في رحاب محمود درويش
في كنف الحجر البعيد.. سكت تغريدك خارج السرب.. في المنفى البعيد.. غيبوبتك الأبدية.. سباتك الأبدي.. قصيدة في بدايتها.. لم تنته بعد.. ستظل تسكننا إلى الأبد.. علمتنا كيف نغرد لـ "ريتا".. كلنا نعشق "ريتا".. كلنا نردد "ريتا".. حملنا قصائدك ومضينا.. ننتشر في اللامكان.. قصائدك اليوم تنعيك.. قضيتك اليوم ترثيك.. ونحن.. نحتاج إلى الدموع لنبكيك.. العالم اليوم ضدنا.. والاتجاهات تخنقنا.. وخطر الأحبة يهددنا.. فإلى أين.. يا ترى نمضي..؟ حكاية شعر محمود.. حكاية مأساة شعب.. مأساة أرض فلسطين.. مأساة البشر.. كل البشر.. لا ندري أي قدر حل به.. ليتوقف قلبه عن الخفقان.. في أمريكا الطغيان.. برمزية الفنان.. يقول لنا بلغة الوجدان..: هنا انفجرت علينا غرائز العدوان..! أراد القدر.. تصوير مأساة البشر.. عبر مأساة موته خارج الدار.. من الطفولة رددنا..: "سجل أنا عربي.." ثم.. "معتدل القامة أمشي.." إلى "ريتا".. وشدو خليفة.. تتسلل رسائل الحب والحنين.. تمتزج برائحة الأرض وعطر الحبيب.. بمهارة العاشق يمرره إلى قلوبنا.. إن رحلت عنا إلى الأبد في النهاية.. ستبقى بيننا.. أبدا قصيدة بلا نهاية. من وطنٍ إلى وطنٍ.. سافر بنا.. ومن قلبٍ إلى قلبٍ.. طار كالطيف بنا.. بحثًا عن الهُوَيَّةٍ.. التي يرجمُنا العالمُ من أجلها.. لأننا نحبها.. نحبها.. فلسطين.. تصلب من جديد.. في عهد أمريكا النفط والدولار والحديد. بخشوع المتعبد نصغي إلى شعره.. قرأناه.. لننسى همومَنا.. لنواسي أنفسَنا.. لنرى الحبيبةَ بعينيهِ.. لنسمعَ نبضَ قلوبنا.. لنسمع آهات أهلنا.. ليجمعنا حصار العار.. تحت سقفٍ من الضجرِ والأملِ. قرأناه طفلا وشابًّا يحب الحياة.. ومقاتلا عنيدا بالكلمات.. يعلّمُ العدو أن الألمَ يمسّ القاتلَ والقتيلِ.. يعلّمُ العدوّ أن الحصارَ سيخنقُ الجميعَ.. بطل يُصارعُ الموتَ في صمت.. يتحايلُ عليهِ حينا بالنسيانِ.. وحينا.. يعقد معه صلحا.. فيشعل معه شمعَ ميلادهِ.. قرأناه رحّالا.. بدأ من الأرضِ وطارَ إلى اللانهائي.. ثمّ عادَ صوفيّ يفكّ رموزَ الحياةِ.. يُهدي المفرداتِ معانيها.. أصر.. أن تبقى الحياة شعرا.. أصرّ.. أن يبقى العالمَ قصيدةً.. يتحرّكُ فيها ويحرّكها بخفّة قطا.. لتمطرَ القصيدةُ حبا وجمالا.. لا تغيب عنهما الحقيقة.. رحلةُ درويش بدأت في وعينا من آهاته: "آه يا جُرحي المكابر.." "وطني ليس حقيبة.." "وأنا لستُ مُسافر!" حطّ ُ رِحالَهُ في قلب شعبه.. مصارعاً ذاكرة النسْيان.. لدى الأعداء والأصدقاء.. صانعاً خرائط.. لا تتبدَّلُ ولا تتغيَّر.. عن رُعْب الواقع تسمو شاعريته.. تختزنُ فلسطين وناسَها.. تختزنُ تاريخَ وحاضِرَة العربَ.. قهر حضرةَ الغياب.. وضَع الكلمةَ على الجُرح المأساوي.. وحول المأساة إلى ملحمة.. ما تنصَّل عن ملحمته.. ما تنصَّل شعب فلسطين عن ملامحه.. ففلسطينُ هي المكانُ.. هي الأرض.. هي الوطنُ.. هي العيشُ الملطَّخ بالدم والعَرَق.. عرفَها شبراً.. فشبراً.. وما نسيَها.. ولا وضعَها في حقيبةٍ.. رسمها على جبهته الشمّاء.. وراح يُصارعُ الأمواجَ العاتيةَ.. ليضع بلادَه بين كفَّيه.. شرفت حدود الكلام.. قبل رحيلك وكذا بعده.. بحجم الشمس سموت بالحقيقة.. صانع الهوية الجديدة.. القديمة.. بالحرف بالشعر بالأحاسيس النبيلة.. بالكلمة المتوهّجة.. المتلأْلئة. ستبقى من الأسماء التي تسكننا.. لا ننساها أبدا ولا تنسانا... المغرب
في كنف الحجر البعيد.. سكت تغريدك خارج السرب.. في المنفى البعيد.. غيبوبتك الأبدية.. سباتك الأبدي.. قصيدة في بدايتها.. لم تنته بعد.. ستظل تسكننا إلى الأبد..
علمتنا كيف نغرد لـ "ريتا".. كلنا نعشق "ريتا".. كلنا نردد "ريتا".. حملنا قصائدك ومضينا.. ننتشر في اللامكان.. قصائدك اليوم تنعيك.. قضيتك اليوم ترثيك.. ونحن.. نحتاج إلى الدموع لنبكيك..
العالم اليوم ضدنا.. والاتجاهات تخنقنا.. وخطر الأحبة يهددنا.. فإلى أين.. يا ترى نمضي..؟ حكاية شعر محمود.. حكاية مأساة شعب.. مأساة أرض فلسطين.. مأساة البشر.. كل البشر..
لا ندري أي قدر حل به.. ليتوقف قلبه عن الخفقان.. في أمريكا الطغيان.. برمزية الفنان.. يقول لنا بلغة الوجدان..: هنا انفجرت علينا غرائز العدوان..! أراد القدر.. تصوير مأساة البشر.. عبر مأساة موته خارج الدار..
من الطفولة رددنا..: "سجل أنا عربي.." ثم.. "معتدل القامة أمشي.." إلى "ريتا".. وشدو خليفة.. تتسلل رسائل الحب والحنين.. تمتزج برائحة الأرض وعطر الحبيب.. بمهارة العاشق يمرره إلى قلوبنا.. إن رحلت عنا إلى الأبد في النهاية.. ستبقى بيننا.. أبدا قصيدة بلا نهاية.
من وطنٍ إلى وطنٍ.. سافر بنا.. ومن قلبٍ إلى قلبٍ.. طار كالطيف بنا.. بحثًا عن الهُوَيَّةٍ.. التي يرجمُنا العالمُ من أجلها.. لأننا نحبها.. نحبها.. فلسطين.. تصلب من جديد.. في عهد أمريكا النفط والدولار والحديد.
بخشوع المتعبد نصغي إلى شعره.. قرأناه.. لننسى همومَنا.. لنواسي أنفسَنا.. لنرى الحبيبةَ بعينيهِ.. لنسمعَ نبضَ قلوبنا.. لنسمع آهات أهلنا.. ليجمعنا حصار العار.. تحت سقفٍ من الضجرِ والأملِ.
قرأناه طفلا وشابًّا يحب الحياة.. ومقاتلا عنيدا بالكلمات.. يعلّمُ العدو أن الألمَ يمسّ القاتلَ والقتيلِ.. يعلّمُ العدوّ أن الحصارَ سيخنقُ الجميعَ.. بطل يُصارعُ الموتَ في صمت.. يتحايلُ عليهِ حينا بالنسيانِ.. وحينا.. يعقد معه صلحا.. فيشعل معه شمعَ ميلادهِ..
قرأناه رحّالا.. بدأ من الأرضِ وطارَ إلى اللانهائي.. ثمّ عادَ صوفيّ يفكّ رموزَ الحياةِ.. يُهدي المفرداتِ معانيها.. أصر.. أن تبقى الحياة شعرا.. أصرّ.. أن يبقى العالمَ قصيدةً.. يتحرّكُ فيها ويحرّكها بخفّة قطا.. لتمطرَ القصيدةُ حبا وجمالا.. لا تغيب عنهما الحقيقة..
رحلةُ درويش بدأت في وعينا من آهاته: "آه يا جُرحي المكابر.." "وطني ليس حقيبة.." "وأنا لستُ مُسافر!" حطّ ُ رِحالَهُ في قلب شعبه.. مصارعاً ذاكرة النسْيان.. لدى الأعداء والأصدقاء.. صانعاً خرائط.. لا تتبدَّلُ ولا تتغيَّر..
عن رُعْب الواقع تسمو شاعريته.. تختزنُ فلسطين وناسَها.. تختزنُ تاريخَ وحاضِرَة العربَ.. قهر حضرةَ الغياب.. وضَع الكلمةَ على الجُرح المأساوي.. وحول المأساة إلى ملحمة.. ما تنصَّل عن ملحمته.. ما تنصَّل شعب فلسطين عن ملامحه..
ففلسطينُ هي المكانُ.. هي الأرض.. هي الوطنُ.. هي العيشُ الملطَّخ بالدم والعَرَق.. عرفَها شبراً.. فشبراً.. وما نسيَها.. ولا وضعَها في حقيبةٍ.. رسمها على جبهته الشمّاء.. وراح يُصارعُ الأمواجَ العاتيةَ.. ليضع بلادَه بين كفَّيه..
شرفت حدود الكلام.. قبل رحيلك وكذا بعده.. بحجم الشمس سموت بالحقيقة.. صانع الهوية الجديدة.. القديمة.. بالحرف بالشعر بالأحاسيس النبيلة.. بالكلمة المتوهّجة.. المتلأْلئة. ستبقى من الأسماء التي تسكننا.. لا ننساها أبدا ولا تنسانا...
المغرب