عدد جديد من مجلة المجال الليبية
صدر عدد جديد من مجلة (المجال) الجامعية الليبية من جامعة عمر المختار في مدينة البيضاء، وهي مجلة فصلية رصينة تعنى بنشر المقالات والتقارير في مجالات الثقافة والعلوم. وضم العدد التاسع عشر الذي صدر أخيراً ملفاً مهماً عن الإعلام الفضائي العربي، والتحديات السياسية والاجتماعية والأخلاقية التي تفرضها العولمة والفضاء المفتوح، وشارك في الملف عدد من الباحثين والكتاب العرب، أغلبهم من الأساتذة والمتخصصين العاملين في الجامعات والمعاهد الليبية، حيث كتب الباحث الأكاديمي والإعلامي العراقي الدكتور محمد فلحي مقالة بعنوان (الاتصال الرقمي التفاعلي في ظل جماهيرية الإعلام) مؤكداً أن تقنيات المعلومات الجديدة وفرت فرصة التفاعل بين المرسل والمستقبل، في العملية الإعلامية، بعد أن كانت العلاقة بين الطرفين تقوم على الإرسال والتلقي، باتجاه واحد، في الأغلب، منذ عصر التدوين واختراع الكتابة، ثم الطباعة، والإذاعتين المسموعة والمرئية، وكان رد الفعل، من جانب الجمهور، يأتي متأخراً وبطيئاً، عبر الرسائل المكتوبة أو الاتصالات الهاتفية، لكن استخدام الحاسوب والشبكات الرقمية، وبالأخص الإنترنت، في السنوات القليلة الماضية، فتحت قنوات التواصل والحوار والتفاعل، بين أهم عنصرين في عملية الاتصال، وهما المرسل والمتلقي، وهو ما يمكن تسميته بـ (عصر جماهيرية الإعلام) بعد أن كانت المرحلة السابقة تسمى (عصر الإعلام الجماهيري) ويضيف الدكتور فلحي أن عملية النشر الالكتروني والبث الفضائي أتاحت مساحة واسعة من الحرية، لكل من المرسل والمتلقي، فتراجعت الرقابة الرسمية والقيود السياسية والدينية، التي كانت تكبل أفكار الإعلاميين وتمنعهم، بوسائل قانونية وغير قانونية، أو تواجههم بحجج أخلاقية، وتحرمهم من التعبير الحر عن مواقفهم وآرائهم وتحليلاتهم، أو تحجب عن الجمهور ما ينشر، خارج الحدود، عن طريق المصادرة والإغلاق. ويكتب الفنان والباحث الدكتور حسن السوداني نائب رئيس الأكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك عن (الصورة والوهم ومهب الإرسال) موضحاً أن ارتقاء الصورة إلى أعلى مكانة في التواصل البشري، وقد أصبحت أهم من الكلمة، كان ذلك نتيجة لتقدم الاتصال عن طريق الفضاء واحتلال الأقمار المكانة الأولى، قبل الأوراق، في إحداث هذا التواصل، وبفضل هذا التطور، ومن خلال القنوات وشبكات الاتصال أصبحت الصورة المفتاح السحري للنظام الثقافي الجديد. ويتحدث الناقد الدكتور حسين الأنصاري عن الإشكاليات وآليات التغيير في الإعلام العربي في ظل المعلوماتية، مشيرا إلى أهم هذه الإشكاليات وهي سلطوية الخطاب الرسمي، والتبعية والتقليد والتضليل، ووضع آليات الحوار مع الآخر، والنزعة الإقليمية وغياب الأجندة الإستراتيجية العربية، وضعف صناعة الخطاب الإعلامي العربي، تقنيا وفكريا. ويقترح الأنصاري مجموعة من التوصيات والحلول والمعالجات لتطوير الواقع الإعلامي العربي. ويتساءل الدكتور حسين علي نور أستاذ الإعلام في جامعة بغداد: هل أن الإعلام الفضائي، وسيلة تفاهم أم صراع دولي. ويجيب أن الإعلام في العصر الراهن أصبح صناعة لها أهداف ودوافع سياسية واقتصادية وتجارية ونفسية وثقافية، وهو يستفيد بشكل منهجي مما وفرته التقنية الحديثة من عناصر الإبهار والتأثير في العقول، وسيكون ارتباط نجاحه بقدر استيعاب تقنياته والقدرة على تدبير واستقراء الواقع والتنبوء بالمستقبل.ويضيف الدكتور نور أن الإعلام الغربي فرض نفسه منذ البداية، من خلال الإمكانيات التقنية العالية،حيث بدأت السيطرة الاحتكارية بصورة واضحة على مصادر الأخبار والإنتاج الدرامي، وتحميلها مضامين ثقافية وسياسية تستهدف المجتمعات النامية. ويطرح الدكتور يحيى اليحياوي إشكالية الديمقراطية من خلال القنوات الفضائية العربية، في حين تناقش الكاتبة المصرية هدى ناصر موضوع الفضاء العربي المفتوح والتحديات الأخلاقية. ومن جانب آخر يتحدث الباحث جعفر حسن الطائي الأستاذ في قسم المكتبات والمعلومات بجامعة عمر المختار عن ملامح الواقع وطموحات المستقبل في الإعلام الفضائي العربي، مبينا أن الدول العربية تحتل بجدارة ذيل الإحصائيات الإعلامية التي تصدرها منظمة اليونسكو، من استهلاك ورق الصحف، إلى معدلات القراءة والاستماع، وتزدحم القنوات العربية الفضائية بالبرامج الترفيهية المخجلة وغير الهادفة، نتيجة لغياب السياسة الإعلامية المشتركة، فيما يتعلق بالقضايا المصيرية. ويتضمن العدد الأخير من مجلة (المجال) باقة متنوعة من المقالات والتغطيات الإخبارية حول أهم الفعاليات والنشاطات الأكاديمية والثقافية والعلمية، في جامعة عمر المختار والجامعات الليبية والعربية، حيث يكتب الدكتور مفيد الزيدي عن إشكالية الخطاب التاريخي العربي، ويسلط الدكتور مطيع صفدي الضوء على (فتنة التمذهب)، وفي أصوات الثقافة تستضيف المجلة الأديبة السعودية زينب حنفي التي تحدثت عن الأدب النسوي في الجزيرة العربية. وقد زينت صفحات (المجال) لوحات فنية من إبداعات الفنان العراقي التشكيلي الدكتور عبدالجبار حميدي، عضو هيئة التدريس في كلية العمارة والفنون بجامعة عمر المختار.
صدر عدد جديد من مجلة (المجال) الجامعية الليبية من جامعة عمر المختار في مدينة البيضاء، وهي مجلة فصلية رصينة تعنى بنشر المقالات والتقارير في مجالات الثقافة والعلوم. وضم العدد التاسع عشر الذي صدر أخيراً ملفاً مهماً عن الإعلام الفضائي العربي، والتحديات السياسية والاجتماعية والأخلاقية التي تفرضها العولمة والفضاء المفتوح، وشارك في الملف عدد من الباحثين والكتاب العرب، أغلبهم من الأساتذة والمتخصصين العاملين في الجامعات والمعاهد الليبية، حيث كتب الباحث الأكاديمي والإعلامي العراقي الدكتور محمد فلحي مقالة بعنوان (الاتصال الرقمي التفاعلي في ظل جماهيرية الإعلام) مؤكداً أن تقنيات المعلومات الجديدة وفرت فرصة التفاعل بين المرسل والمستقبل، في العملية الإعلامية، بعد أن كانت العلاقة بين الطرفين تقوم على الإرسال والتلقي، باتجاه واحد، في الأغلب، منذ عصر التدوين واختراع الكتابة، ثم الطباعة، والإذاعتين المسموعة والمرئية، وكان رد الفعل، من جانب الجمهور، يأتي متأخراً وبطيئاً، عبر الرسائل المكتوبة أو الاتصالات الهاتفية، لكن استخدام الحاسوب والشبكات الرقمية، وبالأخص الإنترنت، في السنوات القليلة الماضية، فتحت قنوات التواصل والحوار والتفاعل، بين أهم عنصرين في عملية الاتصال، وهما المرسل والمتلقي، وهو ما يمكن تسميته بـ (عصر جماهيرية الإعلام) بعد أن كانت المرحلة السابقة تسمى (عصر الإعلام الجماهيري) ويضيف الدكتور فلحي أن عملية النشر الالكتروني والبث الفضائي أتاحت مساحة واسعة من الحرية، لكل من المرسل والمتلقي، فتراجعت الرقابة الرسمية والقيود السياسية والدينية، التي كانت تكبل أفكار الإعلاميين وتمنعهم، بوسائل قانونية وغير قانونية، أو تواجههم بحجج أخلاقية، وتحرمهم من التعبير الحر عن مواقفهم وآرائهم وتحليلاتهم، أو تحجب عن الجمهور ما ينشر، خارج الحدود، عن طريق المصادرة والإغلاق. ويكتب الفنان والباحث الدكتور حسن السوداني نائب رئيس الأكاديمية العربية المفتوحة في الدنمارك عن (الصورة والوهم ومهب الإرسال) موضحاً أن ارتقاء الصورة إلى أعلى مكانة في التواصل البشري، وقد أصبحت أهم من الكلمة، كان ذلك نتيجة لتقدم الاتصال عن طريق الفضاء واحتلال الأقمار المكانة الأولى، قبل الأوراق، في إحداث هذا التواصل، وبفضل هذا التطور، ومن خلال القنوات وشبكات الاتصال أصبحت الصورة المفتاح السحري للنظام الثقافي الجديد.
ويتحدث الناقد الدكتور حسين الأنصاري عن الإشكاليات وآليات التغيير في الإعلام العربي في ظل المعلوماتية، مشيرا إلى أهم هذه الإشكاليات وهي سلطوية الخطاب الرسمي، والتبعية والتقليد والتضليل، ووضع آليات الحوار مع الآخر، والنزعة الإقليمية وغياب الأجندة الإستراتيجية العربية، وضعف صناعة الخطاب الإعلامي العربي، تقنيا وفكريا. ويقترح الأنصاري مجموعة من التوصيات والحلول والمعالجات لتطوير الواقع الإعلامي العربي. ويتساءل الدكتور حسين علي نور أستاذ الإعلام في جامعة بغداد: هل أن الإعلام الفضائي، وسيلة تفاهم أم صراع دولي. ويجيب أن الإعلام في العصر الراهن أصبح صناعة لها أهداف ودوافع سياسية واقتصادية وتجارية ونفسية وثقافية، وهو يستفيد بشكل منهجي مما وفرته التقنية الحديثة من عناصر الإبهار والتأثير في العقول، وسيكون ارتباط نجاحه بقدر استيعاب تقنياته والقدرة على تدبير واستقراء الواقع والتنبوء بالمستقبل.ويضيف الدكتور نور أن الإعلام الغربي فرض نفسه منذ البداية، من خلال الإمكانيات التقنية العالية،حيث بدأت السيطرة الاحتكارية بصورة واضحة على مصادر الأخبار والإنتاج الدرامي، وتحميلها مضامين ثقافية وسياسية تستهدف المجتمعات النامية. ويطرح الدكتور يحيى اليحياوي إشكالية الديمقراطية من خلال القنوات الفضائية العربية، في حين تناقش الكاتبة المصرية هدى ناصر موضوع الفضاء العربي المفتوح والتحديات الأخلاقية.
ومن جانب آخر يتحدث الباحث جعفر حسن الطائي الأستاذ في قسم المكتبات والمعلومات بجامعة عمر المختار عن ملامح الواقع وطموحات المستقبل في الإعلام الفضائي العربي، مبينا أن الدول العربية تحتل بجدارة ذيل الإحصائيات الإعلامية التي تصدرها منظمة اليونسكو، من استهلاك ورق الصحف، إلى معدلات القراءة والاستماع، وتزدحم القنوات العربية الفضائية بالبرامج الترفيهية المخجلة وغير الهادفة، نتيجة لغياب السياسة الإعلامية المشتركة، فيما يتعلق بالقضايا المصيرية. ويتضمن العدد الأخير من مجلة (المجال) باقة متنوعة من المقالات والتغطيات الإخبارية حول أهم الفعاليات والنشاطات الأكاديمية والثقافية والعلمية، في جامعة عمر المختار والجامعات الليبية والعربية، حيث يكتب الدكتور مفيد الزيدي عن إشكالية الخطاب التاريخي العربي، ويسلط الدكتور مطيع صفدي الضوء على (فتنة التمذهب)، وفي أصوات الثقافة تستضيف المجلة الأديبة السعودية زينب حنفي التي تحدثت عن الأدب النسوي في الجزيرة العربية. وقد زينت صفحات (المجال) لوحات فنية من إبداعات الفنان العراقي التشكيلي الدكتور عبدالجبار حميدي، عضو هيئة التدريس في كلية العمارة والفنون بجامعة عمر المختار.