هي مجموعة من الفواصل الشذرية الشعرية، ترتبها الشاعرة المصرية في مديح الحرف والكتابة. شذرات مسكونة بأسئلة القصيدة وتجلياتها. لذلك تحاور المقاطع الشعرية كنه الحرف واستعاراته لتنتهي الى محاورة «الأنا»، ذاتها المتعددة و«أم الفواصل» القصيدة في مجازاتها المتعددة التأويل.

فاصلة تتبعها أخرى

عبير يوسف

(1)

القصيدة
هي التقاط خيط
قبل أن تلقفه المرأة العجوز
فتغزله عباءات للترهل

(2)
كتهجئة أولى
تتوالد الحروف بلا هوية
بعين ماكرة
تتخير الكلمات حروفها

(3)
كنبع لا يرتوى
يظل الماء يسعى للمطر

(4)
فاصلة تتبعها أخرى
بأحلام الشتاء الدافئة

لا أكاد أنهي حرفا
ليصدمني آخر
بينما آخرون 
بطرق متفرقة ينتظرون

(5)
كسماء< B> حالمة
تنتظر الورقة عشاقها
حيث التورط الأعظم
ما بين محبرة وقلم

(6)
ما بين حنين وآخر

إبتسامة لقاء
وتخوف من فقد

(7)
تتوهج الروح

حرفا ...حرفا

 

(8)

لاشىء أشبه بحلول الحرف
في روح الجسد

 

(9)
البحث عن الحرف
أشبه بتيه
مقدمته لا تفضى لنهايته
ووسطه معضلة كبرى
وعن يمينه وشماله
تلال من ذكرى 
وبريق من نور
يتغلغل بأماكن شتى
كيلا يدل سريعا 
عن لغز الطريق

(10)
سنجد للغز حلا
عندما نستقيظ من الحلم
مازلنا بالمتاهة نغفو
أشبه بشاعر
هذا الذى يسبق ظله
توغلا بظلال الآخرين


(11)
لم يكن عبثا أبدا
أن النور سبق الظلمة
حكمة قديمة لم يقلها أحد

(12)
سأكون كما أنا فهكذا أفضل جدا

(13)
هوميروس لم يسترح بقبره
والألياذة تكرر تباعا
فمتى يصعد الأبطال للسماء
وتستسلم للخديعة اسبرطة ؟

(14)
أخشى أن أثنى على حرف
فأثير غيرة الآخر
وأفتقد تتابعه الأجمل

 

***

يحدث  أحيانا

أن أكون بالزمان والمكان الخطأ

وتغادرني اللحظة بلا جدوى 

 يحدث أحيانا ألا أكون أنا

ربما تكون غيري

ضميرا منفصلا تقديره سدى

 

سأعانق أوراقي

ربما الحروف

تخترقنى

ذات جدب

 

سأخبر الآخرين

كم الحياة جميلة

وأخفى أقراصى المهدئة

بعيدا عن أعين المتطفلين

 

يحدث أحيانا

أن أرى كونا أجمل

فإذا حاولت استبقاء أحلامه

غادرني بلا عودة

 

يحدث أحيانا

ان تعرقلنى دمعة طفل

فلا أجد بجعبتي

سوى حروف عرجاء

أسكبها بين يديه كحلوى

وأنصرف قبل أن يشيعني بفقد

 

يحدث أحيانا أن يعاتبنى حرف

فأستبدله بآخر

وصرخات احتضاره

تئن مضجعى

 

يحدث أحيانا

أن اقترفني بلا خجل

 

يحدث أحيانا

أن تمطر بداخلي

أن ألملم أحلامي

من نوازع الطريق

 

يحدث أحيانا

أن أتقلص

أتقوقع

أمشط أحزان القمر

وأظل أبكي بلا هوادة

كأنه قيد مستعر

 

يحدث أحيانا

 أن أحلم ولا أستيقظ

إلا عندما يلقيني الطائر كأحجية

لأزمنة قادمة

 

يحدث أحيانا

أن أرسم وطنا

فيرتاده الجميع

وأفر منه على غير هدى

 

يحدث أحيانا

أن أقترض ابتسامة هذا وتلك

وتظل الدمعة تعربد بداخلي

 

يحدث أحيانا

أن تغربلني الأشياء

تشردني الأوهام

وأستجدى عمرا

من اللحظات المارقة بدمي

 

يحدث أحيانا

أن أكون كما أنا

وتدهشنى هواجسي

حين تسألني

من أنت..

 

 

***

 

سأنزع عني حزني

مازلت أعرف نفسي

بأنني لوحة رسمها  فنان حداثى

بتوقيعك

 

سميتك أيقونة صبري

بعدما انبثقت من داخلى فتيا

 

أتشبث بقلبي

خشية الغرق

كان الغرق كالمطر حلما

أصبح وقت الجدب

أملا بارعا في الاختباء

 

سأنزع عني حزن يدثرني

عليكم بارتقاب زلزال العصر

 

تخبرني أشيائى

بأننى الأجمل

ولازالت المرآة

منذ آخر لقاء بيننا

مهشمة

 

لن أشى بي مجددا

سأخرس أناملي

سأقتنص من الصدق

بضع اغماءة

وأرتكن بجوار أقرب حائط

لأقترف اللاشىء ببراعة

 

 

شاعرة من مصر