عن عمر يناهز 74سنة وبعد صراع طويل مع المرض توفي اليوم الخميس 12-8-2010 بالجزائر العاصمة الروائي الجزائري الكبير الطاهر وطار. ولد الطاهر وطار سنة 1936 في بيئة ريفية وأسرة بربرية تنتمي إلى عرش الحراكتة. و نشأ في قرية"امداوروش" بمنطقة سدراته الواقعة في شمال شرقي الجزائر من أسرة بربرية تتكلم العربية، وكانت أول خطواته في كتابة الشعر، وكتب قصته الأولى كما يقول في سن السابعة عشرة بعنوان "الحب الضائع"، و توقف سنة 1956 عن مزاولة دراسته في جامع الزيتونة بتونس مستجيبا لنداء جبهة التحرير الوطني للالتحاق بجبال الثورة ضد الاستعمار الفرنسي. وكان تأثيرهذه المرحل كبيرا في حياته كما ورد في روايته «اللاز» حيث وصف مجازر الثامن ماي من عام 1945 في كل من ولايات قالمة، سطيف وخراطة وغيرها. تنقل الطاهر مع أبيه بحكم وظيفته البسيطة في عدة مناطق حتى استقر المقام بقرية مداوروش التي لم تكن تبعد عن مسقط الرأس بأكثر من 20 كلم. هناك اكتشف مجتمعا آخر غريبا في لباسه وغريبا في لسانه, وفي كل حياته، فاستغرق في التأمل وهو يتعلم أو يعلم القرآن الكريم. التحق بمدرسة جمعية العلماء التي فتحت في 1950 فكان من ضمن تلاميذها النجباء. أرسله أبوه إلى قسنطينة ليتفقه في معهد الإمام عبد الحميد بن باديس سنة 1952. انتبه إلى أن هناك ثقافة أخرى موازية للفقه ولعلوم الشريعة, هي الأدب، فالتهم في أقل من سنة ما وصله من كتب جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة وطه حسين والرافعي وألف ليلة وليلة وكليلة ودمنة. يقول الطاهر وطار في هذا الصدد: الحداثة كانت قدري ولم يملها علي أحد. راسل مدارس في مصر فتعلم الصحافة والسينما، في مطلع الخمسينات. التحق بتونس في مغامرة شخصية في 1954 حيث درس قليلا في جامع الزيتونة. في 1956 انضم إلى جبهة التحرير الوطني وظل يعمل في صفوفها حتى 1984. تعرف عام 1955على أدب جديد هو أدب السرد الملحمي، فالتهم الروايات والقصص والمسرحيات العربية والعالمية المترجمة، فنشر القصص في جريدة الصباح وجريدة العمل وفي أسبوعية لواء البرلمان التونسي وأسبوعية النداء ومجلة الفكر التونسية. استهواه الفكر الماركسي فاعتنقه، وظل يخفيه عنجبهة التحرير الوطني، رغم أنه يكتب في إطاره. عمل في الصحافة التونسية: لواء البرلمان التونسي والنداء التي شارك في تأسيسها, وعمل في يومية الصباح، وتعلم فن الطباعة. وأسس في 1962 أسبوعية الأحرار بمدينة قسنطينة وهي أول أسبوعية في الجزائر المستقلة. وأسس في 1963 أسبوعية الجماهير بالجزائر العاصمة أوقفتها السلطة بدورها. في سنة 1973 أسس أسبوعية الشعب الثقافي وهي تابعة لجريدة الشعب وقد أوقفتها السلطات سنة 1974 لأنه حاول أن يجعلها منبرا للمثقفين اليساريين. : من بين أعماله روايات "اللاز" (الجزائر 1974 بيروت 82 و 1977 ، الجزائر 1981 و 2005)، "الزلزال"{بيروت 1974 الجزائر 81 و 2005)، "الحوات والقصر" الجزائر جريدة الشعب في 1974 وعلى حساب المؤلف في 1978 القاهرة 1987 والجزائر 2005)، "عرس بغل" (بيروت عدة طبعات بدءا من 1983القاهرة 1988 عكة والجزائر في 81 و2005)، "العشق والموت في الزمن الحراشي" (بيروت 82 و 83 الجزائر 2005)، "تجربة في العشق" (بيروت-89 الجزائر 89 و 2005)، "رمانة" (الجزائر 71 و 81 و05}، "الشمعة والدهاليز" (الجزائر 1995 و 2005 القاهرة 1995 الأردن1996 ألمانيا دار الجمل2001}.