زيتونة المعنى

علي الشرقاوي

يا محمود
يا ماء السؤال ينط من أحلامنا الأولى
ويكرز بالطفولة في توغلها وراء طلاسم الآيات
يا محمود
يا زيتونة المعنى
تهز خواصر الدنيا
فتطلع في الليالي مريم الكلمات.
قالوا: مات
قلت: الماء ليس يموت
قالوا........
آه يا محمود
منذ الريح
منذ قصائد التلميح
منذ الدرب يحمل بالجريح جريح
منذ الحرف في الشعر المقاوم بين عاصمتين
منذ اناك يا محمود في فتوى
«إنا من قريةٍ عزلاء منسية
كل رجالها في الحقل والمحجر
يحبون الشيوعية»
كنت هناك يا محمود
في وجعٍ تعلمنا الحديقة في روائحها
وتفتح بابها السرّي للأنوار
تحجل بالصغار، يشاكسون الحلم في تجواله
وينتشرون في الدنيا كصوت صلاة.
يا محمود
كنت البوصلات لنا
هناك.. هنا
تشد يدا الهواء وتسكب الأيام في الكلمات.
يا محمود
يا زيتونة وحشية الورقات
بين زيوتها نحيا ونرتكب المراكب
أنها سكري براعيةٍ
فلسطينية العينين والصورة
وترتكب الكواكب
أنها نشونةٌ بيدين من حجرٍ ومن زعتر
تواصل خيلها شوق السباحة في رمال التيه
تكتشف الذي في الحرف او تفاحة الكلمات.
يا محمود
يا أصواتنا في لحنها تنمو
كأن التين يصعد هامة الزيتون
يا استأذنا في الحلم، هذا أنت
كالمشكاة في أحلامها تمضي قصائدنا
فنمشي في توهجها
الى ما ليس تكسره موانئ أحلك الأوقات
هذا أنت يا لحن القصيدة في توهجها
تركت لنا على المتوسط المرتاح بين القلب
وقتا سيدا كالرمح
يا محمود
كنت صديقنا في رحلة الكلمات
كنت لنا
نعم يا أجمل العشاق
حادٍ يكسر بالأغاني حالكات الوقت.
تكتبنا
وترسلنا كلحن بدواة الدنيا
الى ما ليس يعرفه صدى الأفاق
يا محمود
اضحك سيدا في غيمة الإشعار
امرح سيدا في نجمة الأيام
افرح سيدا كمجرة في صمتها تنمو
ويسقي عطرها تاريخ عاطفة الفراشة في قميص اللون.
سوف تظل في أحلامنا الأولى
كضوء الحلم
تذهب في خلايانا
وتذهب في مرايانا
وتذهب....
لا تغيب الذات يا محمود
بل تحيا وجودا في بذور وجود
يا درويشنا الغاوي محبتنا
اذهب في تجوّلنا وراء بحيرة الأعلى
تشهّب في تحولنا من المادي للروحي
يعرف احمد العربي
ان هواك يا محمود
باقٍ كالمجرة في تذبذبها
وباق صوتك الاممي يا محمود
باق انت في اقصى خلايانا
كأن الصوت يعزف وردة الاكوان.