تتواصل فعاليات الملتقى الثاني "للتواصل بين مشرق الأمة العربية ومغربها" الذي يقام على هامش الدورة 26 من معرض الكتاب الدولي في دمشق، وتكمن أهمية هذا الملتقى في إثارة أسئلة التواصل والمثاقفة إضافة إلى إشكاليات الهوية الحضارية وترسيخ مفاهيم المقاومة. وكان الشاعر والروائي محمد الأشعري، وزير الثقافة المغربي السابق، قد ألقى كلمة المشاركين في هذا المؤتمر مشيرا إلى ثلاث نقاط: الأولى أن عالمنا العربي مشرقه ومغربه نسيج تجربة ثقافية غنية بمساراتها ومكوناتها، والأهم أن ندرك أنها كانت رحماً لتلاقي ثقافات متعددة، وهذا منبع غناها وقوتها، وساهمت في إغناء الثقافة الإنسانية، ما يجعلنا ننظر لثقافتنا كعامل تنوع وتعدد وتلاقح. والثانية أن عالم اليوم وهو يتجه إلى بناء اقتصاد المعرفة يدعونا إلى إعادة النظر بمستقبل الكيان العربي على أعتاب الألفية الثالثة عبر القوة الثقافية الحديثة التي تجعل منه مجالاً للاستثمار، لأن بناء هذه القوة الثقافية العربية ضروري في صراع البقاء الذي نعيشه وضروري لإيجاد الصيغ السياسية والاقتصادية الكفيلة بخلق شروط جديدة للإنتاج الثقافي تتجاوز ثنائية المشرق والمغرب. أما النقطة الثالثة فهي استحالة أن نفصل المجال الثقافي عن محيطه المباشر وغير المباشر، بل نحتاج إلى بناء هذه القوة الثقافية العربية الحديثة عبر إجراء إصلاحات هيكلية عميقة في مجالات التربية والتكوين والبناء الاقتصادي ومحاربة الآفات الاجتماعية، وفي مجال بناء مجتمع عادل يقدس الحرية. وقد عرف المؤتمر تقديم مداخلات علمية حول محور الندوة، ونذكر هنا الدكتور أحمد درويش من مصر، والكاتب والروائي السوري وليد إخلاصي، الدكتور رياض عصمت من سورية، الأستاذ محمد قجة وزير الإدارة المحلية في سورية، الدكتور محمد الأشعري من المغرب، الدكتور أحمد برقاوي من سورية، في الجلسة الثانية للمؤتمر تحدث د. عبد المجيد زراقط من لبنان، الدكتور حسين جمعة من سورية، الدكتور عبد الكريم الناعم من سورية، و الدكتور طيب تزيني من سورية، المحور الثاني لهذا الملتقى جاء تحت عنوان "تجليات قضية فلسطين إبداعياً في الرواية والشعر بين المشرق والمغرب" وعرف مداخلات كل من د.متري نبهان من لبنان، د.سليمان الأزرعي من الأردن، الكاتب العراقي عبد الإله عبد القادر، الدكتور فيصل درّاج الفلسطيني، د.فاضل الربيعي من العراق، الدكتورة ماجدة حامد عزو من ليبيا، الدكتورة فائزة الباشا من ليبيا، الدكتور حسن رشيد من قطر، الدكتور طاهر لبيب من تونس، الباحث جمال باروت،..وعرف المؤتمر صياغة بيان ختامي.