أي مبدأ يتحدث وصورة "ابراهيم أو السنة المركزية في الكتاب". أما الباحث الأمريكي داوود ستيفن كستويت والمتخصص في اللسانيات التطبيقية، فاعترف بقوة أفكار الكتاب وصعوبة استنتاج أفكاره الرئيسية. معتبرا جرأة العروي ضرورية في الكشف عن ما وسمه بـ "استعمال لغة الجنة". من جانبه، تدخل المفكر والباحث في مجال الفلسفة، عبد السلام بنعبد العالي، معتبرا "بأن قراءة كتاب العروي تحيل على وجود معنى معين من التاريخانية لدى المؤلف"، والذي لا يلغي كون صاحب الكتاب مهتم بقضايا الحاضر أيضا، وهو ما يتجلى بالخصوص في عامل الاستعمار وتأثيره على الشعوب. ليقدم عبد السلام بن عبد العالي، أستاذ الفلسفة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، تحليلا مركزا حول إذا ما كان العروي، ما زال يرفع راية التاريخانية أو على الأقل لا يرفع إلا راية التاريخانية باعتبارها "إيمانا بقوة الزمن، وإيمانا بأن الوقوف على البدايات يكشف الدوافع والغايات، وبقوة الحدث الذي يميز بين السابق المحدد للاحق". "الحدث الأساس في الكتاب هو الاستعمار الذي تتجمع فيه محركات التاريخ، ولم يعد في وسع أحد تجاهل آثاره"، مضيفا أن الاستعمار "يمنع السنة من التطور إلى سنة مضادة، وقد عرقل الإصلاح وما زال".
وقد شهد اللقاء الفكري، جدلا بين المفكر عبد الله العروي وبين الباحث الفلسفي عبد السلام بنعبد العالي، حول قضايا أساسية تتعلق بمفهوم التاريخانية. إذ لم يعقب المفكر عبد الله العروي على مداخلة الباحث الأنثروبولوجي عبد الله حمودي، ولا على مداخلة الباحث الأميركي المسلم داوود ستيفان كريسوت، بل خص تعقيبه لمداخلة عبد السلام بنعبد العالي، التي جعلته يقدم الكثير من التفسيرات، عن المنهج، الذي تبناه في كتابه، وعن اعتماده لمفهوم التاريخانية، وقال العروي "لا يمكنني قول ما أقوله بناء على جهل أقوى وأكبر مما هو معروض، ولهذا فأنا أتحدث انطلاقا مما يقوله علماء الفيزياء، والحفريات، لأن المعرفة برأيي لا تنبني على الجهل، وإنما على العلم والمعرفة، التي يجب أن تلعب دورا كبيرا في الإصلاح، الذي ننشده". خلص العروي، إلى أنه مع كل تخلف يزداد الفكر السني صلابة والتئاما، ولهذا فلابد من العلم لتفتيت هذا البناء، لأنه هو العملية الإصلاحية الوحيدة اللازمة لتفكيك السنة.
الدورة 11 للمهرجان الوطني للمسرح تم مساء يوم الجمعة 10 يوليوز 2009، بدار الثقافة محمد المنوني، حفل اختتام الدورة الحادية عشرة للمهرجان الوطني للمسرح (دورة القدس). وقد انطلقت فعاليات اليوم الاختتام بتوزيع شهادات خاصة بالفنانين العرب، (جورج ابراهيم حبش من فلسطين والفنانة صونيا ميكو من الجزائر، والفنانة عواطف نعيم والفنان عزيز خيون من العراق، والفنانة سميحة أيوب من مصر. والفنانة سميحة أيوب من مصر، والفنانة فاطمة الغالية الشرادي من المغرب) ليتلو بعدها مقرر لجنة التحكيم جورج إبراهيم حبش تقرير وتوصيات اللجنة. وفاز بجائزة الأمل لهذه الدورة فرقة ورش ويمرز عن مسرحية "كرا"/ "تعني شيء" من تيزنيت، وفازت سناء شدال بجائزة الملابس، عن مسرحية "باب المدينة". أما جائزة التشخيص للإناث فقد فازت بها الفنانة راويا عن مسرحية "دار الغالية"، وجائزة التشخيص للذكور فاز بها سعيد آيت باجا عن مسرحية "أسرار التروبادور" من سلا، في حين فاز بجائزة السينوغرافيا إدريس السنوسي عن مسرحية "واش فهمتي" لشركة سيتي للمسرح الفردي من سلا. أما جائزة النص المسرحي فقد تقاسمها مناصفة كل من عبد الحق الزروالي عن مسرحية "واش فهمتي"، وعبد الحق فردوس عن مسرحية التبوريدة لفرقة ورشة إبداع دراما من مراكش. وآلت جائزة الإخراج إلى كل من جواد السنني عن مسرحية "هو"، وسعيد الوردي عن مسرحية "واش فهمتي" مناصفة. أما الجائزة الكبرى لأحسن عمل متكامل، فكانت من نصيب مسرحية "هو" لفرقة دبا تياتر، ومسرحية "لفهاماتور" لفرقة نحن نلعب للفنون مناصفة.
وقد تكونت لجنة تحكيم الدورة الحادية عشرة من المهرجان الوطني للمسرح الاحترافي بمكناس من: سعد الشرايبي رئيسا، ومن الأعضاء المغاربة والعرب: محمد مفتاح، ونجيب غلال، وجورج إبراهيم، وصونيا، وسميحة أيوب، وجليلة بكار. أما العروض المسرحية المشاركة في المسابقة الرسمية في المهرجان هي: "يوليوس قيصر" لفرقة اللواء للإبداع، و "هو" لفرقة دبا تياتر، و "أسرار التروبادور" لتروب دور، و "دار الغالية" لآنسة ميديا، و "لفهاماتور" لنحن نلعب للفنون، و "أمدوز" للمسرح الطلائعي، و "الحر بالغمزة" لمسرح الأكواريوم، و "التبوريدة" لورشة الإبداع دراما، و "كرا" لورش ويمرز، و "الهاتف الأحمر" لمسرح نون، و "باب المريسة" للنادي الفني المراكشي، و "واش افهمتي" لشركة سيتي. وكلها عروض استفادت من دعم الإنتاج المسرحي، الذي شمل 31 فرقة مسرحية من مدن الرباط، وسلا، والدارالبيضاء، ومراكش، وأكادير، وتزنيت، والعيون، ومكناس، وفاس، وتازة، ووجدة، وأصيلا، والخميسات، والحسيمة. كما استفادت 23 فرقة مسرحية من دعم الترويج لهذا الموسم.
ومثلت الدورة الحادية عشرة للمهرجان الوطني للمسرح الاحترافي، محطة للوقوف على سياسات الدعم المسرحي التي تنتهجها الوزارة الوصية، والى أي حد ساهمت في خلق مشهد مسرحي دينامي ومنتج وفاعل. وبعيدا عن فضاءات تبادل الرأي والتجارب بين المسرحيين المغاربة، يمكن المهرجان من التوقف عند مستويات أساسية لعل أهمها مستوى البحث التقني والجمالي. يمكن من صياغة خطاب مسرحي حول التجربة المسرحية المغربية بشكل عام. لكن، يظل الأهم في هذا النقاش الذي يتكرر كل سنة، هو حضور المسرح اليوم في الممارسة الثقافية والفنية عموما في المغرب. في وقت تعاني منه الفرق من غياب قاعات للعروض المسرحية ومن عزوف الجمهور، أيضا الخلل الذي تعاني منه هذه الفرق نفسها في غياب رؤية واضحة المعالم لتسويق عروضها، وتموقفها الجذري من الممارسة المسرحية في المغرب.
وقد عرفت الدورة الحادية عشر للمهرجان الوطني للمسرح تنظيم لقاءات وموائد مستديرة تخص النقد المسرحي. توجت بتوقيع أحدث الإصدارات في هذا الباب. وهكذا قدم الباحث المسرحي حسن اليوسفي كتابه "المسرح والحداثة"، الكتاب الذي حددت اختياراته الفكرية وقضاياه "موقع المسرح وانطلاقا من مستويات التعامل مع الحداثة" عند المغاربة والمغاربيين والعرب مقارنة مع الغرب. كتاب "المسرح والحداثة" الذي عنوانه الأصلي: "كلمات العرب.. كلمات الغرب، الحداثة المسرحية بين ثقافتين"، هو مقاربة لهذه الفرضية وعلاقتها بالغرب والمغرب والمغاربي والعربي. لقد تم الاشتغال فيه على مفاهيم تتوزع ما بين المسرحية ذات البعد الأكاديمي وأخرى معرفية، تحول من خلالها المؤلف إلى تأمل كاشف لجوانب المسرح، بتعبير المسرحي بوسلهام الضعيف.
المسرح والتحولات في الدورة 21 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي "المسرح والتحولات" هو الشعار الذي حملته الدورة 21 للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي بالدارالبيضاء الشهر الماضي. والمنظم من طرف كلية الآداب والعلوم الإنسانية بن امسيك الدار البيضاء. المهرجان الذي أمسى من خلال تاريخه الممتد على 20 دورة، من أعرق المهرجانات الجامعية على الصعيد الإفريقي والعربي. الدورة التي عرفت مشاركة عدة فرق جامعية من أمريكا وأوربا وإفريقيا إضافة إلى المغرب. الفرق المسرحية ممثلة لكل من أمريكا، الإيكواتور، فرنسا، التشيك، هولندا، بولونيا، البرتغال، تونس، ليبيا، المغرب، والسودان الذي يشارك لأول مرة، هذا إلى جانب المؤطرين والمشاركين في الندوة العلمية.
13 عرضا مسرحيا كان هو الإختيار النهائي للجنة المشرفة على التمحيص والانتقاء. والى جانب المحور المركزي للندوة، عرفة الدورة 21 تكريم المسرحي المغربي عبد الكريم برشيد(رئيس لجنة التحكيم هذه الدورة، بجانب أعضاء من المغرب والبرتغال وهولندا) ونظم المهرجان ستة محترفات تكوينية لفائدة طلبة الجامعات وشباب مدينة الدار البيضاء وتهم هذه المحترفات، تقنيات التنفس والتركيز فوق الخشبة، إنارة الركح، فن الإرتجال، الإخراج، الحركة واستثمار الجسد فوق الخشبة، المسرح والأسطورة.
«المسرح والتحولات»، كان محور المائدة المستديرة، التي عرفت مشاركة وازنة لعدد من الفنانين والمختصين الباحثين في المجال المسرحي من إسبانيا والسودان وفرنسا والمغرب، وقد أكدت الأرضية المقدمة لهذه المائدة، أنه «منذ عهد اليونانيين، حاولت «المجتمعات المشخصة» استغلال الفرجة الحية المتسمة بالمواجهة الحقيقية ما بين عالم قاعة العرض والعالم الممثل فوق الخشبة. هذا الذهاب والإياب المشبع بالتمثلات وبالتماهيات، وبالمعايير وبالانزياحات، يجعل من النشاط المسرحي محركاً إبداع، أحكام جاهزة، شخصيات، قيم، ومبلورا نجاحات....، وانعكاساً لتطور المجتمعات المتمدنة في عمق تحولاتها. يظهر المسرح في قمة مداه الرمزي والاجتماعي انعكاسا للسلاسة ولآمال ولآلام وتناقضات العالم المتحضر. ومن ثمة، فإن التعايش الجسدي/ المادي بين المتفرجين والعالم المتخيل على الخشبة يشكل فضاء سياسيا بامتياز. من جهة أخرى، لا بد من الإشارة إلى ما عرفه المسرح من تحولاتً فنية من خلال الاتجاهات الإبداعية المختلفة التي أثرت في المدارس المسرحية بالشرق والغرب، والتي رسمت مسار هذا الفن. كما مس هذا التحول تطور الشخصيات والأدوار ومستويات انخراط الجمهور. في سياق هذا الإشكالية، تطرح عدة تساؤلات تمس المسرح والتحولات الاجتماعية والفنية، والمسرح باعتباره تحولا وشكلا جديدين للتشخيص، والمسرح والتحول في علاقتهما بالأشكال التعبيرية الجديدة». موضوع «المسرح والتحولات»، أو دور المسرح في التغيير داخل المجتمع، يمثل أساسا طلائعيا، فالتمثيل، والحركات، والكلمات، والرموز، التي يعبر بها الممثلون في عروضهم، تدفع الجمهور إلى أن يتحول، بشكل عفوي، إلى ممثلين، وتجعله يحل، نفسيا وجسديا، محل الممثلين الذين يلعبون أدوارا مأخوذة من الحياة اليومية لهذا الجمهور. أثناء متابعة عرض مسرحي ما، ينصهر الجمهور والممثلون ليعيشوا، بشكل عفوي غير واع، من خلال مشاهد المسرحية، تحولا دائما».
وبعد ستة أيام من العروض المسرحية والورشات التكوينية في تقنيات العمل المسرحي والعروض الفكرية والنظرية. أقيم حفل اختتام الدورة حيث تم تلاوة تقرير لجنة التحكيم، حيث تم التنصيص على ضرورة فرض شروط صارمة للمشاركة في مسابقة المهرجان، للرفع من مستوى العروض. وكان تتويج العروض المتسابقة على النحو الآتي:
جائزة التنويه خالد العريسي عن دوره في مسرحية "تحت وفوق" لفرقة أمل المسرح لكلية الحقوق بمراكش. أنور عن دوره في مسرحية "العالم بالمقلوب" لورشة التفكير لكلية الآداب بنمسيك بالدار البيضاء. سميرة هاشيكا عن دورها في مسرحية "بنات الحلايقي" لكلية الآداب عين الشق بالدار البيضاء. محمد حميمصة عن دوره في مسرحية "الحائط" لكلية الآداب بوجدة. جائزة أحسن دور نسائي: مناصفة بين ماري الينا عن دورها في مسرحية "كاسبار" من الاكواتور وإيفاري زوكا من التشيك. جائزة أحسن دور رجالي: مناصفة بين ربيع يوسف عن دوره في مسرحية "الصورة المعلقة" من السودان وفيليب جوستمان من الولايات المتحدة الأمريكية. أحسن نص مسرحي: "الصورة المعلقة" لكلية التربية بالسودان. جائزة أحسن إخراج: "موليير" لجامعة بول فاليري بفرنسا. جائزة السينغرافيا: "كاسبار" لمسرح عين الماء من الاكواتور. جائزة لجنة التحكيم: "موبي ديك" لجامعة كينساو من الولايات المتحدة الامريكية. الجائزة الكبرى من نصيب مسرحية "كاسبار" من الاكواتور.
تتويج روسي في الدورة الـ15 لمهرجان سينما المؤلف لم تتوقف الانتقادات للدورة الـ15 من مهرجان الرباط لسينما المؤلف، التي انطلقت يوم العشرين من الشهر الماضي، خصوصا بعد تخلي إدارة المهرجان على الناقد السينمائي حمادي كيروم الذي ساهم بشكل فاعل في أن يأخذ المهرجان صبغته السينمائي المختلفة عن سلسلة المهرجانات السينمائية التي تنظم في المغرب. حتى أمسى لكل مدينة مهرجانها السينمائي. وهو ما يواكب من جهة الدينامية والانتعاش الذي يعرفه الإنتاج السينمائي المغربي السنوات الأخيرة. ويجيب من جهة ثانية على الحاجة للفن السابع كرافد أساسي لتسويق "صورة المغرب الفنية والحضارية". الانتقادات لم تعبر عنها فقط وسائل الإعلام بل لقد اعتبر رئيس لجنة التحكيم في المسابقة الرسمية للدورة الـ15 لمهرجان الرباط الدولي لسينما المؤلف، البريطاني موريتز هاديلن، "أن الدورة الحالية التي أنهت أشغالها يوم 30 من الشهر الماضي، عرفت عدة مشاكل من حيث الدعم اللوجيستيكي وضعف المستوى الفني للأفلام العربية المشاركة في المسابقة الرسمية، إضافة إلى غياب التنسيق بين أعضاء لجنة التحكيم وعدم وجود خيط رابط لدى الأعضاء في اختيار الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للمهرجان (12 فيلم)، ما يدعو إلى الأسف كما قال، مؤكدا على وجود اختلاف واضح بين مستويات هذه الأفلام، ومعبرا في نفس السياق عن أمله في تجاوز المنظمين لنقط الضعف المسجلة في المهرجان هذه السنة"
وضمت لجنة التحكيم هذه الدورة إضافة الى رئيسها موريتز هاديلن كلا من فريد بلكاهية (المغرب)، وطنفير مكمل (بنكلاديش)، وجواد الأسدي (العراق) وليلى الشاوني (المغرب). وقد عرف يوم الاختتام تتويج الفيلم الروسي «لا تفكر في القردة البيضاء»، لمخرجه يوري مامين، كأحسن فيلم في الدورة، ليحصل على جائزة الحسن الثاني الكبرى للمهرجان، وفاز الشريط العراقي «أوب دي موند»، بالجائزة الكبرى للجنة التحكيم، لمخرجه عباس فاضل، وعادت جائزة أحسن سيناريو، للسيناريست أورسولا ميير، عن فيله الذي يحمل عنوان «هوم»، وهو شريط مشترك بين بلجيكا وفرنسا وسويسرا، في الوقت الذي آلت فيه جائزة أحسن دورين رجالي ونسائي، على التوالي إلى كل من الممثل الإيطالي ريكاردو سكامارسيو في فيلم «إيدن ألويست»، والممثلة بريندا بليثن، عن دورها في فيلم «لندن ريفير» للمخرج الجزائري رشيد بوشارب.
ندوة عن "فلسطين، الذاكرة، الاستعارة" هذه التظاهرة الثقافية، التي جاءت بتزامن مع تسمية مدينة القدس عاصمة للثقافة العربية لهذه السنة، تميزت بحفل تكريم أسماء فلسطينية ارتبطت بالمجال الثقافي، وهكذا كرمت الروائية والإعلامية الفلسطينية ليلى الأطرش، كما تم تكريم الشاعر الفلسطيني وعضو الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب، زهير أبو شايب، صاحب «جغرافيا الريح والأسئلة»، و«سيرة العشب»، بالإضافة إلى الروائي والكاتب الصحافي الفلسطيني، رشاد أبو شاور، وفي إطار فعاليات المهرجان الدولي لسينما المؤلف، نظمت ندوة عن "فلسطين، الذاكرة، الاستعارة"، من طرف وزارة الثقافة وبيت الشعر في المغرب اللقاء كان مناسبة "للحديث عن القدس، بثقافتها وبتنوعها الديني وغناه وببعدها العربي، وعن تاريخها وتاريخ فلسطين".
الى جانب مهرجان سينما المؤلف بالرباط، ومهرجان زاكورة لفيلم الصحراء. اختتمت فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان مرتيل السينمائي. الدورة التي استضافت هذه السنة كسابقاتها سينمائيين وفنانين من المغرب وإسبانيا ومن بعض بلدان أمريكا اللاتينية، وأفلاما روائية قصيرة ووثائقية مغربية وإسبانية وشيلية وأرجنتينية وكولومبية وبيروفية ومكسيكية وقد تم عرض البعض منها (27 فيلم) في إطار المسابقة الخاصة بالأفلام الروائية القصيرة وعرض البعض الآخر (سبعة أفلام) في إطار مسابقة الأفلام الوثائقية. وتكونت لجنة الأفلام الروائية القصيرة الكاتب محمد عز الدين التازي (الرئيس) والفنان التشكيلي محمد نبيلي وصوفي حفيظة لطفي مديرة النشر والتحرير لمجلة «سيني ماغ» والناقد السينمائي عمر بلخمار إضافة إلى الناقد الإسباني فرانسيسكو خابيير طورو مارنين عضو مكتب «جمعية مهرجانات السمعي البصري لمنطقة الأندلس» والمنتجة التلفزيونية والسينمائية الأرجنتينية كريستينا مارشيسي والمخرج الكولومبي هارولد طرومبيطير. ومنحت هذه اللجنة الجائزة الكبرى لمدينة مرتيل لفيلم "تصفية الفئران" من الإكوادور، وللفيلم المغربي «سراح مؤقت» من إخراج نوفل براوي، كما نوهت هذه اللجنة أيضا بفيلمي "المكلف" من إسبانيا و "أحمر" من كولومبيا، وقد شاركت في هذه المسابقة ثمانية أفلام مغربية. لجنة الأفلام الوثائقية ترأسها الإسباني أكوستين مارتينيز، وتكونت من المخرج التلفزيوني الإسباني رفاييل كارسيا أرتيليس والكاتب والإعلامي المغربي سعيد الجديدي، والممثلة المغربية السعدية لاديب، والأستاذ رشيد أمحجور مندوب وزارة الثقافة بطنجة، وكانت الجائزة الكبرى لمدينة مرتيل الخاصة بالأفلام الوثائقية من نصيب الفيلم الإسباني "أسامارا".
وتجدر الإشارة أن الرباط احتضنت فعاليات الدورة الأولى لمهرجان «بصمات لسينما الإبداع»، والذي اختتم فعالياته الشهر الماضي بتتويج فيلم «وشمة» لمخرجه حميد بناني بـ "البصمة الذهبية". فيما عادت جائزة أحسن ممثل للفنان عبد القادر مطاع، فيما حاز المسرح الوطني محمد الخامس على جائزة «بصمة الجمهور». وجائزة «بصمة جيل» ذهبت في دورتها الأولى، التي تحتفي بالسينما المغربية الممتدة من1958 إلى بداية عقد الثمانينيات، لمدير قاعة الفن السابع التابعة للمركز السينمائي السيد علال لمنيني. ومنحت جائزة «بصمة الاستحقاق» للمخرج الراحل يوسف شاهين تسلمها المركز الثقافي المصري، وجائزة «بصمة تقدير» للمسؤول عن فضاء القافلة السينمائية بوادي زم السيد قدور البوزيدي.