القراءة بالمغرب
يتميز الكتاب في بلادنا بحضور مناسباتي، شأنه شأن كثير من الظواهر الثقافية، مثل المعرض الدولي للكتاب والدخول المدرسي، لا يشغل إلا قلة قليلة من الناس الذين يجعلونه شأنا يوميا. في بداية كل موسم دراسي هناك ظاهرة تثير انتباه الكثيرين من المغاربة، وتتمثل في توجه فئات واسعة من المواطنين نحو باعة الكتب المستعملة لاقتناء المقررات الدراسية لأبنائها أو تعويض كتب السنة الفارطة بكتب السنة الجديدة، نظرا لأثمانها المناسبة لجيوب الكثيرين، بسبب ضعف القدرة الشرائية من جهة، وغلاء عدد من المقررات الوطنية والأجنبية، ناهيك عن نفاد بعضها في المكتبات الأخرى. وبهذه المناسبة أكد يوسف بورة، رئيس الجمعية البيضاوية للكتبيين بالدار البيضاء وباعة الكتب المستعملة، الذي يمتهن هذه الحرفة بسوق القريعة منذ أزيد من 20 سنة، أننا من المجتمعات الأقل استهلاكا للكتاب، لا نفكر في الكتاب إلا في المناسبات، مثلما نتفاعل مع باقي المناسبات الأخرى، كل مناسبة تأخذنا إلى أخرى. والسبب في نظره راجع إلى غياب شبه تام لمخططات واقعية وممتدة في الزمن، تقوم على مبدأ الشراكة بين الجهات الرسمية والفاعلين الثقافيين والمشتغلين في الميدان. كما أن الجهات الوصية على الثقافة والكتاب يغيب عنها التشخيص الواقعي لإشكالية العزوف عن القراءة وهو أمر يتطلب البحث في ما هو اقتصادي واجتماعي وسياسي وثقافي. إنها باختصار أزمة هيكلية. وأضاف يوسف بورة قائلا: (في نظري الأزمة الثقافية العامة التي يعيشها المغرب والعالم العربي، بأشكال متفاوتة، متصلة بأسئلة النهضة وقضاياها التي ما زالت معلقة منذ أكثر من قرن ؛ كما أن المنظومات التربوية والتعليمية والثقافية ما زالت رهينة أسئلة الهوية والتخلف والصراع مع الذات والآخر. وطبيعي في مثل هذه الظروف أن يعيش الإنسان أزمة وجودية، إما أن تتمخض عنها رغبة وفعل في اتجاه التغيير أو العكس. والمؤسف هو أننا نعيش ضمن الحالة الثانية، الحالة السلبية والجمود والتقهقر). المطلوب، بكل تأكيد، هو مقاربة تشاركية لتجاوز أزمة ضعف القراءة في مجتمعنا.
يتميز الكتاب في بلادنا بحضور مناسباتي، شأنه شأن كثير من الظواهر الثقافية، مثل المعرض الدولي للكتاب والدخول المدرسي، لا يشغل إلا قلة قليلة من الناس الذين يجعلونه شأنا يوميا.
في بداية كل موسم دراسي هناك ظاهرة تثير انتباه الكثيرين من المغاربة، وتتمثل في توجه فئات واسعة من المواطنين نحو باعة الكتب المستعملة لاقتناء المقررات الدراسية لأبنائها أو تعويض كتب السنة الفارطة بكتب السنة الجديدة، نظرا لأثمانها المناسبة لجيوب الكثيرين، بسبب ضعف القدرة الشرائية من جهة، وغلاء عدد من المقررات الوطنية والأجنبية، ناهيك عن نفاد بعضها في المكتبات الأخرى.
وبهذه المناسبة أكد يوسف بورة، رئيس الجمعية البيضاوية للكتبيين بالدار البيضاء وباعة الكتب المستعملة، الذي يمتهن هذه الحرفة بسوق القريعة منذ أزيد من 20 سنة، أننا من المجتمعات الأقل استهلاكا للكتاب، لا نفكر في الكتاب إلا في المناسبات، مثلما نتفاعل مع باقي المناسبات الأخرى، كل مناسبة تأخذنا إلى أخرى.
والسبب في نظره راجع إلى غياب شبه تام لمخططات واقعية وممتدة في الزمن، تقوم على مبدأ الشراكة بين الجهات الرسمية والفاعلين الثقافيين والمشتغلين في الميدان. كما أن الجهات الوصية على الثقافة والكتاب يغيب عنها التشخيص الواقعي لإشكالية العزوف عن القراءة وهو أمر يتطلب البحث في ما هو اقتصادي واجتماعي وسياسي وثقافي. إنها باختصار أزمة هيكلية.
وأضاف يوسف بورة قائلا: (في نظري الأزمة الثقافية العامة التي يعيشها المغرب والعالم العربي، بأشكال متفاوتة، متصلة بأسئلة النهضة وقضاياها التي ما زالت معلقة منذ أكثر من قرن ؛ كما أن المنظومات التربوية والتعليمية والثقافية ما زالت رهينة أسئلة الهوية والتخلف والصراع مع الذات والآخر. وطبيعي في مثل هذه الظروف أن يعيش الإنسان أزمة وجودية، إما أن تتمخض عنها رغبة وفعل في اتجاه التغيير أو العكس. والمؤسف هو أننا نعيش ضمن الحالة الثانية، الحالة السلبية والجمود والتقهقر).
المطلوب، بكل تأكيد، هو مقاربة تشاركية لتجاوز أزمة ضعف القراءة في مجتمعنا.