الشعر العربي القديم عن دار غاليمار الفرنسية
أصدرت غاليمار الفرنسية في سلسلتها الخاصّة بالشعر، كتاب ديوان الشعر العربي القديم. وهو يتّخذ صفة مختاراتٍ شعريّة اختارها وقدّم لها الشاعر أدونيس، وترجمتْها حورية عبدالواحد بتعاونٍ مع الشّاعر نفسه. وسوف يُتيح الكتاب للقارئ الفرنسي خاصة والفرنكفوني عموماً التعرُّف على غنى الشّعر العربي في أزهى عصوره مثل الجاهلي والأموي والعباسي، والاقتراب من عوالم ومتخيَّلات شعريّة باذخة ومتنوّعة رعاها الفحول من مثل امرئ القيس وطرفة والأعشى وعمر بن أبي ربيعة وأبو نواس والعباس بن الأحنف وأبوتمام وابن الرومي وأبو بكر الصنوبري والمتنبي وأبو العلاء المعري وابن زيدون. كما يمثّل الكتاب دعوةً سانحةً للباحثين في تاريخ هذا الشّعر من المستشرقين أو المستعربين إلى إعادة النّظر في معظم النّتائج والفرضيّات الّتي استخلصها الأوائل منهم عن جماليّات الشّعر وأساليبه، حتّى نعتوه في كلّ الأزمنة بأنّه شعر غنائيّ، مع أنّه من أخصب تُراثات الشعر العالمي وأعرقها وأصفاها معدناً، ولا يقلّ من حيث النوعيّة عن الشعر الياباني أو الصيني أو الفارسي أو حتّى الأوروبي الحديث نفسه. وليست هذه أوّل أنطولوجيا شعريّة تصدر بالفرنسيّة، فقد سبقتْها أنطولوجيّاتٌ ومنتخباتٌ آخرها كتاب ذهب ومواسم، أنطولوجيا الشّعر العربي القديم في جزأين صدرا عن دار سندباد/ أكت سود بين عامي 2006 و 2008 ترجمه عن العربية كلّ من هوي يونغ وباتريك ميغارباني، ولكنّها الأهمّ والأدعى للاهتمام، طالما أنّ الّذي أشرف عليها أكثر النّاس علماً بهذا الشعر، وأوسعهم نظراً فيه، إلى جانب وضعه الاعتباري والرّمزي كشاعرٍ حديثٍ مثيرٍ للجدل، ليس داخل الثقاقة العربية، بل أيضاً الفرنسيّة الّتي عبر إليها منذ سنوات مُترْجَماً ومُحتَفى به.