تونس تكرم الشاعر الفلسطيني د. صلاح محاميد

أختتم "المهرجان الوطني للأدباء الشباب " في مدينة قليبية الساحلية بنجاح ملحوظ. وتم برعاية" وزارة الثقافة والمحافظة على التراث" و "اللجنة الثقافية المحلية " و "جمعية منارة الأدب". شارك فيه عشرات الأدباء القادمين من نواحي الجمهورية و حيث أُنتقين أعمالهم وقُرأت خلال الأيام 22و 23و و24 من الشهر الماضي.  وقد أتحف المهرجان ليالي قليبيه الصيفية ونشّطت أيامه ورشات العمل الأدبية. تم تدشين معرضين للوحات زيتية للرسامتين شيراز بن حمودة وليلى الزارع ومعرض لدار انانا للنشر. تكلم في الإحتفالات ممثلون رسميون وقدّم للمشاركين الكاتب جمال الجلاصي وآخرون.  كذلك تم تكريم ثلة من المفكرين وأساتذة وقدمت أعمالهم وهم : الأستاذ محمد جبلون، المؤلف محمد الصادق عبد اللطيف، الأستاذ جمال الجلاصي، الدكتور حمادي صمود، الدكتور صلاح محاميد، الأستاذ مجدي ين عيسى، السيدة إلفة الشرقي والدكتور محمد البدوي. أما الشاعر منصف المزغني فقد تكلم  عن الشاعر مصطفى خريف بمناسبه مئويته، كذلك الدكتور حمادي صمود عن الشاعر الراحل محجوب العياري. وقد أشرف بلياقة وحذاقة ونجاعة على مسيرة المهرجان الأستاذ نور الدين صمود ووزعت الجوائز على الفائزين الستة في مجال القصة والشعر. وقد خصصت كلمة مسك الختام للشاعر الفلسطيني  صلاح محاميد والذي قدم خصيصاّ من إيطاليا وتحدث حول إصداره " أبو القاسم الشابي يشدو معية ماريا لويزا سباتسياني ملحمة جان دارك" وفي هذا قال المدير العام االمهرجان  الأستاذ د. نورالدين صمود: " ليس هناك أجمل من هذا الإختتام بسماع هذه الترنيمة". وقد ألقى الشاعر الفلسطيني على الجمهور قصيدة اوحتها له قليبية  ناساّ وأجواء وقال" يحق لكم ان تسمعوا آخر ما كتبت، فمنذ أشهر كنت اتمعن وأرعى وأتمتع بالقصيدة التي أنجبتها زوجتي المغربية الكاتبة زينب سعيد وهنا أقحمت طيبتكم ذهني ففاضت القريحة"  وقدمها الى "ضياء"  طفلته بنت الخمسة شهور:

في قليبية

من على شرفة الميمونية

إليك

تسحبني لسعات الشمس

هبوب الريح

تغمرني ضحكتك

تدمغين قبلتك

على وجنان البحر

تومئين، تتساءلين، تتهكمين

تسخرين من الغامض فينا

وتولجين القلب

والفرح البرئ

إيه ضياء

شرارات تتراشق

على خدود البحر

ومن نغنغاتك

أنغام تتطاير

في طيات النسمات

 

إيه يا معجزتي الكبيرة

يا صغيرتي 

أتُرى

هل تعزفين بدوني

البيانو

بأقدامك الطرية

أتثابرين في الحبي ، الزحف

وإحسان الجلوس

أتشاكسين ألعابك

وتلتقطين الحروف

لمهجة نطقك

أتبغين النضوج

النهوض

مسابقة الزمان

 

أتفتقدين صدري

لدك قدميك

كسنابك خيل

 

أتبكين مساءَ

بعد طقس الحمام

في وداع النهار

أتنتظرين غنائي لسهادك:

"نامي يا حمامي

يا وجه الكرام

يا ضوء الحسام

وتحلّيلي أيامي

وتطوليلي أعوامي

تبعيديلي آلامي

تبديليلي أوهامي

نامي يا حمامي

غوصي شهد الأحلام

نامي يا حمامي

نامي .........."

                

أشتاقك صغيرتي

سأعود إليك من عرس الكلام

متأبطاَ قصيدة

وثمة أسباب

حب جديد

 

إيه معضلتي

كيف تصيرينني

وترغمينني أن أصيرك

تستأصلين الطفل العجوز فيّ

لتلدينني طازجاَ

من نعومة أناملك

ودون إذن

تخترقين باحات روحي

تقارعين صدأ الملامح

تستنهضين بيّ

وهج الأرجوان

تضطرينني أن أحبك

أكثر مما أحبني

فلا تسامحي

لا تقايضي

إذا ما تنصلت

من التحدي الحر

وأكون بين يديك

وليدك 

راعياَ لضوء سيفك

مُنصاعاَ

لإيماءات صولجانك

لا تقايضي

لا تسامحي

وثابري

ثابري