رحيل ساران ألكسندريان
توفي الشاعر والروائي والباحث السرّيالي الكبير ساران ألكسندريان بعد مصارعته مرض سرطان الدم فترة طويلة. عاش ألكسندريان معظم سنين عمره في باريس. مقالاته الأولى التي صدرت على شكل بياناتٍ في مجلة (نيون) (Neon) دفعت أندريه برون إلى تعيينه أمين عام الحركة السرّيالية عام 1947، وكان لا يزال في العشرين من عمره، كما دفعت النقّاد في فرنسا إلى اعتباره المنظّر الثاني للحركة المذكورة، بعد بروتون مشروع ألكسندريان النقدي يندرج في سياق أعمال (مجمع علم الاجتماع) الذي أسّسه جورج باتاي وروجيه كايوا، وأبحاث بيار مابيّ الأنتروبولوجية وفكر غاستون باشلار.. وفي هذا السياق تنبغي قراءة أبحاثه الشهيرة (السرّيالية والحلم) (دار غاليمار ـ 1974)، (الإشتراكية الرومنطيقية) (دار ّسويّ ـ 1979) و (تاريخ الفلسفة الباطنية) (دار سيغيرس ـ 1983) التي تشكّل ثلاثية وضعها ألكسندريان لمجد سلطات المخيّلة والحدس. وكُتب ألكسندريان النقدية ليست أعمالاً مبتذلة بل أبحاث تأمّلية فريدة تمكّن من جعلها في متناول الجميع بتجنّبه الإفراط في استخدام مفردات علمية خاصة. وينطبق هذا الأمر على أعماله الابداعية التي تتألف من خمس روايات تلتحم داخلها الجوانب السرّيالية والرمزية والأسطورية ضمن أسلوبٍ فريد، ويعالج فيها مواضيع تبيّن أهمية الصدفة الموضوعية والحلم واللاوعي الجماعي في حياتنا. كما خص ألكسندريان موضوع الجنس والإيروسية وقاده إلى وضع أبحاثٍ وأنطولوحيات مرجعية حوله، هي: (محرّرو الحب) (دار سوي ـ 1977)، (تاريخ الأدب الإيروسي) (دار سيغيرس ـ 1989)، (الإيروسية في القرن التاسع عشر) (دار لاتيس ـ 1993)، (بحث حول ملذات الحب) (دار فيليباتشي ـ 1997)، (السحر الجنسي) (دار لا موساردين ـ 2000) و (جنسية نرسيس) (دار لو جاردان دي ليفر 2003).