أما النصارى فقدسيتها من ارتباطها بسيدنا عيسى عليه السلام والاعتقاد بأنه صلب فيها، أما اليهود فيرون أن لها ارتباط بملك داوود وسليمان عليهما السلام علماً أن الأنبياء كلهم مسلمون فهم يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله. والمواقع المقدسة فيها تتضمن المسجد الأقصى وهو الذي ورد ذكره في القرآن الكريم في قوله تعالي سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير، ويشكل المسجد الأقصى مع قبة الصخرة ما يعرف بالحرم القدسي. أما كنيسة القيامة التي تقع علي الجبل فيزعم النصارى أن عيسي عليه السلام صلب على الجبل ودفن فيه. وتحدث عن حائط البراق الذي يعتبر جزءاً من الجدار الغربي للحرم الشريف وهو أثر إسلامي يدعى اليهود أنه المبكى، وقد صدر بحقه قرار دولي من عصبة الأمم المنحلَّة عام 1930م نتيجة لقرار لجنة دولية عينتها الحكومة البريطانية المنتدبة علي فلسطين، ويقضي القرار التأكيد على أن هذا المكان هو إسلامي وليس لليهود حق فيه، وليس لهم تغيير معالمه،وبهذا يكون تواجد اليهود في هذا المكان مخالف للشرعية الدولية، فهو لا يمثل جزءا من الهيكل اليهودي الذي هدمه الرومان عام 70 للميلاد الذي لم يثبت له وجود في الوقت الحاضر رغم المحاولات التي جرت للعثور عليه.وقال إن القدس قدسان، قدس شرقية وتمثل الجزء الشرقي من المدينة الأصلية ومساحتها ضعف مساحة القدس الغربية، لكنها أقل عدد من حيث السكان، وتضم القديمة التي يحيط بها سور يبلغ من الطول أربعة كيلوا مترات بارتفاع يصل إلي اثنا عشر متراً بُني معظمها خلال القرن السادس عشر الميلادي، واحتلتها إسرائيل عام 1967 م بعد أن كانت جزءاً من الضفة الغربية لنهر الأردن، وبداخل السور أربعة أحياء هامة هي: الحي الإسلامي، والحي النصراني، والحي اليهودي، والحي الارمني، وفيها تعايش المسلمون والنصارى واليهود في أزمان عبر القرون حتى جاءت الصهيونية العالمية لتفرقهم. أما القدس الغربية فهي الجزء الذي قدم معظم سكانه بعد قرار الأمم المتحدة الظالم بتقسيم فلسطين، وتوافد اليهود إليها من أنحاء العالم لإقامة دولة صهيونية، مع أن من بين سكانه اليهود فئات متدينة لا تعترف حتى اليوم بقيام دولة إسرائيل، فهم يؤمنون بأن المسيح وحده الذي سوف ينشئ هذه الدولة. وهذه المدينة بها المباني الحديثة وتضم إليها الجامعة العبرية، وبها بعض المواقع المقدسة أهمها جبل صهيون،اعتقاداً منهم بأنه يضم قبر داوود عليه السلام، وبها قاعة العشاء الأخير الذي يعتقد أن عيسي عليه السلام تناول فيها آخر عشاء له. وأوضح أن خطة التهويد تكمن في هدم المسجد الأقصى وإقامة هيكل سليمان، اعتقادا منهم أنهم إن لم يفعلوا ذلك فسوف تنزل عليهم اللعنات. وتقوم الخطة على السياسة التالية: 1 ـ محاولة ضم القدس 2 ـ إخلاء القدس من الفلسطينيين: 3 ـ خطة تنمية القدس وتغيير معالمها: أ ـ بناء المساكن، وتوفير الوظائف التي تشجع الأزواج على الانتقال للإقامة بها. ب ـ تنفيذ مخطط استيطاني جديد، يتضمن هدم 68 مسكناً فلسطينياً، وتشريد 200 عائلة من سكانها بحي البستان في بلدة سلوان. ج ـ توسيع المستوطنات. د ـ تهويد القدس من خلال قيام الوزارات بتخصيص جزء من ميزانيتها لتشجيع الإسرائيليين علي الزحف إلى القدس للسكن والاستثمار لمواجهة تناقض التعداد اليهودي فيها, وخشية انتقال الفلسطينيين إليها من المناطق التى يحتلها الجدار الفاصل، وفرض القيود الصارمة على هذا الانتقال. هـ ـ تنشيط المنظمات اليهودية المتطرفة، لجذب أموال اليهود الأمريكيين من الأثرياء لشراء ممتلكات في القدس. 4 ـ الدعم الأمريكي: 5 ـ فرض الأمر الواقع: لهذا فإن عمليات توسيع المستوطنات في الضفة والقدس، وضم الأراضي بالقوة، يعتبر مخالفاً لكل الاتفاقات والمعاهدات والقرارات الدولية التي تحظر الإستيطان، كما تعتبر مخالفة لاتفاقية لاهاي 1907 التي تحظر مادتها 49 على سلطة الاحتلال مصادرة الأملاك الخاصة للمواطنين أما المادة 69 فتلزم سلطة الاحتلال احترام الأملاك الخاصة للمواطنين. 6 ـ الالتفاف على قرارات مجلس الأمن: 7 ـ عدم احترام المسؤولية كدولة احتلال: 8 ـ فصل القدس عن الضفة الغربية: لقد بدأت فكرة التهويد في أعقاب احتلال الضفة الغربية ومدينة القدس، وخلال هذه الفترة بدأ التخطيط لعملية التهويد حيث جري البحث عن آثار للهيكل، والادعاء بأن فيها مقدسات يهودية، ومحاولة إقناع المجتمع الدولي بذلك، كما مرت هذه المرحلة بمحاولة لإحراق المسجد الأقصى في 21 أغسطس 1969 للميلاد. أما بداية التنفيذ فقد بدأت الإجراءات مع بداية شهر يونيو من عام 2005 عندما قامت الحكومة الإسرائيلية بهدم 88 منزلاً من حي البستان بمدينة سلوان التي تعتبر حياً من أحياء القدس على الرغم من أنها بنيت بصورة قانونية، وتعتبر هذه العملية هي الأكبر من نوعها منذ الاحتلال في إطار المخطط الذي بدأ عام 1977م وأن هذه المنازل ستتحول إلي حدائق عامة، بالإضافة إلي إقامة مدينة داود عليها، ويدَّعون أنه كان يستحم فيها قبل ثلاثة آلاف عام. إن الغرض الأساسي من هذا العمل، هو إيجاد التواصل مع المستوطنات المحيطة، وعزل وتفريغ المدينة من الفلسطينيين، ومنعهم من الوصول إلي المسجد الأقصى ليتسنى بعد ذلك هدمه، وقد صاحب هذا العمل تحرشات وانتهاكات من جماعات يهودية متطرفة قامت بدعوات لاقتحام المسجد، وكان آخر هذه الدعوات في 6 يونيو في ذكرى احتلال المدينة، ويعتبر هدم المنازل في المناطق المحتلة من جرائم الحرب في نظر القانون الدولي، وقد أيد ذلك ما جاء في تقرير منظمة العفو الدولية الذي نشر في 24/ 5/ 2005م. تعبر في نظر المجتمع الدولي أن بعض الأعمال التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين من جرائم الحرب وضد الإنسانية، وعندما ذكرت الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل، أدرج ضمنها قيام قوات الاحتلال بهدم مئات المنازل. لقد جاء في تقرير مركز المعلومات الفلسطيني يومها إفادة، بأن عدد المنازل التي تضررت كلياً وجزئياً في الفترة من 29/ 9/ 2000م حتى 28/ 2/ 2005م بسبب الإجراءات التعسفية التي يقوم بها جيش الاحتلال من أفعال بلغ (69843) منزلاً منها 7438 منزلاً دمرت بالكامل. أما مركز المعلومات لحقوق الإنسان في إسرائيل، فقد أعلن أنه قام بتسليم الحكومة الإسرائيلية في شهر مارس 2005م مذكرة احتجاج تشير على أن عدد الفلسطينيين المتضررين من جدار الفصل العنصري المعدل الذي أقرته الحكومة الصهيونية يصل إلى قرابة نصف مليون إنسان، يسكنون في (85) بلدة وقرية، وبلغت الأراضي المصادرة بموجب الجدار العازل (536) ألف دونم، وهي تعادل 6% من مجموع أراضي الضفة الغربية. وتحدث عن دور الكونجرس الأمريكي قائلا حاولت الحكومة الإسرائيلية إسباغ الشرعية الإسرائيلية الزائفة على المدينة المقدسة كي تصبح عاصمة لدولة الكيان الصهيوني، فعمدت إلى إجراء التفاهم بين الكنيست الإسرائيلي والكونجرس الأمريكي كهيئتين تشريعيتين في محاولة لإصدار المزيد من القوانين، فقد أصدر الكنيست الإسرائيلي قراراً بضم القدس في الأيام الأولى للاحتلال الذي حدث في يونيو 1967م، وتبع ذلك استصدار قرارات وقوانين عديدة من الكنيست من أهمها القانون الأساسي الصادر عام 1980م وغيره من القوانين. في عام 1990م أخذ الكونجرس الأمريكي في تبني قرار مجلس الشيوخ رقم (106) الذي أعلن أن الكونجرس يؤمن بشدة أن القدس ينبغي أن تبقى مقسمة، وأن تحترم بها حقوق كل الجماعات العرقية والدينية. بعدها أصدر الكونجرس قرارات أخرى كان أخطرها ما يعرف بقانون الكونجرس بشأن القدس الصادر في 24 أكتوبر 1995م، ثم تبعه مشروع القرار الذي تقدم به السيناتور (براونباك) في 19 ابريل 2005م لاستكمال وتأكيد كل القرارات السابقة، وأخطرها قانون 24 أكتوبر 1995م الذي أعاد تكرار المغالطات التي تقضي بأن القدس عاصمة الشعب اليهودي لأكثر من 3 آلاف عام، وإنها كانت مركزية لليهود، وقد ذكرت في التوراة 766 مرة، وإنها لم تذكر في القرآن أبداً، وأن القدس هي مقر الحكومة الإسرائيلية بما فيها البرلمان الرئيسي، والمحكمة العليا. وقال في ختام محاضرته بهذه المناسبة أسجل للتاريخ بأن كل المحاولات التي جرت في الكونجرس أو غيره لتهويد القدس خلال سفارة صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلطان قد أحبطت بسبب يقظته وإدراكه للعبة التي تقوم عليها السياسة الأمريكية. وقال إن الأجيال القادمة سوف لن تغفر لنا التهاون في قضية القدس، فالملك فيصل بن عبدا لعزيز رحمه الله كان يدرك خطورة ضياع القدس، فكان تركيزه الأساسي على إعادة القدس وتحريرها، وكم تمنى أن يصلي بها وهي حرة ولابد من إتمام رسالته وتحقيق أمانيه. إننا نعيش في هذه الأيام فرصة منحنا الله إياها وهي وجود حكومة قوية في الولايات المتحدة الأمريكية تحاول جهدها في إقرار السلام في الشرق الأوسط، وعلينا أن ننتهز هذه الفرصة، ونعلن أن لا سلام دون القدس والمقدسات الإسلامية. وقال إن مناصبة العداء للولايات المتحدة الأمريكية يمنح الفرصة لإسرائيل لتتمكن من تهويد القدس، وبالتالي طعن السلام في جانبه الأعزل، فخير من أن نفكر في تدمير الولايات المتحدة أن نعمل على كسبها لمصالحنا. وأكد إن على الأمة العربية والإسلامية أن يكون لها دور داخل الولايات المتحدة الأمريكية ومن أهم هذه الأدوار تشكيل عدد من مراكز الضغط على صناعة القرار فأعدائنا حققوا انتصاراتهم علينا من داخل الولايات المتحدة الأمريكية، ولن نستطيع إحباط مخططاتهم وهزيمتهم إلا من داخل الولايات المتحدة. وقال إننا في حاجة إلى إنشاء مراكز للدراسات والأبحاث الإستراتيجية لمتابعة ما يجري على الساحة الدولية من مخططات، وما ينصب من حبائل، عندها لن تنفع ناطحات السحاب، ولا الجامعات، ولا المؤسسات التجارية، ولا حتى الأسلحة والطائرات، لقد دخل العالم حرباً فكرية قوامها المعرفة والتخطيط. وقال الدكتور عشقي إن على مجلس الشورى السعودي والمجالس النيابية العربية أن تبادر إلى الدبلوماسية البرلمانية وإجراء تبادل الزيارات مع الكونجرس الأمريكي لشرح القضية الفلسطينية وحقوق العرب والمسلمين في القدس والأراضي الفلسطينية، ودحض الشبهات الإسرائيلية. وأكد إن المملكة العربية السعودية وهي الدولة التي نذرت نفسها لحماية المسلمين ومقدساتهم عليها مع أصدقائها من العرب والمسلمين، عبء التخطيط طويل الأمد للوصول إلى أهدافنا، وتحقيق أمانينا كعرب ومسلمين، فالتاريخ لن يرحم والله عز وجل سوف يسألنا عن ما قدمنا، وعن ما فرطنا. ذكر ذلك رئيس نادي الجوف الأدبي إبراهيم الحميد.
في عام 2005م بمناسبة الذكري الثمانية والثلاثين عاماً علي إحتلال القدس الشرقية عام 1967م أعلن شارون متحدياً المجتمع الدولي قائلاً بأن القدس ملك لإسرائيل وأنها لنا وإلي الأبد ولن تكون بعد اليوم ملكاً للأجانب وهو ما سبق أن أعلنه إقامة المؤتمر السنوي لمنظمة ايباك أثناء زيارته لواشنطن في شهر مايو عام 2005م.
لقد طالب شيمون بيريز الرئيس الحالي الإسرائيلي فقال يومها بضرورة التهجير الجماعي للفلسطينيين من مدينة القدس المحتلة والذي يتجاوز عددهم ربع مليون نسمة بغرض بقاء القدس عاصمة لإسرائيل، لأنه وكما يقول: من الخطأ أن تبقي القدس عاصمة للشعب اليهودي وفي نفس الوقت تضم هؤلاء الفلسطينيين.
لقد صدر بيان من مجلس الوزراء الإسرائيلي، متضمناً خطة أطلق عليها خطة تنمية القدس وتستهدف تعزيز سيطرة إسرائيل علي المدينة مما يجعل منها مدينة جذابة للمستثمرين تحتل المكانة اللائقة بها كأول مدن إسرائيل وقد رصد لها 280 مليون شيكل وهو ما يعادل 64 مليون دولار وهذه الخطة تقوم على الأتي:
وهذا الدعم يتمثل في مشروع قرار مجلس الشيوخ الأمريكي، الذي يشترط الاعتراف بمدينة القدس عاصمة موحدة غير مقسمة لإسرائيل، مقابل الاعتراف بالدولة الفلسطينية مستقبلاً، والمحاولات المتكررة لأنصار إسرائيل في الكونجرس لنقل سفارة واشنطن إلي القدس، لتكريسها كعاصمة للدولة العبرية.
تصطدم إسرائيل بقرار مجلس الأمن 242، القاضي بأن تكون القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة ضمن الأراضي العربية المحتلة 1967 م وهذا ما يقتضي انسحاب إسرائيل إلي حدودها، وهو ما شملته رؤية بوش، وخريطة الطريق والمبادرة العربية، لكن إسرائيل تحاول فرض أمر واقع على الأراضي.
إن قرارات مجلس الأمن 446 و 471 الذي يقضي بتفكيك المستوطنات، وهو ما أشار إليه تقرير لجنة ميتشل الذي دعي حكومة إسرائيل إلي تجميد جميع النشاطات الاستيطانية بما في ذلك النمو الطبيعي للمستوطنات القائمة، وتأكيد اللجنة أن شكل التعاون الأمني المطلوب لا يمكن أن يستمر طويلاً مع استمرار النشاط الاستيطاني.
إن الشرعية الدولية تحتم على إسرائيل كدولة احتلال ضرورة المحافظة على وضعية وهوية القدس الشريف، خاصة من منطقة الحرم القدسي، وتوفير الحماية له من كل عمليات التهويد، وخصوصاً التصرفات الحمقاء للمتطرفين ومحاولاتهم المستمرة لاقتحامه.
تحاول إسرائيل جهدها فصل القدس عن باقي الأراضي الفلسطينية بعدة وسائل بداية لتهويدها،ومن أهم هذه الممارسات، إقامة الجدار العازل التي تقام تحت نظر وسمع حكومة بوش التي قامت بتخدير العرب بإقامة دولة فلسطينية قابلة للحياة.
تقرير من السعودية
مخاطر تهويد مدينة القدس