شهدت قاعات مجمع "واقادوقو" بمدينة سرت الليبيّة فعاليات المؤتمر الرابع والعشرين للأدباء والكتاب العرب "دورة القدس" التي انعقدت خلال أيام 18 و22 من شهر أكتوبر 2009 بمشاركة وفود من اتحادات الكتّاب العرب التي بلغ عددها سبعة ع
شر وفدا إضافة إلى قبول عضوية الوفد الإيريتريّ .. وقد افتتح المؤتمر من قبل المسؤولين على الثقافة الليبية بالإضافة إلى أمين الإتحاد محمد سلماوي. وقد تم منح جائزة القدس في هذه الدورة للأديبة السورية كوليت خوري كذلك تم اختيار الشاعر المصري محمد سلماوي لترأس الاتحاد لدورة أخرى بمساعدة الدكتور خليفة احواس من ليبيا كأمين مساعد أولK والأديب حسين جمعة من سوريا أمين مساعد ثانK بينما تم اختيار اتحاد الكتاب التونسيين لإدارة مكتب الشؤون الخارجيبة بالاتحاد.
شهدت فعاليات المؤتمر ندوتين الأولى بعنوان المثقف والهوية في عصر العولمة والثانية بعنوان النص الأدبي للكاتب معمر القذافي .. وقد شارك في الندوتين مجموعة من الكتاب الليبيين والعرب وقد قدمت أوراق في هذين الندوتين لا نستطيع أن نصفها بالجيدة كون أن بعض المشاركين خاصة في ندوة المثقف والهوية في عصر العولمة لا يفهمون حتى ما معنى العولمة وقد علق على مقاربات ندوة المثقف والهوية في عصر العولمة الكاتب التونسي عبدالدائم السلامي الذي حضر الفعاليات عبر مقالته في جريدة العرب قائلا: والملاحظ في بعضِ ما استمعنا إليه من مداخلات أنّها اعتمدت تقنية مقاربة موضوعات الهوية والثقافة والعولمة مقاربة توصيفيّة لم تبلغ مستوى من التحليل الفكريّ العميق الذي به تتّضح الرؤى وتطمئنّ الألفاظ إلى دَلالاتِها.
فالهويّة بقيت عند أغلب المحاضرين مجموع الموروثات التي تميّز شعبا عن آخر، بل هي ماضي كلّ شعب بكلّ ما فيه من شوائب، والحال أنّنا نرى في الهُويّة مجموعَ انتظارات الفردِ من تعالق ماضيه بمستقبله، أي تلك البنية الفكريّة التي تجعل من شعب مّا يختلف عن غيره من الشعوب الأخرى كلّما التقى وإيّاها في نفسِ اللحظة التاريخيّةِ. وبهذا تكون هويّة أي شعب جمعا أليفا بين مكوّنات أصالتِه وطموحاتِ أفراده المعاصرة من جهة وجمعا متناسقا بينه وبين شعوب الأرضِ في حاصل القيم الكونيّة الإنسانيّة.
والجدير بالذكر أن هذا المؤتمر الرابع والعشرين قد شهد مقاطعة كبيرة من قبل معظم الكتاب الليبيين وذلك احتجاجا على شرعية رابطة الكتاب والأدباء الليبيين الحالية والتي يرأسها د خليفة التليسي ويديرها د خليفة حواسK وهو مسؤول شؤون العضوية بالرابطة وقد تم الاحتجاج على شرعيتها عبر عدة مقالات كتبت في الصحف الليبيةK وفي مواقع النتk كون هذه الرابطة تشترط لعضويتها شروط غير مقبولة لدى الكثير من الأدباء منها إحضار شهادة الخلو من السوابقk أو أن الكاتب لم يكن له أي سوابق سياسية أدت إلى سجنه وهو مما فهم منه استبعاد عهدة كتاب من الرابطة، وإبعادهم عنها. والملاحظ أن معظم الكتاب الجيدين والمعروفين عربيا لا يشاركون في الأنشطة التي تجريها الرابطة الحالية، ويتجاهلونها تماما وبمتابعة حركة الانترنيت والصحف خلال فترة انعقاد المؤتمر سنجد عدة مقالات تبدي ملاحظاتها حول هذا الاجتماع الأدبي العربي وحول رابطة الكتاب الليبية منها مقالات لأمين مازن وادريس الطيب وعمر الكدي وراشد الزبير الذي كتب قصيدة مهداة لاتحاد الكتاب العرب، ومن قبل كانت هناك عدة مقالات تنتقد الرابطة للأستاذ كامل عراب وابي القاسم المزداوي وآخرين.
ومن هنا أنصح بأن يعاد النظر في تشكيل هذه الرابطة لأن معظم المنتمين إليها حاليا قد تتوفر فيهم شروط الحصول على عمل أو قرض أو الزواج أو غيرها، مما توفره لهم الشهادات الإدارية، مثل شهادة الخلو من السوابق وحسن السيرة والسلوك. لكن شروط الإبداع مازال أمامهم الكثير ليكونوا مبدعين يحملون هم الكلمة ويبشرون بقدسيتها .. وهذا لا يعني انحيازا لأي طرف فالحاليين نريدهم والمبعدون نريدهم والذي نريده بالضبط هو التمازج و توظيف الإمكانيات لكلا الجانبين من اجل إرساء المزيد من الحوار والديمقراطية وعدم إقصاء أي رأي وهذه الأشياء والتقاربات تحدث متى ما صفت النية من الجانبين ووضعوا اسم ليبيا والثقافة نصب أعينهم وأولوه الأولوية بعيدا عن الأهواء والشخصنة والشللية وغيرها من أمراض العصر الأدبي الحالي والسابق والقادم .. ونأمل أن يتم التغيير سريعا خاصة وأن هذه الفترة تشهد تغييرات جديدة في ظل المنصب الذي منحته القيادات الشعبية الليبية للدكتور سيف الإسلام.
فلا يعقل أن تكون رابطة كتابنا رئيسها مريض يلازم الفراش د خليفة التليسي ولا يباشر عمله وبقية الأعضاء عاجزين عن لملمة المشهد الثقافي الليبي والسير به في درب النور والحرية كونهم لا يمتلكون إنجازا أدبيا مهما يفرضهم ولو على سبيل التقدير على المشهد وكذلك تم فرضهم على المشهد الثقافي في ظل أمانة ثقافة سابقة قامت بتشميع مقر الأمانة العامة لرابطة الأدباء والكتاب بطرابلس التي يرأسها د على فهمي خشيم بإسلوب لا يليق بشيء اسمه ثقافة وأدب.
وقد شهد ختام المؤتمراستقبال الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي للأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب محمد سلماوي، ورؤساء الوفود العربية الممثلة لاتحادات الكتاب والأدباء بالدول العربية من أعضاء الأمانة العامة، حيث احتفى الكتاب الليبيين والعرب بالأخ القائد، و حيث ألقى الأخ القائد كلمة مهمة في الضيوف، انتقد فيها الأوضاع العربية الراهنة وراهن على الثقافة كي تكون الحل لحل مشاكل الوطن العربي معتبرها الجمرة الوحيدة المتوهجة في الأمة العربية، والأمل الوحيد لإنعاش كل شيء تعانى منه أمتنا العربية على المستويات السياسية والاجتماعية والثقافية، مشيراً إلى أن هذه الجمرة تحتاج منا كعرب أن ننفخ فيها لتشعل من جديد ما حولها وتعيد إليه الروح التي تفتقدها هذه المجالات حالياً في عصرنا الحالي. وقد صرح أمين الاتحاد محمد سلماوي عقب اللقاء لبعض مواقع النت منها ميدل ايست اون لاين لأهم ما جاء بالمؤتمر وما أثمر عنه من قرارات على رأسها الدعوة لعقد قمة عربية ثقافية من منطلق أن الثقافة الحصن الأخير للأمة العربية، مشيراً إلى أن الاتحاد العام أعرب عن تطلعه وأمله أن تتبنى ليبيا هذه الدعوة وربما استضافة هذه القمة الثقافية على أرض ليبيا العريقة.
وكشف سلماوي عن موافقة العقيد القذافي على دعم جائزة "القدس" مادياً، وهى الجائزة التي تعد أرفع الجوائز التي يمنحها اتحاد الأدباء والكتاب العرب وتمنح سنوياً لكاتب عربي عن مجمل إنتاجه، وتشكل لها لجنة عالية المستوى برئاسة الأمين العام وعضوية نخبة من كبار كتاب وأدباء العالم العربي.
تأبين القاص الراحل محمد العنيزي
نظم مركز الصابري الثقافي النموذجي بالتعاون مع مجلس الثقافة العام وبإشراف المؤسسة العامة للثقافة ببنغازي فعاليات احتفالية تأبين القاص الراحل أحمد محمد العنيزي تحت شعار"شاهد المدينة المفتوحة".
والعنيزي بدأ كتابة القصة القصيرة والمقالة سنة 1953 ونشر ثماني عشر قصة قصيرة إلى جانب بعض المقالات في كل من الصحف التالية : طرابلس الغرب- برقة الجديدة – الزمان – العمل – الرقيب، وفي كل من المجلات التالية : مجلة إذاعة طرابلس الغرب – مجلة الضياء – مجلة النور – مجلة الرواد. كما قام بترجمة بعض القصص القصيرة عن اللغتين الإيطالية والإنجليزية ولم ينشر منها إلا واحدة في مجلة "هنا طرابلس الغرب" سنة 1957.
صدر له:
- حديث المدينة- قصص- منشورات مجلة المؤتمر، 2005.
- المدينة المفتوحة- قصص- منشورات مجلس الثقافة العام، 2008.
سيرة حياة
- ولد بمدينة بنغازي سنة 1929.
- تعلم القراءة والكتابة وحفظ ما تيسر من القرآن الكريم في جامع الزاوية المدنية المعروف بمنطقة إخريبيش.
- ألتحق بالمدرسة الإيطالية العربية ودرس بها حتى قيام الحرب العالمية الثانية.
- درس اللغة العربية إلى جانب اللغة الإنجليزية وذلك في الفصول المسائية التي نظمتها رابطة الشباب الليبي في الأربعينات من القرن الماضي.
- عمل خطاطاً في مجمع الإشعال العامة لمدة ثماني سنوات بداية من عام 1946.
- عمل موظفاَ بمحكمة الاستئناف لولاية برقة لمدة ثلاث سنوات بداية من عام 1956.
- عمل موظفاً بالإدارة العامة للجامعة الليبية لمدة أربعة عشر عاماً بداية من عام 1959.
- عمل موظفاً بأمانة التعليم لمدة ستة عشر سنة بداية من عام 1973.
- انخرط في الحركة العمالية سنة 1950 وأسس مع زملائه في مجمع الإشعال العامة نقابة النجارين والزواقين التي أصبح أمينا لها في عام 1952.
- أسس ركن العمال في صحيفة الزمان سنة 1954 الذي لم يلبت أن أوقفته حكومة الولاية أنداك، ثم ترك الحركة العمالية بسبب توجهه إلى العمل الوظيفي.
شريط مرئي يعرض المراحل العمرية المختلفة للقاص الراحل بدءً من مرحلة الطفولة مرورا بمرحلة الشباب إلى المرحلة الجامعية وما يتخللها من رحلات سياحية مع مجموعة من الأصدقاء الذين كانوا معنا أثناء فعاليات الاحتفالية.
مقتنيات شخصية
عبارة عن معرض صغيرة يحوى الأوراق الشخصية للقاص الراحل وكشوفات درجاته في المراحل التعليمية المختلفة وصوره مع الأصدقاء والأحفاد إلى جانب قصاصات من مقالاته وقصصه المنشورة في الصحافة الليبية والعربية.
الأمسية القصصية
شارك فيها: رمضان بوخيط- رجب الشلطامي- محمد العنيزي- محمد المسلاتي- فريحة المريمي- منير القعود.
كثيراً ما يلجأ إلى اللهجة المحلية لتأكيد الواقعية برصد الظروف الاجتماعية للشخوص ومنح الزمن القصصي ديمومة واستمرارية لواقع تلك الفترة.
رحيل الفنان الكبير علويكي
عن عمر ناهز 85 توفي الفنان الشعبي الكبير علي الجهاني صاحب الصوت الجميل القوي والذي أثرى الحركة الفنية خاصة خلال حقبة السبعينات من القرن العشرين وقد أمضى هذا الفنان حياته مخلصا لفن الغناء والتلحين والتأليف في مجال الأدب الشعبي وقد تأثر بهذا الفنان معظم الفنانين الليبيين الحاليين وقد كتبت عنه الكثير من الدراسات الفنية وجمع الشاعر اهليل البيجو معظم انتاجه وأخباره وظروف أغانيه في كتاب تحت عنوان قراءات في كف الزمن صدر عن دار الفضيل للنشر عام 2002 كذلك كتب عنه المؤلف السنوسي محمد كتاب بعنوان عللا الجهاني ملامح مرحلة فنية قدم فيه دراسة فنية رائعة عن الفنان الراحل وعن فترة غنائه وعن الأغاني الشعبية الليبية بشكل عام .. وهذا المطرب استطاع أن يوحد بفنه بين مختلف الذائقات في غرب ليبيا وشرقها وجنوبها وشمالها حيث استخدم في كلماته التي يؤلفها كلمات مفهومة تحمل ملامح للهجات كل الشعب الليبي واستطاع أيضا أن يستفيد من التراث الشعبي التونسي الذي غنى منه الكثير من الأغاني المعروفة في تونس والتي وجدت لها في ليبيا كل ترحيب وقبول كون الشعب العربي متحد فنيا دائما ومخاطبة وجدانه لا تحتاج إلا للقليل من الصدق والفن والموهبة الشفافة .
المؤسسة العامة للثقافة تنظم دورة دورات تدريبية في مجال الإخراج المسرحي
بقاعة المسرح الوطني بالسلمانى بنغازي نظم قسم التدريب بالمؤسسة العامة للثقافة دورة تدريبية في مجال المسرح شملت الإخراج المسرحي والإدارة المسرحية والسينوغرافيا وقد امتدت الدورة لمدة أسبوعين حاضر فيها عدة أساتذة وفنانين معروفين في ليبيا تحت إشراف خبراء مسرحيين من ليبيا ومصر والعراق وقد تم تسمية الدورات الثلاثة على أسماء ثلاث فنانين ليبيين راحلين هم الفنان المخرج محمد على بوشعالة والفنان المخرج عبدالحميد الباح والفنان المؤلفوالمخرج على الجهاني وقد شارك في هذه الدورات نحو ( 120 ) فناناً مسرحياً يمثلون ( 55 ) فرقة مسرحية من مختلف فرق الجماهيرية .. وتعتبر مثل هذه الدورات حسب وجهة نظري من أهم الفعاليات التي ستخدم المسرح الليبي والعربي وتساهم في تطوره وهي خطوة على الطريق الصحيح الذي يجب اتباعه ليس في المسرح فقط إنما في كل أقسام الثقافة الأخرى .. فالتطور لا يحدث إلا بالتدريب والموهبة لا تنصقل إلا باتباع الأسلوب العلمي والابتعاد عن الارتجالية والعشوائية .