امتزج الدق الخافت بصوت كسير استقبله السمع بالكاد: أنا.. أنا.. دفعني السمع إلى قبضة الباب لتمييز نبرات المجيب وخرجت مني نبرات سائلة: من أنت؟ عاد الصوت الكسير مردداً: أنا.. أنا ثم عقب بعد هنيهات: أنا رسول.. رسول. بدا هذا الصوت كخزان ماء بارد رش على جسدي: أأنت رسول حقا. هززت كفه بكفي: هل تعرف البيت؟ ابتعد ملوحاً بكف الوداع مرة أخرى وهو يردد: أعرفه جيداً يا صديقي. ـ من الشوارع.. أشعر بتعب قاتل. وبدأ رأسه يهتز بعصبية لم يسبق لي أن رأيته على هذا الاضطراب، فكل ما فيه ساخن ومستنفر، يشتم، يلعن، يبكي بحرقة.
يقدم هنا القاص السوري شخصية "رسول" غير المتصالح مع العالم من حوله، والذي يرى أن أحلامه أو رؤاه ستتكسر على صخور معوقات الواقع الذي يحاصره. والراوي لم يستطع أن يقدم له إلا الإصغاء له وتفهم رؤاه لكن حتى هذا لم يفلح في إنقاذ رسول من مصيره المأساوي.
رسول