قصائد

رنا التونسي

 

1

على أبواب المدن المتأخرة

والضحكات التي تأتي بغير حساب

سأقف وحيدة ومنكسرة

لا أعرف تماما

متى بدأ ذلك الضعف يتسلل إلى جسدي

ومتى بدأت روحي في الذبول

رغم سنوات الجلوس بجوار معاطف الأحباء.

2

أنا مصورة العائلة

أصورهم حتى وان خلت منهم الممرات

أصورهم

لكني عندما أنزع عنهم ملابسهم

 يشبهونني حقا.

3

كان يحرك اصبعيه

في حركة دائرية

 كمن يبني خندقا في الرمال

 لجيوش كبيرة تقهقرت

تماما بين فخذيها.

وهى من مكانها وبفطنة انثى

كانت تراقب اخر سيل من الدماء

كاد أن ينسل من بين اصابعه.

بالطبع لم ينفلت العالم من بين يديه

لكنه فقط لم يعد شاعرها المفضل

وهى كانت تتصور أشياء كلما أمكنها التخيل

وهو يلبس غطاء الطعام فوق رأسه

أو وهى تنزع له قطعة حميمة من ملابسها

وتربط إحدى عينيه.

لم يكن وجهها أبدا بذلك الحزن

لكني أؤكد لك

أنك اذا فتشت في حقيبتها

ستجد نفس الكراسات القديمة

نفس الأيدي التي ارتعشت

وضفائر تطير

تطير وحدها.

4

أهبط على الدرج

وأنا أكتم صراخا مجروحا

مثل شفرة حلاقة

في فم أحد المساجين

هنا أصل

لتخونني الرحلة

وأجد في يدى

كما هائلا من الهواتف الخلوية

رسائل لا تصلني

وحبيب لا يليق بي.

غادرت عائلتي فجأة وتركتني

ضفائري معلقة على جذع إحدى النخلات

شرياني مفتوح

على طريق اخر لم أسلكه

لو كانت لي معركة

لتركت جنودي

تذهب هناك

وتحارب بلا ضمير

5

على مرافئ الوحدة والغياب

أدفىء أحزاني

وأمعن النظر في المناطق التي دمرتها

غارات أحلامي.

ثوبي الممزق من الريح

قبلة في الهواء

لا تأتي

ولا ترحل.

على مرافئ الوحدة والغياب

أفكر بدقة في مراحل شبابي

شبابي

عين مفتوحة على الأخر

على لذة العابرين

وقسوة المرور بالقرب

والاحتراق

الذي لا يصل أبدا إلى الخارج.

ولدت في جملة

مقطوعة الصلة

في كليشيهات الغرام

ورغبة في الكلام.

ولدت

لأجد نفسي أكبر

في مرآة سيارة.

في تجربة الانتظار واللاعودة

في شارب الرجل العجوز

وشعر المرأة المنكوشة.

ولدت

لأجد نفسي

أحلم

بطرقات بعيدة.