رسالة ليبيا: خوان غويتسولو يرفض جائزة القذافي للآداب

الغياب الليبي في أصيلة ومعرض للخط العربي ومهرجان للمألوف

محمد الأصفر

أهم حدث في هذا الشهر هو خبر رفض الروائي الإسباني المقيم في مراكش خوان غويتسولو لجائزة القذافي العالمية للآداب.. فينما كنت عائدا من مهرجان أصيلة بعد أن حضرت أسبوع من فعاليات انشطتها والتقيت بالعديد من الكتاب العرب المشهورين خاصة في ندوة جائزة الشيخ زايد والتي لم يتغيب عنها أحد من هؤلاء الأدباء المرموقين فيما عدا الجمهور الذي فضل الذهاب إلى البحر والتسوق.. فالقاعة كما صورتها خالية من الجمهور فيما عدا هؤلاء الزمرة من الأدباء المشهورين المعروفين؟. حضرت قسما أيضا من ندوة عن الطيب صالح وندوة عن محمود درويش وبعض المعارض التشكيلية وحفلة لمارسيل خليفة وبعض الفعاليات المقامة من قبل ضيف شرف المهرجان البرتغال بغياب ساراماجو والذي جئت إلى أصيلة بسببه حيث اعتقدت انه سيكون حاضرا ومدعوا.. حضرت ندوة عن العلاقات بين أوروبا المتوسطية ودول المغرب العربي والطريف في هذا المهرجان أنه لا يوجد به أي مشاركة ليبية ولم ار أي كاتب ليبي به فيما عدا الكاتبة رزان المغربي، وهي غير مشاركة حيث خلت كتب المهرجان وأجندته من أي مشاركة ليبية وحاولت الاستفسار عن السبب من عدة مسئولين في المهرجان ولكن لم اقتنع بالأجوبة التي منحت لي على عجل.

وحتى لا أكون متحاملا على المهرجان فلابد أن أذكر أن هناك مشاركة ليبية وحيدة في ندوة سياسية وهي من قبل الأستاذ الأزهري وهو رئيس اتحاد دول الساحل والصحراء وهي منظمة كبرى تابعة للإتحاد الإفريقي.. لم تبهرني أصيلة واعتبر أن الكتاب الذين كتبوا عنها سابقا وحببوها لي قد خدعوني فهي لا تختلف عن أي مدينة صغيرة على ساحل المتوسط ولم يعجبني فيها شيء سوى الشاي الأخضر بالنعناع وتين الصبار عندما تقشره لك صباحا فلاحة بربرية بيضاء لا تضع أي مساحيق. والذي شهدته بأم عيني أن مهرجان أصيلة ما هو إلا موسم للتربيطات والاتفاقيات من تحت التاربيزة طبعا على الجوائز وعلى المزايا وعلى كل شيء بين المثقفين العرب المتحكمين في الحركة الثقافية وخاصة في علاقتها مع أوروبا وعلى حركة الترجمة أيضا والكل يحاول السيطرة على الكتاب الصغار وضمهم إلى جوقته. يقول لي روائي شهير لماذا لا تأتي إلينا في فندق رامادا بطنجة لتسهر وتحكي معنا؟ وحمدت الله أن طنجة ليست ببعيدة من هذه المدينة فكل صباح أركب سيارة أجرة بعشرين درهم لأجد نفسي في قلب طنجة أقضي وقتي فيها حتى السادسة مساء لأعود لمتابعة الفعاليات والتي جئت من أجلها بالطبع على حسابي الخاص.. وبالطبع ل أذهب للفندق الذي يسكنه أولئك الكتاب الكبار.. أقضي وقتي في أمكنة جميلة قرب الميناء وفي جهة السوق الداخل وعندما اتعب من الجلوس أو المشي أقف على الشاطئ أتأمل حركة السفن والأمواج وعندما أتعب من هذا التأمل أيضا أو أمل أنظر إلى السماء الزرقاء وهي تلوثها السحب لتحول زرقتها إلى ماء أو إلى حبر في مخيلتي.

الجمعة 14 ـ 8 ـ 2009 م كنت في الرباط.. استيقظت باكرا وخرجت من فندقي القريب من محطة القطار الشارع الواسع والذي لابد أن يكون اسمه محمد الخامس أو محمد السادس أو الحسن الثاني خال من المارة.. حمام كثير يحط على النجيل الأخضر المزروع بين نهري الطريق.. التقط له صور.. ثم أذهب لشراء الجرائد.. أجلس في مقهى يطل على الشارع وأطلب شاي بالنعناع وأبدأ في الاطلاع على الجرائد.. جريدة المساء تطالعني بخبر رفض خوان غويتسولو لجائزة القذافي العالمية للآداب ومبررات كثيرة يقدمها للروائي الكوني الذي حسب قوله يترأس لجنة هذه الجائزة، وللناقد المصري الذي يجيد الاسبانية د. صلاح فضل والذي حسب قول غويتسولو أنه اتصل به هاتفيا ليبلغه فوزه بالجائزة، بعد أن وصله قبلها إيميل يعلمه بفوزه بالجائزة من معهد سرفانتس بطنجة.. ربما أكون قد قرأت الكثير من كتب خوان غويستولو، ولا أحد يشك في قيمته الإبداعية وتأثيره في جيل من الروائيين المغاربة خاصة الروائي د محمد برادة والذي يعدونه كما شعرت في أصيلة لنيل جائزة عربية كبرى، ربما زايد أو عويس المهم جائزة خليجية، ويعتمد خوان غويتسولو بشكل كبير في سرده الحكائي على تقتنيات اكتسبها من سماعه للحكي الشعبي بلهجات المغرب الكثيرة بساحة جامع الفنا والأزقة القريبة منها وتركيزه على اللقى التراثية واهتمامه على العادات والتقاليد المغربية وكونه ناقد كبير ومتمرس وناضج جدا.

فتشكيل هذا الخام القريب من أجواء ألف ليلة وليلة وصبه في قالب حداثوي تختلط فيه أساليب السرد وضمائر المخاطبة والوقفات المضيئة سهل وبسيط بالنسبة له.. ومنذ أن قرأت له منذ أكثر من عقد كتابه ملحمة آل ماركس، وكتابه الذي يذكر فيه مراكش وساحة الفنا أسبوع الحديقة وكتب أخرى عن حرب البلقان والشيشان وعن الحرب الأهلية الاسبانية وكلما أقرأ له كتاب لا أبقيه عندي لقيمته الإبداعية، وأعيره لصديق لتنتشر الفائدة. وحقيقة هو دائما يدافع عن القضايا العربية، ويبرز في كل مقالاته حضارة العرب بالأندلس، ولعل الجائزة اقترحت اسمه نتيجة مواقفه الشجاعة وتصديه للإمبريالية، وزيارته مع مجموعة كتاب عالميين للرئيس الراحل المحاصر في رام الله آنذاك ياسر عرفات. وذهابه رغم الخطر والحرب للشيشان والبوسنة والهرسك ليكتب شهادته كما فعل صديقه الكاتب جان جينيه الذي ذهب ولازم الفدائيين الفلسطينيين في المخيمات بالأردن، وشهد مجزرة صبرا وشاتيلا وكتب عنها كتابا رائعا.

وعلى الرغم من أن خوان غويتسولو من المثليين الجنسيين الذين جاهروا بمثليتهم على الملأ وعبر وسائل الإعلام بعد فراقه لزوجته الكاتبة الفرنسية الكاتبة الراحلة مونيك لانغ إلا أن الجائزة وعضو الجائزة الذي اقترح اسمه تغاضى عن هذا الأمر الذي لا يعني شيئا لدى الطبقة المثقفة، ويعني الكثير عند العوام وعند الناس المحافظين، وعند القارئ العادي المازج بين الكاتب ونصه. حيث سيتم الاعتراض على منح الجائزة لشاذ جنسيا مهما كانت قيمة إبداعه، وذلك لربطهم بين النص وصاحبه، ولاعتقادهم أن كل كتاب لابد أن يقدم رؤية حياة نبيلة صحية تدفع بالمجتمع لمزيد من النقاء. والكتاب الشواذ على مستوى العالم كثيرون فمنهم جان جينيه وميشيل فوكو ورولان بارت وتنيسى وليامز وبول بولز وتطول القائمة التي لو جمعناهم فيها لأمكننا تشكيل اتحاد أدبي خاص بهؤلاء، وهنا لا استثني الأدباء العرب حيث سيكون اتحادهم لو أشهر الأكبر على مستوى قارات العالم.. ومن هنا أحب أن أقول إن اختياره للجائزة يمنح الجائزة مصداقية وقيمة إبداعية وعملية رفضه لها هي عبارة عن موقف سياسي ليس إلا ربما يكون للكاتب هدف آخر من وراءه. وأحب أن أسأل لماذا ليبيا بالذات يتم رفض جوائزها؟ ولماذا النظام السياسي في ليبيا فقط هو الذي تكون نتيجة انقلاب؟ وماذا لو كانت الجائزة قد أتت من الخليج؟ حيث الدول كلها قد تكونت بفعل الانجليز أو بفعل الانقلابات والمؤامرات على ذوي القربى؟ ولكي يتم الفهم أحب أن أقول أن التغيير السياسي في ليبيا عام 1969 م هو ثورة ساندها الشعب الليبي من أول يوم حيث خرجت الجماهير بتلقائية للشوارع فور سماعها البيان الأول حاملة أولادها على أكتافها وسعف النخيل وجذوع الأشجار وكل شيء يمكنها أن تلوح به للسماء حبا؟ وأن هذا التغيير قد بدأ التخطيط له منذ سنوات طويلة حتى نضج وتفجر وباركه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والذي يصفون أيضا ثورته في 23 ـ 7 ـ 1952م بالانقلاب. ويكفي لكي تقتنعوا بأنها ثورة ما قام به هذا الزعيم الشفاف جمال عبد الناصر من خطوات لمصلحة المواطن المصري البسيط والمواطن العربي من الخليج إلى المحيط وكيف بكته الناس عندما رحل، وكيف كانت جنازته والتي تعتبر من أكبر مراسم التشييع في التاريخ والتي ذرفت فيها الدموع من الأصدقاء ومن الأعداء أيضا.

بعد قراءتي للخبر في صحيفة المساء المغربية والصادر أيضا في اليوم نفسه في جريدة الباييس الاسبانية الواسعة الانتشار لم أصب بالصدمة من فعل غويتسولو، واعتبرت أن الجائزة قد أصابت عندما رشحته لقيمته الإبداعية، وعملية رفضه هي عملية تخصه وحده، وهذا الرفض شيء متوقع من قبل المثقفين حيث لكل مثقف مونولوجه وحساباته الخاصة، وسوف تجد الجائزة مبدعا آخر تمنح إليه وتوافق حيثياته حيثياتها. وبالنسبة لغويتسولو لن يتغير شيء في علاقتي بإبداعه وسأحرص على قراءته وربما يوما سيدافع عن المغرب ويعتصم أو يضرب عن الطعام بسبب احتلال بلده اسبانيا لسبتة ومليلة، أو يدافع عن الليبيين وأدبهم المهمش عربيا وعالميا باستثناء إبراهيم الكوني وأحمد إبراهيم الفقيه المدعومين من الدولة، وربما سيدافع عنا في قضايا أخرى. وأين هو عندما كانت ليبيا تعيش حالة حصار من قبل أمريكا؟ وأين هو عندما تعرضت مدننا للغارة الأمريكية عام 1986 العام الذي رحل فيه جان جينيه؟ ليبيا ليس لديها حظ مع أدباء العالم.. كل شيء جميل نفعله لا يتم تقبله.. حتى عندما نفوز في كرة القدم يعتبرون ذلك معجزة أو مفاجأة.. لكن على الرغم من كل شيء ستظل ليبيا سرة الكون.. وقلب العالم ومخه.. ومنها كما يقول هيرودوت في كتابه القديم يأتي منها كل شيء جديد.

وهنا سننشر المقالة التي رفض فيها غويتسولو الجائزة بالإضافة إلى رد ابراهيم الكوني عبر موقع ايلاف وتفنيد زعم غويتسولو انه كتب له مقدمة لرواية التبر أو اتصل به هاتفيا والرد التوضيحي للدكتور محمد الحضيري أمين عام الجائزة عبر موقع الوطن الليبية عبر رسالته الموجهة للباييس الاسبانية. 

صحيفة المساء المغربية: خوان غويتسولو
في خطوة مثيرة، رفض خوان غويتسولو، الروائي الإسباني المقيم بمراكش منذ أكثر من ربع قرن، استلام القيمة المالية الخاصة بالجائزة الدولية للآداب والمقدرة بـ 165 مليون سنتيم. وعلل صاحب رواية «الرجال اللقالق» رفضه لقيمة الجائزة الدولية للآداب بـ «كون القدر المالي المخصص للجائزة أتى من الجماهيرية العربية الليبية التي استولى فيها القذافي على الحكم بانقلاب عسكري»... مضيفا في رسالة بعنوان «لماذا رفضت جائزة؟» وجهها إلى إبراهيم الكوني، الروائي الليبى، الذي ترأس لجنة التحكيم التي أشرفت على منح الجائزة، أنه قرر رفض القيمة المالية لهذه الجائزة من أموال القذافي لأسباب سياسية وأخلاقية أملت عليه تبني هذا الموقف بعد نقاش طويل مع ذاته. ودعا غويتسولو إبراهيم الكوني، رئيس لجنة التحكيم، إلى تفهم دوافع قرار رفضه لهذه الجائزة، مشيرا في هذا السياق إلى أنه ليس شخصا ينساق مع القضايا دون قيود أو شروط. وأوضح غويتسولو، الوجه المألوف لدى ساكنة الأحياء الشعبية بمراكش، أنه يحترم ثقافات الشعوب العربية، لكنه في الوقت نفسه لا يتردد في انتقاد الأنظمة السلطوية، سواء كانت دينية أو جمهوريات وراثية، التي تحكم شعوبها وتبقيهم في الفقر والجهل.

وألمح غويتسولو إلى أن رفضه لهذه الجائزة، التي يمولها نظام مثل نظام القذافي، هي بمثابة خطوة في اتجاه البحث الدائم عن التماهي مع مواقفه المناهضة للأنظمة الاستبدادية، وقال في هذا السياق موجها خطابه إلى رئيس لجنة التحكيم: «إن الانسجام مع نفسي قد انتصر بشكل كبير على كل اعتبارات الامتنان والصداقة نحو أشخاص يتسمون باستقامة بالغة كتلك التي تطبعك وتطبع بقية أعضاء لجنة التحكيم». ولم يفت خوان غويتسولو أن يشير في رسالته إلى أنه ليس من الكتاب أو الروائيين الذين يجرون خلف الجوائز، مبرزا في الوقت نفسه أنه كثيرا ما قبل استلام بعض الجوائز تحت عامل التأدب مع الجهة المانحة لها وليس بدافع آخر. وكان الروائي الإسباني خوان غويتسولو قد أخبر في الشهر الماضي من طرف معهد «سرفانتيس» بطنجة بحصوله على الجائزة الدولية للآداب قبل أن يقرر رفضها لأن قيمتها المالية المحددة في 165 مليون سنتيم هي من أموال معمر القذافي.

تم إخباري في الشهر الماضي هاتفيا ثم عبر بريد إلكتروني لمعهد ثاربانتاس بمدينة طنجة، حول حصولي على الجائزة الدولية للأدب، التي تبلغ قيمتها المالية مائة وخمسون ألف 150.000 أورو. وكان الباحث المصري صلاح فضل، المتخصص في الدراسات الإسبانية هو محاوري في هذا الشأن. وصلاح فضل من الشخصيات التي تحظي باحترام كبير بين مثقفي بلده، كما أن قناعاته الديموقراطية لا تشوبها شائبة. وقد أثلجت صدري الأجوبة التي تلقيتها حول تركيبة لجنة التحكيم التي منحتني الجائزة وخصوصا رئاستها من لدن إبراهيم الكوني، الروائي الليبي الكبير القاطن في سويسرا. إنني معجب جدا بصاحب (التبر)، وهي قصة مؤثرة وفريدة من نوعها تحكي شغف وغرام بدوي بنموذج جمل مبرقش وغريب. شغف أدى به إلى بيع زوجته لصاحب الجمل ثم الهروب مع هذا الأخير عبر القفار إلى أن آلت المسألة في الأخير إلى نهاية مأساوية تترك القارئ معلقا، وكان الأمر يتعلق بقصة روميو وجولييت. وفي نظري يمكن أن تعتبر هذه الرواية من أحسن الروايات العربية المعاصرة. إن هذا الكتاب قد ترجم إلى الإسبانية وكتبت مقدمة له، ونشر منذ بضع سنوات في دار النشر غالاكسيا غوتنبرغ Galaxia Gutenberg، ضمن دائرة القراء Clrculo de Lectores. إن باقي أعضاء لجنة التحكيم، وكلهم أساتذة مرموقين يدرسون في عدة جامعات عربية وأوروبية وأمريكية، يعكسون بدورهم وبكل وضوح وفاء وسلامة أخلاق اللجنة المذكورة.

إن الدواعي الأولية التي منحت لي الجائزة على أساسها، في أول طبعة لها، تستحق بدورها نفس الاعتبار كما أنني تقبلتها بكامل الشكر. إن للأمر علاقة بالإبداع الأدبي والفني وبميولي الواضح نحو الثقافة العربية وبدفاعي عن القضايا العادلة. لقد أبلغت الدكتور صلاح فضل ما يلي: «إن استقامة وكفاءة جميع أعضاء اللجنة التي منحتني الجائزة لدليل قاطع على الاستقلالية التي كانت وراء اختيارهم. ففي الوقع، أُعد من بين الروائيين الأوربيين الناذرين المهتمين بالثقافة العربية الإسلامية ـ وهو اهتمام أشمل به كذلك المجال التركي والإيراني ـ كما دافعت قدر استطاعتي عن القضية الفلسطينية تمشيا مع قررات الأمم المتحدة، ونفس الشيئ فعلت فيما يخص النضال من أجل الدمقراطية والحرية لدى لشعوب العربية المحرومة منهما بشكل تعسفي. إن كل هذا قد جر علي عداءات وتهجمات من قبل «مناصري النزعة الغربية occidentalistas» الذين لاحدود ولا شروط لهم في هذا، والرافضين العنصر العربي الهام (واليهودي) في اللغة والثقافة الإسبانيتين رغم كل الدلائل والوضوح التام للأمور. إن معرفتي المتواضعة للعربية المغربية الدارجة ـ والتي لا تقل ولا تفوق المعرفة التي كانت لدى رئيس كهنة هيتا Arcipreste de Hita ـ جعلتني أكتسب نظرة ثمينة مكنتني من فهم هويتنا الفريدة والمعقدة والمتقلبة، شأنها شأن جميع الهويات الثقافية الإنسانية المتفتحة والغنية».

ولكن مع ذلك.

وهناك دائما استثناء. إن القدر المالي المخصص للجائزة، أي 150.000 أورو، أتى من الجماهيرية العربية الليبية الشعبية، التي تم إنشاؤها سنة 1969 على إثر انقلاب عسكري قام به القذافي. فبعد مناقشة داخلية وجيزة، بين قبول أو رفض الجائزة، وكذا لأسباب سياسية وأخلاقية، قررت الاختيار الثاني. وقد أبلغت الدكتور صلاح فضل الذي قلت له: «أرجوك أن تتفهم الدوافع التي أملت علي اتخاذ هذا القرار. إنني لست شخصا ينساق مع القضايا دون قيود أو شروط. ففي إطار احترامي الخاص للشعوب العربية ولثقافتها الرائعة، قمت دائما وكلما استطعت، بانتقاد الأنظمة الخاضعة لرجال الدين teocracias والجمهوريات السلالية التي تحكمها وتبقيهم في الفقر والجهل. إن مشهد الفراغ والعجز الذي بينته أثناء الاجتياح الهمجي الإسرائلي لغزة قد أثار استنكاري كما أثار استنكار كل إنسان شريف. إن صعوبة التوصل إلى كيان المواطن هو السبب الرئيسي في الإحباط الذي يستولي عليها وفي احتمائها في صيغة متطرفة للعقيدة الدينية. وختاما: فإن الانسجام مع نفسي قد انتصر بشكل كبير على كل اعتبارات الامتنان والصداقة نحو أشخاص يتسمون باستقامة بالغة كتلك التي تطبعك وتطبع بقية أعضاء لجنة التحكيم». لقد حررت هذه الرسالة دون توقف فشعرت بنفسي وقد تحررت إلى درجة قصوى من ثقل مضني. إنني ما جريت قط وراء الجوائز، وإن قبولي لها يكون دائما من باب التأدب مع من منحوها إلي. ولكن في الحالة الراهنة فإن الأمر مستحيل تماما، ويمكن أن أضيف في النهاية إن كل من إبراهيم الكوني والدكتور صلاح فضل قد تفهما مبرراتي كما أكدا لي اعتبارهما وصداقتهما الثمينتين. 

ايلاف ـ إبراهيم الكوني
نفى الكاتب الليبي إبراهيم الكوني ما نشرته بعض وسائل الإعلام من ترؤسه لجائزة ليبية رفضها الكاتب الاسباني خوان غويتسولو، الذي أعلن عبر وسائل الاعلام أنه رفض الجائزة، وقال الكوني في بيان أصدره "نظرا لما نشره بعض وسائل الإعلام من ترؤسي لجائزة ليبية رفضها الكاتب الإسباني خوان غويتسولو أريد أن أؤكد نفي القاطع ترؤسي لهذه الجائزة، انطلاقا من يقيني من عدم تولي أية مناصب، بالرغم من أني لم أبخل على صديقي الدكتور محمد الحضيري رئيس الجائزة استشاراتي من منطلق العلاقة الشخصية". وأضاف: أما ما ورد من خوان غويتسولو من كتابة مقدمة لروايتي "التبر" فأريد أن أؤكد أنه لم يكتب مقدمة خاصة لتلك الرواية، وما حدث فعلا أنه قرأ الرواية بالفرنسية عند صدورها عن دار غاليمار 1998م وكتب عنها مقالا نشر في مجلة "نوفيل ابزرفاتور" الفرنسية، وهو المقال الذي اعتمدته دار النشر الاسبانية عند نشرها للرواية بالاسبانية تاليا دون الرجوع إلى المؤلف، لقناعتي الشخصية أن مقدمة أي عمل أدبي هو النص الأدبي نفسه. واشار: أني لم أستلم أي خطاب من الكاتب المذكور كما لم أتحدث عنه. وكل ما حصل أن أحد أعضاء اللجنة اقترح اسمه ضمن المرشحين، ولم يعلن أصلا فوزه بالجائزة.

موقع الوطن الليبية
وجه الاخ محمد الحضيري امين عام جائزة القذافي العالميه للاداب خطاباً إلى الأخ رئيس تحرير جريدة الباييس الاسبانية بخصوص مانشرته حول ترشيح غويتو سولو لجائزة القذافي العالمية للاداب جاء فيه:

السيد رئيس تحرير جريدة الباييس المحترم

بعد التحية

يسرني أن أخاطبكم بهذه الكلمات الموجزة من أجل توضيح جملة من الحقائق حول الجائزة الأدبية التي نشرتم تصريحاً للروائي غويتوسولو بشأنها.

أولاً: في عام 2007 استحدث في الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى جائزة أدبية دولية تمنح سنويا لاحد أقطاب الابداع الانساني في مجالات الاداب التي تسهم في الانتصار لقضايا الحرية تمول هذه الجائزة من أموال الشعب الليبي المتحرر من هيمنة المستعمرين ومن الانظمة الظلامية المستبدة، والذي يحكم نفسه بنفسه منذ عام 1977عندما أعلن في مؤتمراته الشعبية قيام سلطة الشعب والديمقراطية الشعبية المباشرة كنتيجة طبيعية للثورة الشعبية التي خطط لها وقادها المناضل معمر القذافي وفجرها في الفاتح من سبتمبر عام 1969. واذا كان انتصار 1969 الذي مكن الشعب الليبي من التحرر من التبعية والخضوع لارادة القوى الاستعمارية حيث أصبح بحق سيداً فوق أرضه يقدس القيم النبيلة والأخلاق السامية اذا كان هذا لايروق لغويتوسولو أومن في حكمة فعليهم وعليه البحث لنفسه عن مكان خارج موكب الادباء الذين سخروا اقلامهم وافعالهم لمناصرة الحرية وقرروا استعدادهم للدفاع عنها في أي مكان من العالم.

ثانياً: لم تعلن لجنة الجائزة حتى الآن عن الترشيح لهذا العام وبالتالي لم يعرض أمر ترشيح السيد غويتوسولو على اللجنة ولم يخضع للتحكيم من قبل اللجنة المختصة. ومن ثم لم يتقرر منح الجائزة له ولا لغيره.

ثالثاً: قد يرد في خاطر أي مهتم بالآدب العالمي اذا طلب منه ترشيح أديب لنيل جائزة أن يشير إلى غويتوسولو وليس في غرابة. واذا اعتذر غويتوسولو عن قبول الجائزة الأدبية الليبية الدولية فإنه يكون رفض شيئا قد يستحقه ولكنه لم يمنح له حتى الآن. والاعتذار حق طبيعي لكل انسان في حالة مالم يبرر بادعاءات تسيء الى المانح.

رابعاً: الخبر الذي نسب إلى الناقد الدكتور صلاح فضل وهو عضو فعال في لجنة الجائزة لم يتعد الاشارة إلى غويتوسولو باحتمال ترشيحه عندما يحين الوقت وعرضه مع غيره من المرشحين على لجنة تحكيم الجائزة.

خامساً: سيحدد موعد وآلية الترشيح للجائزة واقرار منحها في اجتماع لجنة الجائزة الذي سيعقد قبل نهاية هذا العام.

سادساً: فيما يتعلق بتبني القضايا العربية وفي مقدمتها قضية فلسطين فلا يجوز لأحد أن يزايد على الليبيين وقائدهم معمر القذافي الذي اتخذ من القدس كلمة السر ليلة تفجير الثورة في عام 1969 وموقف الليبيين في حرب غزة شاهد جديد على ذلك.

هذا ما أردنا توضيحه من حقائق آملين أن ينشر على صفحات جريدتكم الموقرة لازالة أي لبس قد يكون وصل إلى قرائكم الكرام ليكونوا على بينة من الأمر بكل شفافية.

والسلام على من اتبع الهدى.
محمد الحضيري
أمين عام الجائزة 

معرض الخط العربي في دورته الثالثة
تحت شعار الخط وعاء للثقافة واللغة نظمت في قاعة عبد المنعم بن ناجي في دار الفقيه حسن الفقيه مستهل شهر اغسطس معرضا للخط العربي شارك فيه مجموعة من الخطاطين الليبيين  وهذا المعرض أقيم تحت رعاية صحيفة أويا وحضره عدد غفير من المهتمين والفنانين والخطاطين المشاركين في هذا المعرض، وقبل أن يفتتح الأستاذ محمود البوسيفي الصحفي المعروف ورئيس تحرير صحيفة اويا هذا الحدث الثقافي السنوي الذي أصبح ميعادا ثقافيا ينتظره الكثير من عشاق هذا الفن الرائع، ألقى كلمة قصيرة بهذه المناسبة ثم قام بتكريم الخطاط عبد المجيد غفار بدرع الصحيفة، وشارك في هذه المعرض اثنا عشر خطاطا كان من بينهم خطاطتان شابتان ، بحوالي ستة عشرة لوحة خطية تنوعت فيها الأساليب المعالجة والخطوط ما بين "نسخ وديواني وكوفي ورقعة ومغربي وثلث وفارسي والخط الحر (المعاصر)" وقد كتب محرر أويا الثقافي الكاتب أحمد الغماري " يأتي هذا المعرض انطلاقاً من أن صحيفة أويا التي أخذت الشكل الفني والحداثوي منذ البداية ضمن مكونها الرئيسة، ورعت وكرمت الكثير من الفنانين والمبدعين في مجالات عدة، ها هي اليوم ترعى هذا المعرض كإحدى المحطات الكثيرة السابقة واللاحقة في منشطها الثقافي، ولمزيد الإثراء لهذا الفن الذي يلقى يوماً بعد يوم اهتماما كبيرا من قبل المؤسسات الثقافية بإقامة المعارض في جميع الدول العربية والإسلامية والتي كان للخطاط الليبي المشاركة ونيل جوائز قيمة في بعض منها. 

انطلاق الدورة الثامنة لمهرجان طرابلس للمالوف والموشحات
برعاية المؤسسة العامة للثقافة وتحت إشراف مكتب الخدمات الثقافية بشعبية طرابلس انطلقت فاعاليات مهرجان المالوف والموشحات في دورته الثامنة دورة الفنان المرحوم حسن عريبي المقام بساحة الشركة العامة للورق والطباعة بطرابلس بحضور الأخ أمين عام المؤسسة العامة للثقافة والأخ مدير مكتب الخدمات الثقافية بشعبية طرابلس وعدد كبير من المهتمين بفن المالوف والموشحات والشأن الثقافي وأمناء الفرق الوطنية للمألوف والإعلاميين والضيوف الكرام.

يشارك في هذا المهرجان عدة فرق مالوف وموشحات من مختلف مدن ليبيا خاصة القسم الغربي منها حيث يزدهر هذا الفن الأصيل القادم من بلاد الأندلس والمغرب العربي وفي نهاية المهرجان الذي سيتواصل لأكثر من أسبوع سوف تقدم عدة جوائز قيمة للفرق المتفوقة.. ويشهد هذا المهرجان إقبالا جماهيريا كبيرا من عشاق هذا الفن حيث تجد أن كل الموشحات المغناة في المهرجان محفوظة من قبل المشاهدين والحضور دائما يتفاعل مع الفرقة ويهيم ويشاركها أيضا نظرا لإجادة سكان طرابلس وضواحيها لفن المالوف واستخدامه دائما في أعراسهم وحفلاتها التي تستمكر لأسبوع وأكثر.